شرح حديث : اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيدكم. أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
ومما يساعد على حمل العبد نفسه على الالتزام بهذه المسائل والأخلاق النبيلة
أربعة أمور:
أولاً- المشارطة: وذلك بأن تشترط عليها أن تقلع عن السوء، وأن تلزم تقوى الله وطاعته وحبذا لو كان ذلك منك في كل صباح حتى تصل إلى ما تريد.
ثانياً- المراقبة: وذلك بأن تراقب نفسك هل هي فعلاً قد أوفت بما اشترطته عليها أم لا.
ثالثاً- المحاسبة: بأن تحاسبها على الأفعال والأقوال.
رابعاً- المجاهدة: بأن تقصرها قصراً على طاعة الله وتلزمها إلزاماً بمخالفة الهوى والشيطان. .
ومما يساعد على الصدق عدم التحدث بكل ما يسمعه المرء إلا إذا تأكد من تحققه وعلم أن في التحدث به مصلحة، واستحضار الصدق وعقوبة الكذب وأنه مسؤول عن أقواله وأفعاله، قال الله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق:18}،...
وعلى العبد أن يتذكر أن حصائد الألسن هي أعظم أسباب الوقوع في النار لما في حديث الترمذي عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
ومما يساعد على أداء الأمانة والكف عن ظلم الناس استشعار مراقبة الله وعظمة وخطورة حقوق المخلوقين وأنها لا تغفر إلا بالتوبة والتحلل من أصحابها، وأن خيانة الأمانة من شيم المنافقين، فالواجب على من كانت عنده أمانة أن يحفظها، وأن يصونها حتى يؤديها إلى أهلها، كما أمرنا الله بذلك فقال: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}.
واعلم أن ذنوب حقوق العباد مع العباد ومنها ظلمهم باليد واللسان وغير ذلك لا تغفر إلا أن يتوب منها الظالم ويتحلل عنها صاحب الحق
ومما يساعد على على غض البصر وحفظ الفرج .
استشعار خطورة هذا الذنب وما توعد الله به المصرين عليه من العذاب، واستشعار عظم جزاء أهل العفة.
فقد وعد الله تعالى حفظ الفروج ضمن صفات المؤمنين التي يستوجبون بها الفلاح ودخول الفردوس والخلود فيها.
قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ.
ثم ذكر من صفاتهم: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث: إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه. رواه الحاكم والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.
اللهم احسن خاتمتنا وتوفنا وانت راضى عنا
اميره بيتي @amyrh_byty
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة