ها قد جاء رمضان و دنت بشائره و هبت نسائمه و ارتفعت منائره و تباركت أسحاره و فاضت موائده
ها قد جاء رمضان و أعلنت البيوت إستنفارها بالتخزين الإستراتيجي للفيمتو و التانج و قمر الدين و شوربة كويكر .. كما بدأت رائحة اللحم المفروم مع البقدونس تفوح من الأيادي الأنثوية وهي تلف السمبوسة وسط حضور المتطفلين الذين يتظاهرون بالمتابعة ثم يتدرج بهم التطفل إلى الأكل من حشوة السمبوسة حتى يقضون على نصفها وهم يرددون كلمة: ( أذوق !! )
ها قد جاء رمضان و بدأت الإستعدادات بين المسلمين .. فمنهم من ركب الطائرة عائداً من سياحته الخارجية وهو يسخط من رمضان الذي ( خرب عليه إجازته ) .. و منهم من أخذ يتمحص في جدول إمساكية رمضان خوفاً من طول النهار و قصر الليل .. و منهم من هو مستاء من مشقة صوم شهر كامل , فيطلق عاصفة من التأفف وهو يستطرد قائلاً: ( متى يجي العيد ) .. و منهم من بدأ يتصفح مواقع و نشرات القنوات الفضائية ليضع له جدول يومي يتناسب مع بثها الرمضاني من مسلسلات و برامج و فوازير مشقاص ( يا قدمي ) .. و منهم من تتوسم فيه الخير عندما تراه يطلق تنهيدة الإشتياق إلى رمضان و لكن سرعان ما يخذلك قائلاً: يا سلام على جو السهر في رمضان و مقاهي الشيشة و الإستراحات و الطلعات مع الشباب .. الله يبلغنا رمضان بس << لا يا شيخ
أما الأطفال فكما هو المعتاد عند معظمهم .. يتوعدون أهاليهم بالصوم حتى ينالوا مبتغاهم بسماع كلمة ( شاطر ) و عندما تحين أول ساعة من أول يوم في رمضان تبدأ حرب ( حرق الأعصاب ) على الكبار حيث يتلذذ الأطفال بالأكل و الشرب أمامهم حتى يصل اللعاب إلى الركب .. و الغريب أن هؤلاء الأطفال هم أول من يجلس على سفرة الإفطار و لسان حالهم يقول بكل بجاحة: ( ترانا صايمين مثلكم ) !!
و من المسلمين من ينتشي قلبه فرحاً و تستل عيناه بالدموع ليس لقدوم رمضان و إنما لنعمة الله عليه بإدراك رمضان حيث يرتقب أيامه و لياليه طوال العام وهو يردد دعاء السلف الصالح: اللهم سلمني إلى رمضان ، و سلم لي رمضان ، و تسلمه مني متقبلاً.
كما قرأنا .. إستعدادات مختلفة و إهتمامات متفاوتة .. و شهر رمضان ثابت لا يختلف ولا يتغير ؟ .. فما هي حقيقة هذا الشهر ؟ .. و هل نحن من نختلف معه أم هو الذي يختلف معنا ؟
لقد خلق الله تعالى الخلق و فاضل بينهم .. فقد خلق السماوات و جعل السماء السابعة أشرفها .. و خلق الأرض فجعل مكة أطهر بقاعها .. و خلق الملائكة فجعل سيدهم جبريل عليه السلام .. و خلق الإنس فجعل أشرفهم محمد عليه الصلاة و السلام .. و خلق الأيام فجعل أفضلها يوم عرفه .. و خلق الليالي فجعل أثمنها ليلة القدر .. و خلق الشهور فلم يجعل شهر رمضان أعظمها فحسب ، بل أنزل فيه القرآن الكريم و جعل صوم رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام
إذن رمضان حق لله تعالى و ليس لنا .. فلماذا نتعامل معه بخلاف مقاصده ؟ .. لماذا في شهر الإكثار من الطاعة نكثر من النوم نهاراً و نفرط بالأكل و الشرب ليلاً و كأننا ننتقم من صومنا ؟ .. لماذا في شهر المغفرة و الإحتساب يطول مكوثنا المبالغ فيه أمام التلفاز و كأن الكهرباء ستنقطع بعد رمضان ؟ .. لماذا ننحط بأخلاقنا إلى الغيبة و الكذب و النميمة بحجة تضييع الوقت و التسلية حتى موعد الإفطار ؟ .. لماذا في شهر الصبر و ترويض النفس نتمادى بالغضب و الشتائم و ترديد مقولات لا تمت للروحانية بصلة مثل: ( عطشان متى يذن المغرب ) أو ( جوعان ليه ما قومتوني عالسحور ) إلى أخره من مقولات ضعف النفس
لماذا تحول رمضان عند بعضنا من تشريع رباني إلى مهرجان ينظمه مدراء القنوات الفضائية و أصحاب الأسواق و المقاهي و غيرهم ممن يعتبرون شهر رمضان موسم لزيادة أرصدتهم البنكية في حين أن الله جل جلاله جعله موسم لزيادة حسناتنا .. فأين عقولنا التي تضخ لهم المال في موسمهم و تبدد الحسنات من موسمنا ؟
تساؤلات عديدة أسمحوا لي أن أختصرها بسؤال أخير: ( لماذا رمضان بالذات ؟ ) .. بإعتقادي الشخصي أن الإجابة لا تتعلق بضعف إيماننا فقلوبنا ولله الحمد تنضح بالخير .. و لكن السبب أننا أعتدنا على أن ننظر إلى رمضان نظرة دنيوية .. مجرد شهر يأتي بشكل روتيني كل سنه يتغير فيه نظامنا المعيشي من الناحية الزمنية و الإجتماعية كما تتغير فيه مواعيد الطعام و أصنافه .. و هذا ما يجعلنا ننسى أو نتناسى حقيقة تشريعه !!
لذا فقد أن الأوان لنا أن ننظر إلى هذا الشهر الكريم نظرة مختلفة .. نظرة صحيحة تتعمق في الحكمة من تميز شهر رمضان عن غيره من باقي الشهور الا وهي ( النظرة الأخروية )
يقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .. لو قرأت هذه الآية لعلمت بأن الله كتب عليك الصيام فقط .. و لكن لو تأملتها لوجدت فيها ناحية بلاغية خفية ذكرها الشيخ صالح المغامسي وهي أن قوله تعالى ( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ) فيه ملاطفة جميلة و يسيره بعباده حتى لا يظنوا أن الأمر مناط بهم وحدهم .. كما هي تعزية للأمة و إخبارهم أن هذه العبادة العظيمة تعبد الله بها من كانوا قبلنا من الأمم
في هذه الآية لم يشرع سبحانه الصوم فقط , و إنما حدد الهدف من الصوم و ذلك في قوله تعالى ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .. لم يقل ( لعلكم تجوعون ) أو ( لعلكم تعطشون ) .. و إن رجعت إلى بداية الآية لوجدت أن الله يخاطب الذين أمنوا بقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ) .. فلا يوجد في القرآن أية قرنت بالصيام و تبدأ بـ ( يا أيها الناس ) لأن التكليف بعبادة كعبادة الصوم لا يكون إلا لمن حققوا الإيمان لا لمن حققوا القدرة على عدم الأكل و الشرب فقط .. فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( ليس الصيام من الطعام والشراب ، إنما الصيام من اللغو والرفث ) .. و قال جابر بن عبدالله رضي الله عنه: ( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ) .. فإذا كانت الغاية من خلق الخلق هي العبادة .. فإن الغاية من العبادة هي التقوى
حقيقة رمضان لا تقتصر على عبادة الصوم فقط .. و إنما تكشف لنا مميزات عظيمة يتميز بها رمضان و من أعظمها هو أن الله ينزل علينا رحمته التي لا ندخل الجنة إلا بها و التي نطلبها على مدار العام و في كل صلاة .. كما أنه سبحانه يحط الخطايا و يستجيب الدعاء لقول المصطفى عليه الصلاة و السلام: ( أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ) .. و هذا ما يجعل من رمضان ( فرصة حقيقية ) إذا أردت اغتنامها عليك أن تستعد لها بما يلي:
أولاً: نقي نفسك و زكها من الذنوب و الحقد و الحسد .. فقد سُئل ابن مسعود: كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان ؟ .. قال : ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم
ثانياً: استشعر بأن رمضان نقطة تحول في ميزان أعمالك .. فإما أن تثقله بحسنات رمضان ( المضاعفة ) و كنوز ليلة القدر التي أخبرنا الله بأنها خير من ألف شهر ، أم تخرج من هذا الشهر مفلس بحجة تأجيل العبادة إلى رمضان القادم و كأنك لم تسمع أو تقرأ قول النبي: ( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ، فانسلخ قبل أن يغفر له )
ثالثاً: انوي الإجتهاد في رمضان هذا العام كما لو كان أخر رمضان لك و تعبد الله فيه حق عبادته .. فإن أحياك الله إلى رمضان القادم فقد أراد بك خيراً كي يضاعف من حسناتك .. و إن توفاك فقد انتهزت الفرصة مسبقاً و لم تضيع أجر هذا الشهر الكريم .. و هذا ما كان عليه السلف الصالح حيث كانوا يقدمون على العبادة و كأنهم سيموتون إما أثناء تأديتها أو بعدها مباشرة << " أنا أعلم بأن هناك من لا يطيق التحرز الدائم و الحرص الزائد و لا يطيق العمل و الكدح فقط من أجل الإستعداد لأمر لا يدري متى وقت حدوثه .. و لكن عندما يتعلق الأمر بميتة واحدة لا رجعة منها ثم خلود أبدي سواء في جنة أو نار ، فعلينا أن نكون دائماً متأهبين بل و نسارع بفعل الخيرات دون تهاون أو تسويف "
رابعاً: استحضر محبة الله في كل عباداتك كي تتلذذ بها و تستمر عليها .. فإن المحبة تجعلك تخلص لأداء عبادتك دون تكاسل أو تثاقل عنها و كأنها عبء ثقيل تفعله فقط لكونه مفروض عليك !!
يقول ابن القيم: ( فكما أن أشد عذاب يوم القيامة هو الحجب عن الله .. فأشد عذاب في الدنيا هو الحجب عن محبة الله ) .. تلك المحبة ستجعلك تتعبد في رمضان صباحاً و مساءاً دون كلل أو ملل لأن اللذة دائماً تقع على الروح و ليس الجسد .. فإذا أرحنا الروح بلذة الطاعة ، أرتاح الجسد حتى و إن أجهدناه !!
خامساً: مراقبة الله سبحانه في ليل رمضان قبل نهاره و الحياء من الله في صغائر الأمور قبل كبيرها .. فقد روى ابن كثير أن أدم لما ذاق الشجرة فر هارباً .. فنودي: أفراراً مني يا أدم ؟ .. فقال: بل حياء منك !!
هذا في ما يتعلق بالإستعداد ( الذاتي ) لرمضان .. فماذا عن العمل في رمضان ؟
لنبدأ بأول ليلة من رمضان و التي قال عنها النبي صلى الله عليه و سلم: ( إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين ويناد منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ) .. دعوة صريحة و نداء علني إلى دخول الجنة و صد مباشر و ردع حازم عن دخول النار و مع هذا نجد أن بعض المسلمين ينشغلون في هذه الليلة بالفوانيس و المدفع الرمضاني و ترديد الأغاني الرمضانية ثم يضطجعون أمام القنوات الفضائية كي يشهدوا إفتتاح أولى فقرات برامجها الرمضانية !!
و ما أذكى تلك القنوات في جذبنا لمشاهدتها حيث تزف الروحانية إلى قلوبنا بعرض عبارة ( كل عام و انتم بخير ) و بجانبها صورة مضيئة لهلال رمضان .. ثم تتبعها عبارة ( رمضان كريم ) حتى نكاد أن نحتضن التلفاز من شدة تأثرنا بإيمان أصحاب تلك القنوات .. و لكن ما إن نستمر بالمشاهدة حتى نتفاجئ بتيار جارف من المسلسلات و المسابقات و البرامج المليئة بمشاهد الإغراء و التغنج و إستعراض الملابس الشبه عارية التي لا تظهر سوى أجساد زائفة و ملغمة بعمليات النفخ و الشفط .. بل الأدهى و المضحك في نفس الوقت , أنهم يفصلون بين مشاهد تلك المسلسلات و فقرات البرامج بفواصل إعلانية يعرضون فيها عبارة ( تقبل الله طاعاتكم ) << وين طاعات وانتم اساساً ما عطيتونا فرصة نصوم الفرض ؟؟
إذن لننطق من منطلق ( يا باغي الخير أقبل ) و لنواصل مسيرتنا مع إستغلال فرصة هذا الشهر الكريم بتطبيق الأعمال الصالحة .. و منها ما يلي:
1- الصلاة: أرفع سقف همتك مع الصلاة و لا تغتر بركعتين تصليها من التراويح ثم تكافئ نفسك أسبوعاً لا تصليها و كأنك ضمنت الجنة .. فإن من الملائكة من هو ساجد لله لا يرفع رأسه منذ خلقه الله ، و منهم راكع لا يرفع رأسه من الركوع إلى يوم القيامة , وإنهم ليقولون يوم القيامة سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك .. فماذا ستقول أنت ؟؟
لهذا روض نفسك على أداء العبادات و أقبل على الصلاة بحب حتى يتعلق بها قلبك فيتحرك جسدك نحوها دون أن تشعر .. فقد كان خالد بن دريك يقول: كان لنا إمام بالبصرة يختم بنا في شهر رمضان في كل ثلاث ليال مره .. فمرض فأمنا غيرُه .. فختم بنا في كل أربع ليال مره .. عندها رأينا أنه ( قد خفف ) !! .. كما سُئل الحسن البصري: لماذا كان المتهجدون أحسن الناس وجهاً .. قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره
و هذا ما نرى عكسه اليوم عند البعض ممن يتحدث عن الصلاة و كأنه يكره لقاء ربه .. فنجد أن أحدهم إذا خرج من صلاة التراويح بعد أقل من ساعة سخط قائلاً: الله يهدي الإمام طوّل صراحه .. تفككت مفاصل ركبنا من الوقفة !!
كما إن هناك ممن ينشرح له صدرك حين يقول لك: عندي لك مسجد رهيب !! .. فترتسم البسمة على محياك معتقداً بأنه سيشيد بتلاوة الإمام الخاشعة و لكن سرعان ما تتلاشى تلك البسمة من محياك عندما يكمل حديثه ليصعقك بقوله: عندي لك مسجد رهيب يخلص التراويح قبل صلاة العشاء من سرعته هههههههه !!
2- الإكثار من قراءة القرآن الكريم: فقد كان الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمه ما منها شيء إلا في صلاة .. كما كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادات و أقبل على قراءة القرآن.
قد يقول قائل وهو يخرج لسانه متهكماً: " حنا وين والسلف وين " .. بل نحن سواء بما في حياتنا من وساوس و نزعات و ميول إلى فتنة الدنيا و جمال سحرها وغيرها من العوائق التي كانت ولا زالت باقية حتى قيام الساعة .. و لكن الفرق يكمن في ( ترويض النفس و تعويدها ) .. فالسلف الصالح صبروا و كابدوا و شاقوا و زهدوا في الدنيا الزائلة لينعموا بالآخرة الأبدية .. فلا نجعل منهم ملائكة وهم بشراً مثلنا !!
3- الصدقة: احرص على الإنفاق في رمضان فإن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: ( أفضل الصدقات في رمضان )
4- تفطير الصائمين: فإضافة إلى كونه عمل إنساني ، فهو يدر عليك بالأجر العظيم لقوله عليه الصلاة و السلام: ( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) .. كما أن حماد بن أبي سليمان كان يفطِّر في شهر رمضان خمس مائة إنسان ، وكان يعطيهم بعد العيد لكل واحد مائة درهم.
و كثيراً من ربات البيوت اليوم يعانين من توصيل الطعام إلى المسجد أكثر من معاناة طبخه .. فتجد أن الشاب في البيت يمتنع و يتأفف وهو يقول بلهجة محلية: ( ذبحتوني .. ود الصحون للمسجد .. جب الصحون من المسجد ) !! .. حتى إن بعضهم بلغت به السذاجة إلى أخذ مبلغ مادي من أهله مقابل توصيل الطعام و كأن الأمر أمر دنيوي ليس له علاقة بالأجر و الثواب .. بل إن هناك من يحمل الطعام وهو يجر قدماه إلى المسجد بخطى متثاقلة كارهه لهذا العمل و بملامح عابسة و فمه يتمتم بشتائم و تذمر و كأنه يتمنى لضيوف تلك المائدة أن يغصوا غصة لا حياة بعدها !! .. إذن علينا أن نستشعر بأن هذا العمل عمل خيري بصنعه و إيصاله .. كما نبادر بهذه الطاعة العظيمة و نحرص على تفطير غيرنا اكثر من حرصنا على تفطير أنفسنا .. و مما يجدر ذكره أن هناك مشاريع تتكفل بتفطير الصائم على مدى شهر كامل مقابل مبلغ زهيد .. فلا تغلق باب هذا العمل الصالح .. فربما يكون باب دخولك إلى الجنة !!
5- الإكثار من الذكر و الإستغفار و الدعاء: فإن للصائم عند فطرة دعوة لا ترد
6- العمرة في رمضان: فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال: ( عمره في رمضان تعدل حجة )
7- صلة الرحم: فضيلة عظيمة حذر النبي من هجرها و ذلك في قوله صلى الله عليه و سلم: ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) .. لذا فلنجعل رمضان فرصة للتقارب و التواصل و لنطبق شعار ( رمضان يجمعنا ) و لكن على الطاعة لا على المعصية كما هو قصد القناة الفضائية
8- كف اللسان عن الغيبة و النميمة و شهادة الزور و البذاءة في الأقوال .. فإن تساهلت بذلك , عليك أن تتذكر قوله تعالى: ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
9- تجنب سوء الخلق بجميع صوره و أشكاله
10- النية: وهي ما يطلق عليها ( تجارة العلماء ) حيث كانوا يأكلون و يشربون و ينامون بنية التقوي على الطاعة ليثابوا على نيتهم .. فقد كان ابن معاذ رضي الله عنه يقول: ( إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ) .. و قال ابن رجب عن النية : ( ومتى نوى من تناول شهواته المباحة التقوي على طاعة الله كانت شهواته له طاعة يثاب عليها ) .. إذن أخي المسلم أنت في كل الأحوال ستنام و ستأكل و ستشرب و ستمارس جميع المباحات ، فأجعلها بنية التقوي على الطاعة لتستمع بها في الدنيا و تستفيد منها في الآخرة.
لن أحصر الطاعات بنقاط لأنها لا تعد ولا تحصى .. لذا فلنوسع الأفق لعبادتنا و نجعل لأعمالنا في رمضان قاعدة مفادها ( تأدية الطاعات بجميع درجاتها و اجتناب المعاصي بجميع دركاتها )
أحبتي .. هناك من سينتهي رمضانه بإنتهاء الشهر .. و هناك من سيبقى رمضانه إلى أبد الدهر .. فلا تجعل من حياتك سراباً يتلاشى دون أثر !!
همسة مطبخية: أحرصوا أن يكون زيت القلي حار و غزير عشان ما تتشربه اللقيمات أو السمبوسة و انتم تقلونها .. و لا يفوتكم طعم الفلفل الأسود مع شوربة كويكر .. فعلاً طعم خيالي خصوصاً إذا عصرتو ليمون معه .. صدقوني بترمون الملعقه و تشربون من حافة الصحن << يكتب ببطنه
اسأل الله أن يبلغني وإياكم رمضان و نحن بصحة و عافية و أن يرزقنا صيامه و قيامة و أن يجعلنا فيه من الفائزين برحمته و مغفرته و أن يعتق رقابنا و رقاب والدينا فيه من النار إنه ولي ذلك و القادر عليه .. إنه على كل شيء قدير.
و أخيراً لا تنسوني في هذا الشهر الكريم من صالح دعائكم .. فأنا لا أتحدث إليكم من بروج عاجية ، و إنما أنا مقصر و ذنوبي لا تسع لها الأرض .. فأسأل الله أن يسعها برحمته .. قولوا أمين
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خير
اللهم سلمني إلى رمضان ، و سلم لي رمضان ، و تسلمه مني متقبلاً.