حكاية معلمة أخطأت وأبى المجتمع أن يغفر!
متابعات(ضوء): لماذا يعتقد بعض البشر أن رحمة الخالق مجموعة من الصكوك يوزعونها على من يشاؤون، من أخطأ ونال عقابه أن يغلق الأبواب على نفسه حتى يدركه الموت، أم على المجتمع أن يفتح أبوابه ويحتوي المخطئ حتى لا يضطر -مع قسوة المجتمع- إلى التمادي في خطئه.. هذه التساؤلات فجرتها حكاية معلمة اضطرت في سبيل الحفاظ على أسرتها وعرضها أن تقتل خادمتها الخائنة، ونالت عن ذلك الجرم غير المخطط له جزاءها، لكن المجتمع أعرض عنها وأبى أن يغفر.. دعونا مع التفاصيل:
«كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» بهذا التوجيه النبوي الشريف بدأت المعلمة التائبة (نورة) حديثها إلى «رؤى»، موضحة أنها أقدمت على قتل خادمتها وقضت مدة محكومتيها، ثم أفرج عنها بكفالة بعد أن تنازل أهل القتيلة مقابل (50 ألف ريال).. وكيف أن لحظة انتقام شيطانية قادتها إلى متاهات السجن، دون أن تدري أن السجن الأكثر قسوة ليس الذي حواها طوال فترة العقوبة، إنما هو سجن المجتمع الذي حملها لقب قاتلة مذنبة، وأبى أن يفتح إليها ذراعيه مجددا.
زواج مبكر
كانت دموعها كفيلة بأن تبوح بأسرارها الغامضة التي بدأت مع طفولتها الباكرة، لكنها أشارت قائلة: كنت طفلة وحيدة بين شقيقين، علمتني أمي كل ما كانت تحلم به، وألحقتني بأحسن مدارس في المنطقة الشرقية وألبستني أغلى وأرقى الثياب، لكني لم أجد طعم السعادة؛ لأني تمنيت أن يكون لي أخت ألعب معها ونتبادل سويا الحوار، ولم أكد أتجاوز الـ15حتى تقدم ابن عمتي للزواج مني، وبالفعل تم زواجي في هذا السن وأنا ما زالت طالبة إعدادي!
تواصل: تزوجت وأكملت معه رحلتي الدراسية؛ نظرا لطموحي بأن أكون معلمة تربي الأجيال على أسس كريمة، ورغم خلافاتي الزوجية العديدة وأمومتي المبكرة إلا أن حلمي تحقق، وليته لم يتحقق، إذ كان سببا في معاناتي مع الخادمات، فقد استقدمت خادمة سيرلانكية فور تعييني، فكنت أذهب إلى المدرسة وقلبي مطمئن على فلذات كبدي وعلى منزلي، ولم أعلم بما يخبئه لي القدر.
إغواء لحظة شيطانية
أطرقت برهة وكأنها تستعيد تفاصيل ما مر بها، ومن ثم أضافت: كان زوجي موظفا عاديا وراتبه معقول، لكن لا يكفي للمعيشة إذ كان بنظام الورديات، ففي بعض الأوقات يكون في المنزل صباحا، وفي بعضها يكون مساء؛ لذلك كانت تلك الخائنة تستغل غيابي ببراءة مصطنعة لإغواء زوجي رغم أنها لا تمت للجمال بصلة، ولم أتوقع يوما أن تخونني؛ ففي أحد الأيام لاحظت إحدى بناتي أنها تخبئ سوائل غريبة في جعبتها، فبدأت أشك في تصرفاتها، حتى اضطررت ذات يوم للاستئذان مبكرا من عملي، وحينما عدت إلى المنزل في توقيت غير معتاد وجدتها ترتدي ثيابا شفافة للغاية وتقف بباب غرفة نومي لإغراء زوجي الذي لم يكن يلقي بالا إلى تصرفاتها، فأعماني الشيطان وأنهلت عليها ضربا، فهربت إلى المطبخ لتحضر سكينا كي تقتلني، لكني دفعتها حتى ارتطم عنقها بحافة الحوض فسقطت مغشيا عليها..
أغمضت عينيها، وكأن ما مر بها كابوس بشع وهي تضيف: حينما فقدت الوعي بادرت إلى إسعافها حتى أفاقت، وطلبت منها أن ترافقني إلى المستشفى، لكنها رفضت وعالجتها بنفسي وأحضرت لها بعض الأدوية حتى تماثلت نوعا ما للشفاء، بعدها كنت أعد لها الطعام بنفسي، لكنها عانت من حالة نفسية سيئة فعزفت عن تناول الطعام والدواء سرا، فازدادت حالتها سوءا حتى عدت من دوامي في أحد الأيام لأجدها جسدا بلا حياة.. رحلت وتركت لي عذاب الضمير.
خلف القضبان
وقع الأمر على قلب (نورة) كالصاعقة، فعلى الرغم من غضبها الشديد لمحاولتها إغواء زوجها، إلا أنها لم تتمن أبدا أن تفارق الحياة بسبب هذا الأمر، ولعل هذا ما دفعها إلى المبادرة بإخطار الإسعاف والجهات الأمنية، وتكمل: تم الكشف عن كدمات في جسمها النحيل من أثر الضرب الذي نالته مني في لحظة غضب, واعترفت بكل ما جرى، فتم تحويلي إلى القضاء والنظر الذي أدانني بتهمة القتل العمد، ودخلت السجن في انتظار صدور الحكم، وتم إبلاغ أهلها في بلدها، وعشت ليالي طويلة خلف القضبان بين الساحرات والقاتلات والمروجات بعدما كنت مربية أجيال وذات مكانة مرموقة في قبيلتي، حتى تدخل شقيقي وأخذ يبحث في طريقة لخروجي بكفالة وتنازل أهل المجني عليها، وهو ما حدث بالفعل مقابل 50 ألف ريال بعد أن قضيت ستة أشهر في عنابر السجون، حرمت خلالها من وظيفتي وسمعتي.
بيتك أولى
تضيف بأسى: بعد خروجي من السجن اعتقدت أن المجتمع سيغفر لي ما حدث، لكنني فوجئت بتغير معاملة المقربين مني وكأنني مجرمة عتيدة الإجرام، وكذلك الأمر بالنسبة لجهة العمل وزملائي فيها، وقضيت فترة عصيبة جدا كانت أكثر سجنا من أسوار السجن، حتى تمكن أخي بعلاقاته من إعادة قيدي للتدريس، فعدت لعملي بعد درس قاس لن أنساه أبدا، لذا أوجه رسالة لكل معلمة بأن تتقي الله في أطفالها وزوجها وتؤمن لهم حياة أسرية مستقرة ثم تذهب للوظيفة، وأن تتقي الله في الخادمة وتذكرها دوما بأن هناك رقيبا وحسيبا، وإن كانت ظروف المعلمة ماديا تكفي لسد حاجة الأسرة فبيتها أولى من الخروج
متفائلة للابد @mtfayl_llabd_2
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
هي دفتها ماقتلتها....عرفتها هاذي اللي بالجبيل...والله بريئه..بس الناس ماتصدق شي تعلك فيه الله لا يحطنا بين حنوكهم
الصفحة الأخيرة
الله يعينها على هالمجتمع