إن الله تعالى جعل حرمة المسلم من أكبر الحُرمات، وأوجب صونها على المسلمين والمسلمات، وهذا ما فهمه السلف قبل الخلف؛ فقد روى ابن حبان والترمذي بإسنادٍ حسن أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما نظر يوماً إلى الكعبة فقال: "ما أعظمَكِ و أعظمَ حُرمتِكِ! والمؤمنُ أعظم حُرْمةً مِنْكِ". وحرمة المسلم غير مقيدة بحياته، بل هي باقية في الحياة وبعد الممات، ويجب صونها والذب عنها في كلّ حال، وعلى كلّ حال.
روى البخاري أن عبدالله بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما شهد جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها بِسَرِفَ فَقَالَ: "هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ {، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلا تُزَعْزِعُوهَا وَ لا تُزَلْزِلُوهَا وارْفُقُوا".
قال الحافظ ابن حجر يرحمه الله في فتح الباري: يُستفاد من هذا الحديث أنَّ حرمة المؤمن بعد موته باقية كما كانت في حياته، وفيه حديث "كسْرُ عَظْمِ المؤمن ميْتاً كَكَسرِهِ حياً" (أخرجه أبو داود وابن ماجه، وصححه ابن حبان).
منقول
شروق2005 @shrok2005
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
بارك فيك اختي شروق 2005 الغالية على هذه المعلومات