الجـمــ ام ـــــان @algm_am_an
عضوة مثابرة
¤ّ,¸_¸,ّ¤حملة صلاتي نور حياتي ...""... أرحنــا بالصـــلاة ..""
بســم الله الرحمن الرحــيم
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله
نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
في الحديث:
قال رسول الله : { قم يا بلال فأرحنا بالصلاة }.
بعد جهد جهيد وتعب كبير، يحتاج إلى الراحة،
فيبحث عنها في الصلاة، أرحنا بالصلاة،
إنه يجد فيها راحة وطمأنينة وسكوناً.
يدخل في الصلاة فينسى هموم الدنيا، وينشغل عن متاعبها،
إنه يفرغ قلبه لمناجاة ربه، فلا يبقى فيه مكان لهموم
الدنيا ومشاغلها.
إنه يجد فيها راحة لأن قلبه قد امتلأ محبة وتعظيماً وإجلالاً،
لذا فإنه يحب مناجاته، ويجد فيها راحة للنفس،
وقوة للقلب، وانشراحاً للصدر، وتفريجاً للهم، وكشفاً للغم.
إن المصلي واقف بين يدي الله جل وعلا،
مناج لربه عز وجل، فإذا فرغ قلبه لمناجاته،
وأدى حق صلاته، وأكمل خشوعها، وقد امتلأ قلبه محبة لله وتعظيماً وإجلالاً. فإنه إذا انصرف من صلاته،
وجد خفة من نفسه، وأحس بأثقال قد وضعت عنه،
فوجد نشاطاً وراحة وروحاً،
حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها،
لأنها قرة عينه،
ونعيم روحه، وجنة قلبه،
ومستراحه في الدنيا،
فلا يزال كأنه في سجن ضيق حتى يدخل فيها،
فيستريح بها، لا منها.
فالمحبون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا،
كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم : { يا بلال أرحنا بالصلاة }.
ولم يقل: أرحنا منها، وقال : { جُُعلت قرة عيني في الصلاة }
فمن جعلت قرة عينه في الصلاة، كيف تقر عينه بدونها؟!
وكي يطيق الصبر عنها؟!
أمثله من صلاة بعض السلف
هذه صور تحكي كيف كان السلف رضي الله عنهم ورحمهم يصلون، وتظهر جوانب من الراحة التي كانوا يجدونها في الصلاة.
----------------------
فمنهم: من كان يطيل صلاته إطالة عجيبة،
تدل على أنه يجد فيها راحة بالغة، ولذة وسروراً،
وطمأنينة وسكوناً، يود معها أنه بقي طول وقته في صلاة.
إن إطالة الصلاة إذا كانت باختيار من غير إكراه،
ولا سمعة فيها ولا رياء دليل على أن المصلي وجد فيها ابتهاجاً ونعيماً كبيراً، وإلا لم يطلها بهذه الصفة، فإن الإنسان
إذا ملّ حالة وسئمها، عجل الانصراف عنها.
-----------------------
ومنهم: من إذا دخل في الصلاة خشع قلبه،
وسكنت جوارحه، حتى يظن من رآه أنه جماد،
بل إن الطير قد يظن ذلك المصلي حائطاً، فيقع
على ظهره لشدة سكونه،
وهذا السكون دليل على الراحة التي يجدها
المصلي في صلاته، إذ لو لم يجد فيها راحة
لم يسكن هذا السكون، فإن المرء إذا كان على وضع لا راحة له فيه تكثر حركته، والتفاته، وعبثه.
قال ثابت البناني: ( كنت أمر بعبدالله بن الزبير
وهو يصلي خلف المقام، كأنه خشبة منصوبة لا يتحرك ).
قال يحيى بن وثاب: ( كان ابن الزبير إذا سجد
وقعت العصافير على ظهره، تصعد وتنزل،
ولا تراه إلا جذم حائط ).
---------------------------------
ومنهم: من إذا دخل في الصلاة انشغل بها عما حوله،
حتى لا يشعر بما يحدث عنده وقريباً منه
وإن كان عظيماً، ومتى عظمت محبة الشخص
لأمر، فإنه ينشغل به حتى عن نفسه،
من المصلين من يجد في صلاته لذة تشغله عما حوله،
فمنهم من لا يشعر بوقوع شيء أصلاً،
ومنهم من يشعر بذلك لكنه لا يلتفت إليه،
ولا يعبأ به، فكأنه لم يشعر، لقوة حضوره في صلاته،
وانصرافه لها، وعدم اهتمامه بما سواها وانشغاله عنه.
قال ميمون بن مهران: ( ما رأيت مسلم بن يسار
ملتفتاً في صلاة قط، ولقد انهدمت ناحية
من المسجد ففزع أهل السوق لهدمها،
وإنه في المسجد يصلي فما التفت.
ولما هنئ بسلامته عجب وقال: ما شعرت ).
--------------------
ومنهم: من يصيبه في صلاته وجع شديد وألم،
فلا يلتفت له، ويستمر في صلاته، قد أنسته لذة الصلاة شدة الوجع، حتى كأنه لا يحس به.
. فكم من لذة يجدها هذا الرجل في صلاته. وكم من راحة وسرور، نسي معه تعب السفر، ومشقة الطريق،
وهون عليه ضرب السهام.
فاحرص - يا رعاك الله - على إكمال صلاتك
وإتمام خشوعها، حتى تجد فيها الراحة والطمأنينة.
فلن تكون الصلاة راحة لك، إلا إذا أقمتها كما أمرت،
بطمأنينة وخشوع وحضور قلب (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ
عَلَى الْخَاشِعِينَ )
فالخاشع الصلاة خفيفة عليه، محببة إليه،
أما غير الخاشع فالصلاة عليه ثقيلة،
لا يجد فيها راحة ولا سروراً.
غـــــــــاليتي اهـــــــديكِ
http://www.saaid.net/flash/1128049911.swf
اللهم ارزقنا الخشوع في الصلاة،
واجعلها قرة عين لنا،
يا رب العالمين.
60
5K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
راح انضم للحمله