حملة ۝وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم۝ ...

ملتقى الإيمان

center]





لبيك.. أم المؤمنين قد نصرك الله...فلا غالب لكِ










الحمدُ لله ألقائل( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّالَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ


لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَالْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)




والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آلة وصحبه




الطيبين الطاهرين........وبعد
لبيكِ... أماه




من الخير الذي وعدنا الله به في هذا اليوم أن ننشر عن الصديقة أم المؤمنين

خصالها ومناقبها وسيرتها كي يعرف من هي هذه الطاهرة




التي اعتبرت نبراساً أضاء للأمة امتداد طريق النبوة ..





اختارها الله أم المؤمنين وقال (وأزواجه أمهاتكم) واختارها زوجة لنبيه عليه


الصلاة والسلام




هي من قال عنها رسول الله(فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)




نعم أنها عنوان الطهر والعفة .. كيف لا وقد غار الله لها من فوق سبع سماوات




قال الحافظ ابن كثير ولما تكلم أهل الإفك بالزور والبهتان غار الله لها




فأنزل براءتها في عشر آيات من القرآن تتلى على تعاقب الزمان
(البداية والنهايه8856)




أن من تطاول على أمي وأم المؤمنين الطاهرة رضوان الله عليها أقول له


لو سترت الصبح بكل شيء




ما أنستر على رسلك يا خاسر أتتطاول على القمم الشماء لست إلا كذبابة حقيرة


سقطت على نخله




عملاقه فأردت أن تنصرف فقالت باستعلاء..تماسكي يانخله أني راحلة عنك فقالت


النخلة العملاقة..فهل




شعرت بك عندما سقطت علي حتى استعد لرحيلك عني...












أن نباحك في لندن وكذبك وزورك وبهتانك وفجورك


وأفكك المفترى على الصديقة بنت الصديق والذي نفسي


بيده لم ولن يزدنا إلا تقرباً وتعبداً إلى الله في حبها والذب عنها بكل ما استطعناه من سبيل..



ولاغترابه أن يأتي أمثالك بكلام الفحش لأن دينك هو من صنعه




وصاغه هم بشر من أهل الهوى والزيغ والفساد والشذوذ
يجعلنا


نحمده سبحانه على ما أنعم به علينا من نعمه الإسلام والسنة




ولم يجعلنا نتخذ من دونه أرباب وأولياء


روافض كقطيع لا عقول لهم ** يكفي لإسكاتهم ماء وأعلاف







اليوم هو يوم النصرة فهذا من البر بأمكم أن يذب عن عرضها بكل ما استطعتم من


سبيل ولتكن من هنا البداية بذكر محاسنها ومناقبها وعلمها ونشره على أوسع نطاق...



وفي هذا المتصفح بعون الله ثم بجهودكم أبناء وبنات أم المؤمنين عائشة نجمع


سيرتها الطاهرة وفضائلها




ليعلم مكانتها ومنزلتها رضوان الله عليها في قلبونا لا عذب الله قلب فيه حب


الصديقة بنت الصديق




أتمنى التفاعل الجدي منكم فهذه الطاهرة أمي وأمكم وأم المؤمنين...وهذا عرض


نبيكم علية الصلاة والسلام



لبيكِ أم المؤمنين قد نصرك الله...فلا غالب لكِ...


]





عائشـة أم المؤمنين .. !









بنت الأمام الصـديق الأكبر , خليفة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _


أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد


بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشية , التميمية , المكية ، النبوية ،


أم المؤمنين , زوجة النبي عليه أفضـل الصلاة والتسليم أفقه نسـاء الأمة على الإطلاق .


وأمها : هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة الكنانية .






تزوجها نبي الله قبل الهجرة بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد , وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً .


فروت عنه علماً كثيراً , طيباً . مباركاً فيه . وعن أبيها . وعن عمر , وفاطمة .


وهي أحب أوزاج الرسول إليه ولم يتزوج بكراً غيرها ، ولم ينـزل الوحي على الرسول في لحاف امرأة غيـرها ، و تزوجها بمكــة , و قد أتاه


الملك بها في المنام في سرقة من حريرة ، مرتين أو ثلاثاً ، فيقول : هذه زوجتك ..


قال : " فأكشف عنك فإذا هي أنت , فأقول : إن يكن هذا من عبدالله يمضـه , فخطبها من أبيها فقال : يارسول الله أو تحل لك ؟ قال : نعم ! قال : أو لست أخوك ؟


قال : بـلى في الأسـلام , وهي لي حلال , فتزوجها


رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فحضيت عنده "


و أحبها الرسول ,, حباً شديداً وكان يتظاهر به ، بحيث إن عمرو بن العاص _ وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة _


سـأل النبي _ عليه أفضل الصلاة والتسليم _ : أي الناس أحب إليك يارسول الله ؟ قال: " عائشة " . قال فمن الرجال ؟ قال : " أبوها " .


و هذاخبر ثابت على رغم أنوف الروافض , و ماكان _ عليه السـلام_ ليحب إلا طيباً . وقد قال " لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الأمة , لاتخذت أبا بكر خليلاً , ولكن أخوة الإسلام أفضـل " . فأحب أفضل رجل من أمته , و


أفضل امرأة من أمته , فمن أبغض حبيبي رسول الله _ عليه أفضل الصـلاة و التسليم _ فهو حرى أن يكون بغيضاً إلى الله و رسوله .


ولما تكلم فيها أهل الأفك بالزور والبهتان


غار الله لها فأنزل بـراءتها في عشـر آيات من القرآن يتلى على تعاقب الزمان .


لتشهد على عائشـة المبرأة من فوق سبـع سموات _رضي الله عنها _


و قد أجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها ..










ومن خصـائصها .. !


أن الرسول مات في يومها و في بيتها وبين سحرها و نحرها , وجمع الله بين ريقه و ريقها في آخر سـاعة من ساعاته في الدنيا , و أول سـاعة من سـاعة الآخرة ..! ودفن الرسول في بيتها .



و أنها أعلم نساء النبي _ عليه الصلاة والتسليم _ , بل هي أعلم النسـاء على الأطلاق , وذهب بعض أهل العلم إلى أنها أفضل من أبيها , وقد تفردت أم المؤمنين عائشة بمسائل عن الصحابة لم توجد ألا عندها ، و انفردت بأختيارات أيضـاً و ردت أخبار بخلافها بنوع التأويل .. وقد أجمع على ذلك غير واحد من الأئمة , ولمنـزلة عائشة رضي الله عنها من الرسول صلى الله عليه وسلم فقد اطلعت على ما تطلع عليه المرأة من أمور زوجها الخاصة ولشدة ذكائها وفهمها فلقد حفظت عن الرسول صلى الله عليه وسلم علمًا كثيرًا طيبًا ونقلت إلى الأمة ما حفظت عنه صلى الله عليه وسلم ولأنها عاشت بعده صلى الله عليه وسلم ما يقرب من خمسين سنة فلقد احتاج الناس إلى علمها فكانوا يهرعون إليها يسألونها عن معضلات المسائل التي تنزل بالمسلمين فيجدون عندها الجواب الشافي .








فضيلة عائشة ..!



عن إسماعيل بن جعفر : أخبرنا عبد الله بن عبدالرحمن , سمع أنسـاً يقول : قال رسول الله _ عليه الصلاة والسـلام_ :


" فضل عائشة على النسـاء , كفضل الثريد على سائر الطعام " .



وعن أبي بكر بن حفص ، عن عائشة : أنها جاءت هي و أبواها ، فقالا: أنا نحب أن تدعو لعائشة بدعوة و نحن نسمع . فقال رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ : " اللهم اغفر لعائشة بنت أبي الصديق مغفرة واجبة , ظاهرة باطنة " . فعجب أبواها , فقال : " أتعحبان ، هذي دعوتي لمن شهد أن لا إله إلا الله ، و أني أنا رسول الله " .


شعيب .عن الزهرى , حدثنى أبو سلمة ، أن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يــا عائش ُ ! هذا حبريل يقرأ عليك السلام " قالت : وعليه السـلام و رحمة الله وبركاته ، و ترى مالا ترى يا رسول الله .!












و قيل عنها .!



قال عروة : ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة .







قال عطاء بن أبى رباح : كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيًا في العامة .







قال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .







قال أبو موسى : ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علمًا .







قال مسروق : رأيت مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض .







قال الحافظ ابن حجر : الصديقة بنت الصديق مات النبي صلى الله عليه وسلم ولها نحو ثمانية عشر عامًا ، وقد حفظت عنه شيئاً كثيرًا وعاشت بعده قريبًا من خمسين سنة ، فأكثر الناس الأخذ عنها ، ونقلوا عنها من الأحكام والآداب شيئاً كثيرًا حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها







عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَكَتْ ، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، تَقْدَمِينَ عَلَى فَرَطِ صِدْقٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى أَبِى بَكْرٍ ( أخرجه البخاري ـ كتاب فضائل الصحابة ـ باب فضل عائشة 5/36 )








عَنْ ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ : اسْتَأْذَنَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَبْلَ مَوْتِهَا عَلَى عَائِشَةَ ، وهي مَغْلُوبَةٌ قَالَتْ : أَخْشَى أَنْ يُثْنِىَ عَلَىَّ . فَقِيلَ : ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ . قَالَتِ : ائْذَنُوا لَهُ . فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدِينَكِ ؟ قَالَتْ : بِخَيْرٍ إِنِ اتَّقَيْتُ . قَالَ : فَأَنْتِ بِخَيْرٍ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْراً غَيْرَكِ ، وَنَزَلَ عُذْرُكِ مِنَ السَّمَاءِ . وَدَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ خِلاَفَهُ فَقَالَتْ : دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَثْنَى عَلَىَّ وَوَدِدْتُ أَنِّى كُنْتُ نِسْياً مَنْسِيًّا ( أخرجه البخاري ـ كتاب التفسير ـ تفسير سورة النور باب (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ )(النور : 16)















رواية الحديث .. {




و مستندها يبلغ ألفين و مائتين و عشـرةأحاديث . اتفق البخاري ومسلم لها على مائة وأربعة وسبعين حديثاً ، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين وانفرد مسلم بتسعة وستين .






أسباب إكثار أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من الرواية:





نستطيع حصر أسباب إكثار أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من الرواية في النقاط الآتية :





1 – ملازمتها الشديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ملازمة الزوجة لزوجها ، وهذه الملازمة أطلعتها على كثير من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لم يتمكن غيرها من الاطلاع عليها ، فحفظت عنه ما لم يحفظه غيرها .





2 – حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وميله إليها أكثر من غيرها من بقية نسائه مكنها من طول مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم والتعرف على ما تريد وتسأل عن كل ما تشاء .





3 – صغر سنها ، لقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها وهي في التاسعة من عمرها ، وهذه الفترة من عمر الإنسان هي فترة الحفظ والتحصيل ، لأن الإنسان في هذه الفترة يتمتع بصفاء الذهن وقلة الشواغل عن الحفظ .





4 – ذكاء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الفذ الذي تميزت به على غيرها مكنها من حفظ أقواله وأفعاله وتقريراته ، وكل ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم .





5 – ملازمتها للمدينة المنورة ، وفي المدينة كثر طلاب العلم ، فكثر الآخذون عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقام طلابها بتبليغ ما أخذوا عنها .





6 – حرص المسلمين على الأخذ والتلقي عن السيدة عائشة رضي الله عنها لملازمتها للرسول صلى الله عليه وسلم واختصاصها ببعض أموره صلى الله عليه وسلم التي لم يعرفها غيرها ، ولا أدل على ذلك من أن الصحابة كانوا يرجعون إليها في كثير من المسائل التي لا يطلع عليها إلا زوجة الرجل وكانوا ينزلون على قولها .





7 – تعدد مصادر التحمل بالنسبة للسيدة عائشة رضي الله عنها ، فكما أخذت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد تحملت عن كبار الصحابة فروت عن أبيها أبي بكر وعمر وفاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها وغيرهم







8 – تفرغ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم للرواية والإفتاء ، فلم تشغل نفسها بغير ذلك .





9 – تأخر وفاة السيدة عائشة فقد عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة زمنية طويلة ، ما يقرب من نصف قرن ، فلقد توفيت في السنة الثامنة والخمسين ، وفي هذه الفترة احتاج الناس إلى علمها ، وكان يجب عليها تبلغ ما سمعت .















وفاتها ..!




توفيت ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان من السنة السابعة أو الثامنة أو التاسعة والخمسين للهجرة. صلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروةابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسموعبد اللهابنا أخيها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذ سبعا وستين سنة.















وفي هذا اليوم الذي غادرت هذه الدنيا روحاً و أختفت جسـداً




أما شذا الذكـر وعبق العلم فلازالان ينتشرنا في زوايانا ..




و بعد مرور أكثر من 1370سنة




وفي ذكرى وفاتها ..!





تمطر سمااء بلاد الكفر ..!




بـ ألسنة الطاغات




سم .. و فحش ..




لا يطول طهرها ولا يضرها




!




لكن يقتل أحبتها ..!




الذين يستمعون ,,!





ولا أمامه ألا مساحات الصمت ليفرغوا بها غليان دمائهم ,,!





ثم




يقوموا بنشـر عطرك في كافة الأمكان مااستطاعوا ..!





فأعذريهم يا أمهم ..!




أعذريهم ..!





لم يقصوا تلك الألسنة التي تجرأت عليك ..!




أعذريهم ..!




ففي أجوافهم جمراً يتقد لكن ليس بوسهم عمل شـيء




لتلك الشرذمات و كومة النجاسـات ...!







18
952

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنت اخت خالتي
بنت اخت خالتي
عندما يتحدث


الإنسان عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها يجد مجال الحديث عنها

متعدد المناقب‏,‏ متنوع الفضائل‏,‏ متكامل المواهب‏..‏


إنها عائشة بنت أبي بكر الصديق‏,‏

وأبوبكر الصديق هو أول من آمن بالنبي صلي الله عليه وسلم من الرجال‏,‏ وأول

خليفة للمسلمين بعد رسول الله‏,‏ وأول من بذل أمواله في سبيل الله‏.






قال عنها النبي

صلي الله عليه وسلم ‏:‏
من سره أن ينظر إلي امرأة من الحور العين فلينظر إلي

أم رومان‏.‏ تزوجت في الجاهلية من عبدالله بن الحارث الأسدي‏,‏ ثم توفي عنها‏,‏

فتزوجها أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأنجبت منه عائشة وعبدالرحمن‏.‏


كانت ولادة السيدة عائشة رضي الله عنها بمكة‏,‏ بعد أربع سنين أو خمس سنين

من بعثته صلي الله عليه وسلم ونشأت في هذا الجو الإسلامي الذي يظل أبويها‏,‏

فأسلمت وهي في سن الصبا‏,‏ ففي صحيح البخاري أنها قالت خلال حديثها عن

هجرتها إلي المدينة المنورة لم أعقل أبوي قط إلا يدينان الدين‏.‏ وكانت معرفة

الرسول صلي الله عليه وسلم بها وبأختها أسماء‏,‏ وببقية أفراد أسرة أبي بكر‏,‏

مبكرة‏,‏ لأنه صلي الله عليه وسلم كان يتردد كثيرا علي بيت أبي بكر‏,‏ وكان

يري عائشة ويلاطفها وهي في سن الصبا‏,‏ وكان لها دورها المشرف مع أختها

أسماء عند هجرة النبي صلي الله عليه وسلم إلي المدينة المنورة‏,‏ ولم يكن معه

في تلك الهجرة سوي والدها أبي بكر الصديق رضي الله عنه ‏.‏ وقد خطبها النبي

صلي الله عليه وسلم قبل هجرته إلي المدينة المنورة‏,‏ إلا أنه صلي الله عليه وسلم

لم يدخل بها إلا بعد هجرته صلي الله عليه وسلم إلي المدينة‏,‏ وتم زفافها إلي

رسول صلي الله عليه وسلم في شهر شوال من السنة الأولي للهجرة‏.‏








قصة زفافها من الرسول صلة الله عليه وسلم
وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها قصة زفافها إلي رسول الله صلي الله عليه

وسلم فتقول‏:‏ قدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج‏,‏ فأتتني أمي وإني

لفي أرجوحة بين عرقين أي‏:‏ بين نخلتين ومعي صواحب لي‏,‏ فأتيتها وأنا لا

أدري ماتريد‏,‏ فأخذت بيدي حتي أوقفتني علي باب الدار‏,‏ وإني لأنهج‏,‏ ثم

أدخلتني فإذا نسوة من الأنصار فقلن‏:‏ علي الخير والبركة وعلي خير طائر‏,‏

فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني وهيأنني‏,‏ فلم أنشب أن جاء رسول الله


صلي الله عليه وسلم ودخل‏...‏



ودخلت عائشة رضي الله عنها الحياة الزوجية مع سيد الخلق صلي الله عليه


وسلم فوجدت فيها القلب الرحيم‏,‏ والوجه الضحوك‏,‏ والحنان المتدفق‏,‏ والكلام


الطيب الذي زادها استبشارا وسرورا ومحبة لا حدود لها لسيد الخلق صلي الله


عليه وسلم ‏.‏






وتحكي رضي الله عنها جانبا من تلك الأقوال الطيبة‏,‏ ومن المعاملة الحسنة‏,‏


ومن الحياة المرحة البهيجة التي كانت تحياها في بيته صلي الله عليه وسلم فتقول


كما جاء في الأحاديث الصحيحة ‏:‏ قال لي صلي الله عليه وسلم أريتك في المنام


ثلاث ليال‏,‏ جاءني بك الملك في سرقة من حرير أي‏:‏ في قطعة من الحرير


الأخضر فقال‏:‏ هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي‏,‏ فأقول‏:‏ إن يك هذا


من عند الله يمضه‏.‏



ثم تقول رضي الله عنها قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم ياعائش هذا


جبريل يقرئك السلام‏,‏ فقلت‏:‏ وعليه السلام ورحمة الله وبركاته‏,‏ تري يارسول


الله ما لا أري‏.‏ وتقول‏:‏ كنت ألعب بالبنات أي‏:‏ بصورهن عند رسول الله صلي


الله عليه وسلم وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن أي يستترن من رسول الله


صلي الله عليه وسلم فكان يسربهن إلي أي‏:‏ يأمرهن بالذهاب إلي وتقول‏:‏ قدم


الرسول صلي الله عليه وسلم مرة من غزوة وفي سهوتي أي‏:‏ مخدعي ستر‏,‏


فهبت الريح فانكشف ناحية الستر عن بنات لي لعب‏,‏ فقال‏:‏ ماهذا ياعائشة؟


قلت‏:‏ بناتي‏,‏ ورأي صلي الله عليه وسلم بينهن فرسا له جناحان من غير قاع من


جلد فقال‏:‏ ماهذا الذي وسطهن؟ قلت‏:‏ فرس فقال صلي الله عليه وسلم فرس له


جناحان؟ قلت‏:‏ أما سمعت أن لسليمان عليه السلام خيلا لها أجنحة؟ قالت‏:‏


فضحك صلي الله عليه وسلم حتي رأيت نواجذه أي‏:‏ حتي رأيت بعض أنيابه‏.‏



وتقول‏:‏ قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم مرة‏:‏ إني لأعلم إذا كنت عني


راضية وإذا كنت علي غضبي‏..‏ فقلت يارسول الله‏:‏ ومن أين تعرف ذلك؟ قال‏:‏


أما إذا كنت عني راضية فانك تقولين‏:‏ لا ورب محمد‏,‏ وإذا كنت غضبي قلت‏:‏


لا ورب إبراهيم‏.‏ قالت‏:‏ فقلت أجل والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك أي‏:‏ وأما


ذاتك يارسول الله فهي معي دائما حيثما كنت ‏.‏



وهكذا بدأت عائشة رضي الله عنها حياتها الزوجية مع رسول الله صلي الله عليه


وسلم فوجدت فيها كل مايسعدها من فرح وسرور‏,‏ ومن ابتهاج وحبور‏,‏ ومن


ممازحات لطيفة‏,‏ ومن عبارات رقيقة‏,‏ ومن بشارات عظيمة‏,‏ ومن معاملة


كريمة‏,‏ زادتها قوة في إيمانها وسموا في سلوكها وشجاعة في النطق بكلمة الحق


وعلما نافعا يسمو بأمور دينها وبشئون


دنياها.
















قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :
مهذبةٌ قـد طيَّب الله خِيَمَها .. وطهّرها من كلِّ سوءٍ وباطلِ
- عظيم والله شأنك يا أمَاه ، جليل قدرك و رفيع ذكرك ،
يعجز اللسان عن ذكر مناقبك ، وتفرح القلوب عند ذكر فضائلك ..
الله أكبر إنها ( أمنا عائشة رضي الله عنها )
بحر زاخر وطود باهر
فبحبك نفرق بين المؤمن و الكافر و بين السلفي والرافضي الفاجر
جعلك الله محنة حية و ميتة
طاهرة مطهرة .. صديقة مصدقة ... صالحة مصلحة
هكذا عاشت أمي حتى قبضت





فإن تكلمت عن العبادة فلا تعجب :
قال القاسم كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلَم عليها ،
فغدوت يوما فإذا هي قائمة تسبح و تقرأ { فمنَ الله علينا ووقانا عذاب السموم }
وتدعو وتبكي وتردَدها ، فقمت حتى مللت القيام ،
فذهبت إلى السوق لحاجتي ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي
تصلي و تبكي " صفوت الصفوة 2/ 15 16 " .
الله أكبر ... هذه هي أمَي

وإن أتيت إلى الفصاحة والخطابة فهذا شأنها :

قال الأحنف بن قيس : ( سمعت خطبة أبي بكر و عمر و عثمان و علي
و الخلفاء بعد . فما سمعت الكلام من فيَ مخلوق أفخم و لا أحسن
من فيَ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها )
" اللالكائي 2767 "











وأما العقل و الرشد في الرأي فالمجال مجالها و خذ برهان ذلك :

قال علي رضي الله عنه : ( لو كانت امرأة تكون خليفة لكانت عائشة ) " اللالكائي 2761 "

و أما العلم فلا تسأل فأمي أعلم نساء العالمين بل أكثر من هذا واسمع :

قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه :
( ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها علما )

وأغرب من هذا !! تعرف حتى الطبَ :

قال هشام بن عروة عن أبيه: ( ما رأيتُ أحداً أعلم بفقه ، ولا بطب ،
ولا بشعر من عائشة )

وأما الكرم والسخاء فلها فيه النصيب الوافر :

قال ابن الزبير : ( ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة و أسخى )
" اللالكائي 2763 "

كل هذا من أخلاقها وسجاياها فلا غرابة أن أغير لها

الله تبارك وتعالى غارلها فوق سبع سماوات تشريفا لها
وتكريما فكيف لا أغار لها ؟؟؟؟

قال تعالى : { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم
بل هو خير لكم لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم ،
والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ، لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين
لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله
هم الكذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة
لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم . إذ تلقونه بألسنتكم
وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً
و هو عند الله عظيم ، ولولا إذا سمعتموه قلتم ما يكون لنا
أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم .
يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين
ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم .
إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم
عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنت لا تعلمون}

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - : ( ولما تكلم فيها أهل الإفك بالزور و البهتان غار الله لها
فأنزل براءتها في عشر آيات من القرآن تتلى على تعاقب الزمان )
" البداية والنهاية 8 / 856 "








وتَكلم اللهُ العظيمُ بحُجَّتي ……… وبَرَاءَتِي في مُحكمِ القُرآنِ
واللهُ حَفَّرَني وعَظَّمَ حُرْمَتي ……… وعلى لِسَانِ نبِيِّهِ بَرَّاني
واللهُ وبَّخَ منْ أراد تَنقُّصي ……… إفْكاً وسَبَّحَ نفسهُ في شاني










وقد عرف فقهاء الاسلام وعلماء أهل السنة قدر عائشة
و شرف عرضها فخصَصوا في حقها فصولا و أبوابا ،
فلا تجد كتاب سنة أو مسند حديث إلا وقد سُطَر فيه
من فضائلها الشيء الكثير، وقد نقلوا الإجماعات على كفر
من رماها بما برءها رب العزة والجلال .

قال ابن كثير : ( و قد أجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها )
" البداية و النهاية 8 / 486 "

قال القاضي أبو يعلى الحنبلي: « من قذف عائشة بما برأها الله منه
كفر بلا خلاف . و قد حكى الإجماع على هذا غير واحد ،
و صرّح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم »









هذه هي أمي :

زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بنت الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نحرها وسحرها
زوجته في الدنيا و الآخرة
إجتمع ريقها مع ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم في
آخر ساعة من ساعات حياته صلى الله عليه وسلم
أقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام جبريل
فأيَ فضيلة أعظم منها
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرتها
وإن رغمت أنوف الرافضة السفهاء

يا مُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ ……… فالبَيْتُ بَيْتي والمَكانُ مَكاني








فيا أهل السنة هلموا لنصرة أمكم الصديقة فحقها عليكم عظيم
والله فكيف تهنون وأمكم تسب في كل و قت وحين
بكل لقب منكر مشين
فإيَانا و التولَي يوم الزحف

فأكثروا - يرعاكم الله - من ذكر أمكم عند الخاصة والعامة
و انشروا محاسنها بين أهليكم فإن هذا والله من سنة أسلافكم

قال العلامة الحافظ ابو نعيم الاصبهاني :
( فالامساك عن ذكر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وذكر زللهم ، ونشر محاسنهم ومناقبهم وصرف امورهم الى
اجمل الوجوه من امارات المؤمنين المتبعين لهم باحسان )
















فأنتم على خير تحسدون عليه و تفرحون به بين يدي الله
وبهذا تغنموا شفاعة أمكم يوم القيامة لأن كل صحابي
له شفاعة كما جاء في بعض الآثار
وأما مبغضيها فليس لهم إلا التبرَي يوم القيامة
قالت عائشة رضي الله عنها : ( لا ينتقصني أحد في الدنيا إلا تبرَأت
منه في الآخرة ) "
اللالكائي 2769 "

]
بسم الله الرحمن الرحيم











وردت قصة الافك في سورة النور , وسورة النور هي سورة الحدود الشرعية,


وأشهر قصة فيها هي قصة عصبة الافك التي حاكها المنافقون لعنهم الله تعالى


بحق أم المؤمنين السيدة الطاهرة المطهرة عائشة بنت أبي بكرالصديق رضي الله


عنهما وأحبّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم واقربهنّ اليه صلى الله عليه


وسلم, لأنها الزوجة الوحيدة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بكرا,


ولأنها ابنة الصديق صاحبه صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الهجرة الى المدينة


المنورة بالغار.










وردت هذه القصة في الآيات الكريمات 11- 21.


مدّت السيدة عائشة رضي الله عنه يدها الى عنقها تتلمس بحركة لا شعورية


عقدا يزينه فلم تجده, واعتقدت أنه انسلّ من عنقها حيث كانت تقضي بعض


شأنها بعيدا عن معسكر المسلمين الذين قد غادروا المكان لتوّهم عائدين من


غزوة بني المصطلق , فذهبت الى حيث كانت لتتفقد العقد ظنا منها رضي الله


عنها انها أنه لا يزال هناك متسع من الوقت عن الرحيل, فالقوم لا يزالون


يستعدون لرفع الخيام وحزم امتعتهم, وقصدت رضي الله عنها المكان الذي كانت


فيه لتجد العقد وقد تناثرت حباته هان وهناك, وما أن لملمت حباته وعادت حتى


فوجئت بالقوم وقد رحلوا, وكان الظلام قد هبط وعمّ الأرض كلها , فشعرت


بالخوف الشديد والرهبة والوحشة , فجلست في مكانها وجمعت عليها ثوبها


واستسلمت لما يقضي الله عزوجل في أمرها, وهي تُعزي نفسها بأنّ القوم لا بدّ


وان يكتشفوا غيابها من هودجها فيعودون اليها.


كان الظلام دامسا, ونسيم الصحراء القارس ليلا يسفعُ الوجوه سفعا, ويكاد يُجمّد


الأطراف من شدة البرد, عدا عن عواء بعض الوحوش الشاردة الذي يرهب


القلوب, فقضت رضي الله عنها بعض الوقت مستسلمة لقضاء الله وقدره تنتظر


فرج الله سبحانه وتعالى.









ويسوق الله تبارك وتعالى اليها صحابيا جليلا كريما هو صفوان بن المعطل


السلمي, رضي الله عنه وأرضاه, وكانت وظيفة هذا الصحابي الجليل أن يقوم


بما عهد به اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تفقد جيش المسلمين بعد


رحيله في كل مكان يكون الجيش معسكراً فيه, وكان رضي الله عنه ينظر دائما


في الأماكن التي ينزل بها الجيش للراحة بعد الرحيل, فلعلهم تركوا شيئا وراءهم


أو نسوا شيئا, وجلّ من لا ينسى , او لعلّ عدوهم يتبِّع أثرهم احتياطا وحرصا.


وبينما هو يقوم في مهمته اذ لمح شخصا مُلتفا في ثيابه, مستغرقا في نومه,


فنزل رضي الله عنه عن ناقته واتجه نحوه يمشي على مهل وئيدا خشية أن


يُفزعه أو يُخيفه, واذا يتبيّن له أنّ الشخص الملتف بثيابه لم يغادر أم المؤمنين


السيدة عائشة رضي الله عنها, وكانت المفاجأة المذهلة التي لم يستطع معها


كتمان صرخة , فقال بصوت عال: انا لله وانا اليه راجعون , ظعينة رسول


الله!!!!! صلى الله عليه وسلم, فاستفاقت رضي الله عنها مذعورة على ترجيعه


وصوته, وخمّرت وجهها بجلبابها ولم تنبس ببنت شفة, فقال رضي الله عنه: ما


خطبك؟ يرحمك الله!!!! فلم ترد عليه جوابا حياءً وخجلا, فالواقعة بحد ذاتها


تعقد اللسان عن الكلام, عندها قدّم اليها راحلته فركبتها, واخذ بزمام الراحلة


ومضى راجلا يطلب جيش المسلمين , وما التفت رضي الله عنه اليها قط, ولا


حدثها حديثا يُسليها فيه أو يخفف عنها مصيبتها من همٍّ وغمٍّ أصابها, ولم يدرك


رضي الله عنه القوم الا في اليوم الثاني وكان النهار قد انتصف مع حلول


الظهيرة.


وما أن اجتمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى بادرها صلى الله عليه وسلم


بالسؤال: ما خطبك وفيم تخلفت؟


أجابت رضي الله عنها: سمعتك ليلة الأمس تؤذن القوم بالرحيل, فذهبت لقضاء


بعض شأني , ولما عدت الى رحلي تفقدت عقدي, فاذا هو قد انسلّ من عنقي ,


فذهبت في طلبه, ولما عدت وجدت القوم قد ارتحلوا, ما فيهم داع ولا مجيب,


فتلفعت في ثيابي , ولزمت مكاني , لعلكم اذ تفقدونني فلا تجدونني تعودون في


طلبي , ثم ضرب الله على أذني فنمت, وما استيقظت الا على صوت صفوان.


وصدّقها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم يخالجُهُ صلى الله عليه وسلم أدنى


شك فيما قالت, انها ابنة الصديق في شرف منبتها, وطهارة عرقها وأصلها, انها


ابنة صاحبه في الغار, وابنة رفيقه في الهجرة رضي الله عنهما.










ردة فعل عصبة السوء



لكن عصبة السوء وجماعة الافك والكذب والافتراء ما أن رأوها على الراحلة


التي يُمسك صفوان بزمامها مقبلين من الصحراء حتى أطلقوا العنان لألسنتهم


تنفث سمها الزعاف, وتبدي حقدها, وأخذوا يتخوضون الكذب , ويقعون في


عرضها ويتهمونها في شرفها رضي الله تعالى عنها وأرضاها.


وكان اللعين عبد الله بن أُبَيُّ بن سلول, رأس النفاق والشرك, وزعيم تلك


العصابة الباغية, والذي حين رآها حتى قال مقالة السوء : والله ما نجت منه ولا


نجا منها....يقصد صفوان رضي الله عنه.


وانتشرت مقالة السوء بين النفوس الضعيفة وعلى ألسنتها انتشار النار في


الهشيم, حتى أنّ مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه


وسلم, وزيد بن رفاعة وحمنة بنت جحش رضي الله عنهم كانوا من أولئك النفر


الذين تابعوا ابن أبي بن سلول في مقالته وأشاعوها بين الناس , يفيضون عليها


ويزيدون ويُزيّنون به حتى بلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومسّ


أذنيّ أبوها رضي الله عنه, وباتت حديث الصغير والكبير , القاصي والداني,


وظلّ القوم في هرجٍ ومرجٍ , واتهامٍ ودفاعٍ , وشكٍ ويقينٍ , حتى بلغوا المدينة


المنورة, وكل هذا والسيدة عائشة رضي الله عنها لا تعرف شيئا عن ذلك ,


وهي صاحبة الشأن والقصة, ولم يبلغها أيّ كلمة مما خاض فيه الناس.


ولحكمة جليلة لا يعلمها الا علام الغيوب, لم تمض أيام قليلة حتى داهمتها حمى


شديدة ألزمتها الفراش, وترقبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلبا عطوفا,


ووجها باسما, ويدا حانية, ومداعبة لطيفة كما عودها, الا انها لم تظفر بشيء


من ذلك, الأمر الذي زاد في أساها وحزنها وعلتها, لم تكن لترى منه صلى الله


عليه وسلم سوى نظرة قصيرة خاطفة, وسؤال فيه جفاء: كيف تيكم! دون أن


يذكر صلى الله عليه وسلم حتى اسمها رضي الله عنها.


اشتد الكرب عليها رضي الله عنها اشتدادا عنيفا مدمرا, وكانت تساءل نفسها: ما


بال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرق لحالها! لا يرثي لمرضها! لا يجفل


بشأنها! ولم تسأله في ذلك, ووما زاد أمرها سوءا عندما استأذنته صلى الله عليه


وسلم بأن اتذهب الى بيت أبيها, فتمرضها أمها وتقوم على خدمتها, وعندما أذن


لها صلى الله عليه وسلم زاد في تعجبها وتساؤلها وتفاقم همومها.


أقامت في أحضان أمها أم رومان رضي الله عنهن بضعا وعشرون ليلة


واستعادت بعض عافيتها وهي لا زالت لا تدري شيئا عما يحدث خارج جدران


الدار من زلزلة وعواصف هي محورها وسمعتها وشرفها وقطب رحاها.


ذات ليلة خرجت رضي الله عنها الى فسح المدينة بعيدا عن دار اهلها لقضاء


حاجة ترافقها أم مسطح بن أثاثة رضي الله عنهم, وبينما هما تمضيان في


طريقهنّ تعثرت أم مسطح رضي الله عنها وكادت أن تسقط ارضا, فقالت: تعس


مسطح , فانتفضت أم المؤمنين رضي الله عنها وقالت لها: بئس لعمر الله ما قلت


في رجل شهد بدرا, فقالت لها: أو مابلغك الخبر يا ابنة أبي بكر؟ أجابت رضي


الله عنها: وما الخبر يا ام مسطح؟ فحدثتها بما كان وما تقوّل به ابنها مسطح


وحسان بن ثابت وما أذاعه وأشاعه عبد الله بن سلول , وما تزيدّت فيه حمنة


بنت جحش رضي الله عنها.



فنزل الخبر على قلبها الطاهر رضي الله عنها نزول الصاعقة, فأزبد وجهها


وعلته حمرة الغضب , وارتجت أطرافها , ثم ما لبثت أن تماسكت وقالت: أكان


هذا؟ أجابتها أم مسطح: نعم والله كان, فقالت رضي الله عنها: هيّا بنا نعود.


ودخلت رضي الله عنها الدار وانتحت احدى نواحيه واتكأت تبكي حسرة وألما


وكمدا حتى لم يعد يرقأ لها دمع ولا تجف لها عبرة في لوعة وحرقة, واتتها


امها تواسيها ولا تدري أنها قد بلغها خبر ما أسرته عنها وكتمته, فقالت لها


رضي الله عنها: يغفر الله لك يا أماه, تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي


من ذلك شيئا؟ أجابتها أمها رضي الله عنها: أي بنيّة! خففي عنك الشأن وهوّني!


فو الله لقلما كذبت امرأة حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر الا اكثرن عليها.


وانقضى شهر, ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال في حيرة من أمرها,


وريب من قصتها, ودوامة من الأوهام, تقض عليه مضجعه ومنامه, وتؤرق


سهاده, وتبلبل يومه وشأنه, يتطلع الى الوحي, ويتشوق الى الرؤيا, عله يجد


فيهما فرجا مما هو فيه من ضيق النفس وهمّ البال, ومخرجا من حالة القلق.


اذا كان هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم أفضل خلق الله تبارك وتعالى على


الاطلاق يعيش لحظات قلق وترقب لأكثر من شهر من الزمن بساعاته ودقائقه


وثوانيه, فما نحن فاعلين نحن المغموسين ذنوبا من رؤوسنا حتى أخمص


قدمينا؟


وانقضى اليوم الأول بعد الشهر ولا ينزل وحي السملء عليه السلام ولم تتح


الرؤيا له صلى الله عليه وسلم, فمال الى استشارة الأصحاب, واستفتاء الخلص,


وسأل صلى الله عليه وسلم أول ما سأل أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش,


وعلى الرغم من أنّ زينب هي أخت حمنة وضرة السيدة عائشة رضي الله


عنهنّ, الا أنها شهدت فيها خيرا وقالت قولة الحق: أحمي وسمعي وبصري يا


رسول الله, والله ما علمت عليها الا خيرا.


ثم سأل صلى الله عليه وسلم حبّه وابن حبّه أسامة بن زيد رضي الله عنهما,


فقال: يا رسول الله! سل جاريتها بربرة تصدقك الخبر.



وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بربرة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: هل


رأيت شيئا يريبك؟ فقالت: والذي بعثك بالحق ما رأيت منها أمرا أغمضه


(أعابه) عليها قط, أكثر من أنها جارية حديثة السن, تنام على العجين فتأتي


الداجن فتأكله.


هكذا استشار النبي صلى الله عليه وسلم من حوله وبعد أن فرغ رسول الله


صلى الله عليه وسلم من الاستشارة والاستطلاع, ولم ير من أحد من يعيب


الطاهرة المطهرة رضي الله عنها أو يؤذيها حتى بكلمة, خرج الى المسجد


واعتلى المنبر مغضبا, وبعد أن حمد الله تبارك وتعالى وأثنى عليه, قال عليه


الصلاة والسلام: أيها الناس! ما بال رجال يؤذونني في أهلي, ويقولون عليهم


غير الحق, والله ما علمت منهم الا خيرا, وقد ذكروا رجلا ما علمت منه الا


خيرا, وما يدخل بيتا من بيوتي الا وهو معي.


ثم ذهب عليه الصلاة والسلام الى عائشة في منزل أبيها فوجدها تبكي, ووجد


عندها امرأة من الأنصار تبكي معها, وعندها أبواها رضي الله عنهم أجمعين,


فسلم عليها ثم قال عليه الصلاة والسلام: يا عائشة! انه قد كان ما بلغك من قول


الناس, فاتقي الله, فان كنت قد فارقت سوءا بما يقول الناس فتوبي الى الله يقبل


التوبة من عباده.


ولم تجبه رضي الله عنها, بل التفتت الى أبيها وقالت: اجب عني رسول الله.


فقال رضي الله عنه: والله ما أدري ما أقول.


فالتفتت الى أمها وقالت: أجيبي عني رسول الله, فقالت أمها ما قاله أبوها رضي


الله عنهم.


وحين لم ترى من أبويها قولا يدفع عنها التهمة ويمزق خيوط الشك والريبة التي


نسجت حولها, نطقت وقالت: والله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل


أبي بكر في هذه الآيام, ثم أجهشت في البكاء وخنقت صوتها الدموع والعبرات,


واردفت تقول: والله لا أتوب الى الله بما ذكرت أبدا, والله اني لأعلم لئن أقررت


بما يقول الناس, والله يعلم اني لبريئة, لأقولنّ ما لم يكن, ولئن أنكرت ما يقول


الناس لا تصدقوني, وعادت الى بكائها وحاولت أن تتذكر اسم يعقوب عليه


السلام فلم تسعفها الذاكرة وهي في هذا الوضع المأساوي التي هي فيه فقالت:


ولكني أقول لكم كما قال أبو يوسف: فصبر جميل , والله المستعان على ما


تصفون


وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم, وسكت أبوها واجما, وتنهدت أم رومان


رضي الله عنهم, وبينما هم على تلك الحال حتى تغشى رسول الله صلى الله عليه


وسلم ما كان يتغشاه حين نزول الوحي عليه السلام, فسجّي في ثوبه صلى الله


عليه وسلم, ووضعت وسادة تحت رأسه صلى الله عليه وسلم, عندها علمت


عائشة رضي الله عنها بأنّ الوحي سيفصل في أمرها, ويجلو غامض الشك عن


قضيتها التي شغلت الناس مدة, وآذت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه


رضي الله عنه أذى بليغا, فترقبت رابطة الجأش, مطمئنة النفس, واثقة بأنّ الله


تعالى ومن فوق سبع سموات سيبرئها.


أما أبواها رضي الله عنهم ما كادا يحسان بنزول الوحي على رسول الله صلى


الله عليه وسلم حتى اضطرب قلبيهما ومادت الأرض تحت أقدامهما, مخافة أن


يصدق الوحي حديث الناس بالسوء وتكون الكارثة والطامة الكبرى.


ثم سري عنه صلى الله عليه وسلم وقطرات العرق تنحدر من جبينه الطاهر


الشريف مثل حبات اللؤلؤ فنزيده مهابة واشراقا, سري عنه وهو صلى الله عليه


وسلم يبتسم وينظر الى زوجه رضي الله عنها ويقول: أبشري يل عائشة, لقد


أنزل الله تعالى براءتك في قرآن يتلى بين الناس, ثم أخذ صلى الله عليه وسلم


يقرأ آيات الله البينات:



"إنّ الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم, لا تحسبوه شرا لكم, بل هو خير لكم, لكل


امرىء ما اكتسب من الاثم, والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم"... ولما أتم


رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة الآبات الكريمات انشرح صدر أبي بكر


وتنفست أم رومان رضي الله عنهما الصعداء.


وأقسم ابو بكر رضي الله عنه ألا يصل بعد اليوم مسطح بن أثاثة فلا يعطيه كما


كان يعطيه من قبل, ولا يكلمه لمقابلته الاحسان بالاساءة, فانزل الله تبارك


وتعالى آيات بينات هي تتمة حديث الافك في سورة النور يحضّ على الصلة


والبر والاحسان بقوله عزوجل: ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا


أولوا القربي والمساكين والمهاجرين في سبيل الله, وليعفوا وليصفحوا , ألا


تحبون أن يغفر الله لكم, والله غفور رحيم.



فقال أبو بكر رضي الله عنه: بلى أحبّ أن يغفر الله لي, وعاد الى سابق عهده


من الخير والصلة وكفّر عن يمينه.
بنت اخت خالتي
بنت اخت خالتي
إلى كل نساء المسلمين وبناتهم......
إلى كل من يحب أهل البيت ونساء النبي-صلى الله عليه وسلم-.....
أهدي لهم صورة من قريب , عن أشرف وأطهر نساء الارض رضوان الله عليهن ,والائي قال فيهن رب العزه...((يانساء النبي لستن كأحد من النساء))....

عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها







محبة الرسول لها ومداعبته لها :

كان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله ، وكان يُظهر ذلك الحب ، ولا يخفيه ، حتى إن عمرو بن العاص ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ( أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة قال : فمن : الرجال ؟ قال : أبوها) متفق عليه.
وفي صحيح مسلم ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : (كنت أشرب وأنا حائض ، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم ، فيضع فاه على موضع فيَّ ، فيشرب ، وأتعرق العرق وأنا حائض ، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ ، ... فيشرب) .

وكان يداعبها ، فعنها قالت : ( والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه الإمام أحمد ، وصححه الأرنؤوط.
وعنها رضي الله عنها ( أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، وهي جارية ، فقال لأصحابه: تقدموا ، فتقدموا ، ثم قال لها : تعالي أسابقك ) رواه الإمام أحمد وصححه الأرنؤوط.








علمها :

تلقت رضي الله عنها العلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذت عنه علماً كثيراً طيباً ، فكانت من المكثرين في رواية الحديث ، ولا يوجد في نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم امرأة أعلم منها بدين الإسلام .
روى الحاكم و الدارمي عن مسروق ، أنه قيل له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال إي والذي نفسي بيده، لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض .
وقال الزُّهري : لو جُمعَ علمُ عائشة إلى علم جميع النساء ، لكان عِلم عائشة أفضل .
وعن أبي موسى قال : ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط فسألنا عائشة ، إلا وجدنا عندها منه علماً .

قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس، أحسن الناس رأياً في العامة.
وقال عروة: ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، قالت عائشة رضي الله عنها: لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأة إلا مريم بنت عمران،لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني،ولقد تزوجني بكراً وما تزوج بكراً غيري،ولقد قبض ورأسه لفي حجري، ولقد قبرته في بيتي،ولقد حفت الملائكة بيتي،وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فيتفرقون عنه وإن كان لينزل عليه وإني لمعه في لحافه،وإني لابنة خليفته وصديقه،ولقد نزل عذري من السماء،ولقد خلقت طيبة وعند طيب،ولقد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً. رواه أبو يعلى








فضلها :

أما فضائلها فكثيرة ، من ذلك ما جاء في الصحيح عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( كمُل من الرِّجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مَريم بنتُ عمران ، و آسية امرأةُ فرعون ، وفضلُ عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق عليه.
وعنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، قالت : قلت وعليه السلام ورحمة الله ) متفق عليه .








بركتها :

ومن بركتها رضي الله عنها أنها كانت السبب في نزول بعض آيات القرآن ، من ذلك آية التيمم ، فعنها رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة ، فهلكت أي ضاعت ( فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً من أصحابه في طلبها ، فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء ، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه ، فنزلت آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير : جزاكِ الله خيراً ، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لكِ منه مخرجاً ، وجعل للمسلمين فيه بركة ) متفق عليه .







قال القحطاني في نونيته : أكرم بعائشة الرضى من حرة بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه هي حبه صدقاً بلا أدهان
أوليس والدهـا يصـافي بعلهـا وهمـا بروح الله مؤتلفـان
]








خصائص امنا عائشه رضي الله عنها:
أنها كانت أحب أزواج رسول الله إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل
أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها


ومن خصائصها أيضا رضي الله عنها رضي الله عنها:
أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها .


ومن خصائصها رضي الله عنها:
أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .



ومن خصائصها رضي الله عنها:
أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : " ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها ( أي اقتدى ) بقية أزواجه وقلن كما قالت


ومن خصائصها :/
أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم
إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ


لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ









وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ...


ومن خصائصها رضي الله عنها :
أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها .
ومن خصائصها رضي الله عنها:
أن رسول الله توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها .


ومن خصائصها رضي الله عنها:
أن الملَك أَرى صورتَها للنبي قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي إن يكن هذا من عند الله يمضه .
ومن خصائصها رضي الله عنها
: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله تقربا إلى الرسول فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه رضي الله عنهن أجمعين . أ.هـ " جلاء الأفهام " ( ص 237 - 241 )
والله أعلم .
أمــاه يا أماه .. لا لا تحزني .... فأنت عنوان التقى..















الـصــــديقـــــة بنـــت الصــــديـــــــــق
إنها عائشة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات من حادثة الإفك، وكانت أم المؤمنين من أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قلبه وأكثرهن تلقيا للعلم عنه فقد كانت رضي الله عنها من أعلم الناس بتعاليم الإسلام.
قال الزهري: (لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المومنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل . وكانت رضي الله عنها زاهدة في الدنيا، فقد أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت: (أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت: لو كنت أذكرتيني لفعلت) .





وعن هشام بن عروة بن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: (ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه ..)

وفي فضل عائشة رضي الله عنها قال صلى الله عليه وسلم (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) .

قالت السيدة عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ، كيف حبّك لي ؟ قال صلى الله عليه وسلم كعقد الحبل فكانت تقول له كيف العُقدةُ يا رسول الله ؟)فيقول هي على حالها )كما أن فاطمة رضي الله عنها ذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تذكر عائشة عنده فقال يا بُنيــة : حبيبـــة أبيــك )

قال ابن عباس رضي الله عنهما لأم المؤمنين عائشة كنتِ أحبَّ نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحبُّ إلا طيّباً )وقال هلكت قلادتُك بالأبواء ، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقطها فلم يجدوا ماءً ، فأنزل الله عزّ وجل: قال تعالى فتيمموا صعيداً طيباً )
فكان ذلك بسببكِ وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة)وقال وأنزل الله براءتك من فوق سبع سمواته ، فليس مسجد يُذكر الله فيه إلاّ وشأنك يُتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار ) فقالت يا ابن عباس دعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نسياً مِنسياً )

قالت السيـدة عائشـة رأيتك يا رسـول الله واضعاً يدك على معرفة فرسٍ ، وأنت قائم تكلِّم دِحيـة الكلبي )قال صلى الله عليه وسلم أوَقدْ رأيته ؟)قالت نعم!)قال فإنه جبريل ، وهو يقرئك السلام )قالت وعليه السلام ورحمة الله وجزاه الله خيراً من زائر ، فنعم الصاحب ونعم الداخل )

وعندما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع، وشعر بأنه قد آن الأوان للرحيل. وكان يقول وهو يطوف عند نسائه سائلا أين أنا غدا ؟ أين أنا بعد غد استدعاء ليوم عائشة فطاب نفوس بقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا. بأن يمرض حيث أحب فوهبنا أيامهن لعائشة. فسهرت عليه تمرضه وحانت لحظة الرحيل ورأسه صلى الله عليه وسلم في حجرها. قالت عائشة تصف هذه اللحظة (إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وبين سحري ونحري) ودفن صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيتها وقامت عائشة بعده تنشر العلم إلى أن وافتها المنية في السادسة والستين من عمرها في ليلة الثلاثاء لسبع مضين من رمضان سنة سبع وخمسين من الهجرة .ورضي الله عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.









بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأحاديث الصحيحة التي تبين فضل عائشة رضي الله عنها
ومكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم


(1)
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، حتى إذا كنا بالبيداء ،
أو بذات الجيش ،
انقطع عقد لي ، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه ،
وأقام الناس معه ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ،
فأتى الناس أبا بكر ، فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة ،
أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ؟
فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام ،
فقال : حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ،
وليسوا على ماء ،
وليس معهم ماء ، قالت : فعاتبني ، وقال ما شاء الله أن يقول ،
وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ،
فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي ،
فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء ،
فأنزل الله آية التيمم فتيمموا ،
فقال أسيد بن الحضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ،
فقالت : عائشة : فبعثنا البعير الذي كنت عليه ، فوجدنا العقد تحته .


المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 3672




(2)



أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين : فحزب فيه عائشة وحفصة وسودة ،
والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة ،
فإذا كانت عند أحدهم هدية ، يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها ،
حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ،
بعث صاحب الهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ،
فكلم حزب أم سلمة ، فقلن لها : كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس ،
فيقول : من أراد أن يهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية ،
فليهدها إليه حيث كان من بيوت نسائه ، فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا ،
فسألنها ، فقالت : ما قال لي شيئا ، فقلن لها : فكلميه ،
قالت : فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا ، فسألنها
فقالت : ما قال لي شيئا ، فقلن لها : كلميه حتى يكلمك ، فدار إليها فكلمته ،
فقال لها : ( لا تؤذيني في عائشة ، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة ) .
قالت : فقالت : أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ،
ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول : إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر ،
فكلمته فقال : ( يا بنية ألا تحبين ما أحب ) . قالت : بلى ،
فرجعت إليهن فأخبرتهن ، فقلن : ارجعي إليه فأبت أن ترجع ، فأرسلن زينب بنت جحش ،
فأتته فأغلظت ، وقالت : إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة ،
فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها ،
حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم ،
قال : فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها ،
قالت : فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة ،
وقال : ( إنها بنت أبي بكر ) .


الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 2581






مواقف من حياتها


عن عائشة قالت خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك


ومما يدل على محبته لها وأنها كانت احب نساءه إليه ما رواه البخاري في أن الناس كانوا عندما يهدون النبي شيئا كانوا يفعلون ذلك ويتعمدون أن يكون(( النبي )) عند عائشه رضي الله عنها

في البخاري
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا هشام عن أبيه قال كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها


وهذا يدل على عظم محبته لها ...بل وأكثر من ذلك
يدل الحديث الأتي أن عائشه هي أحب الناس إليه على الاطلاق
ورد في البخاري
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا





وهي من النساء اللواتي لن تتكرر ...فقد ثبت في الصحيح

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
البخاري


صدرها .....


وفي البخاري
قالت عائشة رضي الله عنها توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأخذته فمضغته ثم سننته به





تحكي (رضي الله عنها) عن ذلك فتقول ((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،واستأذن النبي r نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن،فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي)


بنت اخت خالتي
بنت اخت خالتي

تعبدها وورعها وحياؤها



حُدثت أن عبدالله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشه : والله لتنتهين عائشه أو لأحجرن عليها فنذرت أن لا تكلمه ثم تُوُسط له عندها فكلمته ثم أعتقت في نذرها أربعين رقبه وكانت إذا ذكرت نذرها بعد ذلكـ تبكي حتى تبل دموعها خمارها 0







وروى الأمام أحمد عنها أنها قالت :



( كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي فأضع ثوبي فأقول : إنما هو زوجي وأبي فلما دُفن عمر معهم فو الله مادخلت إلا وأنا مشدوده علي ثيابي حياءً من عمر )



الله الله ياربة الطهر والعفاف و الحياء حتى من الأموات كنتي تستحين 0 وعن عروة ابن اختها : أن عائشه- رضي الله عنها – كانت تسرد الصوم 0



وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر : أنها كانت تصوم الدهر



لا تفطر إلا يوم أضحى أو فطر 0

]
مَا وَردَ في مَناقِبِ أُمِّ المؤمنينَ عَائشةَ الصِّدّيقَةَ رضيَ اللهُ عَنهَا
عن هِشامِ بنِ عُرْوةَ عن أبيهِ عن عائشةَ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:" أُرِيْتُكِ في المنَامِ مَرّتَين، أَرَى أنّ رَجُلا يَحمِلُكُ في سَرَقَةِ حَريرٍ فيَقُولُ هَذِه امرَأَتُكُ فَأكْشِفُ فَأَراكِ، فأَقُولُ إنْ كانَ هَذا مِن عِندِ اللهِ يُمْضِه" اتّفقَ الأئمّةُ على صِحّته، رواه البخاريُّ ومسلم.






وقَولُه"سَرَقَة حَرير" بفتح الرّاء وهيَ الشّقَّةُ، ويُمْضِه يُتْمِمْهُ واللهُ أعلَمُ. ومَنامُ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم بمنزِلَةِ الوَحيِ.
وقَد رُوِيَ مُرسَلا وأَتمَّ مَتْنًا مِنْ هَذَا وذلكَ فِيمَا رواه حَبِيبٌ مَولى عُروةَ قَال : لما ماتَت خَديجةُ حَزِنَ عَلَيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُزْنًا شَدِيدًا، فبَعثَ اللهُ جِبريلَ فَأتَاهُ بعَائشةَ في مَهدٍ فقَالَ يا رسولَ الله هَذه تَذهَبُ ببَعضِ حُزنِكَ، وإنّ في هَذِه خَلَفًا مِن خَديجةَ،ثمّ رَدّهَا، فكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَختَلِفُ إلى بَيتِ أبي بَكرٍ ويقولُ: " يا أمَّ رُومَان استَوصِي بعَائِشةَ خَيرًا واحْفَظِيني فِيها"، فكانَ لعَائشةَ بذَلكَ مَنزِلةٌ عندَ أَهلِهَا ولا يَشعُرُونَ بأَمرِ اللهِ فِيهَا، فأَتاهُم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَومًا في بَعضِ مَا كانَ يَأتِيهِم، وكانَ لا يُخطِئُه يَومٌ واحدٌ أن يأتيَ إلى بيتِ أَبي بَكر مُنذُ أَسلَم إلى أن هَاجرَ فيَجِدُ عَائشَةَ مُتَسَتّرَةً ببابِ دَارِ أَبي بَكرٍ تَبكِي بُكَاءً حَزِينًا، فسَأَلها فشَكَت إلَيه أُمَّها، وذَكَرتْ أَنّهَا تُولَعُ بها، فدَمَعَتْ عَيْنَا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ودخَلَ على أُمِّ رُومَان فقال:" يَا أُمَّ رُومَان أَلم أُوصِيْكِ بعَائِشَةَ أن تَحفَظِيني فيهَا"، فقالت:" يا رسولَ الله إنّها بَلَّغَتِ الصَّدِيقَ عَنّا فأَغْضَبَتْهُ عَلينَا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " وإنْ فَعَلَت"، قالت أمُّ رُومَان : لا جَرَم لا سُؤتُها أبدًا، وكانت عائشةُ وُلِدَت السّنَة الرّابعة مِنَ النُّبوة في أَوّلها.





هذَا حديثٌ مُرسَلٌ مِن حديثِ حَبِيبٍ مَولى عُروةَ عن الزُّبَير رواه ابنُ سَعدٍ عنه في طبقَاتِه. ولا يقولُ هذا واللهُ أعلَمُ إلا عن إخبارٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنّه لم يَكُن حَاضِرًا وَقتَ تَزوِيجِ عائشةَ فكَيفَ قَبلَهُ، ولأنّ فِيهِ إخبَارًا عن جِبريلَ وذلكَ لا اطّلاعَ لَهُ ولا لِغَيرِه عَلَيه سِوَى النّبي صلى الله عليه وسلم، وهذا قَبلَ نُزُولِ ءايةِ الحِجَاب لأنها نَزلَت بَعدَ مُهَاجَرِه إلى المدينةِ لمَّا أشَارَ عَليه أميرُ المؤمنينَ عُمَرُ بنُ الخَطّاب بذلك، والله أعلم.
ومن مناقب السيدة عائشة
عن عائشةَ قالت: أَرسلَ أزواجُ النّبيِ صلى الله عليه وسلم فاطمةَ بنتَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فاستأذَنَت ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم معَ عائشةَ في مِرْطِهَا(كِساءٌ مِن صُوفٍ أو غَيرِه) فأَذِنَ لها فدَخلَت فقالَت يا رسولَ اللهِ إنّ أزواجَكَ أَرسَلنَنِي إليكَ يَسأَلنَكَ العَدْلَ في ابنَةِ أبي قُحَافَةَ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَي بُنَيّةُ أَليسَ تُحِبّينَ ما أُحِبُّ " قالت بلى يا رسول الله، قالَ:" فَأَحِبِّي هذه لعَائِشةَ."
هذا حديث حسن من حديثِ أبي بكر محمدِ ابنِ عبدِ الرّحمن بنِ الحارث بنِ هِشَام المخزُومِيّ، سمع عائشةَ وأبا هريرةَ، رَوى عنه الشّعبيّ والزُّهري.
وفيهِ مِنَ الفِقْهِ أنّ الزَّوجَ إذا أَحَبَّ زَوجَةً لهُ دُونَ غَيرِهَا وزَادَ في كَرامَتِهَا لا جُناحَ عَلَيه، ولا يَستَحقِقْنَ التَّسوِيةَ إلا في القَسْمِ لا غَير.
مَعناهُ أنّ الرَّجُلَ إذا كانَ لهُ زَوجَتانِ أو أكثَرَ لَيسَ عَليه أن يُسوّيَ بَينَهُنَّ في المحبّةِ القَلبيّةِ ولا في الإكرام، إنّمَا الذي هو فرضٌ عَليه التَّسوِيةُ في القَسْم أي المبِيتِ، كذلكَ لا يجبُ علَيه أن يُسَوّيَ بينَهُنَّ في الهِباتِ إذا وهَبَ واحِدةً شَيئًا زائدًا عن النّفقةِ الواجِبةِ.









ومن مناقب أم المؤمنين عائشة
عن عوفِ بنِ الحَارثِ قالَ حَدثَتني رُمَيثَةُ قالت سمعتُ أمّ سلَمَة تقولُ:كَلَّمَني صَواحِبي أن أُكَلّمَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانت أمُّ سلَمة وأمُّ حَبِيبَة بنتُ أبي سفيانَ وزينبُ بنتُ خُزيمةَ وجُوَيرية بنتُ الحارث وميمونةُ بنتُ جَحش في الجانِب الشّاميّ، وكانت عائشةُ وصَفِيّةُ وسَودَةُ في الشِقّ الآخَر، فقالت أمُّ سلَمة كلَّمَني صَواحِبي فقلنَ كلِّمِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فإنَّ النّاسَ يُهدُونَ إليهِ في بَيتِ عَائشةَ ونحنُ نُحِبُّ ما تُحِبّ فيَصرفُونَ إليهَ هَدِيّتَهُم حيثُ كانَ، قالت أمُّ سلَمَة فلمّا دخَلَ عَليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلتُ يا رسولَ الله إنّ صَواحِبي قَد أَمَرنَني أن أُكلّمَك تَأمُر النّاسَ أن يُهدُوا إليكَ حيثُ كُنتَ، وقُلنَ إنّا نُحبّ ما تُحِبّ عائشة، قالت فلم يُجِبني، فسألنني فقلتُ لم يرُدَّ عليّ شيئًا، فلمّا كانَت الثالثةُ عُدْتُ إليه فقال: لا تُؤذِيني في عائشةَ، فإنّ الوَحيَ لم يَنزِل عَليّ في لحِافِ واحِدةٍ مِنكُنّ غَيرِ عَائشةَ ".
هذا حديثٌ صحيحٌ متّفق على صِحته، رواه البخاري مختَصرا عن عبد الله بن عبد الوهّاب عن حمّاد عن هشام أبي المنذر عن عُروةَ بنِ الزُّبير وفيه قال عُروةُ:كانَ النّاسُ يتَحرَّونَ بهداياهُم يومَ عائشةَ، قالت عائشةُ واجتَمع صواحِبي إلى أمّ سلَمة فذكره.
وأمّا كَونُ أمّ سلَمة هي المتكلّمَة عنهنّ فلأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم دَعا لها بذهَابِ غَيرتها وذهَبتِ الغَيرةُ عنها، رضي الله عنهنّ أجمعين.
ومن مَناقِب أمّ المؤمنينَ عائشَة
عن جعفرِ بنِ محمد عن أَبيه قال:ل مّا ثَقُلَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في مَرضِه الذي تُوفّيَ فيهِ قال:"أَينَ أنَا غَدًا" قالوا عندَ فُلانةَ، قالَ: " أَينَ أنَا بعدَ غَدٍ" قالوا عندَ فلانةَ، قال فَعَرفَ أَزواجُه أنّه يُريدُ عائشةَ رضي الله عنها، فقُلنَ يا رسولَ اللهِ قَد وهَبْنَا أيّامَنَا لأختِنَا عائشةَ".
هذا حديثٌ صحيحٌ متّفقٌ على صِحّتِه، رُويَ مَعناه بألفاظٍ مختَلِفةٍ أخرجه البخَاريّ في صَحيحِه
]

السيدة المفسرة المحدثة
كانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عالمة مفسرة ومحدثة، تعلم نساء المؤمنين،ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين،فقد هيأ لها الله سبحانه كل الأسباب التي جعلت منها أحد أعلام التفسير والحديث. وإذا تطرقنا إلى دورها العظيم في التفسير فإننا نجد أن كونها ابنة أبو بكر الصديق هو أحد الأسباب التي مكنتها من احتلال هذه المكانة في عالم التفسير، حيث أنها منذ نعومة أظافرها وهي تسمع القرآن من فم والدها الصديق، كما أن ذكائها و قوة ذاكرتها سبب آخر،ونلاحظ ذلك من قولها( لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه و سلم وإني لجارية ألعب (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده)).



ومن أهم الأسباب إنها كانت تشهد نزول الوحي على رسول الله، وكانت(رضي الله عنها)تسأل الرسول عن معاني القرآن الكريم وإلى ما تشير إليه بعض الآيات.فجمعت بذلك شرف تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه و سلم فور نزوله وتلقي معانيه أيضا من رسول الله. وقد جمعت (رضي الله عنها) إلى جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية وفصاحة لسانها و علو بيانها.
كانت السيدة تحرص على تفسير القرآن الكريم بما يتناسب وأصول الدين وعقائده، ويتضح ذلك في ما قاله عروة يسأل السيدة عائشة عن قوله تعالى(( حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذِبُوا جاءهم نصرنا…)) قلت: أ كُذِبُوا أم كُذِّبُوا؟ قالت عائشة: كُذِّبُوا، قلت: قد استيقنوا أن قومهم كذّبوهم فما هو بالظن، قالت: أجل قد استيقنوا بذلك، فقلت لها:وظنَّوا أنهم قد كُذِبُوا؟ قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء و استأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن اتباعهم قد كذَّبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك)).
وفي موقف آخر يتضح لنا أن السيدة عائشة كانت تحرص على إظهار ارتباط آيات القرآن بعضها ببعض بحيث كانت تفسر القرآن بالقرآن. وبذلك فإن السيدة عائشة تكون قد مهدت لكل من أتى بعدها أمثل الطرق لفهم القرآن الكريم . أما من حيث إنها كانت من كبار حفاظ السنة من الصحابة، فقد احتلت (رضي الله عنها) المرتبة الخامسة في حفظ الحديث وروايته، حيث إنها أتت بعد أبي هريرة ، وابن عمر وأنس بن مالك ، وابن عباس (رضي الله عنهم).



ولكنها امتازت عنهم بأن معظم الأحاديث التي روتها قد تلقتها مباشرة من النبي صلى الله عليه و سلم كما أن معظم الأحاديث التي روتها كانت تتضمن على السنن الفعلية . ذلك أن الحجرة المباركة أصبحت مدرسة الحديث الأول يقصدها أهل العلم لزيارة النبي صلى الله عليه و سلم وتلقي السنة من السيدة التي كانت أقرب الناس إلى رسول الله، فكانت لا تبخل بعلمها على أحدٍ منهم، ولذلك كان عدد الرواة عنها كبير.
كانت (رضي الله عنها) ترى وجوب المحافظة على ألفاظ الحديث كما هي، وقد لاحظنا ذلك من رواية عروة بن الزبير عندما قالت له (( يا ابن أختي ! بلغني أن عبدالله بن عمرو مار بنا إلى الحج . فالقه فسائله . فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا . قال فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال عروة : فكان فيما ذكر ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا . ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم . ويبقى في الناس رؤسا جهالا . يفتونهم بغير علم . فيضلون ويضلون " . قال عروة : فلما حدثت عائشة بذلك ، أعظمت ذلك وأنكرته . قالت : أحدثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا ؟ قال عروة : حتى إذا كان قابل ، قالت له : إن ابن عمرو قد قدم . فالقه . ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم . قال فلقيته فساءلته . فذكره لي نحو ما حدثني به ، في مرته الأولى . قال عروة : فلما أخبرتها بذلك . قالت : ما أحسبه إلا قد صدق . أراه لم يزد فيه شيئا ولم ينقص)) .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2673
ولذلك كان بعض رواة الحديث يأتون إليها ويسمعونها بعض الأحاديث ليتأكدوا من صحتها، كما إنهم لو اختلفوا في أمر ما رجعوا إليها. ومن هذا كله يتبين لنا دور السيدة عائشة و فضلها في نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس، ولولا أن الله تعالى أهلها لذلك لضاع قسم كبير من سنة النبي صلى الله عليه و سلم الفعلية في بيته عليه الصلاة و السلام .
















,, مَـدٌخَــل ,,

ّّّّّّ لَفٌحَـــةٌ مٌــن شَــذٌى ّّّّّ ...

أيّ نور ..!
أيّ نور مضَمخٍ بالعَبيرِ ..
يَتهادى على جَناح الأثيرِ ..
يَبهَر العَينَ بالسنا، ثُمّ يمضي ..
يَنشُر الطهْر في ثنايا الضَميرِ ..
شع مِن دَوحةِ النُبوّة ، يَهدي ..
أنفُسَ الحائرينَ ، عَبر العُصورِ ..




السيـــده عائشــه رضي الله عنهـــا
أم المـــؤ منين وحبيبـــة رســول الله والمبــرأه من فوق سبـــع سمـــوااات
بأبي هـــي وأمـــي تقـــف الأقـــلااام عـــاجـــزه عن الحــديث عنهـــا..









" تميـــزت السيـــده عائشـــه بعـــدة خصـــائــص..التـــي ذكـــرهــا "أبن كثيـــر ":

و قد أوجز ابن كثير في هذه الترجمة جملة وافرة من خصائص عائشة


رضي الله عنها
:

*1 لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم بكر سواها ..

*2 لم ينزل عليه الوحي في لحاف امرأة غيرها ..

*3 لم يكن في أزواجه أحب إليه منها

قد أتاه الملك بها في المنام في سرقة من حرير مرتين أو ثلاثاً

يقول له هذه زوجتك ، فتزوج منها بأمر الله و وحي الله سبحانه و تعالى ..

*4 أنه مات في يومها و في بيتها ، و بين سحرها و نحرها صلى الله عليه و سلم


و جمع إليه بين ريقه و ريقها في آخر ساعة من ساعات الدنيا له


عليه الصلاة و السلام ، و أول ساعة من ساعات الآخرة ، ثم دفن في بيتها ..

*5 أنها أعلم نساء النبي صلى الله عليه و سلم ..

*6 هي أعلم نساء الأمة على الإطلاق بلا نزاع في ذلك بين أهل العلم


و قد قال أهل العلم في وصف علمها شيئاً كثيراً ..









" من أقـــوالهـــا رضـــي الله عنـــها "


* لا تطلبوا ما عند اللَّه من عند غير اللَّه بما يسخط اللَّه ..

*
كل شرف دونه لؤم، فاللؤم أولى به، وكل لؤم دونه شرف فالشرف أولى به ..

*
إن للَّه خلقًا قلوبهم كقلوب الطير، كلما خفقت الريح؛ خفقت معها، فَأفٍّ للجبناء، فأفٍّ للجبناء ..

*
أفضل النســـاء التي لا تعرف عـيب المقـــال، ولا تهتـدى لمكر الرجــــال، فارغـة القـلب إلا من الـزينة لبعلها، والإبقاء في الصيانة على أهلها ..

*
لتمسوا الرزق في خبايا الأرض ..

*
رأت رجـًلا متمـاوتًا فقـالـت: ماهـذا؟ فقـيـل لهـا: زاهــد. قالت: كان عمــر بن الخطــــاب زاهدًا ولكنه كان إذا قال أسمع،وإذا مشى أسرع،وإذا ضرب في ذات اللَّه أوجع ..













هذه هي السيدة عائشة بنت الصديق -رضى اللَّه عنها- حبيبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والتى بلغت منزلتها عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مبلغًا عظيمًا، فقد رضى الله عنها لرضا رسوله صلى الله عليه وسلم عنها، فعن عائشة -رضى الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا: " يا عائشة! هذا جبريل يقرئك السلام". فقلتُ: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته" .
















" إنَّا منهم بريئون *

مَاهمّ بأمّه أحمد لا والذي فطر السماء


ماهم بأمَّة خير الله بدءً وإنتهاء



ماهم بأمة سيدي حاشا فَ ليسوا الأكفياء


ماهم بأمة من على الأفلاك قد ركز اللواء ..





ّّّ مَخـــرَج ّّّّّ

.. ‘ سَكبُ دَمْعْ "

أمآه يآ أمَّاه لا لا تَحزَنِي



عرضي وعرض أبي وكل الأقربين



جُعلت فدآكِ فأنت عنوان التُقى



والطهر والإيمان والعَقل الرزين ...

بنت اخت خالتي
بنت اخت خالتي




أمي عائشة


د. أيمن محمد الجندى









الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله ومصدر سعادته، الكريمة من بيت الكرام الذي اشتهر بتدليل نسائه.. في الوقت الذي كانت فيه المرأة حملا ثقيلا يستنفد القوت كان بيت أبيها أبي بكر مثالا يحتذى به في التحضر في معاملة المرأة، وندر من أبنائه من لم يكن له شأن يذكر في باب المحبة بين الأزواج.

أمنا عائشة.. حواء في أبهى صورها، والتي عرفتنا بجانب -كان يصعب علينا معرفته دونها- من خلق الرسول الكريم؛ رسولنا الذي قال لأصحابه (خيركم خيركم للنساء) و(ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم) بلغ في الرفق بأزواجه فوق ما توجبه الشريعة؛ بساما ضحوكا يخدم أزواجه ويزورهن جميعا في الصباح والمساء.


بشرية الرسول:
كان صحابته ينظرون إليه في مهابة وتقديس، لا يفهمون وقار الدين كما يفهمه، ولا تتسع صدروهم لما يتسع له صدره، حينما مات ابنه إبراهيم تعجبوا من بكائه –وهو النبي المرسل– وتصوروا أن نبوته تعصمه من حزن القلب ودموع العين، ونسوا أن محمدا كان مثال الرجل الكامل كما خلقه الله تعالى، يعجب بالجمال ويسر بالملاحة ويحب النساء.


قالها الرسول الكريم: حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة.. وبرغم هذا الحديث الواضح نلتمس تبرير زواجه بكفالة الأرامل وجبر الخواطر وعقد المعاهدات وكأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يملك قلبا يحب ويخفق.. الرجل الكامل لا يعيبه ميله الفطري للنساء، المهم ألا يشغله هذا الميل عن واجباته الكبرى ومهامه العظمى؛ فهل الرجل الذي هم بطلاق نسائه وهجرهن شهرا من أجل مطالبتهن له بزيادة النفقة يوصف بذلك؟.. كيف يلمز رجل خيّر نساءه بين عيش المساكين معه وبين طلاقهن مع التمتع بزينة الدنيا وهو قادر على حياة الترف –إن شاء– بمجرد إشارة؟.





نعم.. نحن مدينون لأمنا عائشة في تعريفنا بذلك الجانب البشري في شخصية الرسول الكريم، الزوج المحب العطوف، الرجل الذي يحب ويدلل زوجته.


صفات عائشة:
على الرغم من مكانتها في بيت أبيها فلم تشعر بوحشة الانتقال إلى بيت النبي، لأن عطفه كان العطف الغامر الذي لا يلجأ إلى عطف سواه.. تركها على سجيتها تلعب بالعرائس مع صواحبها الصغار، ويتعهدها بما يسرها إلى الحد الذي يعجب منه الصحابة.. عطف لا نظير له بين الأزواج، أغدق عليها حنان أبوته؛ فكانت عنده طفلة تنعم بالتدليل وتسعده بالطرافة والجمال، وعرف الكل مكانتها لديه فكان صلى الله عليه وسلم يعدل بينها وبين زميلاتها فيما يملك العدل فيه، ويستغفر ربه لميل قلبه قائلا: اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك".


بيضاء أقرب إلى الطول، نحيلة في صباها قبل أن تمتلئ مع السنين، موفورة النشاط، تمثل المرأة في تكوينها الأصيل الذي خلقه الله منذ خلق حواء، تتمثل فيها الأنثى الخالدة في غيرتها وفي دلالها على زوجها وفي كل ما عرفت به الأنثى من حب التدليل والتصغير والمناوشة، ومكاتمة الشعور والتعريض بالقول، وهي قادرة على التصريح، فاشتهرت بغيرتها من السيدة خديجة لشدة حب الرسول لها ووفائه لذكراها، وربما غارت من زوجات الرسول لطعام يستطيبه النبي أو لجمال اشتهرن به، بل يبلغ بها الأمر أن تكسر إناء الطعام الذي قدمته السيدة صفية المشتهرة بجودة الطهي، ثم ندمت فسألت الرسول عن كفارته فقال: إناء مثل إناء وطعام مثل طعام. وكان غضب الرسول من غيرتها تأديبا وتهذيبا لا سخطا وتأنيبا.. يعذرها فيما يمسه ولا يسكت عن مؤاخذتها حينما تمس آخرين، عابت أمامه السيدة صفية لأنها قصيرة، فكره حديثها وقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.





حواء وأم المؤمنين:
تتدلل على زوجها وهي أشوق ما تكون إلى المصالحة، فحينما هجر الرسول نساءه شهرا بعد إلحافهن بالنفقة وانقضت الأيام بدأ بالسيدة عائشة فدخل عليها وهي أشوق ما تكون للقائه ولكن لا بد لها من الدلال عند الزوج المحبوب، قالت له: لقد أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وقد مضى تسعة وعشرون يوما فتبسم الرسول وقال إن الشهر تسعة وعشرون.


وإذا عرضت مناسبة للسن فليس أحب إليها إلا أن تقول: وكنت جارية صغيرة السن، أو حدث هذا لجهلي وصغر سني.. وربما راق لها أن تختار من الروايات التي ذكروها عن سنها أقربها إلى التصغير وأولاها أن تميز بين زميلاتها بميزة الشباب.


وقد رآها الصديق في بيتها معجبة بثيابها فنهاها عن ذلك قائلا: أما علمت أن العبد إذا دخله العجب بزينة الدنيا مقته ربه حتى يفارقها، فنزعته وتصدقت به. وهي (عائشة) كاملة في هذه القصة الصغيرة، حواء التي تحب أن تنظر إلى زينتها، وهي أيضا أم المؤمنين التي تحب أن ينظر الله إليها، وتطمح إلى زينة أعلى وأغلى.


حبها كان العروة الوثقى في قلب محمد كما وصفه، وكانت تسأله في دلال عن حال العروة فيجيبها: على عهدها لا تتغير يا عائشة، ولم يكن في أحاديث زوجات النبي ما في أحاديثها من الإحساس بالقرب والنفاذ إلى الطوية، وليست المسألة هنا كثرة أو قلة الأحاديث، بل هي القدرة على الاستيحاء واتصال النفسين ببداهة المرأة وبداهة الحب الأنثوي، تحضره إذا بايع النساء أو جلس إليهن؛ فيوكلها بالتفسير والإسهاب حينما يعرض عن الجواب حياء -صلى الله عليه وسلم- وكانت فطنة لسرائر النبي، نافذة إلى معانيه وسريرته، تحبه حب المسلمة لنبيها، وحب الزوجة لزوجها، تعجب بجماله كما تعجب بأدبه وعظم قدره، تغار عليه أشد غيرة عرفتها امرأة على زوجها، وتتحلى بما يروقه من مرآها، وتعطي بنات حواء درسا لا ينسى حين تقول لامرأة: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي.


حياة حافلة:
توفي النبي في بيتها ودفن في المكان الذي كان ينام فيه، وما برحت منذ تلك اللحظة تلازم البقعة الخالدة متخذة سكنها في الغرفة المجاورة، ومنذ ذلك الحين لم تكن حياتها فارغة، بل عاشت تعلم الناس ما حفظته من السنن والأحاديث حتى صارت المرجع الأول في تلقين الأحاديث وجواب السائلين، وكانت كريمة في النجدة تتصدق بسبعين ألفا وإنها لترقع ثوبها، ذكية متوقدة في ذكائها صاحبة بديهة واعية حافظة للشعر، روت وحدها أكثر من ألفي حديث عن النبي في الأحكام الشرعية والعظات الخلقية والآداب النفسية، تحفظ وتفقه وتفسر على وعي بالكلمات والمعاني، تحفظ الأنساب وتعرف تواريخ الأمم، عليمة بطب زمانها، استحقت مكانتها الرفيعة لنشأتها وزواجها كما استحقتها أيضا بما تميزت به بين أترابها من جمال وفهم ومعرفة وبيان














كرمها وزهدها وورعها وتقواها رضي الله عنها .
إنها الصابرة ، كانت تمر عليها الأيام الطويلة وما يوقد
في بيت النبي صلى الله عليه وسلم نار ،
كانت تعيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الماء والتمر .
عن عروة ، عن عائشة ، أنها قالت لعروة : بن أختي ،
إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما
أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار .
فقلت : ما كان يعيشكم ، قالت : الأسودان التمر ظاهرا ،
إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار
كان لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أبياتهم فيسقيناه .( )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " اللهم ارزق آل محمد قوتا ".( ) .










وإنها الزاهدة ، الكريمة .
عن تميم بن سلمة عن عروة ، قال :
لقد رأيت عائشة - رضي الله عنها – تقسم سبعين ألفاً ،
وإنها لترقع جيب درعها .

وأُتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلَّها ،
وليس في بيتها شيءٌ ، فلما أمست ، قالت : ياجارية ، هلمي فطري ،
فجائتها بخبز وزيت ، ثم قالت الجارية : أما استطعت مما قسمت اليوم
أن تشتري لنا لحماً بدرهم نفطر عليه ، قالت : لا تعنفيني ،
لو كنتِ ذكرتيني لفعلت .( )


وعن محمد بن عمرو بن عطاء العامري ، قال : كانت بيوت النبي
صلى الله عليه وسلم التي فيها أزواجه ، وإن سودة بنت زمعة أوصت
ببيتها لعائشة وإن أولياء صفية بنت حيي باعوا بيتها
من معاوية بن أبي سفيان بمائة وثمانين ألف درهم ،
قال بن أبي سبرة : فأخبرني بعض أهل الشام أن معاوية أرسل
إلى عائشة أنت أحق بالشفعة وبعث إليها بالشراء
واشترى من عائشة منـزلها ، يقولون بمائة وثمانين ألف درهم ،
ويقال بمائتي ألف درهم ، وشرط لها سكناها حياتها ،
وحمل إلى عائشة المال فما رامت من مجلسها حتى قسمته ،
ويقال اشتراه بن الزبير من عائشة بعث إليها ،
يقال خمسة أجمال بخت تحمل المال فشرط لها سكناها حياتها
فما برحت حتى قسمت ذلك ، فقيل لها :
لو خبأت لنا منه درهما ، فقالت عائشة :
لو ذكرتموني لفعلت .( )






فصبرت رضي الله عنها ، ولم يزعجها الفقر ، ولم يبطرها الغنى ،
صانت عزة نفسها فهانت عليها الدنيا
فما عادت تبالي إقبالها ولا إدبارها .



وذكر طرف من مواعظها وكلامها .
عن عامر ، قال : كتبت عائشة إلى معاوية :
أما بعد ، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله عز وجل
عاد حامده من الناس ذاماً .
وطلب معاوية منها يوما حديثا سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم تنصحه فيه ،
فقالت له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس
و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس " .( )
‏( من أرضى الناس بسخط اللّه وكله اللّه إلى الناس)
أي لما رضي لنفسه بولاية من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وكله إليه
( ومن أسخط الناس لرضى اللّه كفاه اللّه مؤونة الناس )
لأنه جعل نفسه من حزب اللّه ولا يخيب من التجأ إليه
{ ألا إن حزب اللّه هم المفلحون} ،
أوحى اللّه إلى داود عليه السلام ما من عبد يعتصم بي دون خلقي
فتكيده السماوات والأرض إلا جعلت له مخرجاً
وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماء
من بين يديه وأسخطت الأرض من تحت قدميه.



وعنها أيضاً رضي الله عنها ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس
و من التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس" .( ) ‌
وعن إبراهيم عن عائشة رضي الله عنها ، قالت :
إنكم لن تلقوا الله بشيء خير لكم من قلة الذنوب
فمن سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف نفسه عن كثرة الذنوب .( )
ذكر غزارة علمها رضي الله عنها
قالت عائشة رضي الله عنها : جاء عمي من الرضاعة يستأذن علي
فأبيت أن آذن له حتى استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ :
إنَّ عمي من الرضاعة استأذن عليَّ فأبيتُ أن آذن له ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فليلج عليك عمُّك " .
فقلتُ : إنما أرضعتني المرأة ! ولم يرضعني الرجل ، فقال :
" إنًّه عمُّك فليلج عليك " .( )











وها هي رضي الله عنها تقول :
كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- وأبي - رضي الله عنه - واضعة ثوبي ، وأقول :
إنما هو زوجي وأبي ،
فلما دفن عمر - رضي الله عنه - والله ما دخلته إلا مشدودة
عليَّ ثيابي حياءً من عمر - رضي الله عنه .





فقد كانت رضي الله عنها قوية في دين الله تعالى ،
تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتغضب من أجل الله عز وجل ،
تقول أم علقمة بنت أبي علقمة :
رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة
وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها ، فشقته عائشة عليها ،
وقالت : أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور ؟ ثم دعت بخمار فكستها.
-------------------------------------
أخرجه البخاري برقم (6094) ،
باب القصد والمداومة على العمل وأخرجه مسلم برقم (2972) .
أخرجه البخاري برقم (6095).
حلية الأولياء (2/47) .
الطبقات الكبرى (8/165) .
صحيح الجامع حديث رقم (6010) .‌
صحيح الجامع حديث رقم (6097) .‌
صفوة الصفوة (2/32) .
رواه البخاري برقم ( 2644) ، ومسلم ( 1445)







ما شأن أم المؤمنين وشاني **** زوج النبى المصطفى العدنان

من ذكره يحلو لمن حبهـــــا **** هدٍى المحب لها وضل الشانى

إنى أقول مبيناَ عن فضلهــــا **** ببديع نظم فائق التبيـــــــــــــان

وموضحا عن أمرها ومخبرا **** ومترجما عن فضلها بلساني

يامبغضى لأتأتى قبر محمـد **** وكفاك ما قد نلت من حرمان

لا تأتى بيتا فيه سر المصطفى **** مالبيت بيتي بالمكان مكاني

إن خصصت على نساء محمد **** بدقيق سر من رقيق مباني

فالعز عزى والنبي أمدني **** بصفات بر تحتهن معاني

وسبقتهن إلى الفضائل كلها **** وبلغت مقصودى بكل أماني

وفضلتهن وقد حبانى المجتبى **** فالسبق سبقى والعنان عناني

مرض النبى ومات بين ترائبى **** فنلت على الأتراب رفعة شانى

زوجي رسول الله لم أرى غيره **** المصطفى المختار من عدنان

فالله أكرمني بطلعه حسنــــــــه **** والله زوجني به وحبانى

واتاه جبريل الأمين بصورتي **** لكرامتي من ماجد رحمن

وبصورتى جاء الأمين مبشرا **** فأحباني المختار حين رآني

أنا بكرة العذراء عندي سره **** أنا ابنة الصديق ذى الإحسان

دفن النبى المرتضى بحجرتي **** وضجيعه فى منزلي قمران


وتكلم الله العظيم بحجتي **** لنزاهتي عن سائر العصيان

فنزاهتي بشاهدة المختار **** وبراءتي فى محكم القران

والله شرفني وعظم حرمتي **** فى محكم التنزيل والقرآن

والله نزهني وأظهر عصمتي **** وعلى لسان نبيه برانى


والله فى القران قد لعن الذى **** ذكر القبيح بإفكه ورماني

والله طهرني وأهلك كل من **** بعد البراءة بالقبيح رماني

والله وبخ من أراد تنقصي **** وأهنه بالذل والخذلان

والله دمر من تكلم بالخفي **** إفكا وقبح نفسه فى شانى

إني لمحصنت الإزار بريئة **** من كل ما أدى إلى النقصان

فدليل صدق براءتي فى وحيه **** ودليل حسن طهارتي إحساني


والله خصصني بخاتم رسله **** وبنوره قد عمني وكساني

والله أيد من أقام بحجتي **** وأذل أهل الإفك والبهتان

وسمعت وحى الله عند محمد **** ففهمته وحفظته بجناني

وعرفته وحفظته وأخذته **** من جبريل ونوره يغشاني

أوحى إليه وكنت بين ثيابه **** فأمدني من سره وسقاني

قد جاءه بالوحي وهو بجانبي **** فجثي على بثوبه وحبانى من ذا يماثلني

وينكر صحبتي **** وروايتي صحت عن العدناني

من ذا يعارضني ويجحد صحبتي **** ومحمد فى حجره رباني







أمنا عائشه أم المؤمنين ..وحبيبة رسول العالمين ..المطهرة بآيات الكتاب المبين .. وأن من قذفها ولم يتب فهو في جهنم من الخالدين ..قاتلهم الروافض الحاقدين ..
ومن منطلق حملة الدفاع عن أمنا عائشه رضي الله عنها وارضاها .. وددت ان اقدم عملا ادافع به عنها ..






هي زهرة نبتت في شجرة مباركه رسخت جذورها في الأرض وارتفعت غصنها في السماء حتى كاد أن يعانق كواكب الجوزاء..
تلكم الزهرة النقية التي ملأت الكون كله علما وفقها وزهدا وورعا ..
إنها أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبيها ..إنها التي رضعت لبان الصدق من أبويها وتغذت على مائدة النبوة المحمديه ..إنها الطاهره المطهره التي أنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات إنها التقيه الورعه الزاهده عائشه بنت أبي بكررضي الله عنها








* في رحـــــاب المكارم *


*زوجها هو سيد المرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمة للعالمين .
* أبوها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي لم تطلع الشمس على بشر بعد الأنبياء والمرسلين أفضل منه .. إنه ثاني اثنين .. إنه أحب الناس الى قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام ..
* أمها هي الصحابيه الجليله أم رومان بنت عامر تلكم الصحابيه الجليله التي قدمت الكثير لخدمة هذا الدين .
* أختها لأبيها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ذات النطاقين .
* زوج أختها هو حواري الرسول عليه الصلاة والسلام وابن عمته وأحد العشرة المبشرين بالجنه وأول من سل سيفا في سبيل الله .. إنه الزبير بن العوام .
* وجدها لأبيها أبو قحافه الذي أسلم ونال شرف صحبة النبي عليه الصلاة والسلام .
* وجدتها لأبيها أم الخير سلمى بنت صخر التي أسلمت ونالت شرف الصحبة .
* عماتها الثلاث من الصحابيات وهن أم عامر , وقريبة, وأم فروة بنات أبي قحافة .
* أما شقيقها عبدالرحمن فهو من الشجعان والرماة المذكورين .
فتلك هي الشجرة المباركة التي خرجت عائشة من جذورها وعاشت بين أغصانها.. فكانت زهرة نادرة في دنيا الناس .








* عائشة في البيت النبوي *


كانت السعادة ترفرف على بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على الرغم من حياة التقشف التي عاشعا النبي وأهله
وكانت عائشه رضي الله عنها تحب الرسول صلى الله عليه وسلم وترجو أن يكون لها ولد منه , كما كان لخديجة , ولكن الأيام مرت دون أن تنجب إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : اكتنى بابن أختك عبدالله بن الزبير فكانت كنيتها أم عبدالله .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يغذيها بالحكمة والأخلاق ولايحرمها أبداً من أن تتعايش مع متطلبات سنها الصغير فكان يتركها تلعب بالعرائش وكان يرسل اليها اترابها لكي يلعبن معها لتشعر بالسعادة والسرور .
وقد كانت الحبيبة تغار على عليه غيرة شديدة وقد قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله واقول أتهب المراة نفسها ؟ فاما نزل قوله تعالى : قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك .




* زهد عائشة وإنفاقها رضي الله عنها *


لقد نشأت رضي الله عنها في بيت ابيها الصديق فتعلمت الزهد منه ..
فقد قالت رضي الله عنها توفي رسول الله وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي , فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني . متفق عليه .
وعن عروة قال : { كانت عائشة رضي الله عنه لاتمسك شيئا مما جاءها من رزق الله تعالى إلا تصدقت به }
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجدي عندي غير تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت , فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال : { من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له سترا من النار }









** الصائمة العابدة **
فقهت المرأة المسلمة عن الله أمره , وتدبرت في حقيقة الدنيا , ومصيرها إلى الأخرة , فاستوحشت من فتنتها , وتجافى جنبها عن مضجعها , وتناءى قلبها من المطامع وارتفعت همتها عن السفاسف , فلا تراها إلا صائمة قائمة , باكية والهة ,
قال القاسم : " كانت عائشة تصوم الدهر "
وعن عروة أن عائشة رضي الله عنها كانت تسرد الصوم , وعن القاسم أنها { كانت تصوم الدهر لاتفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر }
وعنه قال : كنت يوما إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة رضي الله عنها فأسلم عليها فغدوت يوما , فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ : { فمن الله علينا ووقنا عذاب السموم } الطور , وتدعو وتبكي وترددها فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي , ثم رجعت , فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي .







** وتم تأويل الرؤيا **
ومن أجل وأعظم المكرمات التي حظيت بها أمنا عائشة رضي الله عنها أن حجرتها دُفن فيها أعظم ثلاثة في تاريخ الأمة الإسلامية : فكان أعظمهم جميعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أبوبكر ثم عمربن الخطاب .
ولقد رأت عائشة ذلك الفضل من قبل , فقد قالت لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما : رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجري فقال لها : إن صدقت رؤياك دُفن في بيتك ثلاثة من خير أهل الأرض , فلما دُفن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر هذا أحد أقمارك وهو خيرها , ثم دُفن القمر الثاني فكان أبو بكر نفسه , ثم القمر الثالث , فكان عمر رضي الله عنه , وبهذا تم تأويل رؤيا عائشة من قبل وقد جعلها حقا .









** عائشة رضي الله عنها وحياء يعجز القلم عن وصفه **


إن المرأة المؤمنة بفطرتها التقية تستحي من أي رجل حتى ولو كان زوجها فما ظنك بمن لاتستحي من الأحياء فحسب , بل تستحي من الأموات !!!
إنها أمنا الطاهرة التقية عائشة رضي الله عنها , وعن أبيها ,
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أدخل البيت الذي دُفن فيه رسول الله وأبي رضي الله عنه واضعة ثوبي , وأقول : إنما هو زوجي وأبي , فلما دُفن عمر رضي الله عنه , والله ما دخلته إلا مشدودة علىّ ثيابي حياءً من عمر .








**خوفها من المظالم **
عن عائشة بنت طلحة عن عائشة رضي الله عنها : أنها قتلت جاناً فأُتيت في منامها : والله قد قتلت مسلما , قالت : لو كان مسلما لم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .
فقيل : أو كان يدخل عليك إلا وعليك ثيابك .
فأصبحت فزعه , فأمرت باثنى عشر ألف درهم , فجعلته في سبيل الله .
فيالها من صفحة غالية تعبر عن رقة قلبها وخشيتها من الله عزوجل وخوفها من الوقوع من المظالم ...
فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أمته من الوقوع في الظلم ويقول : " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "
وقال صلى الله عليه وسلم : اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب "



بنت اخت خالتي
بنت اخت خالتي
نظمها في تبرأة أم المؤ منين عائشة من حادث الإفك، يقول فيها:

ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي=هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي

إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِها=ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي

يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ=فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ=بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي

وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها=فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي=فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي

زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ=اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي

وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي=فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي

أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ=وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ

وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي=وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ

واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي=وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي

واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي=بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي

واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي=إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي

إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ=ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي

واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ=وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ

وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ=مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي

أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ=فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني

مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي=ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟

وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ=وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ

وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ=فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي

والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي=حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ=وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ

نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ=وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ

ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى=بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ

وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَا=زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ

وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا=وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ

وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ=في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ

قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ=وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ

سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى=هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ

واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ=مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ

إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِها=فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ

وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ=بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ

طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ=وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ

بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ=لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ

هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً=هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!

حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي=وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ

حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ=مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ

أَكْرِمْ بِأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَا=فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ

نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ=فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ

اللهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ=لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ

رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ=وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ

فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ=وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ

جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي=واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ

وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ=مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!

مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي=إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي

وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضِي=فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ

إنِّي لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لِطَيِّبٍ=ونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ

إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَى=حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ

اللهُ حَبَّبَنِي لِقَلْبِ نَبِيِّهِ=وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي

واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي=ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِي

واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ=وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي

يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ=يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ

صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ=عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ

إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ=إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ

خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ=مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ

صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ=فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ








"الأحاديث التي روتها أم المؤمنين"




حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة سمعت ابن المنكدر سمع عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها أخبرته قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة فلما دخل ألان له الكلام قلت يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام قال أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه) .


رواه البخاري ومسلم



حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه


رواه البخاري ومسلم



حدثني أحمد ابن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة قالت كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدم وحشوه من ليف


رواه البخاري ومسلم

]
مسند عائشة رضي الله عنها




روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 2210 حديثا أخرج لها منها في الصحيحين 297 حديثا ، و المتفق عليه منها 174 حديثا ،و انفرد البخاري بأربعة و خمسين حديثا (1) و مسلم بتسعة و ستين حديثا (2)









و بذلك يمكننا أن نعد عائشة من المكثرين (3) ، فتأتي بعد أبي هريرة 5394 حديثا و بعد عبد الله بن عمر بن الخطاب الذي روى 2638 حديثا


قبل ابن عباس الذي روى 1504 حديثا و قبل أبي سعيد الخدري الذي روى 1170 حديثا





..






عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :


يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :



" أحيانا يأتيني مثل صَلْصَةِ الجَرَس ، و هو أَشَدُّهُ علي فَيَفْصِم عني و قد وَعَيْتُ عنه ما قال ، و أحيانا يَتَمَثَّلُ لي الملك رجلا فيكلمني فَأَعِي ما يقول "


قالت عائشة رضي الله عنها : و لقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البردفَيَفْصِم عنه ، و إن جبينه لَيَتَفَصَّدُ عرقا "




و عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها


قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلقالصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه و هو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ، و يتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق و هو في غار حراء فجاءه الملك فقال : اقرأ


قال : ما أنا بقارئ


قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال :


" إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم "


فرجع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : " زملوني زملوني " ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة " و أخبرها الخبر " : " لقد خشيت على نفسي " ، فقالت خديجة :" كلا و الله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، و تحمل الكل ، و تكسب المعدوم ، و تقري الضيف و تعين على نوائب الحق "


، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ، و كان أمرأ قد تنصر في الجاهلية و كان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب ، و كان شيخا كبيرا قد عمي فقالت خديجة :يا ابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا ، ليتني حيا إذ يخرجك قومك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أو مخرجي هم " قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي و فتر الوحي "


كتاب كيف بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم


صحيح البخاري



بلغ السيده عائشه رضي الله عنها أن أناساً يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقالت:
إن الله قطع عنهما العمل فأحب أن لايقطع عنهما الأجر.

وقيل لها رضي الله عنها وأرضاها: متى يكون الرجل مسيئاً؟ فقالت:إذا ظن أنه محسن








- حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، فيما قرئ عليه عن هشام بن عروة ،
عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة
أنها أخبرته أنها
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول قبل أن يموت
وهو مسد إلى صدرها وأصغت إليه وهو يقول:
" اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق "

.. ..







- وحدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار - واللفظ لابن المثنى - قالا حدثنا محمد ، بن جعفر حدثنا شعبة ،
عن سعد بن إبراهيم ، عن عروة عن عائشة قالت:
(
كنت أسمع أن لن يموت نبيّ حتى يخيّر بين الدنيا والآخرة، قالت:
فسمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم في مرضه الذي مات فيه
وأخذته بحّة يقول:
مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين
وحسن أولئك رفيقا. قالت: فظننته خيّر حينئذ
)
.. ..








- حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ، حدثني أبي ، عن جدي ،
حدثني عقيل بن خالد ، قال قال ابن شهاب أخبرني
سعيد بن المسيب وعروة بن الزبيرفي رجاله من أهل العلم أن عائشة زوج
النبي صلّى الله عليه وسلّم قالت:
(
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو صحيح:
" إنه لم يقبض نبيّ قطّ حتى يرى مقعده في الجنة ثم يخيّر".
قالت عائشة : فلما نزل برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورأسه
على فخذي غشى عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف
ثم قال: " اللهم الرفيق الأعلى ".
قالت عائشة: قلت: إذا لا يختارنا. قالت عائشة :
وعرفت الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح في قوله
"إنه لم يقبض نبيّ قطّ حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخيّر"
. قالت عائشة: " فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوله: " اللهم الرفيق الأعلى"
)
.. ..





قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :



يا رسول الله ، نرى الجهاد أفضل العمل ،أفلا نجاهد ؟



قال : "لا ، لكن أفضل الجهاد حج مبرور" .


وفي رواية أخرى قالت : استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال :


"جهادكن الحج"


قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:



" فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى اللهعليه وسلم "






قالت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عليّ غضبى ! )) .


فقلت : من أين تعرف ذلك ؟



فقال : (( إذا كنت راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت عليّ غضبى قلت : لا ورب إبراهيم )) .