حنينُ الأناملِ و أنينها !!
--------------------------------------------------------------------------------
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ
أيتها الأخت الفاضلة ..
هل استمعتِ إلى حنين أناملكِ و أنينها ؟
هل استمعتِ إلى شكواها إليك ؟
تشتكي منك قسوة قلبك لحرمانها .
قد تعجبين و تقولين : و هل للأنامل إحساس ؟!
قلنا لكِ : فلتستمعي أيتها الفاضلة ، فلتستمعي إلى أنين الخشب ، أما علمتِ بقصة ذلك الجذع و أنينه شوقا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟
فهذا عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- يقول : " كان النبي -صلى الله عليه و سلم- يخطب إلى جذع ، فلما اتخذ المنبر تحول إليه ، فحن الجذع فأتاه يمسح بيده عليه " رواه البخاري .
و هذه القصة أيتها الفاضلة ،
يرويها لنا أيضا جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- فيقول : " أن النبي -صلى الله عليه و سلم- كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار-أو رجل- : يا رسول الله ألا نجعل لك منبرًا؟ قال : إن شئتم . فجعلوا له منبرًا . فلما كان يوم الجمع دفع إلى المنبر ، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي -صلى الله عليه و سلم- فضمه إليه ، يئن أنين الصبي الذي يُسكن ) قال: (كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها " رواه البخاري .
قد تقولين أيتها الفاضلة
فما هي شكوى أناملي؟
وما هو الحرمان الذي لحق بها مِنِّي لتشتكي إلي من قسوة قلبي؟
وإلى ماذا تحن ولماذا تئن؟
قلنا لكِ
إن أناملكِ لتحن إلى أن تتصفح المصحف، كما كانت تفعل في أيام رمضان، عندما كان المصحف في صحبتكِ ولا يفارقكِ ، وكانت أناملكِ تقلب لك الصفحات، وتستعرض لك الصور والآيات، وإنها الآن تئن وتشتكي إليك نفسك لحرمانها.
فلو تركنا لها أيتها الفاضلة الفرصة لكي تحدثكِ وتذكركِ بالأيام السالفة وذكرياتها مع كتاب الله -تعالى- عندما كانت تستعرض لك السور والآيات.
أعلمتِ ماذا تقول؟
قد يَرِدُ على خاطرك وتقول: أو َتتكلم هي؟!
قلنا ألم تسمعي إلى قول ربك -تعالى- :
" يَوْمَ تَشْهَدُعَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَاكَانُوايَعْمَلُونَ " النور:24 ؟
أما قرأتِ قول ربكِ سبحانه :
" الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "يس:65 ؟
أو ما سمعتِ من كلام نبيك -صلى الله عليه وسلم- عندما قال : " عليكن بالتهليل و التسبيح و التقديس ، و لا تغفلن فتُنسين الرحمة ، و اعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مُستَنطَقَات" رواه أحمد والترمذي وأبو داود وحسنه الألباني .
فلو تكلمت الأنامل أتدري بماذا تذكرك؟
فإن أناملك لتقول لكِ أيتها الفاضلة
أتذكرين عندما كنت تقرأ في سورة سبأ، فاستوقفتني عند قول ربك
" وَلَوْ تَرَى إِذ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىبَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ . قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا َنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْجَاءكُم بَلْكُنتُم مُّجْرِمِينَ . وَ قَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْل ِوَ النَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَ نَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَ أَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَْغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " سبا:31 - 33 .
أتذكرين عندما وقفتِ ملياً أمام ذلك المشهد، وانتقلت بفكرك وبصرك إلى الآخرة، وأنتِ ترين هذه المحاورة والملاومة بين هؤلاء الضعفاء الذين كانوا أتباعًـا لهؤلاء الكبراء والأغنياء، وكيف كانوا يتقاذفون الاتهامات فيما بينهم بعد هذا الود والصفاء في الدنيا.
و إِذْ بكِ و بأناملك تنتقل عبر الآيات والصور إلى هذا المشهد المماثل الذي كنا قد مررنا عليه في سورة إبراهيم
" وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ " إبراهيم:21 .
وتتذكرين هذه المحاجة التي تمت بين الضعفاء والكبراء بعد أن أسكنهم الله جميعا في النار
" وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ .
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ .
وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ .
قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ " غافر:47-50
فبُغية هؤلاء الأتباع لو تحمل عنهم الكبراء والرؤساء حظاً من العذاب، بل بغيتهم أن يخفف الله عنهم يوما واحدا من هذا العذاب المهين.
وتذكرك أناملك أيتها الفاضلة ، وتقول لكِ
أتذكرين مطلب هؤلاء من مالك خازن النار؟
أو تذكرين عندما استوقفتكِ سورة الزخرف على قول ربكِ
" وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ
لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ "الزخرف:77-78).
وتقول لك أناملك ِ
فهؤلاءأيتها الفاضلة ، الذين قال الله عنهم في سورة الجاثية
" وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون
وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ
ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ "الجاثية:32 - 35 .
وتقول لك أناملكِ
أتذكرين عندما قلبت لكِ صفحات مصحفك، و توقفنا عند سورة فاطر، للنظر ما هي الأمنية التي يتمناها هؤلاء عندما يكبون على وجوههم ومناخرهم في النار
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ " فاطر:37 .
أو تذكرين ما رُدَ به على هؤلاء وعلى مطلبهم ؟
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ "فاطر:37 .
وتقول لك أناملك
أوتذكرين عندما كنت أُقلب صفحات مصحفك وأنت تقرأ في سورة الكهف، حتى وقفت على حال القوم عند نشر هذه الدواوين التي سطرت من أعمال الإنسان؟!
" وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا " الكهف:49 .
وتقول لك أناملك
أوتذكرين حال هؤلاء القوم، وهم يتلقفون هذه الكتب إذا نُشرت عليهم يوم القيامة، ويرى فرح وسرور من وفق أن يتناولها بيمينه، وحزن وكرب وكآبة من تلقفها بشماله؟!
أوتذكرين هذا المشهد عندما وصلنا إلى سورة الحاقة حيث يقول الله -تعالى-:
" فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ
إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ " الحاقة:19-24 .
وكيف كان شوقكِ أن تكوني من تلك الطائفة، وكيف انفرجت أساريركِ وأنتِ تطالعين حال هذه الطائفة الفائزة الناجية؟! وكيف ألم بكِ الفزع والخوف عندما انتقلت بكِ إلى الصورة الأخرى المقابلة لهذه الصورة؟
" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ
وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ
يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ
مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ
هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ " الحاقة:25 - 29 .
وعندها يُنادَي على زبانية جهنم
" خُذُوهُ فَغُلُّوهُ
ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ " الحاقة:30-32 .
ثم ذكرت الآيات أسباب هذه العقوبة
" إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ
وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ
وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ
لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ " الحاقة:33- 37 .
فكم كان فزعك حتى قررت في نفسك أنكِ لن تكوني -بإذن الله- وقوداً للنار، وإنك ستجتهد أن تكون من الطائفة الأولى، وأنك سوف تفعلين وتفعلين وتفعلين ! عهود ووعود ومواثيق، ولكنها ذهبت بعد ذلك بعد انقضاء رمضان مع الريح، حيث ذهبت بهذه الوعود والعهود والمواثيق إلى مكان سحيق.
إن أناملك ما زال لديها المزيد، ولكنها تحتاج منك إلى الإنصات، فلتعطيها الفرصة، لكي تستمتعي إلى أنينها ولتنصتي إليها بقلب واع، فإنها ما أرادت إلا تذكيرك بعهودك السابقة بهذه الأيام التي عاشت فيها الأنامل أحسن الأيام والذكريات.
فإن قلتِ لها تكلمي لقالت لكِ
أتذكرين ، أتذكرين عندما وقفنا سويا على مشهد الناس يوم القيامة بعدما قضى الله بين العباد، وميز أهل الجنة عن أهل النار، وإذا بقائد يقود أهل النار إلى وطنهم ويسوق أهل الجنة إلى وطنهم؟
أتذكرين عندما كنا نتصفح المصحف حتى وقفنا عند سورة الزمر، حيث يقول الله -تعالى-:
" وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ " الزمر:71-72 .
" وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ " الزمر:73-74 .
وإذا بأناملكِ أيتها الفاضلة تعود بك إلى سورة الأعراف، لتستكمل لكِ صورة أهل الجنة وأهل النار بعدما استوطن كل فريق في وطنه.
" وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ " الأعراف:44-45 .
" وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ "الأعراف:50-51 .
أتذكرين عندما أخذ هذا المشهد بلـُبـِّكِ وبقلبكِ وبجميع جوارحك وناديتِ قائةا: فماذا أفعل وما السبيل؟
فإذا بأناملكِ تتناقل بين صفحات المصحف لتقف بك على قول ربكِ
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ " الزمر:53-55 .
وتنتقل معكِ في نفس السورة إلى آية أخرى تحفزكِ على العمل بما أمر الله به، وتبشرك ِبالبشرى الحسنة.
" فَبَشِّرْ عِبَادِ
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ " الزمر:17-18 .
وتقول لك أناملكِ
فلتسرعي ولتنضمي إلى الطائفة التي تعينكِ على قطع هذا الطريق الموصل إلى رضوان ربك.ِ
ونذكركِ بقول ربك ِ
" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " الكهف:28 .
وإلا كانت الأخرى، حيث لا ينفع الندم
" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا " الفرقان:27-29 .
فلتسارعي أيتها الفاضلة.. فقد أوشك البابُ أن يُغلق !!
--------------------------------------------------------------------------------------
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️