من لبس ثوب الحياء استوجب من الخلق الثناء ..
ومالت إليه القلوب..
ونال كل أمر محبوب...
ومن قل حياؤه قل احباؤه....
هل اصبحنا في زمن نفتقر للحياء ؟؟
هل من يتصف بكل معاني الحياء في زمننا هذا يُعتبر رجعي ومتخلف ؟؟
ام تغير مفهوم الحياء واصبح مجرد كلمة تقال ؟؟
دعونا اولا نعرف سويا ماهو الحياء ؟ وماهى انواعه ؟
الحياء هو:
خلق حميد يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق فهو خلق من مكارم الأخلاق , يدل على طهارة النفس , وحياة الضمير , ويقظة الوازع الديني , ومراقبة الله عز وجل
فضائل الحياء:
1- الحياء كله خير ...كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ((الحياء لا يأتي إلا بخير )) ..( رواه البخاري ومسلم) ... وفي رواية لمسلم "الحياء خير كله".
2- وهو من الأخلاق التي يحبها الله ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر والحياء )) (حديث صحيح )
3- وكذلك فان الحياء من الايمان كما ذكر نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم...((الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان)) (حديث صحيح )
4- وهو ايضا خلق الاسلام... لقول سيِّد الأنام عليه الصلاة والسلام : (( إنَّ لكل دين خلقاً ، وخلق الإسلام الحياء )) رواه مالك
5- وكذلك من فضائله العظيمة انه يقودنا الى جنة عرضها السماوات والارض...لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار))
والبذاء ضد الحياء ، فهو جرأة في فُحشٍ ، والجفاء ضد البر .
وللحياء انواع :
1) الحياء من الله: فالحياء من الله يكون باتباع أوامره وتجنب نواهيه واما تجرؤ العبد على الله بالمعاصي واستخفافه بالاوامر والنواهي الشرعية يدل على عدم اجلال العبد لربه وعدم مراقبته..فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((استحيوا من الله حق الحياء)). قلنا : يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله . قال : ((ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)). ((الترمذي))، وكذلك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر والحياء )) ((سنن أبي داود والنسائي )).
2 ) الحياء من الملائكة:من المعلوم أن الله قد جعل فينا ملائكة يتعاقبون علينا بالليل والنهار...فعلينا أن نستحي من الملائكة وذلك بالبعد عن المعاصي والقبائح وإكرامهم عن مجالس الخنا (اى البعد عن المجالس التى بها فحش فى الكلام )وأقوال السوء والأفعال المذمومة المستقبحة.
3 ) الحياء من الناس:هو أساس مكارم الأخلاق ومنبع كل فضيلة لأنه يترتب عليه القول الطيب والفعل الحسن والعفة والنزاهة...
4 ) الحياء من النفس: وهو حياء النفوس العزيزة من أن ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون... فيجد العبد المؤمن نفسه تستحي من نفسه حتى كأن له نفسين تستحي إحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من الحياء. فإن العبد إذا استحى من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر.
5 ) فهناك الحياء من الذنب ,وهو الشعور الذي يعتري نفس المذنب , فيخجل من ذنبه ويستحي ...
6) والحياء من التقصير , وهو أن يفعل الانسان خيراً , ولكنه يراه دون ما ينبغي فيستحي ....
**والان تعالوا لنرى صورة جميلة عذبة من صور الحياء ذكرها الله تعالى فى كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِير)
1. ٌ( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )
2.
(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
الايات 23, 24, 25 , من سورة القصص
لو تاملنا اول اية وحاولنا ان نتخيلها او نتصورها
بماذا نشعر ؟
نشعر اولا ان الامرأتين تقفان بعيدا عن الرجال ,
وايضا نشعر ان سيدنا موسى عليه السلام عندما ذهب ليكلمهما لم يطل فى الحديث كثيرا وكان حديثه محددا
(ما خطبكما ) وايضا جاء الرد محددا
اما فى الاية الثانية ,
نجد انه سقى لهما يعنى لم يبخل عليهما بالمساعدة بل بالعكس لم يرض لامراتان ان تقفان فى وسط الرجال
ولكن فى نفس الوقت بعدما سقى تولى الى الظل سريعا وكأن شيئا لم يحدث....
اما الاية الثالثة فتوضح مدى قيمة الحياء وجماله
فقد قال الله تعالى عن المرأة انها جاءت تمشى على استحياء
فما هذا الحياء الشديد الذى يجعل الله تعالى نفسه يصف المرأة به ؟
ليتكم تكونوا شعرتم بما اريد ان اوصله , لماذا لا نكون بهذا الحياء وهذه العفة
لماذا لا تكونوا يا شباب مثل سيدنا موسى عليه السلام فى الامانة والتقوى
حتى ان الفتاة قالت لابيها عنه (يا أبت استئجره إن خير من استأجرت القوى الامين )
ولماذا لا تكون فتاياتنامثل هذه الفتاة فى عفتها وحياءها؟
لماذا لا يمنعنا التقدم والرقى من الاحتفاظ بحيائنا وتعاليمنا
كما لا يمنعنا الحياء من ممارسة اعمالنا وحياتنا ومساعدة الغير
لماذا لانحافظ على اتزان هذه المعادلة
لماذا اختفى الحياء من حياتنا ؟
لماذا اصبح الحياء عيبا والانفتاح هو الصواب؟؟؟؟
رحم الله امرأة كانت فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها فقال أحدهم: تسأل عن ولدها وهي تغطي وجهها. فسمعته فقال: ( لأن أرزأ في ولدي خير من أن أرزأ في حيائي أيهل الرجل ). ومعنى أُرزأ:.: انها تفضل فقدان ولدها على فقدان حيائها وحجابها مع العلم بأن الابن يكون غالى عند امه من أى شئ اخر....ولكن منعها حياؤها! من التفريط في حجابها...سبحان الملك...فعلاااا همم تناطب السحاب....اللهم ارزقنا علو الهمة يااااارب.......سبحان الله.. أين هذه المرأة من بنات اليوم اللاتى اصبحن لا يستحيين ان يكشف جزء كبير من اجسادهن غير مكترثات بامر الله تعالى ولا مستحيات من نظره اليهن
-وانظري الى فاطمه رضي الله عنها التي سطرت لنا كيف يكون حياء المرأة المسلمه
لما مرضت «فاطمة الزهراء» رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت فيه، دخلت عليها «أسماء بنت عميس» رضي الله عنها تعودها وتزورها فقالت «فاطمة» لـ «اسماء» والله إني لأستحي أن أخرج غدا (أي إذا مت) على الرجال جسمي من خلال هذا النعش!!
وكانت النعوش آنذاك عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح على الجثة ثوب ولكنه كان يصف حجم الجسم، فقالت لها «اسماء» أو لا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة؟!
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق ودعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت على النعش ثوباً فضفاضا واسعا فكان لا يصف!فلما رأته «فاطمة» فالت لـ «اسماء»: سترك الله كما
سترتني!!
*و يكفي ان نعرف ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وقد تأثر به أصحابه ومنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد كان شديد الحياء الى درجة انه لا يتجرد من ثيابه عند الاغتسال حياء، وقد مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك واخبر بأن الملائكة تستحيي منه، فعن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مُضجعاً فى بيتى كاشفاً
عن فخديه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له و هو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عُمر فأذن
له و هو كذلك فتحدث ثم استأذن عُثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم و سوى ثيابه
-قال محمد و لا أقول ذلك فى يوم واحد - فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة دخل أبو بكر فلم
تهتش له و لم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له و لم تباله ثم دخل عُثمان فجلست و سويت
ثيابك فقال " ألا أستحى من رجل تستحى منه الملائكة " (رواه مسلم ) ... : تغير من الجلسة
فالحياء زِينة للرِّجَال والنِّسَاء ..
وَوُصِف به خير الناس بعد الأنبياء .. فقد وُصِف الصِّدِّيق رضي الله عنه بذلك .
حَدَّث الإمام الزهري أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يوما وهو يخطب : أيها الناس استحيوا من الله ، فوالله ما خَرَجْت لِحَاجَة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أُرِيد الغَائط إلاَّ وأنا مُقنع رأسي حَياء مِن الله .
ووُصِف عثمان رضي الله عنه بأنه شديد الحياء ..
حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : أَلا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلائِكَةُ ؟ رواه مسلم
هل تعرفى اخيتى ماهى مظاهر قلة الحياء التى نراها الان ؟
الاختلاط الغير مبرر والزائد فى كل مكان فى العمل والجامعة والسوق,
والتباسط فى القول واللين والخضوع
وكثرة الهزار مع الاقارب والبائعين والزملاء ...
تشبه النساء بالرجال في اللباس وقصات الشعر والمشية والحركة. وهذا فعل مستقبح تأباه الفطرة السليمة والذوق والحياء وحرمه الشرع ونهى عنه.
ظاهرة النساء الكاسيات العاريات - أو النساء شبه العاريات - وذلك بلبس الملابس شديدة الضيق اللاصقة أو الملابس المفتحة من الأعلى والأسفل حتى وصلت إلى حدود العورات المغلظة فلم يراعوا ديناً ولا حياء ولا مروءة.
ونسوا ان امهم هى السيدة عائشة
(عائشة رضي الله عنها التى عندما دفن عمر بن الخطاب بجانب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأبوها أبو بكر الصديق كانت تحتجب وتشد خمارها فيقال لها لِمَ يا عمتاه
وأنتي في بيتك ؟؟ قالت : إنه رجل غريب)....
ياالله ماأعظم حياءك ياحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
كذلك من مظاهر قلة الحياء التجرؤ على الله بالمعاصي سواء في السر او العلانية....
المجاهرة بالمعاصي...فاصبحنا نرى المحرمات ترتكب فى شوارعنا ومقاهينا وفى كل مكان
لكن
هناك اشياء ليست من الحياء فى شئ يجب ان نتنبه لها
فمثلا
المصافحة ,اذا عرض عليكى احدهم ان يصافحك فلا تستحى ان تقولى له انك لا تصافحى الرجال
حتى تحمى نفسك وتحميه من الحرام
الشهادة ,لاتستحى من شهادة الحق ابدا مهما كانت الاسباب
الامر بالمعروف والنهى عن المنكى ,لاتستحى ان تنكرى منكر او تامرى بمعروف مادمتى تتبعين الاسلوب الصحيح
فعندما تاتى لكى فرصة ان تحثى احداهن على معروف بالقول اللين الرقيق فلا تترددى ابدا
والسؤال الان : هل من الممكن ان نستعيد حيائنا ثانية ؟
اكيد ان شاء الله , وما المانع ؟
لكن يجب علينا ان ناخذ بالاسباب
*الدعاء والاستعانة بالله تعالى , فبدون عون الله لا نستطيع تحقيق شيئا
*ثم استحضار النية والاصرار اننا نريد ان نصل لقمة الحياء
*البعد عن الرذائل ومانهانا الله تعالى عنه
*الابتعاد عن مشاهدة صور الاعلام التى تدعو للفحش وتهدف ان تنسينا قيمنا وحيائنا
*مصاحبة اهل الحياء ومن يتصفون به حتى نكون مثلهم
اختاه صدقينى ان اجمل واعذب مافيكى هو حيائك
فلا تتخلى عن اغلى شئ فيكى
أختاه
أختاه
تأملي حياءك .... وهل هذا مايريده الله ؟
ثم اسألي نفسك ... هل هو حياء الإيمان ... أم حياء الأنوثه ؟
كوني صريحة مع نفسك .. وأجيبي بداخلك .. واعلمي أنه ماينفعك هو ماتدينين الله به
واصدحي ياأختاه دائما بقول السابق
إذا قل ماء الوجه قل حياءه ** ولاخير في وجه إذا قل ماءه
أخى الكريم
لتعلم ان الحياء ليس صفة تخص المرأة فقط وانما هو زينة للرجال والنساء...فلا تنس هذا الموضوع وتهمله بحجة ان الحياء للفتاة فقط , وايضا لا تعتبره نقصا فيك ان تكون حيى فكما قلنا ان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم كان عندهم حياء شديد , وايضا لاتنسى ان هناك الحياء من الله تعالى الذى يحميك من الوقوع فى المعاصى )
وليكن شعارنا من اليوم
حيائى من أجمل صفاتي
منقوووووول وجزا الله كل من ساهم في نشره