تهاني محمود @thany_mhmod
عضوة نشيطة
حينما نحتار في اختيار ثوب نلبسه!!
دَخَلَتْ الاجتماع متأخرة متأففة، وجَلَست وعلامات الضيق بادية على وجهها، سألتها: خيراً ما بك؟ ولماذا تأخرت؟
قالت: ابنتي ستزور إحدى صديقاتها اليوم وقفت أمام دولاب ملابسها مدة طويلة ثم جاءت تقول إنها لا تملك شيئاً تلبسه لتزور صديقتها، فقلت لها ماذا كنت تلبسين طوال العام وماذا كنت تشترين من الأسواق إذا لم يكن لديك ما تلبسينه؟
فأجابت: إنها لم تقصد أنها لا تملك شيئاً البتة، ولكن كان من المفروض أن تشتري شيئاً جديداً للمناسبة، سألتها وماذا بعد؟ هل وجدت ابنتك ما تلبسه؟ قالت نعم، بعد أن أتلفت أعصابي.
اعتقد أن السيناريو السابق حصل لكل واحدة منا، بل نحن أنفسنا- الأمهات البالغات- جربنا الوقوف أمام دولاب الملابس ونظرنا إلى ما يحتويه وما هو مكدس فيه واحترنا ماذا نلبس، وأحيانا نكتشف أن لا شيء يصلح للمناسبة التي سنذهب لها، وتنهدنا ثم لبسنا الشيء الغلط، وفي أحيان كثيرة نحب أو نفضل فستاناً أو قميصاً أو تنورة على غيرها من ملابسنا فنكرر لبسها أياما وأسابيع فقط لأننا نحبها أو نحس بالراحة حين نلبسها، ويبقى السؤال: ماذا نعمل ببقية الملابس المعلقة في الدواليب والتي قد يمر العام دون أن نلبسها؟ الجواب لا شيء فهي تبقى مهجورة أو لونها لا يعجبنا، أو لأنها تظهر أكثر مما تخفي أو لأنها تسبب حكة، ومع ذلك تبقى في الدولاب معلقة فصلاً وراء فصل وسنة وراء سنة، ندخل ملابس الشتاء ونخرج ملابس الصيف والعكس وتبقى هذه الملابس التي لا نحبها ولا نستعملها تحتل مكاناً في دولاب الملابس لعل وعسى تأتي مناسبة معينة تضطرنا للبسها.
يجب أن نحدد علاقتنا بملابسنا كما نحدد علاقتنا بالناس ممن حولنا، فنوزع مالا نحتاجه، ونبقي فقط ما نحتاجه ولا نشتري إلا ما نعلم أنه مناسب لنا.
قد يتساءل البعض، ماذا لو كنا نحب كل ملابسنا المعلقة في الدولاب؟ ونجيب مهما كان قدر حبك لملابسك إن كانت لا تتاح لك الفرصة للبسها حتى ولو مرتين في العام فما فائدة وجودها في الدولاب؟
الواجب أن نوزعها ولا يجب أن نكنزها لعل وعسى أن نلبسها يوماً ما.
فقد يكون أحدهم بحاجة لها وحرام أن نقول ونحن نعلم بما تحويه دواليب النساء من ملابس أن لا شيء لدينا نرتديه.
وأؤكد انه لا توجد امرأة تحب كل ملابسها، بل أحيانا نتعجب من أنفسنا ونتساءل كيف اشترينا هذا الفستان أو ذاك ولماذا اشتريناه؟
وبناتنا نتاجنا فعندما نحتار نحن الكبار في اختيار ثوب نلبسه والدولاب مكدس بالملابس، فما المتوقع من بناتنا الصغار؟ فابنة المرأة سالفة الذكر تعلمت على الشراء، الشراء غير المتوازن ومن كثرة ما تملك هي في حيرة فيما تلبس، ولو كانت الملابس قليلة ومناسبة لكل وقت من النهار ما احتارت البنت فيما تلبس وما ادعت أنها لا تملك ما تلبس.
والخطأ يكمن في التربية فلم نعد نتمثل أوامر الدين ونواهيه فنردد الآية (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) ونمعن في الأكل والإسراف ونصاب بالتخمة والسمنة ثم ندفع المئات والآلاف من الدنانير للتخلص منها ما بين نواد رياضية وعمليات جراحية مع تعريض أنفسنا في كثير من الأحيان للخطر.
لو أن أي واحدة منا حملت ورقة وقلماً ودارت على غرف المنزل واحدة فواحدة وكتبت الأشياء الزائدة التي لا تحتاجها لأخرجت من بيتها أثاثا ولباساً يكفي لتأثيث بيتين آخرين ونسأل الله أن يبارك لنا؟ كيف يبارك لنا ونحن مسرفون نملك أكثر مما نحتاج؟ ولنعلم أن البركة في الصحة افضل من البركة في المال الذي يذهب معظمه في كماليات ما أنزل الله بها من سلطان.
--------------------------------------------------------------------------------
منقوووووووووووووووووووووول
1
481
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله كل خير
والحمد لله بين فتره وفتره اجرد الملابس واللي ماالبسها اوديه جمعيات البر
وفقتِ في النقل
فلكِ لك الشكر