ونزلت وردة كالعادة الدرجات القليلة بسرعة حتى كادت تقع..
انها لم تابه بكلام جدتها التي لطالما وبختها وهزاتها امام اخوتها..
ماذا لو سقطت على الارض ؟ ماذا لو كسرت ساقها؟
ماذا ان راها احد؟ انت لست صغيرة ؟؟؟
ماذا..ماذا..ماذا لو..
هذا ماكانت تسمعها اياه جدتها كل صباح
((انت لم تعودي صغيرة انت اصبحت شابة))
يووه..لا اريد تعكير صفو مزاجي هذا اليوم بما تمليه علي جدتي,,
سانطلق الى الخارج صديقاتي ينتظرنني لدي موعد لحفلة و...
قطع حبل افكارها صوت جدتها تصرخ ..
تاخرت عن الغداء مع انك لم تستيقضي للفطور
تمسكين حقيبتك لتخرجي دون استاذان..
انت فتاة مهملة ومستهترة..
انت لو تعودي صغيرة ..لقد بلغت العشرين ..
التفتت وردة وقد بدت عليها علامات الضجر بينما اكملت جدتها وهي تتقدم..
صديقاتك يضيعن الوقت في الاسواق والملاهي لكن انت لديك عائلة تهتم بمستقبلك..
الا ترين مستواك المتدني؟ انت لم تعودي صغيرة..
عندها القت وردة الحقيبة صارخة ..
لقد سئمت .. لم تعودي صغيييرة
لم تعودي صغيرة..انا حرة في افعالي ..
وصعدت مسرعة الى غرفتها باكية بينما ضهرت اختها الكبرى التي تقدمت الى الجدةفي هدوء..
اعذريها ياجدتي سيتحسن سلوكها الطائش اعدك
واسرعت تتبع اختها التي اغلقت الباب بقوة ورائها في غضب..
دخلت اختها في هدوء لكنها استقبلتها بكل حدة وغضب قائلة
ترين ماتقوله جدتي عني
ترى اني لست صغيرة وتعاتبني لاقل الاخطاء
لاتاكلي باليسار..لا تصدري اصوات..امشي بهدوء ..اغسلي ملابسك
لقد سئمت حياة الاوامر متى اكبر في عينها؟؟
لكني لا اريد ان اكبر هكذا
اريد ان ابقى صغيرة
علمت اختها ان الكلام لا ينفع معها لانها لم تترك اي من كلمات العطف والحنان والرجاء الى قالتها
لكن ..
خرجت تغلق الباب بهدوء قائلة
هداك الله يا اختي متى يكبر قلبك
غادرت والدمع قد زار عينيها ساخنا
لقد تعبت جدتها من تصرفاتها
كانت مدللة
لكنها لا تريد الخروج من حياة الطفولة واللهو..
لاتريد تذوق حياة الفتياة الناضجات الجميلة
بمشاعرهن واحاسيسهن ورقتهن ..
حتى انها لا تزال تلعب الكرة مع اطفال الحي
لقد تعبت الجدة المسكينة..
اعانها الله ..
نزلت اختها الكبرى لتعود للجدة وتعتذر لها فوجدتها قد لازمت فراشها اثر حمى شديدة
فزعت العائلة مما استدعى نقلها للمشفى
كانت وردة في غفلة عما يحدث
طبعا لم يفكر احد ان يوصل الخبر الحزين للعلاقة السيئة بينهما
كما انها لم تجهد نفسها للخروج بحكم انها غاضبة من معاملة الجدة
ومرت ساعات خلا فيها المنزل حتى اكتسى بهدوء تام..
وبقيت وردة
مع انفاسها الغاضبة
تتذكر حفلتها التي فاتتها بسبب جدتها
وربما لن تسمح لها بالذهاب لبيت خالتها غدا
وربما ستمنع صديقاتها من اللعب معها الخميس
تاففت من ذكرياتها البائسة واغمضت عينيها
لم تعلم ان امامها ليلة
ليست كغيرها
ليلة لن تنتهي بسهولة
ليلة ستغير حياتها
نعم حياتها كلها..
يتبع غدا باذن الله
احب اتغير @ahb_atghyr
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خيرياطير
•
رفففففففففففففففففففففففففففع
الصفحة الأخيرة