تم انتقالهم من الحي الذي يسكنون فيه. فأخذ والدهم يبحث عن حلقة في الحي الذي انتقلوا إليه لإدراكه لأهمية تلك الحلقات, التقى عمر بجاره الجديد ( أنس ) ودار بينهم هذا الحوار:
عمر: هل يوجد في حينا حلقة لتحفيظ القرآن يا انس؟
أنس: مالي أراك يا عمر حريصاً على وجود حلقة لتعليم القرآن في الحي؟
عمر: كيف لا أحرص يا أنس وهذه الحلقات تحوي على فوائد عديدة منه:
- مضاعفة الأجور, والطمأنينة في الدارين.
- تحقيق الخيرية على مستوى الفرد والمجتمع.
- التفوق الدراسي للأبناء.
أنس: التفوق الدراسي ! أليس الطالب يصرف جزء من وقته في الحلقة يمكن أن يستفيد منه في المذاكرة.
عمر: بلى, لكن يا أنس هل كل من لا يحضر الحلقة هو في مذاكرة؟ وهل تعلم أن الأمور تسير بتوفيق الله عز وجل, والبركة في الأوقات من عند الله, بل وعلى العكس فلقد أثبتت الدراسات وجود ترابط كبير بين حفظ القرآن والتفوق الدراسي والواقع يشهد بذلك, ومن فوائد الحلقات أيضاً:
- التخلق بأخلاق القرآن الكريم والعمل بما فيه.
- الإرتباط برفقة صالحة, تحميه بإذن الله من الصحبة السيئة والوقوع في الفساد.
أنس: كل هذه الفوائد يا عمر. إنها نعمة عظيمة, كانت تخفى علي ولعلي أن أبادر في ضم أبنائي في إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
عمر: قرار سديد, ألا تعلم يا أنس أن الأبناء يكونون سبباً في استمرار عملك بعد الممات.
أنس: صحيح يا عمر, ونحمد الله أن يسر وجود مثل هذه الحلقات, ثم الشكر لكل من ساهم في إقامة تلك الحلقات المباركة.
عمر: ولا ننس يا أنس أيضاً القائمين المباشرين على تلك الحلقات من مشرفين أو معلمين الباذلين من أموالهم وأوقاتهم في تعليم الأبناء وتربيتهم فجزاهم الله خيراً, وهم حقيقة محسنون إلينا بصنيعهم هذا.
أنس: وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. فما عسانا أن نفعل تجاههم يا عمر؟ وما هو الدور الذي يمكن القيام به في استمرارية الحلقات وتطويرها ونجاحها؟ فأنا لا أملك مالاً كثيراً أتبرع به للحلقات.
عمر: أحسنت. سؤال رائع نحتاجه كثيراً, فالكثير يعتقد أن الدعم يقتصر على المال, ولعلي أذكر لك أدوار مختلفة لا تتطلب منك مالاً وهي عامة لجميع فئات المجتمع كل حسب طاقته وإمكاناته.
أنس: تفضل يا عمر, فلعل الله أن ينفع بشيء من هذه الأدوار أقدمه لهذه الحلقات.
عمر: الدور المطلوب تجاه الحلقات منه المعنوي ومنه المادي, فمن الدور المعنوي:
1 – إبداء المقترحات والتوجيهات النافعة للمسؤلين عن الحلقة.
2 – الذب عن أعراض القائمين عليها, والدفاع عنهم في الحق لأن هناك للأسف من يعمم الحوادث الشاذة فيجعلها قاعدة.
3 – متابعة سير الأبناء في الحلقة حفظاً وخلقاً.
4 – رفع المعنويات بالشكر والثناء والدعاء لهم أمامهم وفي ظهر الغيب.
أنس: وماذا عن الدور المادي؟
عمر: الدور المادي متنوع بتنوع المجالات واختلاف القدرات, ومن الوسائل التي يمكن من خلالها خدمة الحلقات.
1 – المعلم يشارك في تقديم دروس خاصة لطلاب الحلقة خاصة المواد العلمية. ويمكن أن يقدم هذا مديرو المدارس والوكلاء بعرض الفكرة على زملائهم المعلمين.
2 – القطاع الصحي من مستشفيات وغيرها يمكن تقديم بطاقات تخفيض لعلاج طلاب الحلقات ووالديهم.
3 – مراكز التدريب يمكنها طرح دورات في تطوير الذات وبعض الدورات المناسبة لأعمار طلاب الحلقات. وكذا أهل الإختصاص في علم النفس والتربية يمكن إفادة مشرفي الحلقات ومعلميها بطرح دورات في هذا المجال وهكذا كل في مجاله.
أنس: لكن يا عمر المفترض أن يبادر مشرف الحلقات بمحاولة الإستفادة من هذه الخدمات والمجالات.
عمر: هذا صحيح لكن لا تنس أن مشرف الحلقات لديه من الإهتمامات والأعمال المتعلقة بالحلقة وغيرها ما يشغله كثيراً عن تلك الأمور, كما ينبغي أن نقوم نحن بدور نرجو ثوابه عند اله والدال على الخير كفاعله.
ولعلي إن أذنت لي يا أنس أن أكمل لك عرض بعض الجوانب المادية التي يمكن من خلالها إفادة الحلقات.
أنس: بكل تأكيد. تفضل يا عمر.
4 – مشاركة طلبة العلم والدعاة بطرح دروس ومحاضرات مختلفة تمس واقع الحلقات وسبل تطويرها وعلاج بعض العقبات أو المشكلات التي تواجهها.
5 – تنسيق طلبة العلم مع مكاتب الدعوة والإرشاد لإقامة الدروس العلمية التي تناسب مستوى الطلاب وتفكيرهم ( موضوعاً ومادةً ) لقلة وجود دروس علمية مستمرة تخاطب هذه الفئة العمرية من طلاب الحلقات.
6 – المشرفون في الجمعية أو في قطاع التعليم التربويون ينبغي مشاركتهم العلمية لحاجة الحلقات إليهم سواء بالدروس المستمرة أو اللقاءات الدورية لتدارس واقع الحلقات من الجانب التربوي أو الاستشاري ذات العلاقة.
7 – أصحاب المحلات التجارية مع اختلاف النشاط الذي تمارسه ( مواد غذائية – ملابس – أثاث محلات ألعاب – ورش صناعية – محطات بنزين - . . . ) يمكنهم المساهمة بتقديم جوائز عينية أو تخفيضات.
8 – أصحاب ( المحلات الترفيهية – قصور الأفراح – الفنادق – ... ) يمكن تقديم خدماتها قدر الإستطاعة وحسب حاجة الحلقات.
أنس: ولو اقتصر ما سبق ذكره يا عمر على الحلقات القرآنية في المساجد المحيطة بهم فحسب لكان في هذا خيراً كثيراً, أليس كذلك؟
عمر: بلى, فإنما السيل اجتماع النقط. ومن المجالات أيضاً:
9 – المدارس الأهلية وتقديم القاعات لإقامة الدورات والندوات وورش العمل التي تساهم في تطوير الحلقات, كما يمكن تقديم الخدمات الترفيهية من ملاعب أو مسابح ولو بمبالغ رمزية.
10 – الأئمة والمؤذنون تلمس احتياجات طلاب الحلقات من خلال التنسيق مع مشرفي الحلقات وتقديم المساعدات للمحتاج منهم, والبحث عن وظائف مناسبة لمعلميها ومشرفيها.
11- المطابع ودور النشر ووكالات الدعاية والإعلان والهدايا, يمكن ان تساهم مساهمة فعال في خدمة الحلقات.
12 – وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة تعنى بنشر أخبار الأنشطة المميزة لحلقات, وإبراز الطلاب المتميزين من خلال برامج متنوعة ففي هذا تحفيز معنوي لهم وتنمية لمواهبهم, وحث أقرانهم على سلوك طريقهم.
13 – وسائل النقل ووكالات السفر داخل المملكة وخارجها, وكذلك حملات الحج والعمرة, ويمكنها تقديم خدماتها لجوائز المعلمين والطلاب المتميزين.
14 – مراكز تدريب الحاسب الآلي يمكنها إفادة الحلقات من خلال: إعداد البرامج التي تسهل العملية الإدارية في الحلقات, طرح دورات تعليمية منوعة.
15 – محلات الحاسب يمكنها تقديم صيانة دورية لأجهزة الحاسب أو آلات التصوير أو الأجهزة الأخرى.
أنس: وما ذكر سابقاً يمكن تطبيقه تجاه مدارس التحفيظ النسائية. أليس كذلك؟
عمر: بكل تأكيد يا أنس فمدارس التحفيظ النسائية تقوم بدور بناء في المجتمع, وهم بحاجة إلى الدعم حتى يستمر هذا الخير وينمو في هذه البلاد المباركة.
أنس: من لا يستطيع أن يتفرغ وليس لديه شيء مما ذكر؟ عمر: فلا أقل أن يدل على هذه الحلقات من يدعمها بماله أو علمه أو جاهه, ولا تحقرن من المعروف شيئاً, والأدوار المعنوية والمادية تجاه الحلقات والمدارس النسائية ليست محصورة فيما سبق ذكره, بل إنها متنوعة, وأنت يا أنس أو من يقول لا أملك ما أقدمه, لو طلب منكم التفكير ملياً لأفدتم ببعض المجالات التي لم يشار إليها سابقاً, لأني أعلم أن لديكم الكثير.
وبعد أخي القارئ الكريم اعلم أن لديك الكثير من المجالات التي لم تذكر فلعلك أن تقدم منها ما تستطيع أو تذكرها لمن يقوم بتطبيقها والدال على الخير كفاعله.
http://qk.org.sa/nawah.php?tid=44
الحلقات خيرلأبنائناولأحيائنافلنساهم في استمرارها