خاطرة للشيخ زايد طيب الله ثراه...

السلام عليكم والرحمة..

اشحالكن بنات؟؟

هذي خاطرة كتبتها يوم وفاة الوالد الشيخ زايد...

وحبيت أحطها اليوم عسب تقرونها...

فقدنا رباناً ماهرا قادنا إلى بر الأمان... فمن يا ترى سيقود السفينة بعد الآن؟؟؟؟

إلى والدي... خاطرة خطتها يداي لوالدي العزيز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. طيب الله ثراه

إلى والدي..


لا أعرف ماذا أكتب في هذا المصاب الكبير الذي حل بنا.. تعجز الكلمات وتجف الأقلام في مثل هذه المواقف..



والدي.. أحببناك دون أن نجلس بجوارك ونتحدث معك.. فما بال من عاشرك؟؟ دخلت بيوت كل المواطنين والعرب والمسلمين بقلبك الطيب الكبير.. ملأتنا وشملتنا بعطفك وحنانك.. فمن يعوضنا يا والدي هذا الحنان؟؟



ترعرعنا على إنشاد أناشيد تحمل بين طياتها حروف اسمك.. وأناشيد أخرى تدعو لك بطول العمر.. وفي يوم الثلاثاء لمسنا معاني هذه الكلمات ولمسنا فراقها.. فمن سيقوم بتلقين أبنائنا كلمات أنشودة (( يا رب تخلي زايد.. يا رب تطول عمره))؟؟



رحلت عنا جسداً.. فإن روحك لم ترحل.. وستبقى أبد الدهر في قلب كل مواطن.. صورتك التي حفرت في قلوبنا.. لم ولن تفارق خيالنا ولو للحظة.. كلماتك وأقوالك التي تنشر صداها بيننا.. نرجو من الله العلي القدير أن يوفقنا لتطبيقها..



والدي.. إنني لمؤمنة بقضاء الله وقدره.. لكنني أنتظر حتى هذه اللحظة أن يأتي أحد إلى فراشي ويهزني ليوقظني من الكابوس الذي أعيشه.. إنها لفاجعة كبيرة.. ولا يستطيع العقل ولا القلب تصديقها.. فقد ولدت ولم أعرف والداً سواك.. ولم أتصور أن يأتي يوم نفقدك فيه.. والله لو الأعمار تهدى لأهديتك عمري دون أن أستأثر بثانية لنفسي..



لا أظن أن هناك يتيماً شكا اليتم في دارك.. فقد شملتهم بعطفك.. وشملت كل أبناء الوطن.. غرست محبتك في قلوبنا.. غرست روح التعاون بيننا.. غرست كل الأخلاق الحسنة والطيبة.. لم يفعل أب ذلك مع أبنائه.. واليوم يا والدي.. نشكو اليتم الذي حل بنا بفراقك.. تيتم كل شعب الإمارات والأمة العربية والإسلامية.. فمن يعوضنا؟؟ من يلمنا؟؟



والدي.. كنت الشمعة التي تنير دروبنا.. واليوم انطفأ ضوء هذا الشمع.. فمن أين نستمد النور؟؟ بفراقك يا والدي أعميتنا وأظلمت دنيانا.. بفراقك يا والدي أدميت قلوبنا وأدمعت أعيننا..



إننا لمحزونون على فراقك.. ولن تكفي هذه العبارة للتعبير عما يجول في خواطرنا..

ولكننا نود القول أننا بفراقك فقدنا أهم عنصر للعيش في هذه الحياة.. فقدنا رمز الأمان والطمأنينة.. أصبح الخوف يداهمنا من كل صوب وحدب.. وما خفف عنا هذا المصاب إلا تولي ابنك خليفة حفظه الله الحكم.. فما أسعدنا أنّ اسمك لا يزال ينطق في عبارة سمو الشيخ خليفة بن زايد.. ما أسعدنا أنه بإذنه سيسلك نهجك في الحياة.. ما أسعدنا أنه يحمل من ريحك الطيب.. يحمل من تقاسيم وجهك الذي كان يشع نوراً..



يا والدي.. كان لك قلب عطوف رحيم.. يلم تحت جناحه كل من لجأ إليه.. فإنني أتمنى من الله الرحمن الرحيم أن يلمك برحمته التي شملت السموات والأرض.. وأن يتقبل دعاء كل رجل وامرأة.. شيخ وطفل.. شاب وكهل.. أعجمي وعربي.. أتمنى منه أن يتقبل دعاءهم الصالح لك..



إنه ليحزننا أن نرى الدمع في أعين الشيوخ.. وإنه ليقطع قلوبنا رؤيته في أعين الأطفال.. وإنه ليدمينا ويهد الجبال رؤيته تذرف من أعين الشباب ذوي الأجسام القوية.. فما هي حالنا ونحن نرى الدموع تنهمر في كل أرجاء الوطن!! لم يخل منزل في ذلك اليوم إلا والدمع انهمر فيه.. دمعت أعين الفقراء والأغنياء.. الشيوخ والمشايخ.. المواطنين والوافدين.. لم تميز في تعاملك مع كل الناس.. فلم تميز الناس في ذرف دموعها.. فقد رأينا الدموع تنهمر من أعين الوافدين.. وأحسسنا بخسارتهم لك.. شعرنا بمدى الحزن الذي اكستح كل بيت..



تعودنا يا والدي أن نسمع عبارة حفظه الله ورعاه بعد ذكر حروف اسمك المضيئة.. ولم تتعود أذناي سماع عبارتي طيب الله ثراه ورحمه الله.. إنها لثقيلة على مسامعنا.. ولم تطرب لها آذاننا.. لا أنكر أن عبارة رحمه الله تحمل في طياتها معان كثيرة.. وندعو الله أن يشملك بواسع رحمته.. ويلمنا جميعاً لها.. الأحياء والأموات.. لكننا تمنينا التوجه إلى الله والدعاء لك بالرحمة وأنت بيننا جسداً وروحاً..



رحمك الله يا والدي ويا والد كل العرب والمسلمين.. رحمك الله يا والدي العطوف الحنون.. رحمك الله ورزقك اللهم روضة من رياض الجنة.. وأسكنك جنة الفردوس يا رب.. مع نبينا محمد والصديقين والشهداء.. وألهمنا اللهم الصبر والسلوان بهذه الخسارة الكبيرة.. وإننا بإذنه تعالى لن ننساك أبد الدهر ما حيينا.. وسيحفظ وينطق باسمك كل من يولد على هذه الأرض الخيرة.. فهنيئاً لك محبة شعبك الذي فقدك.. هنيئاً لك كل ما عملت.. والله إنك لخسارة للعالم أجمع.. ولكن لا راد لقضاء الله.. والله يعطي ويأخذ متى شاء.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..



ابنتك