دروس عشر ذي الحجة : الدرس الثالث ..

دروس عشر ذي الحجة :
الدرس الثالث /
 تحتاج حياتنا بين الحين والحين إلى تجديد يعيد لها قوة اﻹ‌يمان، ويُنمّي فيها إحساس العبودية لله -تعالى-، ويدفع بها نحو ربها -عز وجل- وهي نادمة على معصيته, مجتهدة في طاعته ، تجديد يعيد إلى القلب رقته، فيخشع ﻵ‌يات القرآن الكريم، ويتدبر في معانيها تجديد يتحول بحياتنا لتكون أكثر قرباً من الله -تعالى-، في فكرنا وأعمالنا وأعظم فرصة لتجديد الحياة، حين يدنو الله -تعالى- من عباده، ويفتح لهم أبواب المغفرة، ويجزل لهم العطاء، ويكون العمل أرجى للقبول، والدعاء أقرب لﻺ‌جابة ، والنفس بحاجة في كثير من اﻷ‌حيان إلى ما يحفز فيها النشاط، ويشوّقها إلى التغيير، وهاهي أيام العشر من ذي الحجة، وما يتبعها من أيام التشريق، جاءت بما أودع الله -تعالى- فيها من فضائل، لتوقظ الهمم، وتُنشط النفوس، فليس هناك أيام جمعت من خصائص الفضل، وأسباب السعادة، كهذه اﻷ‌يام ، قال: ‏​‏​‏​‏​‏​‏​​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​ﷺ 
» ما من أيَّامٍ العملُ فيهنَّ أفضلُ من أيَّامِ العشرِ قالوا يا رسولَ اللَّهِ وﻻ‌ الجهادُ في سبيلِ اللَّهِ قالَ وﻻ‌ الجهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا أن يخرجَ رجلٌ بنفسِهِ ومالِهِ فتكونُ مُهجةُ نفسِهِ فيه » حسن صحيح .
 وفي حديث آخر قال: ‏​‏​‏​‏​‏​‏​​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​ﷺ « ما من أيَّامٍ أفضلُ عندَ اللَّهِ وﻻ‌ أحبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ من أيَّامِ العشرِ فأكثِروا فيهنَّ من التَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّحميدِ » صحيح .
وعشر ذي الحجة "هي اﻷ‌يامُ العشر التي أقسم اللّه بها في كتابه بقوله: 
"وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ" .. ‏​‏​‏​‏​‏​‏​​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..‏
​