أحبك يا وطني ....
- إن للوطن جزءا كبيرا من كيان المرء وشخصيته إذ أن البيئة التي يعيش فيها الإنسان لها دورا كبيرا .
- في سلوكه وطبعه ومعتقده, وتختلف الطبائع باختلاف البيئة فأهل المدينة يختلفون في طبائعهم على أهل البدو .
- فلا يمكن للبدوي أن يطيب له المقام في المدينة وكذلك المدني الكل يحن إلى موطنه .
- إذا: حب الأوطان مجبول عليه الإنسان هو غريزة متأصلة في النفوس تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه ويحن إليه إذا غاب عنه ويدود عنه إذا اعتدي عليه ويغضب إذا انتقص من قدره أو أهين من أبنائه.
- الوطن هو منزل الإنسان ومقره, ولد به أو لم يولد هو مكان الإنسان ومحله , فالأصل في الإنسان أن يحب وطنه .
- ويتشبث بالعيش فيه ولا يفارقه رغبة عنه.
- ومن حنين الإنسان إلى وطنه أنه إذا غاب عنه يسأل القادم منه عليه لعله يلتمس أخباره و هذا نبينا صلى الله عليه وسلم حينما غادر مكة ومكث بالمدينة شده الحنين إلى موطنه وعندما قدم إليه أصيل الغفاري وهذا قبل أن يضرب .
- الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدخل على عائشة رضي الله عنها فقالت له : يا أصيل كيف عهدت مكة ؟
- قال عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها قالت له أقم حتى يأتيك النبي صلى الله عليه وسلم ,فلم يلبث أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له :< يا أصيل كيف عهدت مكة ؟
- قال والله عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها وأغدق ذخرها وأسلت ثمارها وأمش سلمها فقال : << حسبك يا أصيل لا تحزنا >>
- نعم حزن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخرج من مكة ورحل وهو يحمل حزنه في طيات قلبه الواسع العطوف المخلص لربه ثم لوطنه .
و عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:<<يا مكة والله إنك لخير أرض الله وأحب البلاد إلي الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت >>.
- وقالت عائشة رضي الله عنها:<< لولا الهجرة لسكنت مكة إني لم أرى السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمئن بمكة ولم أرى القمر بمكان أحسن منه بمكة >>.
- وهذا كليم الله موسى عليه السلام حنَََّ إلى وطنه بعد أن خرج منه مجبرا قال تعالى :<<فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون >>.
- أما عن وطني الجزائر مغروس حبه في الفؤاد آه لو حدثتك عنه لا تسعني صفحات هذا المنتدى. ما أروعه جميل بحره وساحله, سماؤه و ترابه, شمسه و زهره, نباته وجوه كل ما في وطني بديع الوصف والتصور.
- كان بلدي سيد البحر الأبيض المتوسط في زمن العثمانيين يتمتع بأسطول بحري لا نظير له. تكالبت عليه الدول وتحالفت واجتمع شملها للإطاحة به وفعلا تمكنت من ذالك حينها أصبح بلدي فريسة سهلة للطامعين في خيراته وجدت فرنسا بابا واسعا وفرصة سانحة للولوج فكسرت الباب واقتحمت الدار فأذاقت الشعب الويلات وجرعته صنوف العذاب و ألبسته وشاحا أسودا كافح الشعب كفاح الأسود على عرينها فاسترد حريته المسلوبة وهذا بفضل الله وحده دون ما سواه
- وها نحن جيل الحرية ننعم اليوم بالأمن والسلام ولله الحمد من قبل ومن بعد ثم جاءتنا محنة أخرى عشناها نحن جيل الحرية لكن هذه المرة لم تكن خارجية بل كانت بين أبناء الوطن مرت بنا عشرية سوداء سالت فيها دماء وأزهقت أرواح وفقد فيها أناس لم يعثر عليهم لحد الآن كست بلادي وشاحا أحمر
ثم جاءتنا محنة أخرى لكن كانت بتصريف من المولى عز وجل باغتتنا فياضنات جرفت فيها الأرواح تلا شت وطفت فوق المياه كأنها دمى تتلاعب بها الأمواج
- بعدها زلزلت الأرض من تحت أقدامنا فقلنا ما لها ؟؟؟ ولكن صبرنا وقلنا ربنا أوحى لها
- راح ضحية هذا الزلزال ألاف الموتى والمفقودين والمتشردين بلا مأوى
رغم كل هذا وذاك حمدنا الله وقلنا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه, ضمدنا الجرح ومسحنا الدمع وجمعنا الشمل ونسينا المحنة لأننا علمنا أن كل ما أصابنا كان تصريف من الباري .
- والحمد لله الذي أنعم علينا بالحرية والأمن والرخاء ولم نهرب أو نفر من الوطن في أصعب الظروف بل كنا هناك ولزلنا هنا وسنظل بجانبه ندود عنه متى ما احتاج إلينا .
بلادي و إن جارت علي عزيزة ***أهلي وإن ضنوا علي كرام
- هذه قطرة من بحر في وصف حبي لوطني ومن هنا أغتنم هذه الفرصة لأوجه الدعوة لكل أخت في هذا المنتدى الغالي على القلوب والذي جمعنا مع إختلاف جنسياتنا لأسأل كل واحدة عن شعورها نحو وطنها .
- إذا أخيتي حدثيني عن وطنك كما حدثتك عن وطني لا تبخلي ولو بسطر واحد وإن تكرمتي أعطيني صورة عنه بارك الله فيك .
تمت كتابة هذا الموضوع اليوم 06/06/ 2007
محبتكن أم حازم
- وهذه صور عن بلادي قديما :
- وهذه صور عن بلادي حاليا :
قلب العاصمة الجزائرية ( الشمال )
قسنطينة مدينة الجسور المعلقة (تقع شرق الوطن )
مدينة الشريعة الثلجية (أعالي العاصمة )
مدينة سطيف ( مدينة الهضاب العليا تقع شرق العاصمة )
صحراء الجزائر (تقع في جنوب الوطن )
مدينة وهران ( تقع غرب الوطن)
