وضعتـْه ُبين يدي قالت هذا صدقة عن صديقتنا إيمان رحمها الله!!
نظرت إلى غلافه المشجر بالورود،
فتحته لأقرأ... "اللهم ارحم إيمان وأخواتها اللهم أسكنهم فسيح جناتك............... وأدعية أخرى.
رحمك الله يا إيمان كم نفتقدك بيننا!!
هل متِ حقاً؟
هل ما أسمعه صحيح؟
إيمان أنتظر منك رداً؟
هل لن نراك بعد اليوم؟
هل وهل وهل؟
لا أصدق... فقد كذبت ابنة جارتنا حينما أطلقت الخبر على مسامعي...
نعم أكذبها في كل مرة تعيده على مسامعي وهي تحلف لي.
حتى سمعت والدتي تقول لي عيباً عليك يابنيتي أن تكذبي غيرك...
حينها تداركت الأمر وتيقنت بعض الشيء بمصداقية الخبر.
لكن ما زلت أكذبه من داخلي...
مازلت أتخيل عودتك إلينا...
وأن الناس حولنا تكذب!!
نعم ستأتي لتقولي لنا لا لم أمت!!
لم أمت ها أنا هنا!!
لم تقولون عني أنني مت لم!!
هيهــــــــات هيهــــــــــات...
ألم نكن في منزلكم البارحة نعزي والدتك الصابرة المحتسبة.
ونسري عن قلبها ونداعب أختك أبرار وأخوك مصطفى.
والناس حولها متجمعون... وهي طريحة الفراش...
إذا لا بد لي أن أصدق!!
لا بد أنه حقيقة لا خيال!!
نعم مـــــــــاتت إيمان...
وليس أي موتة!!
ماتت بحادث شنيع في رمضان...
ماتت وهي بين المدينة المنورة وجدة...
ماتت ومات أخوها وأختها الطفلة البريئة أنفال.
مت ودفنت بالبقيع... بمدينة الرسول صلى الله عليه وسله...
لأن أخاك أوصى أهلك بذلك قبل موته بلحظات...
لطفك اللهم يارب.
اللهم أنزل صبرك على أم إيمان.
فقد فقدت ثلاثة من أبنائها...
بورك فيك يا أم إيمان...
تنظرين إلى إيمان بعد الحادث سريعاً، وإذا هي أشلاء متناثرة.
تنظرين إلى جمجمتها المهشمة ...
ثم تنزلي من السيارة وتسجدي سجود شكر لله تعالى...
حمداً لله أن ثبتك بفضله سبحانه...
مع ما كنت تعيشيه من ألم الضربة التي استولت على عمودك الفقري إلا أنك أجبرت نفسك على السجود...
ولم تكتفي بالحمد باللسان...
اللهم الطف بحالهم وكن معهم...
نزلت من السيارة وأنت تقولي مذكرةً زوجك قل: اللهم آجرنا في مصيباتنا واخلفنا خيراً منها...
بورك فيك يا أم إيمان وبمن اقتدى بفعلتك...
وأخلف عليكم خيراً...
بورك فيك يا أبا إيمان...
رأيت طفلتك البريئة أنفال وأنت تحملها بين يديك تلفظ أنفاسها الأخيرة وتصبرت حينها بالله...
لأنك أيقنت أن الله عظيم بحكمته...
أحمد الله الذي من على زوجتك وابنتك وصغيرك مصطفى بالشفاء وإن طالت مدة الرقود في المستشفى.
الحمد لله على كل حال...
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها...
حملت المصحف وأنا أقلب صفحاته وأقول بكل حرف سنقرأه لك فيه أجر بإذن الله يا إيمان.
هنيئاً لك يا إيمان بصديقتك الوفية زينب فلم تنساك من خيرها حتى بعد وفاتك...
تـــــــــرن........ تــــــــــــــرن........
دق جرس الحصة دخلت المدرسة بهدوء وهي متلفعة بحجابها تحمل كتبها...
كل منا تسابق إلى مقعده حتى هدأت الأصوات جميعها...
انتظرنا كلمة منها علنا نصحوا من غفوتنا!!
فنصدق الخبر!!
علنا نسمع كلمات تخفف عنا شيءً من مصابنا!!
انتظرنا قليلاً فلم نسمع شيء!!
رفعت نظري إليها...
إنها تنطر هناك!!
نعم تنظر في تلك الزاوية.
تنظر إلى مقعد إيمان!!
أطلقت دموعها بحرارة!!
معلمتي الحبيبة ءأتبكين؟!
ءأتبكين حقاً؟!
لا ألومنك!!
إنك أكثر من يعز إيمان من المعلمات... حتى أنك كنت تناديها ابنتي الصغيرة...
كانت إيمان تستحق ذلك فقد امتلكت مواهب إبداعية في اللغة العربية
لا ألومك معلمتي!!
فقد بكينا كثيراً!!
وما زلنا نبكي!!
لم نتحمل أكثر....
بكينا جميعاً...
حتى ضج الصف كله بالبكاء...
دقائق معدودة ظننتها ساعة...
فنحن في حال يرثى له...
(رحمك الله يا إيمان برحمته الواسعة
بنياتي كلنا راحل لكن المهنئ من استعد لما بعد الموت
كلنا سنترك الدنيا فانية لكن الفائز من وعمر الآخرة
بنياتي واجبكن نحو إيمان الصدقة عنها والدعاء لها دائما
هو ذا الذي ينفعها لا غيره)
مضى أكثر من نصف الحصة ونحن نتلقى بدموعنا درس ديني وكلمات عزاء.
تسارعت نظرات المعلمة تجول بين طالباتها ثم عادت لتقع إلى مكان إيمان... مرة ثانية!!
اعتلى صوتها بالبكاء هذه المرة..
رحمتك يارب معلمتي يكفي!! لم أعد أحتمل!!
ألم تكوني الآن تبثي على مسامعنا كلمات الصبر والثبات؟!
رحمتـــــــك اللهم يارب...
رحمك الله يا إيمان...
ليس فقط معلماتنا من بكى عليك...
إنما كل زواية في المدرسة مازالت تبكي عليك...
كل زواية في المدرسة تذكرنا بك...
رحلت يا إيمان لكنك ستخلدي في ذكرانا...
إيمان أتذكرين تلك الرسالة التي كتبتيها لي في مقدمة دفتر الذكريات...
أتذكرين يوم أن حجزت الصفحة الأولى فيه...
تشاجرت حينها مع البنات لحجزها....
كتبت لي فيها لاتنسي صديقتك إيمان!!
إيمان لما كتبت لي هذه العبارة؟
لما كتبت لزينب في رسالتك الأخيرة، لعلها آخر رسالة في حياتي؟!
إيمان هل كنت تعرفين إنها أيام معدودة وسترحلي عنا؟!
إن كنت تشعرين ذلك فنحن لم نصدق ذلك حتى بعد رحيلك!!
كانت صدمة كبيرة لنا!!
لم نستطيع تصديق خبر كهذا لصغر سننا حينها...
رحلت يا إيمان وكلنا راحل!!
رحلت من سنين ثمان ومازلت في قلوبنا...
بالأمس نودعك يا إيمان وها نحن اليوم نودع عبير...
أمس كانت عبير تجمع الصدقات لك!! وها نحن اليوم نجمعها لعبير!!
تنبهت حينها أن الساعة تدق الواحدة ليلاً!!
أغلقت المصحف الذي بين يدي.... وأغلقت معه باب الذكريات...
مسحت دموعي... وضعت رأسي على وسادتي...
لم أشعر بعدها بشي فقد غطيت بنوم عميق....
سنابل العطاء @snabl_alaataaa
عضوه شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
قمورة السعودية
•
لاحول ولاقوة الى باالله الله يرحمهم برحمته ويصبروالديهم
zOOna
•
قمورة السعودية :لاحول ولاقوة الى باالله الله يرحمهم برحمته ويصبروالديهملاحول ولاقوة الى باالله الله يرحمهم برحمته ويصبروالديهم
الله يصبر أمهم
:icon36:
:icon36:
الله يرحمهم ويغفر لهم,, ويصبر والديهم على رحيلهم,,
ولايحرمهم الاجر قدروا يتجاوزوا المصيبه بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره..
ماشاءالله عليهم والله يكثر من امثالهم...
جزاك الله خير سنبوله.. واصبري ياقلبي هذي حال الدنياااا
لقاء وفراق...
الله يعينك على فراقها.. ويكتب لك الاجر..
ولايحرمهم الاجر قدروا يتجاوزوا المصيبه بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره..
ماشاءالله عليهم والله يكثر من امثالهم...
جزاك الله خير سنبوله.. واصبري ياقلبي هذي حال الدنياااا
لقاء وفراق...
الله يعينك على فراقها.. ويكتب لك الاجر..
أخواتي الحبيبات:
قمورة السعودية، zOOna، حنونة حيل.
حياكن الله وبياكن.
جزاكن الله خيراً على مروركن العطر،
وعلى دعواتكن...
جعلها الله في ميزان حسناتكن.
وفقتن وبوركتن وسدد الله خطاكن.
محبتكن في الله.
قمورة السعودية، zOOna، حنونة حيل.
حياكن الله وبياكن.
جزاكن الله خيراً على مروركن العطر،
وعلى دعواتكن...
جعلها الله في ميزان حسناتكن.
وفقتن وبوركتن وسدد الله خطاكن.
محبتكن في الله.
الصفحة الأخيرة