دمعــة مُـوَحِّــد
التوحيـد أول و أهـم ما يجبُ على المسلم معرفتُه .. فعليه أن يُوَحِّـدَ اللهَ
تعالى فى ربوبيته و ألوهيتـه و أسمائـه و صفاتـه .
و كلمـة التوحيـد (( لا إله إلا الله )) هى سببُ دخـول الجنـة .
لكـنْ : هل يكفى النطق بها ؟لا .
فالإيمان نطـقٌ باللسان ، و اعتقادٌ بالجَنان ، و عملٌ بالجـوارح و الأركـان .
فالصلاة لا بـد من المحافظة عليها ، و لا بـد من صيام رمضان ، و إخـراج
الزكاة لمَن كان لديه مالٌ بلـغ النِّصاب و حـال عليه الحَـوْل ، .... و هكـذا .
و المؤمن المُوَحِّـد يعمـل لآخـرته ، و لا يتكالب على الدنيا ...
تسقط دمعته من خشية الله ...
تسقط دمعته خوفًـا من النار ، و طمعًا فى الجنة ...
تسقط دمعته على خده فيشعر بحرارتها ، و يتذكر حَـرَّ النار ، فيستجير
بالله منها ...
تسقط دمعتـه عند قـراءة كـلام رَبِّه أو سماعه شوقـًا إلى لقائـه ...
تسقط دمعته عند رؤية حـال المسلمين المُضطهـدين فى بـلادهـم ...
تسقط دمعته عند التفكـر فى المـوت ، و فى القبـر ، و فى حالـه بعد
مُفارقـة الدنيا .
المؤمن الموحِّـد دمعـتـه غاليـة ..
و الـدمـوع أنـواع ، منهـا :
دمعـة فـرح - دمعـة حُـزن - دمعـة خـوف - دمعـة ألـم .
فـ دمعـة الفـرح قـد تسقط من الطالب عندما يعلم بنجاحه فى
دراسته و من الأم عندما تُـزَوِّج ابنها أو ابنتها ، و من الموظف حين يحصل على ترقية ،و من الداعية حين يعلم
بإسـلام شخصٍ على يديه ، أو بهداية مسلمٍ بسبب سماعه لأحـد أشرطته .
و دمعـة الحُـزن تسقط من الشخص عندما يعلم بوفـاة قريبٍ له أو
صديقٍ عزيزٍ عليه ، و تسقط عند تذكر الماضى (بأفراحه و ألامه) ، و تسقط عند فشل الشخص أو عـدم
قـدرته على تحقيق شئٍ ما أو الوصـول إلى هـدفٍ معين يسعى إليه : كالطالب الذى يفشل فى دراسته أو
يحصل على درجـةٍ ضعيفة فى أحد المواد الدراسية ، و كالشاب الذى يبحث عن عمـل و يجـد الأبواب
كلها مُغلقةً فى وجهه .
و دمعـة الخـوف تسقط عند رؤية حيـوانٍ مُفترسٍ مثلاً ، أو عند
رؤية عـدو مع عـدم القـدرة على التصرف أو الهـرب ، و تسقط من الابن عند فِعله شئ يستوجب العقاب
فيخاف أن يُعاقبه أبـوه بالضرب أو بحرمانه من شئٍ مُحببٍ له ، و هناك مَن تسقط دمعته خوفًا من المستقبل
لأنه لا يعلم كيف سيكون حاله فيه ، و يخاف على أبنائه إن مات كيف سيعيشون بعده ، و من أين سيأتيهم
الرزق ، و هـذا قـد يكـون ضعف إيمان ، و تسقط خوفًا من النار .
و دمعـة الألـم تسقط عندما يـرى الشخص مناظـر تُحـرك قلبه و
تؤثـر فيه كالقتل أو الضرب أو الـدم ، أو عند لمسه لشئٍ ساخـن أو بسبب سقوطـه على الأرض ، أو
لشعـوره بما يؤلمه فى جسمه .
مُـوَحِّـدٌ بالله ... قام يتفكـر فى خَلْق الله ... ينظـر و يتأمـل ...
يُهلل و يُكبِّـر ... يحمـد و يُسبـح ... و دمعتـه لا تفارق عينه .
إذا نظـر إلى السماء قال : سبحـان الله ...!!
إذا رأى الشمسَ تُنيـر الكـون قال : سبحـان الله ...!!
إذا رأى القمـر ليلة البـدر قال : سبحـان الله ...!!
إذا رأى النجـومَ تُزين السماء قال : سبحـان الله ...!!
و دمعتـه ساقطـةٌ على خَـدِّه .
إذا رأى السُّحُبَ و الغيـوم و البـرق قال : سبحـان الله ...!!
إذا سمـع الرعـد قال : سبحـان الـذى يُسبِّحُ الـرعـدُ بحمـده
و الملائكـةُ من خيفته ...!!
و دمعتـه ساقطـة .
بـل إذا نظـر لنفسـه فى المِـرآة و رأى الناسَ حوله و تفكَّـر فى خلقهم
و فى أشكالهم و ألوانهم و جِنسياتهم و لُغاتهم قال : سبحـان الله ...!!
و سقطت دمعتـه .
إذا تفكـر فى عـذاب القبـر استعـاذ بالله منه ، و سقطت دمعتـه .
إذا تفكـر فى النار و عـذابها خشى على نفسه ، و دعا رَبَّـه أن يُجيـره منها ،
و دمعتـه ساقطـة .
إذا تفكـر فى الجنة و نعيمها ازداد شوقـه إليها ، و تمنى أن يدخلها ، و أن
يُخَلَّـدَ فيها ، و سأل اللهَ أن يُدخله إياها ... و سقطت دمعتـه .
إنها ‹‹ دمعـة مُـوَحِّـد ›› ... آمَـن بِـرَبِّـه ... و اعتـرف بتقصيـره
و ذنبـه ... و انطـرح على بابـه طالبًا عفـوه و مغفـرتـه ... و رحمتـه
و جنتـه ...
يقـول النبى صلى الله عليه و سلم : (( عينان لا تمسهما النار : عينٌ بكت
من خشية الله ، و عينٌ باتت تحرس فى سبيل الله ))
حديثٌ حَسَن] .
هذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 560x800 والحجم 167 كيلوبايت .