أقام المصمم السوري رامي العلي عرضه الجديد لعام 2007 في فندق حياة دبي، بحضور حوالي 500 شخص من المهتمين بالموضة والإعلاميين ورجال الأعمال، والعلي من المصممين السوريين القلائل الذين استطاعوا الخروج من دائرة المحلية، وتسجيل حضور عربي من خلال عروض الأزياء.
قدم المصمم 45 قطعة، 40 قطعة لفساتين السهرة، بين فستان السهرة الثقيل الذي يحتوى على شغل كثير، وبين فستان السهرة الخفيف البسيط، إضافة إلى 5 فساتين أعراس.
الحنين إلى الماضي كان العنوان اللافت للمجموعة،حيث استلهم المصمم فترة زمنية بدأت في أوائل القرن الماضي، حيث كانت الفنون على اختلاف أشكالها من شعر وأدب ومسرح يتم أداؤها في صالونات تخاطب النخبة من الطبقات الاجتماعية
عن ألوان المجموعة وأقمشتها قال"أخذت لونا مميزا من مجموعة الألوان الحارة وهو الفوشيا بدرجاته، ولونا مميزا من مجموعة الألوان الباردة وهو التركواز بدرجاته، هذان اللونان ركزت عليهما في هذا العرض، بالإضافة إلى اللون الذهبي، أما الأقمشة فركزت على الساتان والتفتا، وفي العادة أستخدم أقمشة طرية وخفيفة مثل الشيفون، ولكن في هذا العرض استخدمت أقمشة أقوى، لكي تصل رسالة العرض بشكل أوضح".
يقول العلي إنه استمد ثقافته بالأزياء من الخبرة والسفر والاطلاع على ثقافات أخرى، ويتحدث عن بداياته يقول"كانت بداياتي مجرد محاولات وهواية أكثر من كونها مهنة حقيقية، وفي عام 1997 انتقلت إلى دبي، وعملت في دار أزياء، وفي عام 2000 أنشأت داراً خاصة لي، وقدمت أكثر من عرض في الخليج".
وعن كيفية إخفاء عيوب الجسم قال "بكل مجموعة تكون لدى المرأة عدة خيارات من القصات، لا يكون هناك خيار ونموذج لجسد واحد، هناك 40 قطعة، ومن بينها قصات تناسب الرشيقة، وأخرى تناسب الممتلئة، كذلك الطويلة أو القصيرة.
ويرى العلي أن الإكسسوارات عنصر مساعد يمكن أن تساعد إذا كان خط المجموعة بحاجة إلى توضيح، مشيرا إلى أنه في هذا العرض برز الاستعراض أكثر فكانت الإكسسوارات واضحة، وفي بعض الموديلات لم يستخدم الإكسسوار نهائيا، مضيفا أنه إذا كانت عناصر الموديل كافية فلا داعي لإضافة الإكسسوارات.
ويرى العلي أن الأزياء لغة عالمية، لذلك فإن الخطوط التي تفصل بين أنواع الأزياء بدأت تتلاشى، يقول"منذ سنوات كانت هناك فروق بين الأزياء الشرقية والغربية، ولكن حاليا تصنيف الأزياء إلى شرقية وغربية بدأ يخف كثيرا، المرأة الشرقية الآن تسافر، وتتسوق من الغرب، فأخذت تتأثر بالاتجاهات الغربية، لذلك فإن الخطوط الفاصلة بدأت تخف ولم تعد واضحة".
وعن سبب غياب المصمم السوري عن الساحة قال"المصممون السوريون مقصرون، وهناك مجموعة منهم يقدمون أعمالا مميزة، ولكن السوريين لا يقدرون أن الإعلام مهم بشكل مؤثر، يقدمون أشياء جيدة، ولكنهم لا يركزون على الإعلام".
وعن فستان الزفاف أكد العلي أنه يفضل التمسك بالاتجاه الكلاسيكي فيه حتى النهاية يقول"فستان الزفاف لا يجب أن يتعرض للمغامرة، لأنه فستان ليوم واحد، وله ذكرى هامة، فستان السهرة يمكن أن يغير المصمم فيه، ويبتكر ويجرب، ويقدم أشياء مختلفة، إذا رأيت أن رسالتك لم تصل يمكن أن تحاول في تصميم آخر، ولكن فستان الزفاف.. لا، لذلك يفضل أن يكون التصميم كلاسيكياً، لأن الكلاسيكي تكون نتيجته واضحة، وهذا مطلوب في ليلة العرس".
وحول موقفه من استلهام التراث الذي يحرص عليه كثير من المصممين قال العلي "التراث مصدر استلهام كبير للمصممين، فلا يوجد مصمم إلا ولديه عرض استلهمه من التراث، وذلك جعل الأمر مستهلكا، حتى لو حاولوا العمل بطريقة جديدة، يبقى الملهم الأساسي مكررا، لذلك حرصت في أعمالي على الابتعاد عن التراث، والاستلهام من التاريخ أكثر".
وعن أبرز سمات الثقافة السورية التي يمكنه كمصمم أن يستفيد منها قال"سوريا معروفة بالمهن اليدوية والشغل بالصدف والنقش على النحاس، والحفر على الخشب، سوف أستلهم هذه الحرف القديمة، هذا يساعدني على تقديم أزياء مميزة، وذلك أفضل من محاولة إعادة تصميم الملابس القديمة بأسلوب حديث"
ويرصد مدى اهتمامات المرأة السورية بالموضة ومتطلباتها المعينة ويقول" المرأة السورية سيدة أنيقة جدا وانتقائية، ولا تتبع الموضة من أجل الموضة، ولكن ترتدي ما يناسبها، وما يتناسب مع البيئة الموجودة بها، وليس لها متطلبات معينة، ولكنها ترتدي حسب الثقافة السورية والوضع الاجتماعي، ليس هناك شيء يفرض عليها، هي تحب أن ترتدي الموضة، ولكن بشكل كلاسيكي".
وقال العلي إن فكرته الأساسية التي يعمل من خلالها أن تكون السيدة أنيقة بشكل مطلق، ورفض أن تنقاد للموضة بدون ضوابط، لذلك يحرص على أن يكون للمرأة رأي في الموضة مثله، فليس بالضرورة أن تنقاد لموضة لأنها لمصمم مشهور، أو تنجذب للأشياء الدارجة، مشيرا إلى أنه يفضل أن تكون المرأة مطلعة وأن يكون لها رأي مكتسب، تطلع وترى الأشياء كلها، وتختار ما يناسبها.
ويرى العلي أن المرأة يمكنها الحصول على أناقة بأقل التكاليف بالاطلاع، فمن خلاله تعرف كل شيء موجود، ويتيح لها ذلك الحصول على الأناقة بميزانية قليلة أو ميزانية كبيرة.
ساره الحلوة @sarh_alhlo
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️