رحمة الله عليك يا شيخ ):

رسالة إيميل وصلتني من الشيخ عبدالله زقيل
يقول فيها :
رسالة جوال في العاشرة صباحا من يوم الجمعة 25 صفر 1430هـ ! ... " السلام عليكم . سوف تقام صلاة الجنازة على الأخ نجيب الحسين رحمه الله في مسجد النور بعد صلاة الجمعة .

صعقتُ ! .. لم أصدق .. دخلت أم محمد علي وأخبرتها بالخبر لأنها صديقة زوجة الأخ نجيب !

اتصلت بمرسل الرسالة للتأكد من صحة الرسالة ، وإذ به يؤكد لي الخبر ... دفعتُ بالرسالة إلى من عندي في قائمة الأسماء ...

وقمتُ للتجهز لصلاة الجمعة ، وتوجهتُ لمسجد النور ، ووصلت إلى قريب منه ، وإذ بالسيارات حول المسجد لمسافة بعيدة جدا ، والشوارع المجاورة له امتلأت بالسيارات ولا تكاد تمشي إلا في مسار سيارة واحدة ، ولم أجد موقفا إلا بشق الأنفس في شارع ضيق صغير !

خرجت من السيارة وبمسافة بعيدة عن المسجد برفقة ولداي عبد الرحمن وعبد العزيز ، ودخلت المسجد ولم أجد مكانا إلا في مؤخرته ، وبعد نظرة عن بعد كالذي يريد أن يصطاد صيدا ويرمقه بعينه وجدتُ فرجة صغيرة ، صليتُ تحية المسجد وجلست ... والمسجد قد امتلأ عن بكرته ، وترقب المصلين يقفون على أبواب المسجد للدخول بعد فراغ الإمام من الخطبة ...

صلى الشيخ ناصر الأحمد صلاة الجنازة على الأخ نجيب الحسين وله أزيز كأزيز المرجل حزنا عليه ...

لم استطع الذهاب للمقبرة لزحمة الشوارع المحيطة بالمسجد ، وأخبرني من حضر دفنه أن الحاضرين لها عدد كبير ...

عرفته من خلال بعض اللقاءات القليلة وكان نِعم الرجل ...

أيها الأحبة ...

قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً " .

قال ابن كثيرٍ عند تفسير الآية : " يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ يَغْرِس لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَات وَهِيَ الْأَعْمَال الَّتِي تُرْضِي اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِمُتَابَعَتِهَا الشَّرِيعَة الْمُحَمَّدِيَّة يَغْرِس لَهُمْ فِي قُلُوب عِبَاده الصَّالِحِينَ مَحَبَّة وَمَوَدَّة وَهَذَا أَمْر لَا بُدّ مِنْهُ وَلَا مَحِيد عَنْهُ " .ا.هـ.

عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ " .

رواه البخاري ومسلم .

عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ : قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ... أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ " .

عَنْ ‏‏أَبِي الْأَسْوَدِ ‏‏قَالَ ‏: " ‏أَتَيْتُ ‏الْمَدِينَةَ ‏، ‏وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ ، وَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا ‏، ‏فَجَلَسْتُ إِلَى ‏ ‏عُمَرَ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏، فَمَرَّتْ جَنَازَةٌ فَأُثْنِيَ خَيْرًا فَقَالَ ‏‏عُمَرُ : "‏ ‏وَجَبَتْ " ، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ خَيْرًا فَقَالَ : " وَجَبَتْ " ، ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ شَرًّا فَقَالَ " وَجَبَتْ " ، فَقُلْتُ : " وَمَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ ، قَالَ : " قُلْتُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،‏ ‏أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ " ، قُلْنَا : " وَثَلَاثَةٌ " ، قَالَ : " وَثَلَاثَةٌ " قُلْتُ : " وَاثْنَانِ " ، قَالَ : " وَاثْنَانِ " ، ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنْ الْوَاحِدِ " .

رواه البخاري .

أحبتي ...

قد لا يعرف أكثركم الأخ نجيب محمد الحسين – رحمه الله - ، وذكر الشهادة في حقه ليعلم كل واحد منا أنه راحل عن هذه الدنيا ، ولا يبقى له إلا الذكر الحسن إن كان من أهله ، والعكس تماما .

الأخ نجيب الحسين بحسب ما ذكر لي : أنه في إمامة المسجد لمدة 32 عاما .. لا يتركُ مسجده إلا للضرورة القصوى مع التوكيل إذا تركه لشغل .. كان همه الدائم الصلاة قال تعالى : " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا " .. يوقظ من يطلبُ منه إيقاظه لصلاة الفجر ..متبع للسنة في سمته وهديه .. يحج في كل عامٍ .. عفيف اللسان لا يتكلم في أحد .. قليل الكلام .. يقضي حوائج الناس .. بشوشا مبتسما .. تأنس بالجلوس معه .. حريص على طلب العلم ...

ابتلاه الله بسرطان الدم قبل خمس سنوات ولكنه تكتم عليه .. بدأ بمرض في النخاع الشوكي نتيجته سرطان الدم ...

مات وله من الأولاد سبعة ...

رحم الله أخانا نجيب محمد الحسين رحمة واسعة ، وجعل قبره روضة من رياض الجنة ، وألهم أهله الصبر والسداد ...


منقــــــــــــــــــــــــول