رحمة .. من يرحمها!!!

الأسرة والمجتمع

القصة حقيقية .. وبحاجة لدعم الجميع


بسم الله الرحمن الرحيم
عمان في 24-12-2010
فتاة في عمر الورد, ذات سبعة عشرربيعا..رقيقة كالنسمة, مرتعشة كورق الشجر في يوم خريفي عاصف, خائفة دائما ومتوجسة كقطة صغيرة تلقت لتوها ضربة قوية من طفل شقيّ, نظراتها زائغة....تجعلك
تشعر بعدم الأمان الذي تحمله بداخلها, بل أحيانا تنقل إليك الاحساس بأنك أمام امرأة تسعينية صهرتها أحداث الدهر وأثقلت كاهلها.
تموت أمها وهي تلدها...لا يستطيع الأب رعاية الطفلة الرضيعة فيودعها دار رعاية الأيتام حيث تعيش سنوات سبع من عمرها الغض, ثم ُتنقل إلى دار رعاية أخرى حيث تعيش حتى السادسة عشرة
من عمرها. فجأة يتذكر أحد أخوانها أن له أختا, فيأخذها من دار الرعاية لا ليحنو عليها بل ليزوجها من أحد أخوة زوجته ,,,وتصبح رحمة بين يوم وليلة
زوجة لشاب معاق حركيا, يذيقها الأمرين بدل أن يحاول إسعادها , تتحمل معاملته مدة شهرين ثم لا تلبث أن تثور على كل المعاناة وكل القهر مرة واحدة ....فتخرج
من المنزل....تصاب بالاعياء ..تتناول كمية من الحبوب لتنهي حياتها وتخرج.....تذهب إلى أختها وتخبرها بما جرى فتأخذها أختها وزوجها إلى المستشفى حيث يحاولون إسعافها..تقرر رحمة أن لا تعود لزوجها
فتهرب وتحاول العودة الى دار الرعاية، ولكن القوانين هناك لا تسمح بعودتها. تحاول أن تعمل , ثم لا تلبث أن تترك العمل ... تذهب الى الجهات المختصة :"أريد عملا
ومكانا أبيت فيه". بعد طول انتظار وأخذ ورد يلحقونها بأحد بيوت الطالبات حيث تقبع الكثيرات من أمثالها...أقصد خريجات دور الرعاية.
لا تحس بالأمان, وكيف لها ذلك وهي القطة الخائفة من الولد الشقيّ؟
تذهب إلى منزل إحدى صديقاتها تطلب منها أن تبيت عندها لبعض الوقت,لأنها تشعر بالألم, فقد تبين من جراء فحوصات أجرتها أن هناك شيئا ما غير مفهوم وتحتاج للمزيد من الفحوصات.
وهناك في بيت صديقتها يقابلنها بارادة من الله ، يسمعن قصتها يتعاطفن معها...تأخذها " إحداهن" وتجري لها الفحوصات اللازمة... يتبين أنها بحاجة لعملية جراحية عاجلة.
يعقدن العزم على جمع المبلغ المطلوب لاجراء العملية...ولكن هناك مشكلة !!!! من يوقع على أوراق العملية؟
يجب أن يكون قريبا لها...زوجها أو أحد اخوتها...فلما علمت رحمة أن أهلها أو زوجها يجب أن يكونوا بجانبها في هذا الظرف..بدأت بالارتجاف والخوف وتقول "لا أريد
عملية ولا أريد أحدا من أهلي وصارت تصرخ لا أريد أن أعيش ..أريد أن أموت" وخرجت مسرعة.
تحاول "إحداهن" أن تعطيها فرصة لتستعيد هدوءها قبل أن تلحق بها : ثم يرن الموبايل فترد لتسمع :"لا تذهبي للسكن , فرحمة اُغمي عليها وتم نقلها الى المستشفى" تأخذ العنوان وتلحق بها.
وتذهب الى المستشفى لتجد "رحمة" ممددة على السرير وبجانبها زميلتها التي نقلتها, تحاول أن تعطيها الجلوكوز ليساعد في تنظيف أمعائها من أثر حبوب الدواء الكثيرة جدا
التي ابتلعتها وكانت قد رفضت إجراء غسيل معدة لها, تبقى "إحداهن" الى جانبها في غرفة الطوارىء...تسأل الطبيب :
"ماذا بعد"؟
يجيب :"لازم إدخالها إلى العناية الحثيثة ولكن لا يوجد شواغر في المستشفى. ننتظر إجابة من المستشفيات الاخرى....ويطوووول الانتظار ويأتي الجواب من كل
المستشفيات :"لا شواغر لدينا"...إذا فلتبق رحمة في غرفة الطوارىء. وتحاول زميلة رحمة الاتصال بالجهات المسؤولة وابلاغها بما جرى...يأتبها الجواب : " ابقي حيث
أنت معها وفورا سنأتي"......وهذه "الفورا" تأخذ ساعتين ثم تعاود الاتصال فترد :"ها نحن في الطريق إليك.."
ثم تمر ساعتان، فمعاودة الاتصال ....:"لا تقلقي سنرسل لك الطبيب"س".
الجماعة كثّر الله خيرهم مهتمون للغاية.
يتم إبلاغ الشرطة بالطبع فهناك حالة انتحار...يأتي الضابط من المخفر ويبدأ التحقيق مع رحمة...ويطلب الانفراد بها ..يسأل ويكتب,ثم لا يلبث أن يذهب، ورحمة مازالت
تنتظر قدوم الجهة المسؤولة..يتعاطف الطبيب والممرضون مع حالتها ويهتمون بها, ورجال الشرطة جزاهم الله والجميع خيرا يتعاطفون معها ويحاولون القيام بالمهمة
بألطف طريقة ممكنة. ثم يأتي ضابط آخر ويعيد التحقيق لاستكمال المعلومات...ويذهب الضابط.......,والجهة المسؤولة لم تأت بعد.
الساعة تتعدى العاشرة والنصف ليلا, ورحمة أُدخلت الى الطوارىء الساعة الثانية والنصف ظهرا. ما العمل ؟ يقول الطبيب المناوب"سندخلها إلى قسم الباطنية , ونقوم
باجراء الفحوصات اللازمة، نرجو أن تكملي اجراءات الدخول".
وتدخل رحمة القسم ويأتي الطبيب يسألها ويعيد التحقيق ولا جديد. ويعود الطبيب ليقول "أرجو أن تحضروا لها هذا الدواء الآن ..والا فهناك خطورة على حياتها، والدواء
ليس موجودا عندنا، ويجب اجراء فحوصات للدم لا نعرف بأي مستشفى يتم اجراؤها, ابحثوا ولكن ضروري الحصول على النتيجة بسرعة" ، ويخرج .
تذهب "إحداهن" لتنفيذ المهمة...الدواء يُبحث عنه في أكثرمن مستشفى، والحمد لله أخيرا وجدناه، بقي الفحص ... وُتؤخذ عينة الدم إلى مستشفى فثان فثالث والجواب هو: "ليس لدينا معدات لاجراء هذا الفحص".
ثم تعثر على مستشفى يقبل إجراء الفحص..وتعود "إحداهن" لرحمة لتعطيها جرعة الدواء، فيجب أن تأخذ ثلاث علب من الدواء كل يوم لمدة
أربعة أيام حتى يزول الخطر...حسنا : في اليوم التالي أخذت "إحداهن" نتيجة الفحص وسلمته للطبيب ... ورحمة ما زالت تنتظر...... والجهة المسؤولة لم تأت بعد,
انتظروا .......فالقصة لم تكتمل بعد .. الشرطة ذهبت إلى سكن الطالبات للتحقيق , فهناك محاولة انتحار. استاءت المشرفة وقررت :"لا عودة لرحمة خذوا ملابسها ولا تدعوها تعود هنا".
السؤال الآن الذي يحتاج لاجاباتكم ومقترحاتكم****
أين تذهب رحمة بعد خروجها من المستشفى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بانتظار مشاركاتكم.
انتهى الجزء الأول من القصة ، وللقصة بقية.
1
352

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اوراق يانعة
اوراق يانعة
سبحان الله العظيم