السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم)
روى عن رسول الله
بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش ، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ، ثمّ خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغني منزل البئر فملأ خفّه ثمّ أمسكه بفيه حتى رقى ، فسقى الكلب ، فشكر الله عزّ وجلّ له ، فَغُفِرَ له .
فقيل : يا رسول الله ! إن لنا في البهائم لأجراً ؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم)
(في كل ذات كبد رطبة أجر)
ام محمود
سيده فى الستين من عمرها كانت جاره لنا فى بيتنا القديم شباك حجرتها ملاصق لبلكونه منزلنا كانت مشهوره جدا جدا فى منطقتنا
هذه السيده كانت مثار استهزاء من الاخرين
تزوج ابنائها جميعا وتركوها فى شقه صغيره بمفردها لا يسألون عنها
فأبت ان تعيش وحيده بمفردها فامتلأ بيتها بضيوف كثيرين بدايه كانوا ضيوف الى ان تحولت ضيافتهم الى اقامه كامله
ترعاهم وتأكلهم ولو مرضوا تنفق مالها المتواضع عليهم
الضيوف
هم مجموعه من القطط والسلاحف وطيور
كانت تقف فى الشباك تنادى على القطط بطريقه
بس بس او نونو
تقذف لهم من طعامها الذى حتى لايكفيها فكان الجيران يضحكون عليها ويستهزؤن بها
واصبحت اضحوكه للصغار والكبار تمشى فى الشارع ينادوها الاطفال ب
بتاعه القطط
وهى تضحك ولا تبالى
كثيرا كنت ادخل البلكونه وعندما اتجه بنظرى على الجانب الايسر اجدها واقفه وبجانبها قطتين او ثلاثه القى عليها السلام فترد وتقول لى بالحرف
ملاقيش عندك قطعه خبز او كوب لبن اصل الاكل خلص وعاوزه اغديهم
كانت بين الحين والاخر تأتى لمنزلنا المتواضع
فتقدم لها أمى واجب الضيافه من طعام او شراب
فتقول لى ممكن كيس فأعطيها اياه فأجدها تضع الطعام به وتقول لى بالحرف
يصعب عليا أكل والقطط فى البيت جعانه لسه متغدوش
يا الله
غابت عن نظرنا فتره فطرقت شباكها ففتحت لى وهى مهمومه وحزينه فقالت لى ان سلحفاه ماتت وبكت بكت
ليس فقط لفراق السلحفاه
ولكن خوفها من ان تكون اهملت فى السلحفاه فماتت
كثيرا كثيرا كنت تأخذ كرسى وتجلس على باب بيتها متعتها ان تنادى على القطط الضاله والكلاب
وتضع فى حجرها اكل وتقذف به للحيوانات التى تجمعت حولها ولسان حال الناس يقول
دى ست مجنونه
والله هذا لقبها
ام محمود المجنونه
لا اله الا الله
فى احدى زيارتها لنا وكالعاده طلبت كيس لوضع الطعام لحيواناتها فقال لها أخى الصغير
ليه بتأكلى القطط والكلاب من أكلك
ارمى لهم العظم فقط او اتركيهم ينقبون فى سله القمامه وسيجدون طعامهم
فوقفت وكأن جسدها اصابته صاعقه ولمعت عيونها وقالت بصوت غريب
أيأكلون القمامه
اليسوا روح مثلنا
ونزلت وهى حزينه ولم ترد على انا وامى بسبب ما قاله اخى الصغير
اتذكر مره من المرات اعطت لأمى جلباب لها من الصوف ولكن قديم الى حد ما وبما ان امى خياطه طلبت منها ان تصنع من القطعه الصوف ما يشبه كيس الوساده فلما سالتها امى قالت لها علشان القطط يتدفوا كويس وهما نايمين جنبى اصل الدنيا برد
يا الله على الرحمه
هذه السيده عاشت بمفردها ولم يزورها مخلوق أولا لأعتقاد الناس انها مجنونه ثانيا لان منزلها اصبح فندق للقطط والحيوانات الضاله
ومنذ اسبوع
كنت اتحدث هاتفيا مع أخى ووجدت صوته مخنوق فأستفسرت منه عن حالته فقال لى
انا للتو راجع من المقابر كنا بندفن ام محمود
لم اصدق وخاصه ان اخى وامى تركوا البيت القديم فكيف عرف ذلك اخى
فقال لى اصابها المرض فجأه بدون اى مقدمات فدخلت المستشفى يوم الاربعاء وطلبت ان ترى أمى فذهبت لها أمى فى المستشفى وعلمت أمى ان الاطباء بصدد اجراء عمليه لبتر سيقانها الاثنان لان مرضها تطور وفى مراحله الاخيره بالرغم من ان ام محمود لم تكن تعانى من اى شىء بالعكس
ولكنها اراده الله
ماتت ام محمود فجر الجمعه بعد ان فاقت من البنج وعلمت ان ساقيها بتروا فكان سبب الوفاه صدمه عصبيه
فجاء أجلها الذى لا يعلمه الا الخالق
اعتقد ان الله رحمها
فلم يبقيها حيه تتعذب لبتر سيقانها فرحمها رحمه واسعه
انه الرحيم
وصادف يوم وفاتها وهذا ما قاله لى اخى
ان يكون الصلاه عليها بعد صلاه الجمعه مباشره وصادف ايضا ان هناك مسجدان بالقرب من منزلها واحد منهم به اعمال تصليح فبالطبع تجمع اكبر عدد من الناس فى مسجد اخر ليصلوا صلاه الجمعه
وبعد الانتهاء من الصلاه اعلن شيخ المسجد ان هناك سيده وسيصلى عليها صلاه الجنازه
هى ام محمود
فصلى عليها اكبر عدد من الناس
واثناء دفنها جاء بعض الرجال يستاذنون فى دفن طفله لم يتعدى عمرها يومين ودفنت معها فى القبر
رحمت الحيوانات فرحمها الله
الرحمه بالحيوان قد تدخل بالانسان الجنه
وقد تدخله النار وكلنا نعلم قصه السيده التى دخلت النار بسبب قطه
حبستها فلم تطعمها ولم تتركها تاكل من الارض
يا الله
حقا جميل ديننا
جعل الرحمة بالحيوان والرفق به بابا لدخول الجنة، أما القسوة عليه وتعذيبه، فهي باب لدخول النار،
وجعل له احكام ايضا
منها النفقه عليه واذا استعصى الانفاق عليه يجبر على بيعه او تركه
وحرم إرهاقه بالأثقال والأعمال الشاقّة،
ولا يعاقب الحيوان بما جنى على غيره، وإنما يعاقب صاحبه إذا فرط في حفظه وربطه
والكثير من الاحكام المتعلقه بالرفق بالحيوان
هذا هو ديننا لم يترك شىء الا وتحدث عنه ووضع له احكام حتى الحيوانات
رحمك الله يا ام محمود
اخواتى فى الله هذه القصه للعبره والعظه
اخواتى
ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء
منـــــــــــــــــقول
OM DORAR @om_dorar_1
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
هيوني الحلوة
•
الله يرحمها ويرحمنا جميعا
ّإنما يرحم الله من عباده الرحماء رحمك الله يا أم محمود وجعل ما قمتي به من رعاية الحيوانات في ميزان حسناتك يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
الصفحة الأخيرة