رد على شبهات النصارى حول موضوع:النساء ناقصات عقل ودين
الأصل تساوي الرجل والمرأة في الأحكام الشرعية إلا ما قام عليه الدليل ومما قام عليه الدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجال الحازم من إحداكن قالوا يا رسول الله وما نقصان دينها قال أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصوم قيل وما نقصان عقلها قال أليس شهادة الرجل بشهادة المرأتين)
فالنقص العقلي هنا عارض مؤقّتنتيجة للتغيّرات الطبيعية في حالة الحيض أو الحمل والولادة والرضاعة وتربية الأولاد ومراعاة الزوج ومراعاة البيت أو غير ذلك من عوارض النساء ، مما قد يؤدّي في بعض الأحيان إلى نقصان الوعي التام بالحياة الخارجية ، وضعف الإدراك للأمور العامة , كما أن عاطفة المرأة أقوى من الرجل ، فإنها قد تحكم على الإشياء متأثرة بعاطفتها الطبيعية .
والنقص الديني هو في إمتناعها بعذر شرعي عن أداء بعض العبادات كالصلاة والصيام في حالات معينة يصعب القيام بأمر العبادة أثنائها , كفترة الحيض مثلاً , لما له من تأثير سلبي على النفس وكذا على مزاج المرأة , وكل إمرأة منصفة تعلم حقيقة ما أقول , وهذا أمر كتبه الله على بنات أدم جميعًا .
فقوله صلى الله عليه وسلم ليس نقصًا في المرأة ولا ذمًا ، ولكنه إخبار بطبيعتها ووصف له , وقد قال تعالى : {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14 . وقد عبر عنه بالنقص لأن هذا ظاهره , لكن حقيقته وأسبابه كما ذكرناها .
سئل الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن معنى حديث (( النساء ناقصات عقل ودين )) ؟ فأجاب قائلا:
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه أئمة الهدى ومصابيح الدجى أما بعد :
توضيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من إكمال بقيته حيث قال : ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن، فقيل يا رسول الله ما نقصان عقلها؟ قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل ؟ قيل يا رسول الله ما نقصان دينها ؟ قال : أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟!))
فقد بين ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى . وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى أو قد تزيد في الشهادة ، وأما نقصان دينها فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة ، فهذا من نقصان الدين . ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله ـ عزوجل ـ هو الذي شرعه ـ سبحانه وتعالى ـ رفقاً بها وتيسيراً عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك . فمن رحمة الله أن شرع لها ترك الصيام ثم تقضيه،وأما الصلاة ، فلأنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة . فمن رحمة الله ـ عزوجل ـ أن شرع لها ترك الصلاة ، وهكذا في النفاس ثم شرع لها ألا تقضي الصلاة ، لأن في القضاء مشقة كبيرة ، لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات . والحيض قد تكثر أيامه . تبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام ، وأكثر النفاس قد يبلغ أربعين يوماً . فكان من رحمة الله عليها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداءً وقضاءً ، ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء ونقص دينها في كل شيء ، وإنما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقصان عقلها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس . ولا يلزم من هذا أن تكون أيضاً دون الرجال في كل شيء ، وأن الرجل أفضل منها في كل شيء ، نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة ، لأسباب كثيرة كما قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ : {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}سورة النساء . لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة، فكم من امرأة فاقت كثيراً من الرجال في عقلها
ودينها وضبطها. وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح وفي تقواها لله ـ عز وجل ـ وفي منزلتها في الآخرة ، وقد تكون لها عناية في بعض الأمور ، فتضبط ضبطاً كثيراً أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل
التي تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها ، فتكون مرجعاً في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة ، وهذا وأضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك، وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية ، وهكذا في الشهادة إذا انجبرت بامرأة أخرى، ولا يمنع أيضاً تقواها لله وكونها من خيرة إماء الله ، إذا استقامت في دينها ، فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء ، وضعف الدين في كل شيء ، وإنما هو ضعف خاص في دينها ، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك . فينبغي إنصافها وحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على خير المحامل وأحسنه . والله تعالى أعلم .
والجنة والنار ليست محل ذم أو مدح , بل هما محل إجتهاد وطاعة أو خذلان ومعصية , فدخول الجنة مبني على الإيمان والعمل به , ودخول النار مبني على الكفر والعمل به , فالقضية ليست قضية ذم أو سب , بل قضية جزاء !
فمن سيدخل النار إنما هو مستحق لها بعمله سواء كان ذكرًا أم أنثى , وكذلك من سيدخل الجنة إنما هو مستحق لها بعمله سواء كان ذكرًا أم أنثى , ولا علاقة لنقصان عقل المرأة ودينها بالأمر , فنقصان عقلها قد ذكرنا مفهومه وأسبابه ودوافعه وعذرها في ذلك , ونقصان دينها قد بيَّنا وجهته وعذرها الشرعي في ذلك أيضًا , فليس فيهما ما تُذم عليه المرأة أبدًا .
فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن أكثر أهل النار من النساء لسببين مبنيين على العمل وليس الوصف , وهما : يكثرن اللعن ويكفرن العشير , ولم يخبر أن نقصان العقل والدين سبب في دخول النار , إذ كيف يكون ذلك وقد عذرها الله في كلا الأمرين كما ذكرنا ؟!
fraternity88 @fraternity88
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
نجدية شرقية
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة