(( رســــــــــــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــل ))
لكل منا في درجه الخاص، رسالة.. او رسائل.. احتضنها كثيراً، قرأها مرة ومرتين وعشراً وما فتأ يعود لها كلما هبت رياح الذكريات بعطرها الدافيء حيناً والمؤلم حيناً آخر ..
رسائلنا - أو رسائلهم الينا - هي واحة مزهرة كثيراً ما نتفيأ بها ونحنُّ لظلالها .. رسائلنا كانت اوراق معطرة محبرة بخطوط أيدينا تتنفس معنا الحب والشوق،، الحزن والأرق .. رسائلنا كانت تقاسمنا الانتظار بدءا من تغليفها بمظروف- نبذل في العناية به قصارى جهدنا- ،
وختمها بطابع بريد مرورا بإجراءات مكاتب البريد وتداولها بين ايدي الموظفين ووضعها في حقيبة ساعي البريد وانتهاءا بوصولها الى المرسل اليه..
لن اصف الشعور وقت استلام الرسالة فهذه طقوس ممتعة جدا ومميزة يلعب فيها تسارع النبض دور البطولة ..
رسائلنا ورسائلهم ورغبة التواصل الكتابي العذب تنازلت تنازل شبه تام عن الورق المعطر والقلم الجاف او الرصاص احيانا والمظروف المعد بعناية والطوابع وصناديق البريد التي صدأت .. وقررت مع قبلة شكر على رأس ساعي البريد، بأن تريحه من عناء نقلها من أقاصي الأرض لأدانيها واتخذت قرارها بالتطور معنا يوما بيوم فرافقت هواتفنا المتنقلة واحتلت الصدارة كما كانت تفعل في الأدراج ..
الرسائل أصبحت أكثر سرعة وأقل كلفة،، أكثر تداولا وأقل دفئا.. اكثر تكرارا وأقل صدقا .. رسائلنا بالمختصر اصبحت ترافقنا اينما ذهبنا،، تختزل مواسمنا ولا تمت للواحة بصلة أبداً..
ومع هذا لن انكر ارتسام الابتسامة مع نغمة وصول الرسالة ،، وشغف الفضول مع لمعة شاشة الهاتف المتنقل معلما بأن (عدد الرسائل الواردة = ... )!
هي الرسائل ذاتها لم تكتفي بالتنقل معنا فقط بل واتخذت لها مكانا فسيحا في الشاشة الفضية.. حيث وجدنا نحن اماكننا في الشبكة العنكبوتية..
رسائلنا الموقرة حملت مستلزماتها من ابجدية واستعاضت عن اعيننا الصادقة بوجوه تعبيرية مرسومة بدقة ومتنوعة تنوع الأحاسيس وملونة ورافقت حلنا هنا - حيث اتواصل معكم - بعد ان رافقت ترحالنا - مع الهواتف المتنقلة - رافقتنا بصورها المتلائمة مع الأوضاع المستجدة فتارة تتغلف ببريد الكتروني وأخرى تفاجأنا بصندوق مخصص يستقبلنا بـ (لديك رسالة خاصة جديدة) وتارة ثالثة تأتينا في هيئة بطاقة معلبة ومصففة فوق ارفف المواقع لايلزم سوى عنوان المرسل إليه وبالإمكان جداً ان يكون المرسل اليهم واحد أو عشرة.. بغض النظر عن مدى قربهم.. مدى احساسهم بالبطاقة.. أو ماهية مضمونها !
وحتى هنا.. رافق الرسالة رونقها.. وطقوس استقبالها.. والكثير من خفقان القلب قبل افتتاحها...
رسائلنا هنا بسرعة الريح .. وتربطنا بأناس لا نعرف منهم سوى أسماء مستعارة .. ومع هذا قد ننتظر هذه الرسائل أو نتمناها طويلاً.. وقد نجرؤ على إغلاق بابها بإحكام حين تكون مصدر قلق .. ولكن هم قلة من يفعلونها .. وما اظن لذلك سببا إلا جاذبية الرسالة أياً كانت وممن كانت،، مع اختلاف الجاذبية طبعا..
اكثر الرسائل تسبقها بابتسامة.. ولكنها لا تنتهي دوما بما استبقت به، فالبعض منها قد يحمل خبر موت عزيز.. او رحيل حبيب.. او خسارة فادحة في المال او في المشاعر.. البعض منها قد ينتهي ببكاء.. او بانهيار.. ولا اعلم ان كان ذلك يؤثر على مستقبل طقوس استقبال الرسالة ام لا.. وان كنت اكاد اجزم بأن ،،لا،، !
حاجتنا للرسائل وشغفنا بها متواجد بكل منا ولن استثني،، الاختلاف فقط قد يحصل في الطقوس التعبيرية ..
حاجتنا لها واهتمامنا مرتبط بحاجة للتنفس والبوح.. فإن لم نستطع مراسلتـ هم ـ مباشرة،، وضعنا لهم رسائل مبطنة في الردود.. او الاحاديث.. او فسح البوح وكذلك في متصفحات الرسائل المتعذر وصولها !
الرسائل هي وجه مشرق للرغبة في التواصل.. على اختلافها.. وكيفيتها لكنها تحمل جمالية تذكرنا لهم وتذكرهم لنا وإن كان فقط باختيارنا أحد المرسل اليهم !!!
لا مانع بعد قراءة هذا المقال ان نفتح الادراج المقفلة ونشم عطر الرسائل القديمة.. وان نهرع الى الهاتف المتنقل نتفقد صندوق الوارد وهنا لكم البريد وفسح البوح باختلاف متصفحاتها.. مشاعرنا بحاجة لحنينا وقراءتها يزيل عنها الوحشة
رسالة مختصرة جداً..
لقلوبكم.. دمتم بود
منقول عجبني عسى يعجبكم أخواتي مع حبي آنين آهات :27:
أهديه لها لتفهم بين السطور (( أأنساك سؤال بات يقتلني إلى الأعماق يأخذني ويعوي صوته المشئوم في آفاق ذكراك أأنساك ))
آنين آهات @anyn_ahat
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام وداع
•
فعلا موضوع اكثر من رائع
مشكوره اختي كثييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير
:26: :26: :26: :26:
مشكوره اختي كثييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير
:26: :26: :26: :26:
الصفحة الأخيرة
فعلاً الرسائل تعني لنا الشئ الكثير
ولها في نفوسنا تاثير كبير
يسلموووووو ياقلبي على هالموضوع الرائع
اســـــعــدنـــا تـــــواجدك معنا يالحبيبة
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:26:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام