فيما يحتفل الناس اليوم، بعيد الأضحى، ويعيشون فرحته، تجلس أم سالم بين جدران غرفتها الأربعة، يخيم عليها وعلى أطفالها الأربعة «حزن عميق».
فقبل يومين من حلول العيد، تلقت من زوجها كلمة «طالق»، التي تسمعها للمرة الأولى في حياتها الزوجية، التي دامت 15 عاماً. وما يزيد حزنها ان العيد كان هو السبب غير المباشر في طلاقها، وذلك حين رن جوالها، معلناً عن تلقي رسالة، سارع الزوج إلى فتحها، ليجد نصها «العيد لا يحلى إلا بوجووووودك»، وقد ذيلت بتوقيع رجالي. وتقول أم سالم، التي تعمل في القطاع الصحي: «لم تكن الرسالة التي أرسلها زميل لي في العمل، موجهة لي بمفردي، فلقد كانت موجهة إلى العشرات وربما المئات من أصدقائه ومعارفه وزملائه، من الرجال والنساء». ولكن هذا التبرير لم يقنع أبو سالم، الذي رمى عليها يمين الطلاق، لمرة واحدة.
ووقعت نساء أخريات في مواقف مشابهة، ربما لم تصل إلى حدود الطلاق التي بلغتها أم سالم، ولكن كان أقلها «الحرج» مع أزواجهن، لما تسببه رسائل المعايدة من خلافات، بسبب ما تتضمنه من مدلولات اعتبرها البعض «لا تناسب طبيعة المرأة». علماً بأن مرسلي تلك الرسائل لم يتعمدوا «المعاكسة»، وإنما معايدة من يعرفونهم بإرسال رسائل عبر الموبايل إلى الأرقام كافة المخزنة في قائمته. ولكن بعضها تضمن رسومات لقلب، أو وروداً، وعبارات من قبيل «الود ودي أكون معك في العيد»، و«العيد حب وكل عام وانتم بخير».
وطالبت نساء متضررات بضرورة «نشر الوعي الاجتماعي والتثقيف الفكري، للتمييز بين المرأة والرجل، وعدم المساواة بينهما في رسائل المعايدة، لاختلاف طبيعة كل منهما». وتقول أم سلمان: «إن ما يحدث غير لائق أخلاقياً، وهذا دليل على عدم تفهم الرجل السعودي لعقلية الرجل الآخر، فكيف لزميل أو مقرب، أدرج الأرقام كافة المخزنة في جواله، وأرسل لأصحابها من رجال ونساء، رسائل معايدة جماعية عبر الحاسب الآلي، بينما هي لا تليق بمكانة المرأة في بيتها وأمام نفسها وزوجها».
وتعتبر أن موقف زوجها، الذي أثارت الرسالة امتعاضه، «كان سليماً، فيما اتسم موقفي بالخزي، لأنني كنت متهمة أمامه، على رغم محاولتي إقناعه أن الرسالة لم ترسل لي بمفردي، وإنما لمجموعة كبيرة. ومع كل المحاولات، لم اخرج من الموقف بسلام ومن دون خسائر، فزوجي تساوره الشكوك، في ان علاقة ما تربط بيننا». وبسبب ما آل إليه حالها، ترى ان المُرسل «شخص مستهتر في التعامل مع النساء من ناحية، على رغم أنه لم يقصد الإساءة من ناحية أخرى، فبإمكانه إرسال المعايدات إلى النساء، ولكن بصبغة تختلف كلياً عن الرجال، فالمرأة ليست كالرجل».
وتدعو منى، الرجال كافة إلى «عدم الخلط أثناء الإرسال بين المرأة والرجل، تحديداً العاملة، فربما تتفاجأ ليلة العيد بوصول رسالة قصيرة، تحمل كلمات لا تحتملها امرأة، سواء كانت متزوجة أم لا». وتقر بأن «غالبية الرسائل التي تلقيتها لم تكن تحوي مضايقات أو تحرشاً، بقدر ما هي عدم فهم ومسؤولية، فعندما يرسل زميل كلمات لا تمت بصلة إلى مناسبة عيد الأضحى، فقد يتسبب في إطفاء فرحة العيد في بيت زميلته. وقد تلقيت رسائل من رجال نرتبط بعلاقات عمل، إلا أنها تقوم على مبادئ الاحترام والتوجه بالدعاء، وليس الحب وغيرها من الكلمات، التي أوقعتنا في مشكلات عدة مع ذوينا». وتبادر عبير إلى مسح الرسائل بسرعة، قبل رؤيتها من جانب زوجها. وتقول: «أعاتب من يرسلون لي كلمات ربما تتسبب لي في مشكلة، فيبادرون إلى الاعتذار، ويؤكدون على أن الرسالة أرسلت إلى أكثر من 150 شخصاً.
أوشن دريم @aoshn_drym
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ووفيه امثله كثيره بعظهم يحطون ارقامهم بالمحلات عشان اذاصار تخيفض ينزلون لهم رساله