رسالة .. إذا أرسلتها لعشرة أشخاص فسترى النعيم ، و إلا تفعل فسترى الشقاء ..!

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم


كانت و لا زالت و سائل الاتصال فرصة للدعوة إلى الله ، و حث الناس على الخيرات ، و دعوتهم إلى التقرب إلى الله بشتى القربات ، و لما كانت وسائل الاتصالات قريبة من كل شخص صغيرهم و كبيرهم ، أصبح الجميع يتداول ما يمكن أن تحويه هذه الوسائل .

هنا أيها الأكارم أحدثكم عما انتشر و ذاع في هذه الأيام ، وهو أمر لا يحسن السكوت عنه و إقرارهـ ، بل يجب التنبه و التنبيه له ، نصحاً لله تعالى و للمؤمنين ، فقد وقع كثير من الناس في هذا الأمر ، حتى تفشت بينهم ظاهرته ، و أصبح فئام لا يُبالون في قبوله . و قد لاحظتكم ما انتشر في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ من رسائلَ دعويةٍ فيها من الحثِ على فعلِ الخير أو قول ذكرٍ معين ، ثم تذييلَ هذه الرسائل ، بـ ( أرسلها إلى خمسة أشخاص و ستكون سعيداً طيلة يومك ، و إذا لم ترسلها فسوف يبتليك الله بمصيبة ) ، و مثل هذه النماذج كثير كثير ، و ما طرحت هذا المنوذج هنا إلا للتقريب .

يؤسفني أنه و حتى الآن لا يزال البعض من الأخوة و الأخوات يتقبلون تلك الرسائل ، و يسارعون في نشرها بين الناس ، و كأنهم قد أجّروا عقولهم لمثل هذه الخرافات و الخزعبلات ، و أرى أن أكثر هذه الشريحة التي تتقبل و تقتنع بهذه الرسائل من الأخوات ، و هذا من حرصهن على الخير ، و لكن أقول : أن الخير و نشر الخير و الدعوة و الكلمة الطيبة شيء جميل ، و دليل على حب لله و لرسوله و للمؤمنين ، و لكن من كمال المحبة الاتباع و الامتثال و السير على النهج و الطريقة التي ارتضاها المحبوب ، و لهذا قال الله تعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، و هذه الآية تسمى آية المحنة أو الامتحان لأن فيها البرهان الحقيقي على حب الله و حب رسوله ، و قد جاء في الحديث الصحيح : .

و من هنا يُعلم أن هذه الرسائل في تقوّل على الله تعالى و افتراء ، إذا أن فيها ما يترتب على أمر مستقبلي ليس لأحد علمه و لا الاطلاع عليه بتفاصيله ، و هذا كذب و افتراء ، ناهيك عن محتواها في الأصل فهو أيضا يحتاج إلى تأملات شرعية ، فَجُلُّها لا يخلو من خرافاتٍ أيضاً ، و للمتصوفة الضالين دور في إشاعة هذه الرسائل ، و بثها بين الناس ، كما في القصة التي ذاعت و انتشرت قبل أكثر من عشرة أعوام فأجمع العلماء على إنكارها الشديد ، و هي قصة خادم مسجد النبي - صلى الله عليه و سلم - و هي رؤيا خرافية و لكنها انتشرت ، و اليوم أرها تعود عبر رسائل البريد الإلكتروني ، و عبر الوسائط .

هذه الطرق و الخرافات ليست طريقة لنشر الخير و لا يمكن أن تكون ذلك أبداً ، و علينا أن نعلم أن الله تعالى لم يشرع التقرب إلى بالخرافات و الأباطيل و الدجل و استغفال الناس ، فأتمنى أيها الأحبة و أخص الأخوات أن يكون لنا دور في إنكار هذه الرسائل ، و الحد من انتشارها ، و توعية الناس بشأن بطلانها حفاظاً على عقولهم و قبل ذلك دينهم ، و أن نكون مراعين للسنن الشرعية و قواعد الدين المرعية كما يريده الله تعالى سيراً على نهج الحبيب عليه الصلاة و السلام ، فإذا وردك هذه الرسائل فامسحها دون أدنى حرج ، و توكل على الله .

منقول
32
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نـــــــــونــــو
جزاك الله خير اختي
دمعة ضاحكة
دمعة ضاحكة
جزاك الله خير

والله انك صادقه
كيبورد فوشي
كيبورد فوشي
شكرا ع المرور
كيبورد فوشي
كيبورد فوشي
شكرا ع المرور
همي رضى أمي
همي رضى أمي
والله إنك صادقة وكمان شي يقهر لمن يحدون بالأيام بعد

يسلمو