بسم الله الرحمن الرحيم
كانت و لا زالت و سائل الاتصال فرصة للدعوة إلى الله ، و حث الناس على الخيرات ، و دعوتهم إلى التقرب إلى الله بشتى القربات ، و لما كانت وسائل الاتصالات قريبة من كل شخص صغيرهم و كبيرهم ، أصبح الجميع يتداول ما يمكن أن تحويه هذه الوسائل .
هنا أيها الأكارم أحدثكم عما انتشر و ذاع في هذه الأيام ، وهو أمر لا يحسن السكوت عنه و إقرارهـ ، بل يجب التنبه و التنبيه له ، نصحاً لله تعالى و للمؤمنين ، فقد وقع كثير من الناس في هذا الأمر ، حتى تفشت بينهم ظاهرته ، و أصبح فئام لا يُبالون في قبوله . و قد لاحظتكم ما انتشر في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ من رسائلَ دعويةٍ فيها من الحثِ على فعلِ الخير أو قول ذكرٍ معين ، ثم تذييلَ هذه الرسائل ، بـ ( أرسلها إلى خمسة أشخاص و ستكون سعيداً طيلة يومك ، و إذا لم ترسلها فسوف يبتليك الله بمصيبة ) ، و مثل هذه النماذج كثير كثير ، و ما طرحت هذا المنوذج هنا إلا للتقريب .
يؤسفني أنه و حتى الآن لا يزال البعض من الأخوة و الأخوات يتقبلون تلك الرسائل ، و يسارعون في نشرها بين الناس ، و كأنهم قد أجّروا عقولهم لمثل هذه الخرافات و الخزعبلات ، و أرى أن أكثر هذه الشريحة التي تتقبل و تقتنع بهذه الرسائل من الأخوات ، و هذا من حرصهن على الخير ، و لكن أقول : أن الخير و نشر الخير و الدعوة و الكلمة الطيبة شيء جميل ، و دليل على حب لله و لرسوله و للمؤمنين ، و لكن من كمال المحبة الاتباع و الامتثال و السير على النهج و الطريقة التي ارتضاها المحبوب ، و لهذا قال الله تعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، و هذه الآية تسمى آية المحنة أو الامتحان لأن فيها البرهان الحقيقي على حب الله و حب رسوله ، و قد جاء في الحديث الصحيح : .
و من هنا يُعلم أن هذه الرسائل في تقوّل على الله تعالى و افتراء ، إذا أن فيها ما يترتب على أمر مستقبلي ليس لأحد علمه و لا الاطلاع عليه بتفاصيله ، و هذا كذب و افتراء ، ناهيك عن محتواها في الأصل فهو أيضا يحتاج إلى تأملات شرعية ، فَجُلُّها لا يخلو من خرافاتٍ أيضاً ، و للمتصوفة الضالين دور في إشاعة هذه الرسائل ، و بثها بين الناس ، كما في القصة التي ذاعت و انتشرت قبل أكثر من عشرة أعوام فأجمع العلماء على إنكارها الشديد ، و هي قصة خادم مسجد النبي - صلى الله عليه و سلم - و هي رؤيا خرافية و لكنها انتشرت ، و اليوم أرها تعود عبر رسائل البريد الإلكتروني ، و عبر الوسائط .
هذه الطرق و الخرافات ليست طريقة لنشر الخير و لا يمكن أن تكون ذلك أبداً ، و علينا أن نعلم أن الله تعالى لم يشرع التقرب إلى بالخرافات و الأباطيل و الدجل و استغفال الناس ، فأتمنى أيها الأحبة و أخص الأخوات أن يكون لنا دور في إنكار هذه الرسائل ، و الحد من انتشارها ، و توعية الناس بشأن بطلانها حفاظاً على عقولهم و قبل ذلك دينهم ، و أن نكون مراعين للسنن الشرعية و قواعد الدين المرعية كما يريده الله تعالى سيراً على نهج الحبيب عليه الصلاة و السلام ، فإذا وردك هذه الرسائل فامسحها دون أدنى حرج ، و توكل على الله .
منقول
كيبورد فوشي @kybord_foshy
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
نـــــــــونــــو
•
جزاك الله خير اختي
الصفحة الأخيرة