رسالة إليك يا أختي ...

بسم الله الرحمن الرحيم
إن للمرأة دور كبير جدا في المجتمع
فهي صانعة الرجال
ومربية الأجيال
وهي إن صلحت صلح المجتمع كله
وإن كان حالها هو العكس فسيكون حال المجتمع العكس أيضا
وقد أحببت أن أكتب لك
أختي الكريمة
كلمات لعل الله أن ينفعك بها
وهذه الكلمات من القلب إلى القلب
إن شاء الله
أختاه ...
لو كان عندنا نوع من أنواع الفواكه
وهذا النوع له قشر يحفظه ويصونه
فنزعنا عنه هذا القشر
وتركنا هذه الفاكهة تتعرض للهواء
فكيف سيكون حال هذه الفاكهة ؟
ستتلف وتتعرض للفساد
بل لعل رائحتها الكريهة ستزكم الأنوف
ولعل أحد المارة سيرمي هذه الفاكهة في سلة المهملات
حتى يتخلص الناس من هذه الرائحة الكريهة
هل عرفت ما أقصد ؟
أظنك ستقولين نعم ...
ما أقصده هو الحجاب يا أختي الكريمة
فالحجاب يصون المرأة عن عبث العابثين
وطمع الطامعين
فتكون كالفاكهة المصونة المحفوظة
وتأملي يا أختاه بارك الله فيك قول الله تعالى
( ولا تبرجن تبرح الجاهلية الأولى )
وقفي وقفة مع هذه الآية بارك الله فيك
أتعلمين أن هذه الآية خطاب لأمهات المؤمنين
رضي الله عنهن وأرضاه
وهن من هن في الزهد والورع
والعبادة والخوف من الله
وقد كن في أفضل زمن
زمن الصحابة الكرام
أهل العبادة والتقى والإيمان
الذي لا نظير له ؛
لأنهم أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
فكيف بحالك أنت في هذا العصر !!
بل تأملي أختي الكريمة وفقك الله لكل خير
هذا الحديث العظيم
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:
( جاءت أميمة بن رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام
فقال : أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولد
ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديد ورجليك ولا تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى )
( صححه الألباني في جلباب المرأة المسلمة 121)
فتفكري في الأمور التي كان يبايع النبيُّ صلى الله عليه وسلم
الصحابيات
فقد كان يبايعهن على أن لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى
وهذا يدل على أن موضوع التبرج موضوع مهم وعظيم
فاحرصي على التستر وعدم التبرج
فلعل الله أن يكفر عنك ذنوبك ويدخلك الجنة
بسبب هذا العمل ...
ولا تكوني يا أختاه من هذا الصنف من النساء
نساء أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم
وحذرنا منهم
بل لعنهن صلى الله عليه وسلم
أتعلمين من هن ؟
هن الكاسيات العاريات
فقد قال صلى الله عليه وسلم ( سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات
على رؤوسهن كأسمنة البخت
العنوهن فإنهن ملعونات )
وفي حديث آخر :
( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها
وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا )
- السلسلة الصحيحة ( 1326)
فاحذري أن تكوني منهن
فإن عذابهن عظيم
وتأملي حفظك الله ورعاك
فيمن ارتدت عباءة
مخصّرة ضيقة
وقد أخرجت شيئا من شعرها
وتعطرت بأنواع العطور
وهي تمشي في الأسواق
أمام الرجال
ألا يصدق عليها الحديث ؟
أليست هذه كاسية عارية ؟
نسأل الله العافية والسلامة
فاحرصي يا أختي الكريمة على الحجاب الصحيح
وتمسكي به
في هذا الزمن الصعب
واعلمي أن تبرج قد يفتح عليك
أبوابا من الفتن
فتقعين في أمور لا ترضي الله أبدا...
فإن كنت متساهلة في الحجاب
فبادري اليوم
وكوني أسعد امرأة في الدنيا
بحجابك وتقربك إلى الله
واعلمي أن رحمة رب العالمين واسعة
فهنيئا لمن تاب وعاد إلى الله
وذاق حلاوة الدمعة
ولذة المناجاة
واطرح بين يدي الله تعالى ...
وفي نهاية هذه الكلمة
أود أن أشكر من تمسكت بالحجاب
الشرعي الصحيح
فلله درهن وعلى الله أجرهن
فتمسكهن يزيد الإيمان
فهن من القابضات على الجمر
جزاهن الله خيرا
وكثر الله من سوادهن
لزمن البيوت
وتقربن إلى الرحيم الودود
القرآن على ألسنتهن
والكلام الطيب
وحسن الخلق شعارهن
فاللهم اغفر لهن وارحمهن ...
وأخيرا أود أن أقص عليك قصة
ذكرها الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى
في تاريخ الإسلام
فقد ذكر عن سعيدة بنت زاهر بن طاهر
فسعيدة هذه كانت عالمة صالحة
قيل إنها لما مرضت كانت تقرأ سورة الكهف
فلما بلغت إلى قوله تعالى ( لهم جنات الفردوس نزلا )
ماتت
فأسأل الله أن يرزقنا جميعا الثبات على هذا الدين
مع العلم النافع والعمل الصالح
وحسن الخاتمة
اللهم آمين


منقول