السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رســـــــالة إلى منتقبـــــــة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،،
فإن الله خلقنا لغاية عظيمة وهدف نبيل وهو عبادته وحده لا شريك له فقال سبحانه : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} .
فنحن كلنا عبيد لله تعالى، وشأن العبد أن يطيع سيده في كل ما يأمره به ولا يعصيه إذا أمره.
إن الواجب على كل مسلم ومسلمة الامتثال لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
وليس في ذلك اختيار لأحد كما قال سبحانه : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} .
إن لذة الحياة وجمالها وقمة السعادة وكمالها لا تكون إلا في طاعة الله عز وجل التي لا تكلف الإنسان سوى الاستقامة على أمر الله عز وجل وسلوك طريقة ليسير الإنسان في الحياة مطمئن الضمير مرتاح البال هادئ النفس راض بقضاء الله وقدره.
ومن هذه الأوامر التي أمر الله عز وجل بها مما يختص بالمرأة المسلمة (الحجاب)، وهو فرض على كل مسلمة مكلفة أن تلتزم بالحجاب، وهذا ولله الحمد والمنة ولا يختلف عليه اثنان ولا تشك في وجوبه وفريضته امرأة مسلمه، تخشى الله تعالى وعقابه وترجو ثوابه ورحمته، وكل مسلمه إن شاء الله تعالى تعرف أن الحجاب واجب وتعرف الشروط الواجب توافرها في الحجاب، ومن حيث إنه يغطي البدن إلا ما استثناه الشرع.
لماذا الــنــقــاب؟
هذا سؤال مطروح ومعقول ومنطقي أسأله لكل منتقبه: لماذا النقاب؟ لماذا تضعين هذه القطعة على وجهك، ولما تسترين وجهك عن الناس؟ لايخلو ذلك من احتمالات عديدة:
1- إما إنك تنتقبين لأن الله تعالى لم يرزقك جمالاً في وجهك، فتريدين بهذا النقاب ألا يراك أحد لهذا السبب.
2- وإما أنك تريدين بهذا النقاب التزين والتجمل، وخصوصاً إذا ظهر شيء من الوجه، وظهرت العينان بأكملها وما عليها من الكحل الملفت للنظر، فيكون هذا النقب نوعاً من التبرج والتزين الذي يلفت الأنظار، ويأسر القلوب ويفتن الناس.
3- وإما أنك لبست النقاب اقتناعاً تاماً بأنه من شرع الله تعالى، وأنه مما يجلب رضا الله تعالى عنك ويبعد سخطه، و أنك بهذا النقاب تتقربين إلى مولاك عز وجل خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه، وأنك تتحملين الحر والضيق احتساباً للأجر والثواب من الله العزيز الوهاب، وهذا والله هو الخير كل الخير، والعقل كل العقل للمرأة العاقلة المؤمنة التقية، أن تلبس النقاب لا خوفا من أحد، ولا إكراهاً من أحد، ولا لهوى في النفس، ولا لتبرج أو زينة، إنما تلبسه خوفاً من الملك الديان سبحانه وتعالى طلباً لمرضاته عز وجل.
النقاب سُنة مشروعة
ومن الأمور المشروعة في الحجاب: النقاب الذي يغطي وجه المرأة ما عدا عينيها وهو من تمام الستر والعفة والفضيلة، وهو مشروع بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان منتشراً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى المرأة المحرمة عن النقاب فقال: «ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين» كما صح ذلك في الصحيحين، وهذا يدل على مشروعية النقاب في عهده صلى الله عليه وسلم والمرأة التي تنقب إنما تريد رضا الله عز وجل بستر وجهها حتى لا تفتن الناس فتتعرض لسخط الله تعالى ولذلك تحرص على أن تكون النقاب صحيحاً كما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فلا تبدي من وجهها إلا شيئاً من عينها ترى به الطريق.
أختاه يا بنت الخليج تحشمي لا ترفعي عنك الخمار فتندمي
هذا الخمار يزيد وجهك بهجة وحلاوة العينين أن تتلثمي
صوني جمالك إن أردت كرامة كيلا يصول عليك أدنى ضيغم
لماذا النقاب المتبرج؟
أختي الفاضلة.. أختي المنتقبة..
إذا كنت ممن تخافين الله عز وجل وأنت إن شاء الله كذلك.
وكنت ممن يرجون رحمته سبحانه وأنت إن شاء الله كذلك، فلماذا تلبسين نقاباً متبرجاً...؟
لماذا يـظهر شيء من الخدين..؟! أو شيء من الجبهة..؟!
لماذا يظهر الكحل بصورة ملفتة للنظر.. أنت هربت من التبرج والزينة إلى التبرج والزينة...؟!
هربت من فتنة الناس إلى فتنة الناس...؟!
هربت من السفور إلى السفور..؟؟!
أما آن لك أن تتقي الله عز وجل وتحاسبين نفسك وتقفي معها وقفة صادقة، فإن الحياة قصيرة والدنيا فانية، ولا ينفع الإنسان عند لقاء مولاه إلا عمله الصالح بعد رحمة الله عز وجل.
بنت الجزيـرة ما أرى لك شيمــة هذا التبــرج يا فتــــاة تكلمــي
حسناء يا ذات الدلال فإنني أخشى عليك من الخبيث المجرم
لا تعرضي هذا الجمـــال على الـورى إلا لــزوج أو قــريب محـــرم
لا ترسلي الشعــر الحرير مرجلا فالناس حولك كالذئـاب الحــوم
العباءة المتبرجة
أختي المنتقبة..
أنت تنتقبين لطاعة مولاك ورجاء ثوابه فلماذا تلبسين عباءة ضيقة؟! لماذا تلبسين عباءة تجسد البدن وتظهر مفاتنه، أما تريدين رضا مولاك فلماذا اللباس الضيق؟! أتظنين أن الحجاب هو ستر البدن فقط؟! هذا خطأ - بارك الله فيك - الحجاب ليس هو ستر البدن بالثياب فقط كما يظن البعض، فالمرأة التي تغطي رأسها وتلبس البنطلون ليست محجبة؟! والمرأة التي تغطي رأسها بغطاء ملون وتلبس ثوبا ملوناً بأنواع الزينة ليست محجبة!!
الحجاب هو أن تستري بدنك عن أنظار الناس ولا تلفتي أنظارهم إليك، نعم هذا هو الحجاب، لا أن تلبسي ثوباً متبرجاً أو عباءة ضيقة ونقاباً للزينة، كل ذلك لا يسمى حجاباً يا من تريدين رضى مولاك عز وجل.
أختي المنتقبة..
ليس هناك شيء أفضل من العباءة الواسعة الفضفاضة التي تكون على الرأس فهذه خير حجاب لخير امرأة.
عليك - وفقك الله للخير - أن تجاهدي نفسك وتلزمين كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن تبتعدي عن إتباع الهوى وشهوات النفس، فهو خير لك في دنياك وخير لك في أخراك، وهو قربى من مولاك.
إن الحجاب الذي نبغيه مكرمة لكل حواء ما عابت ولم تعب
نريد منها احتشاماً، عفة، أدباً وهم يريدون منها قلة الأدب
حكم العباءة المفصلة للجسم
س: فقد انتشر في الآونة الأخيرة عباءة مفصلة على الجسم وضيقة وتتكون من طبقتين خفيفتين من قماش الكريب ولها كم واسع وبها فصوص وتطريز وهي توضع على الكتف.. فما حكم الشرع في مثل هذه العباءة؟ أفتونا مأجورين، ونرغب حفظكم الله بمخاطبة وزارة التجارة لمنع هذه العباءة وأمثالها.
أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :
بأن العباءة الشرعية للمرأة وهي (الجلباب) : هي ما تحقق فيها قصد الشارع من كمال الستر والبعد عن الفتنة، وبناء على ذلك فلا بد لعباءة المرأة أن تتوفر فيها الأوصاف الآتية:.
أولاً :
أن تكون سميكة لا تظهر ما تحتها، ولا يكون لها خاصية الالتصاق.
ثانيـــــاً:
أن تكون ساترة لجميع الجسم، واسعة لا تبدي تقاطيعه.
ثالثــــــاً:
أن تكون مفتوحة من الأمام فقط، وتكون فتحة الأكمام ضيقة.
رابعــــــاً:
ألا يكون فيها زينة تلفت إليها الأنظار، وعليه فلا بد أن تخلو من الرسوم والزخارف والكتابات والعلامات.
خامساً:
ألا تكون مشابهة للباس الكافرات أو الرجال.
سادسـاً:
أن توضع العباءة على هامة الرأس ابتداءً.
وعلى ما تقدم فإن العباءة المذكورة في السؤال ليست عباءة شرعية للمرأة فلا يجوز لبسها لعدم توافر الشروط الواجبة فيها ولا لبس غيرها من العباءات التي لم تتوافر فيها الشروط الواجبة، ولا يجوز كذلك استيرادها ولا تصنيعها ولابيعها وترويجها بين المسلمين لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان والله جل وعلا يقول : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} . واللجنة إذ تبين ذلك فإنها توصي نساء المؤمنين بتقوى الله تعالى والتزام الستر الكامل للجسم بالجلباب والخمار عن الرجال الأجانب طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعداً عن أسباب الفتنة والافتتان، وبالله التوفيق
فتوى إليك يا ذات النقاب
الحمد لله وبعد: فقد عرضت هذه الأشكال لأنواع النقاب والبراقع على فضيلة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء فكانت الإجابة التالية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
فقد سبق أن أجبت غير مرة بتحريم لبس المرأة للنقاب المتعارف عليه اليوم بين النساء بجميع أشكاله، لأنه تحول من الحجاب الشرعي إلى حجاب شكلي، فهو تدرج للسفور، وربما يكون مغرياً بالنظر للمرأة والافتتان بها، وإذا كان كذلك فلا يجوز إقرار النساء على لبسه ولا يجوز بيعه وتداوله.
وقد أعلن في بعض الصحف أن وزارة التجارة منعت من صناعته وبيعه في الأسواق بناء على فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء. وهذا إجراء سليم نسأل الله أن يحققه ويتمه ليستريح المسلمون من هذه الفتنة وأضرارها. وفق الله ولاة أمورنا لما فيه خير الأمة وصلاحها وفلاحها.
لماذا الكعب العالي؟
أختي المنتقبة.. يامن تريدين الجنة ورضا مولاك عز وجل... لماذا تلبسين كعباً عالياً؟ لماذا يظهر ويسمع صوت كعبك في الطريق بشكل واضح؟ أما تخشين أن تكوني ممن قال الله تعالى فيهن: { وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } , أنت قد لبست النقاب طاعة لله تعالى والتزاماً بالحجاب فاتقي الله في لبس الكعب العالي الملفت للأنظار والأسماع واعلمي أنه نوع من الزينة التي نهى الله تعالى عنها ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ما حكم لبس الكعب العالي؟
س: ما حكم الإسلام في لبس الحذاء بالكعب العالي؟
ج: أقل أحواله الكراهة لأن فيه أولاً: تدليساً حيث تبدو المرأة طويلة وهي ليست كذلك وثانياً: فيه خطر على المرأة من السقوط. وثالثاً: ضارُّ صحياُّ كما قرر ذلك الأطباء. «الشيخ ابن باز رحمه الله»
كلمة أخــيــرة
أختي المنتقبة..
نريد منك أن تكون لك شخصيتك المثمرة في العقيدة والفكر واللباس ونمط الحياة، نريد منك أن تكوني امرأة مؤمنة تزن الأمور بميزان الشرع، وتنظر إلى الحياة من خلال القرآن والسنة، وتنظر وهي في الدنيا إلى الدار الآخرة، وتتخذ من الإسلام منهجا وطريقا، ومن الرسول أسوة وقدوة.
هل يستوي من رســـول الله قائده دوماً، وآخر هاديـه أبو لهــب؟!
وأين من كانت الزهراء أسوتها ممن تقفت خطى حمالة الحطب؟!
أختي المنتقبة..
احذري دعاة السوء وأدعياء التقدم الذين يجلبون بخيلهم ورجلهم إفساد المرأة المسلمة وإخراجها من الصون والعفاف إلى التبرج والسفور مستخدمين مختلف الوسائل وشتى الطرق، وحذري أخواتك من براثنهم والانخداع بمقولاتهم.
إياك إياك الخداع بقولهم: سمراء يا ذات الجمال تقدمي
إن الذين تبرؤوا عن دينهم فهم يبيعون العفاف بدرهــم
والله أسأل أن يهدينا جميعاً إلي سواء السبيل وأن يجعلنا من المتبعين لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر ::: سلسلة العلامتين من موقع وذكر ::::
افهموني @afhmony
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️