رمضان روحانية .. سعادة
أفراح الروح عند انتصارها ؛ وفك أسرها من شهوات الجسد ،
ولذلك قال ابن القيم رحمه الله:
' فاللروح المطلقة من أسر الهوى، من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف
والقوة والنفاذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله
والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه'
انتهى كلامه رحمه الله.
روحانية لاتوصف
هذه الروحانية لا نعرف كنهها، ولا نستطيع وصفها،
حتى من ذاق طعمها وعرف حلاوتها من أولئك الأفذاذ ما استطاعوا وصفها
ولا التعبير عن وجدها إلا بألفاظ عامة، لم تفصح عن حقيقة الشعور،
واسمع لبعضهم يقول:
' إنه ليمر بالقلب لحظات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي نعيم '.
وآخر يقول :
' أنا جنتي وبستاني في صدري فماذا يفعل أعدائي بي، سجني خلوة،
ونفى سياحة، وقتلى في سبيل الله شهادة'.
وهذا ثالث لم يجد ما يعبر به عن السعادة واللذة التي يحبها إلا بقوله:
' إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ' .
إنها حلاوة الإيمان وطعم الصلة بالله، إنها أفراح الروح لا تنقل بالكلمات ،
إنما تسرى في القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها .
أما الكيفية فصم وقم أخية كما كان يصوم ويقوم قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم:
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }
سورة آل عمران .
ويقول القسطلاني رحمه الله- معدداً ثمرات الصوم-: '
ومنها:
رقة القلب وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة ،
فإن الشبع مما يذهب نور العرفان ، ويقضى بالقسوة والحرمان' انتهى كلامه .
الهدف من الصوم
لكن هناك ثمرة وغاية عظيمة بينها الله عز وجل من شهر الصيام بقوله:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
سورة البقرة
إذا فالغاية الأولى والهدف الأسمى من صيام رمضان
هو إعداد القلوب للتقوى ومراقبة الله وخشيته في السر والعلن .
فالصوم يجعل القلوب لينة رقيقة، يجعلها ذات شفافية وحساسية،
يجعلها وجلة حية.. يوقظ القلوب، فإذا فسد الناس في زمن من الأزمان
فإن صلاحه لا يكون بالتشدد والتنطع، فليبدأ الصلاح بإعداد القلوب وبث حرارة الإيمان فيها،
وخوف الله ومراقبته، فالإسلام لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات،
إنما يقودهم بالتقوى ومراقبة الله والخوف منه.
وقد روى عن ذي النون المصري رحمه الله أنه قال:
' تجوّع بالنهار وقم بالأسحار، ترى عجباً من الملك الجبار'.
،
إذاً هيّا فلنهيّئ النفوس
ولنردد ..
" اللهم بلغنا رمضان "
فالدعاء من أقوى صور الإعانة على التهيئة الإيمانية والروحية.
ولتخلوا أخية بمصحفك في الأسحار وناجي الواحد الجبار ،
زد من تلاوتك وضاعف وردك ، راجياً من الله أن يوفقك لخير من ذلك في رمضان
قـم في الدجى واتل الكتـاب * ولا تنم إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتى المنيـة بغتـــة * فتساق من فرش إلى أكفـان
يا حبذا عينان في غسق الدجى * من خشية الرحمن باكيتـان
فالله ينـزل كُلَ آخـر ليـلـة * لسمائه الدنيا بلا نـكــران
فيقولُ هل من سائـلٍ فأجيبَـه * فأنا القريبُ أجيبُ منْ ناداني
جاهد نفسك ، املك لسانك فلا ينطق إلا خيراً ، وإن خانك يوماً فأدبه !
وقل لنفسك وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصاد ألسنتهم !!
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب * حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما * فلا تصيره أيضاً شهر عصيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهداً * فإنه شهر تسبيح وقرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف * من بين أهل وإخوان وجيران
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حياً * فما أقرب القاصي من الدانـي
لعل الله أن يرحمنا ،
ونشعر بحق تلك الروحانية وتلك السعادة وهي فضل من الله يؤتيه من يشاء
فلنسأل الله من فضله.......
م ن ق ول......
رضاربي @rdarby
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
لعل الله أن يرحمنا ،
ونشعر بحق تلك الروحانية وتلك السعادة وهي فضل من الله يؤتيه من يشاء
فلنسأل الله من فضله....... اللهم بلغنا رمضان
كلام جميل وتسلمين ويسعدني اكون اول من يرد عليك يعطيك العافيه