يابنات الله يخليكم لاهاليكم ابغى مساعدتكم أعرف وحده هي مؤمنه بالله العلي العظيم بس الشيطان يوسوس لها ويقول ان مافي اله في ناس حاولو وهي حاولت تتغلب على الشيطان الرجيم بس لسه الموضوع مستمر معها ايش تنصحوني اسوي معها
الله يخليكم ردو علي بسرعه ابغى تنزلون اقتراحاتكم بسرعه:44::44::44:
دمعات الغرام @dmaaat_alghram
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لارا98765
•
للرفع
*هبة
•
تحصيــنات الإنســــان ضــد الشـــيطان
الحصن الأول
: ( الإخلاص )
إن تحقيق الإخلاص هو سبيل الخلاص من الشيطان باعترافه هو حيث يقول تعالى على لسانه
((قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين ))
فقد اعترف الشيطان بعجزه عن إغواء المخلصين
. فمن المخلص ؟ ( هو الذي يعمل ولا يحب أن يحمده الناس )
وقيل
: ( المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته )
الحصن الثاني
: ( تحقيق العبودية لله وحده )
العبادة
: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة . وأقسام العبادة أربعة هي :
أ ) العبادة البدنية كالصلاة والصيام والركوع والسجود والحج والطواف .
ب ) العبادة المالية كالذبح والنذر والزكاة والصدقة .
ج ) العبادة القلبية كالخشوع والخضوع والذل والانكسار والمحبة والاستعانة والخوف والرجاء والتعظيم والرهبة .
د ) العبادة القولية كالحلف والاستغاثة والدعاء والاستعاذة .
الحصن الثالث
: ( لزوم الجماعة )
إن الالتزام بالجماعة مطردة للشيطان مرضاة للرحمن فعليك بالجماعة إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية الشاردة
فعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال
: (( من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ))
الحصن الرابع
: ( المحافظة على صلاة الجماعة )
إن التهاون في صلاة الجماعة يجرئ الشيطان على الإنسان فعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول
: (( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان)).
فعليك بالجماعة
, فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ))
قال الله تعالى
(( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله )
الحصن الخامس
: ( الالتزام بالكتاب والسنة )
قال تعالى
(( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ))
وقد شرح الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية وبينها فقد
( خط صل الله عليه وسلم خطا بيده , ثم قال : (( هذا سبيل الله مستقيما )) وخط عن يمينه وشماله ثم قال : (( هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ))
الحصن السادس
: ( الاستعانة بالله على الشيطان )
أعلم أنك لن تستطيع أن تتغلب على الشيطان إلا بإعانة الله لك وتوفيقه إياك
. فإذا أردت أن تتخلص من كيد الشيطان . فاستعن بخالقه يصده عنك ويحمك منه . . .
الحصن السابع
: ( كثرة الطاعات )
إن الإكثار من الطاعات يرغم أنف الشيطان ويذله
. روى الأمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : (( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول : يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة , وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار )) ( وفي رواية يا ويلي )
الحصن الثامن
: ( الاستعاذة )
الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى والالتصاق بجنابه من كل ذي شر ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي
:
أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به
, أو يحثني على فعل ما نهيت عنه فأن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله سبحانه وتعالى .
قال تعالى
(( وأما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ))
وقال سبحانه
(( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ))
الحصن العاشر
: ( سورة البقرة )
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: (( لا تجعلوا بيوتكم قبورا فأن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان )) وقال صل الله عليه وسلم (( اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم فأن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة ))
الحصن الحادي عشر
: ( آية الكرسي )
في حديث أبي هريرة وفيه أن الشيطان قال له
: (( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فأنك لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح )) وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا (( صدقك وهو كذوب ))
الحصن الثاني عشر
: ( عشر آيات من سورة البقرة )
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه
(( من قرا عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة : أربع من أولها , وآية الكرسي وآيتان بعدها و وثلاث آيات من آخرها ))
الحصن الثالث عشر
: ( الآيتان من آخر سورة البقرة )
قال صل الله عليه وسلم
(( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه ))
وعن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة , لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ))
الحصن الرابع عشر
: ( المعوذات )
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صل الله عليه وسلم
(( كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيها ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده , يبدأ بهما على رأسه ووجهه , وما أقبل من جسده يفعل ذلك مرات ))
الحصن الخامس عشر
: ( أذكار )
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال
(( من قال لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير , في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ))
الحصن السادس عشر
: ( حفظ البصر )
عن النبي صل الله عليه وسلم
(( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس , فمن غض بصره لله أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه )) ولما كان البصر جارا إلى المهالك وجالبا للمخاطر فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إطلاقه فقال لعلي رضي الله عنه (( لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة ))
الحصن السابع عشر
: ( حفظ اللسان )
أعلم أن اللسان هو أعظم آلة للشيطان في استهواء الإنسان
, لذا كان حفظ اللسان من أعظم تحصينات الإنسان ضد الشيطان . ويكفينا في ذلك ما قاله النبي صل الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل (( وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم )) وأكثر المعاصي إنما يولدها فضول الكلام والنظر , وهما أوسع مداخل الشيطان فأن جارحتيهما لا يملان ولا يسأمان بخلاف شهوة البطن , فأنه إذا امتلأ لم يبق فيه إرادة للطعام , وأما العين واللسان فلو تركا لم يفترا من النظر والكلام فجنايتهما متسعة الأطراف , كثيرة الشعب , عظيمة الآفات
الحصن الثامن عشر
: ( حفظ البطن )
((لعن رسول الله صل الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله , وكاتبه وشاهديه ))
((لعن رسول الله صل الله عليه وسلم الراشي والمرتشي ))
((لعن رسول الله صل الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة , وآكل الربا وموكله , ونهى عن ثمن الكلب , وكسب البغي , ولعن المصورين )) وكسب البغي : هي المرأة التي تزني بأجرة وتتكسب من ذلك .
وقال تعالى
(( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ))
وقال صل الله عليه وسلم
(( المسلم يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ))
وقال صل الله عليه وسلم
(( كلوا واشربوا وتصدقوا ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة ))
الحصن التاسع عشر
: ( حفظ الفرج ) <FONT color=#336699>
عن عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: (( يا نعايا العرب , أن أخوف ما أخاف عليكم الزنا و الشهوة الخفية )) وعن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط )) وعن أبي هريرة مرفوعا (( ملعون من عمل عمل قوم لوط , ملعون من أتى شيئا من البهائم , ملعون من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد )) بالإضافة إلى حفظ الفرج عن السحاق ونكاح اليد وأنهما محرمان بالاتفاق لعموم قوله تعالى : (( والذين هم لفروجهم حافظون ))
الحصن العشرون
: ( حفظ اليد )
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: (( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فأنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده , فيقع في حفرة من النار )) (( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ))
وقال صلى الله عليه وسلم
: (( من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا , ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا , ومن قتل نفسه بحديدة , فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ))
لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له )) وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل , فنزعه وطرحه , وقال (( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده )) (( من لعب بنرد فقد عصى الله ورسوله ))
الحصن الحادي والعشرون
: ( تحصين البيت )
قال صل الله عليه وسلم
: (( إذا ولج الرجل بيته فليقل : اللهم أني أسألك خير المولج وخير المخرج , بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا , ثم يسلم على أهله )) وقال عليه السلام (( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه , قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء , وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه , قال : أدركتم المبيت والعشاء )) وتقدم فضل قراءة سورة البقرة , كذا تطهير البيت من الأجراس والتصاليب والتماثيل والتصاوير (( الجرس مزامير الشيطان )) وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : (( لم يكن النبي صل الله عليه وسلم يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه )) وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير )) وعن أبي طلحة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة )) أيضا الإكثار من صلاة النوافل في البيت قال صلى الله عليه وسلم : (( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم , ولا تتخذوها قبورا ))
ولا ننسى المعاملة الحسنى للأهل وانتقاء الحسن من الكلام حتى لا ينزغ الشيطان بينه وبين أهله
قال سبحانه وتعالى
: (( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ))
الحصن الثاني والعشرون
عن أنس رضي الله تعالى عنه قال
: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (( من قال ( يعني إذا خرج من بيته) بسم الله, توكلت على الله , لا حول ولا قوة إلا بالله , يقال له كفيت , ووفيت , وهديت , وتنحى عنه الشيطان , فيقول لشيطان آخر : كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى ))
الحصن الثالث والعشرون
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما عن النبي صل الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد يقول
(( أعوذ بالله العظيم و وبوجهه الكريم , وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم , قال : فإذا قال ذلك قال الشيطان : حفظ مني سائر اليوم ))
الحصن الرابع والعشرون
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال
: (( جاء رجل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال : أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات , من شر ما خلق, لم تضرك )).
الحصن الخامس والعشرون
عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال
: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء ))
الحصن السادس والعشرون
عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال
: كان النبي صل الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال : (( يا أرض ربي وربك الله , أعوذ من شرك وشر ما فيك , وشر ما خلق فيك , وشر ما يدب عليك , أعوذ بالله من أسد وأسود , ومن الحية والعقرب , ومن ساكن البلد , ومن والد وما ولد ))
الحصن السابع والعشرون
قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه
: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال : (( قل اللهم عالم الغيب والشهادة , فاطر السماوات والأرض , رب كل شيء ومليكه , أشهد أن لا اله إلا أنت , أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ))
الحصن الثامن والعشرون
: ( البسملة )
قال صل الله عليه وسلم
(( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله , فأن نسى أن يذكر الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره )) ولا تقتصر البسملة في الأكل فقط بل في كل شيء إذا وضع شيئا أو رفعه أو جلس أو قام أو فعل أي شيء لأن البسملة مجلبة للبركة مطردة للشياطين . . .
الحصن التاسع والعشرون
: ( رد التثاؤب )
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال
: (( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس فحمد الله , فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته , وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع فإذا قالها ضحك منه الشيطان )) (( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فأن الشيطان يدخل )).
الحصن الثلاثون
: ( التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط )
قال صل الله عليه وسلم
: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك , واستعن بالله عز وجل ولا تعجز , وان أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا لكان كذا , ولكن قل قدر الله وما شاء فعل , فأن لو تفتح عمل الشيطان)).
الحصن الحادي والثلاثون
: ( الأذان طارد للشيطان )
قال صل الله عليه وسلم
: (( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضى النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضى التثويب أقبل ))
الحصن الثاني والثلاثون
: ( الوضوء )
قال صل الله عليه وسلم
: (( طهروا هذه الأجساد طهركم الله , فأنه ليس من عبد يبيت طاهرا : إلا بات معه في شعاره ملك , لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فأنه بات طاهرا ))
الحصن الثالث والثلاثون
: ( قيام الليل )
عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال
: ذكر عند النبي صل الله عليه وسلم رجل فقيل : ما زال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة . فقال : بال الشيطان في أذنه )) والمراد والله أعلم أن هذا الرجل ما قام إلى صلاة الليل ولذلك ترجم له البخاري قائلا باب إذا قام ولم يصل بال الشيطان في أذنه . . .
الحصن الرابع والثلاثون
: ( عدم التشبه بالشيطان )
قال صل الله عليه وسلم
: ((ليأكل أحدكم بيمينه , وليشرب بيمينه , وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه , فأن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله , ويعطي بشماله , ويأخذ بشماله)) (( نهى صل الله عليه وسلم أن يجلس الرجل بين الضح والظل وقال : مجلس الشيطان)(الأناءة من الله والعجلة من الشيطان)
قال تعالى
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)
وقال سبحانه وتعالى
: (( إن المبذرين كانوا أخوان الشياطين ))
الحصن الخامس والثلاثون
: ( عدم الوقوف موقف شبهة )
عن صفية زوجة النبي صل الله عليه وسلم قالت
: كان رسول الله صل الله عليه وسلم معتكفا , فأتيته أزوره , فحدثته ثم قمت فانقلبت , فقام معي ليقلبني , وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار , فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( على رسلكما أنها صفية بنت حيي ))
قالا سبحان الله يا رسول الله
, قال : (( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم , فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا ))
الحصن السادس والثلاثون
: ( حصن الذكر )
الذكر يضعف الشيطان ويقوي الأيمان ويرضي الرحمن وهو الركن الركين والحصن الحصين الذي يتحصن به المسلم من الشيطان الرجيم
, فالذي يداوم على ذكر الله تعالى يحرز نفسه من الشيطان , والذي يتغافل عن ذكر الله سبحانه يدع نفسه للشياطين تلعب به وتغويه , وتوسوس له . . .
قال الله تعالى
: (( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ))
كما أن الذكر يضعف شياطين الجن فهو كذلك يضعف شياطين الأنس لذلك أمرنا الله تبارك وتعالى بالذكر عند الحرب
فقال سبحانه وتعالى
: (( إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ))
وعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال
: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق , وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله.قال : ذكر الله ))
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعهم إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين ..
الحصن الأول
: ( الإخلاص )
إن تحقيق الإخلاص هو سبيل الخلاص من الشيطان باعترافه هو حيث يقول تعالى على لسانه
((قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين ))
فقد اعترف الشيطان بعجزه عن إغواء المخلصين
. فمن المخلص ؟ ( هو الذي يعمل ولا يحب أن يحمده الناس )
وقيل
: ( المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته )
الحصن الثاني
: ( تحقيق العبودية لله وحده )
العبادة
: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة . وأقسام العبادة أربعة هي :
أ ) العبادة البدنية كالصلاة والصيام والركوع والسجود والحج والطواف .
ب ) العبادة المالية كالذبح والنذر والزكاة والصدقة .
ج ) العبادة القلبية كالخشوع والخضوع والذل والانكسار والمحبة والاستعانة والخوف والرجاء والتعظيم والرهبة .
د ) العبادة القولية كالحلف والاستغاثة والدعاء والاستعاذة .
الحصن الثالث
: ( لزوم الجماعة )
إن الالتزام بالجماعة مطردة للشيطان مرضاة للرحمن فعليك بالجماعة إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية الشاردة
فعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال
: (( من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ))
الحصن الرابع
: ( المحافظة على صلاة الجماعة )
إن التهاون في صلاة الجماعة يجرئ الشيطان على الإنسان فعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول
: (( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان)).
فعليك بالجماعة
, فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ))
قال الله تعالى
(( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله )
الحصن الخامس
: ( الالتزام بالكتاب والسنة )
قال تعالى
(( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ))
وقد شرح الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية وبينها فقد
( خط صل الله عليه وسلم خطا بيده , ثم قال : (( هذا سبيل الله مستقيما )) وخط عن يمينه وشماله ثم قال : (( هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ))
الحصن السادس
: ( الاستعانة بالله على الشيطان )
أعلم أنك لن تستطيع أن تتغلب على الشيطان إلا بإعانة الله لك وتوفيقه إياك
. فإذا أردت أن تتخلص من كيد الشيطان . فاستعن بخالقه يصده عنك ويحمك منه . . .
الحصن السابع
: ( كثرة الطاعات )
إن الإكثار من الطاعات يرغم أنف الشيطان ويذله
. روى الأمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : (( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول : يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة , وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار )) ( وفي رواية يا ويلي )
الحصن الثامن
: ( الاستعاذة )
الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى والالتصاق بجنابه من كل ذي شر ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي
:
أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به
, أو يحثني على فعل ما نهيت عنه فأن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله سبحانه وتعالى .
قال تعالى
(( وأما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ))
وقال سبحانه
(( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ))
الحصن العاشر
: ( سورة البقرة )
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: (( لا تجعلوا بيوتكم قبورا فأن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان )) وقال صل الله عليه وسلم (( اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم فأن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة ))
الحصن الحادي عشر
: ( آية الكرسي )
في حديث أبي هريرة وفيه أن الشيطان قال له
: (( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فأنك لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح )) وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا (( صدقك وهو كذوب ))
الحصن الثاني عشر
: ( عشر آيات من سورة البقرة )
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه
(( من قرا عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة : أربع من أولها , وآية الكرسي وآيتان بعدها و وثلاث آيات من آخرها ))
الحصن الثالث عشر
: ( الآيتان من آخر سورة البقرة )
قال صل الله عليه وسلم
(( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه ))
وعن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة , لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ))
الحصن الرابع عشر
: ( المعوذات )
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صل الله عليه وسلم
(( كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيها ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده , يبدأ بهما على رأسه ووجهه , وما أقبل من جسده يفعل ذلك مرات ))
الحصن الخامس عشر
: ( أذكار )
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال
(( من قال لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير , في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ))
الحصن السادس عشر
: ( حفظ البصر )
عن النبي صل الله عليه وسلم
(( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس , فمن غض بصره لله أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه )) ولما كان البصر جارا إلى المهالك وجالبا للمخاطر فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إطلاقه فقال لعلي رضي الله عنه (( لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة ))
الحصن السابع عشر
: ( حفظ اللسان )
أعلم أن اللسان هو أعظم آلة للشيطان في استهواء الإنسان
, لذا كان حفظ اللسان من أعظم تحصينات الإنسان ضد الشيطان . ويكفينا في ذلك ما قاله النبي صل الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل (( وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم )) وأكثر المعاصي إنما يولدها فضول الكلام والنظر , وهما أوسع مداخل الشيطان فأن جارحتيهما لا يملان ولا يسأمان بخلاف شهوة البطن , فأنه إذا امتلأ لم يبق فيه إرادة للطعام , وأما العين واللسان فلو تركا لم يفترا من النظر والكلام فجنايتهما متسعة الأطراف , كثيرة الشعب , عظيمة الآفات
الحصن الثامن عشر
: ( حفظ البطن )
((لعن رسول الله صل الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله , وكاتبه وشاهديه ))
((لعن رسول الله صل الله عليه وسلم الراشي والمرتشي ))
((لعن رسول الله صل الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة , وآكل الربا وموكله , ونهى عن ثمن الكلب , وكسب البغي , ولعن المصورين )) وكسب البغي : هي المرأة التي تزني بأجرة وتتكسب من ذلك .
وقال تعالى
(( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ))
وقال صل الله عليه وسلم
(( المسلم يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ))
وقال صل الله عليه وسلم
(( كلوا واشربوا وتصدقوا ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة ))
الحصن التاسع عشر
: ( حفظ الفرج ) <FONT color=#336699>
عن عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: (( يا نعايا العرب , أن أخوف ما أخاف عليكم الزنا و الشهوة الخفية )) وعن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط )) وعن أبي هريرة مرفوعا (( ملعون من عمل عمل قوم لوط , ملعون من أتى شيئا من البهائم , ملعون من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد )) بالإضافة إلى حفظ الفرج عن السحاق ونكاح اليد وأنهما محرمان بالاتفاق لعموم قوله تعالى : (( والذين هم لفروجهم حافظون ))
الحصن العشرون
: ( حفظ اليد )
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: (( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فأنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده , فيقع في حفرة من النار )) (( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ))
وقال صلى الله عليه وسلم
: (( من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا , ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا , ومن قتل نفسه بحديدة , فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ))
لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له )) وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل , فنزعه وطرحه , وقال (( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده )) (( من لعب بنرد فقد عصى الله ورسوله ))
الحصن الحادي والعشرون
: ( تحصين البيت )
قال صل الله عليه وسلم
: (( إذا ولج الرجل بيته فليقل : اللهم أني أسألك خير المولج وخير المخرج , بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا , ثم يسلم على أهله )) وقال عليه السلام (( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه , قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء , وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه , قال : أدركتم المبيت والعشاء )) وتقدم فضل قراءة سورة البقرة , كذا تطهير البيت من الأجراس والتصاليب والتماثيل والتصاوير (( الجرس مزامير الشيطان )) وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : (( لم يكن النبي صل الله عليه وسلم يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه )) وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير )) وعن أبي طلحة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة )) أيضا الإكثار من صلاة النوافل في البيت قال صلى الله عليه وسلم : (( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم , ولا تتخذوها قبورا ))
ولا ننسى المعاملة الحسنى للأهل وانتقاء الحسن من الكلام حتى لا ينزغ الشيطان بينه وبين أهله
قال سبحانه وتعالى
: (( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ))
الحصن الثاني والعشرون
عن أنس رضي الله تعالى عنه قال
: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (( من قال ( يعني إذا خرج من بيته) بسم الله, توكلت على الله , لا حول ولا قوة إلا بالله , يقال له كفيت , ووفيت , وهديت , وتنحى عنه الشيطان , فيقول لشيطان آخر : كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى ))
الحصن الثالث والعشرون
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما عن النبي صل الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد يقول
(( أعوذ بالله العظيم و وبوجهه الكريم , وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم , قال : فإذا قال ذلك قال الشيطان : حفظ مني سائر اليوم ))
الحصن الرابع والعشرون
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال
: (( جاء رجل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال : أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات , من شر ما خلق, لم تضرك )).
الحصن الخامس والعشرون
عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال
: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء ))
الحصن السادس والعشرون
عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال
: كان النبي صل الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال : (( يا أرض ربي وربك الله , أعوذ من شرك وشر ما فيك , وشر ما خلق فيك , وشر ما يدب عليك , أعوذ بالله من أسد وأسود , ومن الحية والعقرب , ومن ساكن البلد , ومن والد وما ولد ))
الحصن السابع والعشرون
قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه
: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال : (( قل اللهم عالم الغيب والشهادة , فاطر السماوات والأرض , رب كل شيء ومليكه , أشهد أن لا اله إلا أنت , أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ))
الحصن الثامن والعشرون
: ( البسملة )
قال صل الله عليه وسلم
(( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله , فأن نسى أن يذكر الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره )) ولا تقتصر البسملة في الأكل فقط بل في كل شيء إذا وضع شيئا أو رفعه أو جلس أو قام أو فعل أي شيء لأن البسملة مجلبة للبركة مطردة للشياطين . . .
الحصن التاسع والعشرون
: ( رد التثاؤب )
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال
: (( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس فحمد الله , فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته , وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع فإذا قالها ضحك منه الشيطان )) (( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فأن الشيطان يدخل )).
الحصن الثلاثون
: ( التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط )
قال صل الله عليه وسلم
: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك , واستعن بالله عز وجل ولا تعجز , وان أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا لكان كذا , ولكن قل قدر الله وما شاء فعل , فأن لو تفتح عمل الشيطان)).
الحصن الحادي والثلاثون
: ( الأذان طارد للشيطان )
قال صل الله عليه وسلم
: (( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضى النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضى التثويب أقبل ))
الحصن الثاني والثلاثون
: ( الوضوء )
قال صل الله عليه وسلم
: (( طهروا هذه الأجساد طهركم الله , فأنه ليس من عبد يبيت طاهرا : إلا بات معه في شعاره ملك , لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فأنه بات طاهرا ))
الحصن الثالث والثلاثون
: ( قيام الليل )
عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال
: ذكر عند النبي صل الله عليه وسلم رجل فقيل : ما زال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة . فقال : بال الشيطان في أذنه )) والمراد والله أعلم أن هذا الرجل ما قام إلى صلاة الليل ولذلك ترجم له البخاري قائلا باب إذا قام ولم يصل بال الشيطان في أذنه . . .
الحصن الرابع والثلاثون
: ( عدم التشبه بالشيطان )
قال صل الله عليه وسلم
: ((ليأكل أحدكم بيمينه , وليشرب بيمينه , وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه , فأن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله , ويعطي بشماله , ويأخذ بشماله)) (( نهى صل الله عليه وسلم أن يجلس الرجل بين الضح والظل وقال : مجلس الشيطان)(الأناءة من الله والعجلة من الشيطان)
قال تعالى
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)
وقال سبحانه وتعالى
: (( إن المبذرين كانوا أخوان الشياطين ))
الحصن الخامس والثلاثون
: ( عدم الوقوف موقف شبهة )
عن صفية زوجة النبي صل الله عليه وسلم قالت
: كان رسول الله صل الله عليه وسلم معتكفا , فأتيته أزوره , فحدثته ثم قمت فانقلبت , فقام معي ليقلبني , وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار , فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( على رسلكما أنها صفية بنت حيي ))
قالا سبحان الله يا رسول الله
, قال : (( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم , فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا ))
الحصن السادس والثلاثون
: ( حصن الذكر )
الذكر يضعف الشيطان ويقوي الأيمان ويرضي الرحمن وهو الركن الركين والحصن الحصين الذي يتحصن به المسلم من الشيطان الرجيم
, فالذي يداوم على ذكر الله تعالى يحرز نفسه من الشيطان , والذي يتغافل عن ذكر الله سبحانه يدع نفسه للشياطين تلعب به وتغويه , وتوسوس له . . .
قال الله تعالى
: (( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ))
كما أن الذكر يضعف شياطين الجن فهو كذلك يضعف شياطين الأنس لذلك أمرنا الله تبارك وتعالى بالذكر عند الحرب
فقال سبحانه وتعالى
: (( إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ))
وعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال
: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق , وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله.قال : ذكر الله ))
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعهم إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين ..
*هبة
•
إنَّ قوَّة الوساوس وكثرتها تدلُّ على قوَّة الإيمان وشدَّته وليس ضعفه وقلَّته، فقد سُئِل الرسول صل الله عليه وسلم عن هذه الوساوس التي تصيبك، وتصيب كلَّ مؤمنٍ أيضاً، فقال: "ذاك صريح الإيمان"رواه مسلم، بمعنى أنَّ الشيطان يوسوس للمؤمن بوساوس تزداد تدريجيًّا كلَّما ازدادت قوَّة إيمانه؛ لأنَّه يريد أن يهزمه ويجعله عاصياً لربِّه غير متَّبعٍ لإسلامه الذي جعله لسعادته فيكون رفيقه في النار يوم القيامة، فإن رآه مؤمناً ضعيفاً مفرِّطاً في إسلامه هزمه بأقلِّ وسوسةٍ ككذبةٍ أو نظرةٍ محرَّمة أو نحو ذلك، وإن رآه مؤمناً قويًّا متمسِّكاً بإسلامه، علم أنَّه لن يهزمه إلا بوسوسةٍ قويَّةٍ مناسبة، كالكفر بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم وبالقرآن.
إنَّ هذه الخواطر لا إثم عليها ما لم تتحوَّل إلى قولٍ أو عمل، كما قال صل الله عليه وسلم: "إنَّ الله تجاوز عن أمَّتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلَّم"رواه البخاريُّ ومسلم، بل لها ثوابها في الآخرة، ثواب مقاومتها والصبر عليها، كما قال تعالى: "إنَّما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب"؛ إذ هي من الابتلاءات التي تكفِّر الذنوب، والتي يختبر بها الله تعالى صدق من ادَّعى الإيمان، وهل سيستمرُّ فيه أم لا، والتي غالباً ما يخرج منها المسلم مستفيداً بعد اتِّخاذه لوسائل التغلُّب عليها –إضافةً إلى ثواب الآخرة – زيادةً في إيمانه، وصبرا، وجَلَدا، وتدريباً على تحمُّل أعباء الدنيا، فيربح فيها ويتمكَّن من أداء ما أوجبه الله تعالى عليه من حُسن إعمارها وخلافته فيها.
ويمكنك - التغلُّب على هذه الوساوس بالاعتقاد وبالفعل:
والاعتقاد هو:
1- أن نتدبَّر مخلوقات الله تعالى: "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، "قل انظروا ماذا في السماوات والأرض" من إنسانٍ وحيوانٍ ونباتٍ وجماد، فإنَّ ذلك ولا شكَّ يزيد الإيمان ويجدِّده ويقوِّيه، ويؤكِّد بما لا يدع مجالاً للشكِّ وجود خالقٍ لهذه المخلوقات؛ لأنَّ الأثر يدلُّ على المسير، أي لو رأيت أثراً لأقدامٍ في الصحراء، فذلك يؤكِّد سير إنسانٍ حتى ولو لم تكن تراه، فكذلك وجود الله تعالى يظهر أثره في مخلوقاته حتى ولو لم تكن تراه، وهذه المخلوقات يثبت العلم كلَّ يومٍ عظمتها وإعجازها، وأنَّها لا يمكن أن تكون من صنع أيِّ بشر.
2- أن تعلمي أنَّ هذه الوساوس أمرٌ طبيعيّ، لأنَّ الشيطان وراءنا وراءنا، كما قال تعالى: "إنَّ الشيطان لكم عدوٌّ فاتَّخذوه عدوّا"، وأنَّها ستتكرَّر بين الحين والحين، وبدرجاتٍ مختلفة، ومع الوقت ستكون عندك مناعةٌ ضدَّها فتكون موجودة، لكنَّها قليلة الأثر فيك.
فإذا علمت ما سبق فلن تؤرِّقك هذه الوساوس، إنَّما هي تقلقك لخوفك من ضررها، ولإحساسك أنَّها تبعدك عن تذوُّق حلاوة الإيمان، ولشعورك أنَّك الوحيد في هذا العالم الذي يحدث له ذلك، فالكثيرون مثلك أخي الكريم، ولتثق أنَّها موجودةٌ لمحاولتك الاقتراب من ربِّك سبحانه، وكلَّما قاومتها ازددتَّ قرباً من ربِّك، وازداد ثوابك في الدنيا وفي الآخرة.
والفعل هو:
1- إذا خطرت لك هذه الوساوس فعليك التوقُّف وعدم الاستمرار في التفكير فيها، كما أوصانا صل الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلَق الله الخلْق، فمن خلَق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً، فليقل: آمنت بالله"رواه مسلم، فالإسلام رغم احترامه الشديد للعقل؛ لأنَّه أساس معرفة الله تعالى، وأساس العمل، والإنتاج، والإعمار للكون، فإنَّه يطلب منَّا في أحوالٍ نادرةٍ أن نوقف عقولنا عن الخوض في التفكير في أمورٍ ليس عندنا معطياتٍ لها، وإلا أتت بضررٍ أكثر من النفع، ولو كان في تفصيلها خيرٌ لنا في دنيانا أو آخرتنا لفصَّلها الله تعالى لنا، فللعقل مدى ونهايةٌ لا يتعدَّاها، كما أنَّ للبصر مدى ونهايةٌ لا يتعدَّاها.
2- الاستعانة بالله تعالى ودعاؤه، كما قال سبحانه: "وقال ربُّكم ادعونِي أستجب لكم"، ودوام ذكره، والاستعاذة به من الشيطان الذي من صفاته أنَّه خنَّاس، أي يخنس –يبتعد ويتراجع وينهزم- عن الإنسان بمجرَّد ذكره لربِّه، كما قال تعالى: "قل أعوذ بربِّ الناس، ملِك الناس، إله الناس، من شرِّ الوسواس الخنَّاس"، وأنَّ القلوب تطمئنُّ بالذكر، كما قال تعالى: "ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب".
3- الانشغال بالأعمال الصالحة بما لا يدع وقتاً للتفكير في هذه الوساوس والاستجابة لها، وبما يحقِّق الثواب العظيم إذا استُحضرت النوايا الصالحة، كالرياضة، والقراءة، والعمل، والإنتاج، والدراسة، والعلم، والهوايات، وصلة الرحم، وزيارات الجيران، والأقارب، والزملاء، والأصحاب، وخدمتهم، ودعوتهم للخير ما استطعت، وما شابه ذلك.
4- التواجد في وسطٍ صالحٍ يعين على مزيدٍ من الإيمان والعمل الصالح، كما قال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"رواه أبو داود والترمذيُّ والحاكم، وصحَّحه.
إنَّ حلاوة الإيمان التي تتكوَّن في القلب تتبع قانون الأسباب والنتائج، أي من لم يتَّخذ أسبابها لم تتكوَّن عنده، ومن اتَّخذ أسبابها تكوَّنت، ووفَّقه الله تعالى للمزيد تدريجيّا، مع الوقت، ومع تجمُّع الأسباب، وليس فوريًّا بمجرَّد اتخاذ سببٍ أو اثنين، كما قال تعالى: "إنَّ الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأَنفسهم"، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه ممَّا سواهما، وأن يحبَّ المرء لا يحبُّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَف في النار"رواه البخاريُّ ومسلم، وهذه الثلاث لا تأتي في يومٍ وليلة.
لقد اتَّخذت - بعض أسبابها كما ذكرت من حرصك على الصلاة وقراءة القرآن، ونَدلُّك على بعض أسبابٍ أخرى:
1- استحضار النوايا لكلِّ عملٍ صالحٍ تعمليه، فأنت مثلاً تتعلَّمي لتعملي؛ ولتنفعي الإسلام والمسلمين والناس جميعاً بهذا العلم والعمل والإنتاج، وأنت تأكلين لتتقوَّى على الطاعة وإعمار الكون، وهكذا في كلِّ الأعمال.
فاستحضار النوايا يجعلك دائمة الذكر لله تعالى، دائمة العمل له لا للناس، وهذا يدلُّ على أنَّ الله ورسوله هما فعلاً أحبُّ إليك ممَّا سواهما، وعندئذٍ ستشعرين بحلاوة الإيمان كما ذكر الحديث.
2- تدبُّر نِعَم الله تعالى الموجودة في نفسك –والتي لا يمكن حصرها- مع استخدامها كلِّها في طاعة الله لا في معصيته، كالسمع، والبصر، واليدين، والرجلين، إلى غير ذلك من النعم، فاستشعار أنَّ كلَّ النعم هي فضلٌ من الله وحده ولا دخل لأحدٍ فيها، مع استخدامها في طاعته ما هو إلا ترجمةٌ عمليَّةٌ من المسلم على أنَّ الله ورسوله أحبَّ إليه ممَّا سواهما، وفي مقابل اتِّخاذه لهذا السبب سيجد مع الوقت حلاوة الإيمان في قلبه.
فمثلاً استخدام نعمة البصر في العلم والعمل والإنتاج، وزيادة الإيمان، وعدم استخدامها في الحرام يورث حلاوةً في القلب، كما قال صلى الله عليه وسلم: "النظرة سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، فمن تركها خوفاً من الله، آتاه الله عزَّ وجلَّ إيماناً يجد حلاوته في قلبه"رواه الحاكم وصحَّحه، وهكذا كلُّ النِعَم إذا استُخدِمت في طاعة الله لا في معصيته.
3- التمسُّك بنظام الإسلام الشامل الكامل العادل الذي يسعد من يتَّبعه، في كلِّ شؤون حياتك: في بيتك، ومع والديك، وإخوتك، وجيرانك، وأصحابك، وزملائك، وفي أثناء دراستك وتعلُّمك، فذلك يورِّث اطمئناناً في القلب وسعادة، كما قال تعالى: "ومَن يعمل من الصالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلَنُحْيِيَنَّه حياةً طيِّبةً ولنَجْزِيَنَّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
4- دعوة من حولك لهذا الإسلام، وللعمل بنظامه، ليسعد الناس كما سعدتِّ أنتِ، وخلال دعوتك ستشعرين بحلاوة الإيمان مع الوقت، لأنَّ لنجاحك في دعوة الغير حلاوةً لا يستشعرها إلا من مارس ذلك، حلاوةً ليست من الدنيا في شيء.
أوصيك نهاية -أختي الكريمة- بأن تصبري، وتستشعري حلاوة الصبر على هذه الوساوس، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "والصبر ضياء..."جزءٌ من حديث رواه مسلم، فهو ينير القلب والعقل، وينير الطريق ذاته.
وأن تستشعري حلاوة التضرُّع إلى الله والشكوى إليه وطلب عونه، كما كان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إيذاء المشركين له في الطائف في بداية دعوتهم إلى الإسلام، والذي امتلأ حزناً، لكنَّه حزنٌ مع إصرارٍ على مواصلة الطريق، وأملٍ في تحقُّق نتائجه، قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم إليك أشكو ضعف قوَّتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت ربُّ المستضعفين، وأنت ربِّي، إلى من تكلني، إلى بعيدٍ يتجهَّمني، أم إلى عدوٍّ ملَّكته أمري، إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي، ولكنَّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تُنْزل بي غضبَك، أو يحلَّ عليَّ سخطُك، لك العُتْبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك"رواه الطبرانيّ، وحسَّنه السيوطيّ.
إنَّ هذه الخواطر لا إثم عليها ما لم تتحوَّل إلى قولٍ أو عمل، كما قال صل الله عليه وسلم: "إنَّ الله تجاوز عن أمَّتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلَّم"رواه البخاريُّ ومسلم، بل لها ثوابها في الآخرة، ثواب مقاومتها والصبر عليها، كما قال تعالى: "إنَّما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب"؛ إذ هي من الابتلاءات التي تكفِّر الذنوب، والتي يختبر بها الله تعالى صدق من ادَّعى الإيمان، وهل سيستمرُّ فيه أم لا، والتي غالباً ما يخرج منها المسلم مستفيداً بعد اتِّخاذه لوسائل التغلُّب عليها –إضافةً إلى ثواب الآخرة – زيادةً في إيمانه، وصبرا، وجَلَدا، وتدريباً على تحمُّل أعباء الدنيا، فيربح فيها ويتمكَّن من أداء ما أوجبه الله تعالى عليه من حُسن إعمارها وخلافته فيها.
ويمكنك - التغلُّب على هذه الوساوس بالاعتقاد وبالفعل:
والاعتقاد هو:
1- أن نتدبَّر مخلوقات الله تعالى: "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، "قل انظروا ماذا في السماوات والأرض" من إنسانٍ وحيوانٍ ونباتٍ وجماد، فإنَّ ذلك ولا شكَّ يزيد الإيمان ويجدِّده ويقوِّيه، ويؤكِّد بما لا يدع مجالاً للشكِّ وجود خالقٍ لهذه المخلوقات؛ لأنَّ الأثر يدلُّ على المسير، أي لو رأيت أثراً لأقدامٍ في الصحراء، فذلك يؤكِّد سير إنسانٍ حتى ولو لم تكن تراه، فكذلك وجود الله تعالى يظهر أثره في مخلوقاته حتى ولو لم تكن تراه، وهذه المخلوقات يثبت العلم كلَّ يومٍ عظمتها وإعجازها، وأنَّها لا يمكن أن تكون من صنع أيِّ بشر.
2- أن تعلمي أنَّ هذه الوساوس أمرٌ طبيعيّ، لأنَّ الشيطان وراءنا وراءنا، كما قال تعالى: "إنَّ الشيطان لكم عدوٌّ فاتَّخذوه عدوّا"، وأنَّها ستتكرَّر بين الحين والحين، وبدرجاتٍ مختلفة، ومع الوقت ستكون عندك مناعةٌ ضدَّها فتكون موجودة، لكنَّها قليلة الأثر فيك.
فإذا علمت ما سبق فلن تؤرِّقك هذه الوساوس، إنَّما هي تقلقك لخوفك من ضررها، ولإحساسك أنَّها تبعدك عن تذوُّق حلاوة الإيمان، ولشعورك أنَّك الوحيد في هذا العالم الذي يحدث له ذلك، فالكثيرون مثلك أخي الكريم، ولتثق أنَّها موجودةٌ لمحاولتك الاقتراب من ربِّك سبحانه، وكلَّما قاومتها ازددتَّ قرباً من ربِّك، وازداد ثوابك في الدنيا وفي الآخرة.
والفعل هو:
1- إذا خطرت لك هذه الوساوس فعليك التوقُّف وعدم الاستمرار في التفكير فيها، كما أوصانا صل الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلَق الله الخلْق، فمن خلَق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً، فليقل: آمنت بالله"رواه مسلم، فالإسلام رغم احترامه الشديد للعقل؛ لأنَّه أساس معرفة الله تعالى، وأساس العمل، والإنتاج، والإعمار للكون، فإنَّه يطلب منَّا في أحوالٍ نادرةٍ أن نوقف عقولنا عن الخوض في التفكير في أمورٍ ليس عندنا معطياتٍ لها، وإلا أتت بضررٍ أكثر من النفع، ولو كان في تفصيلها خيرٌ لنا في دنيانا أو آخرتنا لفصَّلها الله تعالى لنا، فللعقل مدى ونهايةٌ لا يتعدَّاها، كما أنَّ للبصر مدى ونهايةٌ لا يتعدَّاها.
2- الاستعانة بالله تعالى ودعاؤه، كما قال سبحانه: "وقال ربُّكم ادعونِي أستجب لكم"، ودوام ذكره، والاستعاذة به من الشيطان الذي من صفاته أنَّه خنَّاس، أي يخنس –يبتعد ويتراجع وينهزم- عن الإنسان بمجرَّد ذكره لربِّه، كما قال تعالى: "قل أعوذ بربِّ الناس، ملِك الناس، إله الناس، من شرِّ الوسواس الخنَّاس"، وأنَّ القلوب تطمئنُّ بالذكر، كما قال تعالى: "ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب".
3- الانشغال بالأعمال الصالحة بما لا يدع وقتاً للتفكير في هذه الوساوس والاستجابة لها، وبما يحقِّق الثواب العظيم إذا استُحضرت النوايا الصالحة، كالرياضة، والقراءة، والعمل، والإنتاج، والدراسة، والعلم، والهوايات، وصلة الرحم، وزيارات الجيران، والأقارب، والزملاء، والأصحاب، وخدمتهم، ودعوتهم للخير ما استطعت، وما شابه ذلك.
4- التواجد في وسطٍ صالحٍ يعين على مزيدٍ من الإيمان والعمل الصالح، كما قال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"رواه أبو داود والترمذيُّ والحاكم، وصحَّحه.
إنَّ حلاوة الإيمان التي تتكوَّن في القلب تتبع قانون الأسباب والنتائج، أي من لم يتَّخذ أسبابها لم تتكوَّن عنده، ومن اتَّخذ أسبابها تكوَّنت، ووفَّقه الله تعالى للمزيد تدريجيّا، مع الوقت، ومع تجمُّع الأسباب، وليس فوريًّا بمجرَّد اتخاذ سببٍ أو اثنين، كما قال تعالى: "إنَّ الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأَنفسهم"، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه ممَّا سواهما، وأن يحبَّ المرء لا يحبُّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَف في النار"رواه البخاريُّ ومسلم، وهذه الثلاث لا تأتي في يومٍ وليلة.
لقد اتَّخذت - بعض أسبابها كما ذكرت من حرصك على الصلاة وقراءة القرآن، ونَدلُّك على بعض أسبابٍ أخرى:
1- استحضار النوايا لكلِّ عملٍ صالحٍ تعمليه، فأنت مثلاً تتعلَّمي لتعملي؛ ولتنفعي الإسلام والمسلمين والناس جميعاً بهذا العلم والعمل والإنتاج، وأنت تأكلين لتتقوَّى على الطاعة وإعمار الكون، وهكذا في كلِّ الأعمال.
فاستحضار النوايا يجعلك دائمة الذكر لله تعالى، دائمة العمل له لا للناس، وهذا يدلُّ على أنَّ الله ورسوله هما فعلاً أحبُّ إليك ممَّا سواهما، وعندئذٍ ستشعرين بحلاوة الإيمان كما ذكر الحديث.
2- تدبُّر نِعَم الله تعالى الموجودة في نفسك –والتي لا يمكن حصرها- مع استخدامها كلِّها في طاعة الله لا في معصيته، كالسمع، والبصر، واليدين، والرجلين، إلى غير ذلك من النعم، فاستشعار أنَّ كلَّ النعم هي فضلٌ من الله وحده ولا دخل لأحدٍ فيها، مع استخدامها في طاعته ما هو إلا ترجمةٌ عمليَّةٌ من المسلم على أنَّ الله ورسوله أحبَّ إليه ممَّا سواهما، وفي مقابل اتِّخاذه لهذا السبب سيجد مع الوقت حلاوة الإيمان في قلبه.
فمثلاً استخدام نعمة البصر في العلم والعمل والإنتاج، وزيادة الإيمان، وعدم استخدامها في الحرام يورث حلاوةً في القلب، كما قال صلى الله عليه وسلم: "النظرة سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، فمن تركها خوفاً من الله، آتاه الله عزَّ وجلَّ إيماناً يجد حلاوته في قلبه"رواه الحاكم وصحَّحه، وهكذا كلُّ النِعَم إذا استُخدِمت في طاعة الله لا في معصيته.
3- التمسُّك بنظام الإسلام الشامل الكامل العادل الذي يسعد من يتَّبعه، في كلِّ شؤون حياتك: في بيتك، ومع والديك، وإخوتك، وجيرانك، وأصحابك، وزملائك، وفي أثناء دراستك وتعلُّمك، فذلك يورِّث اطمئناناً في القلب وسعادة، كما قال تعالى: "ومَن يعمل من الصالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلَنُحْيِيَنَّه حياةً طيِّبةً ولنَجْزِيَنَّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
4- دعوة من حولك لهذا الإسلام، وللعمل بنظامه، ليسعد الناس كما سعدتِّ أنتِ، وخلال دعوتك ستشعرين بحلاوة الإيمان مع الوقت، لأنَّ لنجاحك في دعوة الغير حلاوةً لا يستشعرها إلا من مارس ذلك، حلاوةً ليست من الدنيا في شيء.
أوصيك نهاية -أختي الكريمة- بأن تصبري، وتستشعري حلاوة الصبر على هذه الوساوس، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "والصبر ضياء..."جزءٌ من حديث رواه مسلم، فهو ينير القلب والعقل، وينير الطريق ذاته.
وأن تستشعري حلاوة التضرُّع إلى الله والشكوى إليه وطلب عونه، كما كان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إيذاء المشركين له في الطائف في بداية دعوتهم إلى الإسلام، والذي امتلأ حزناً، لكنَّه حزنٌ مع إصرارٍ على مواصلة الطريق، وأملٍ في تحقُّق نتائجه، قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم إليك أشكو ضعف قوَّتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت ربُّ المستضعفين، وأنت ربِّي، إلى من تكلني، إلى بعيدٍ يتجهَّمني، أم إلى عدوٍّ ملَّكته أمري، إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي، ولكنَّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تُنْزل بي غضبَك، أو يحلَّ عليَّ سخطُك، لك العُتْبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك"رواه الطبرانيّ، وحسَّنه السيوطيّ.
*هبة
•
الأدعية التي تقال بغرض التخلص من وسوسة الشيطان ؟
الجواب :
يدعو الإنسان بما يسر الله له من الدعوات: ( اللهم أعذني من الشيطان، اللهم أجرني من الشيطان، اللهم احفظني من الشيطان، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم احفظني من مكائد عدوك الشيطان ) ويكثر من ذكر الله، ويكثر من قراءة القرآن، ويتعوذ بالله عند وجود الوسوسة، فإذا عرض له الوسواس يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، حتى ولو في الصلاة، وإذا غلب عليه في الصلاة ينفث عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ من الشيطان ثلاث مرات.
فقد صح عن رسول الله صل الله عليه وسلم « أنه شكى إليه عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه ما يجده من الوساوس في الصلاة فأمره أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويستعيذ بالله من الشيطان وهو في الصلاة ففعل ذلك فأذهب الله عنه ما يجد » (1) فالحاصل أن المؤمن والمؤمنة إذا ابتليا بهذا الشيء فعليهما أن يجتهدا في سؤال الله العافية من ذلك، وأن يتعوذا بالله من الشيطان كثيرا، وأن يحرصا على مكافحته فلا يطاوعانه لا في الصلاة ولا في غيرها، فإذا توضأ يجزم أنه توضأ ولا يعيد الوضوء، وإذا صلى يجزم أنه صلى ولا يعيد الصلاة، وإذا كبر يجزم أنه كبر ولا يعيد التكبير مخالفة لعدو الله ومحاربة له.
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2203),مسند أحمد بن حنبل (4/216).
فتاوى نور على الدرب لسماحة الشيخ أبن باز ـ رحمه الله تعالى
الجواب :
يدعو الإنسان بما يسر الله له من الدعوات: ( اللهم أعذني من الشيطان، اللهم أجرني من الشيطان، اللهم احفظني من الشيطان، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم احفظني من مكائد عدوك الشيطان ) ويكثر من ذكر الله، ويكثر من قراءة القرآن، ويتعوذ بالله عند وجود الوسوسة، فإذا عرض له الوسواس يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، حتى ولو في الصلاة، وإذا غلب عليه في الصلاة ينفث عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ من الشيطان ثلاث مرات.
فقد صح عن رسول الله صل الله عليه وسلم « أنه شكى إليه عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه ما يجده من الوساوس في الصلاة فأمره أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويستعيذ بالله من الشيطان وهو في الصلاة ففعل ذلك فأذهب الله عنه ما يجد » (1) فالحاصل أن المؤمن والمؤمنة إذا ابتليا بهذا الشيء فعليهما أن يجتهدا في سؤال الله العافية من ذلك، وأن يتعوذا بالله من الشيطان كثيرا، وأن يحرصا على مكافحته فلا يطاوعانه لا في الصلاة ولا في غيرها، فإذا توضأ يجزم أنه توضأ ولا يعيد الوضوء، وإذا صلى يجزم أنه صلى ولا يعيد الصلاة، وإذا كبر يجزم أنه كبر ولا يعيد التكبير مخالفة لعدو الله ومحاربة له.
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2203),مسند أحمد بن حنبل (4/216).
فتاوى نور على الدرب لسماحة الشيخ أبن باز ـ رحمه الله تعالى
الصفحة الأخيرة