الخميس, 16 يوليو 2009
مناحي القريشي - رنية
لم تفقد والدة المفقود عبدالخالق عواد مفوز الذبياني، الغائب منذ 37 عاما، الأمل في العثور عليه بالرغم من مرور كل هذه السنوات على اختفائه، ورغم رحلة البحث الطويلة التي قادت أسرته إلى خارج المملكة، بدءا من قطر إلى البيرو، مرورا بالعديد من الدول الأخرى. إلا أنها لم تفقد الأمل بعد، فهي لازالت تنتظر خبرا سارا، يعيد إليها ابتسامة فقدتها يوم فقدت الابن، وآلت على نفسها ألا تعود إلا معه.
«المدينة» التقت أسرة الذبياني المفقود، واستمعت لمعاناتهم في رحلة البحث عن ابنهم عبر 37 عاما دون انقطاع. فكانت للقصة فصول كثيرة.
الخروج الأخير
لم تكن تتوقع والدة المفقود عبدالخالق أن يوم عرفة في حج عام 1393هـ سيكون بداية معاناتها مع فقدان ابنها، الذي كان عمره آنذاك خمس سنوات، إذ خرج أخوه الأكبر «علي» ليحضر الماء لوالديه، فتبعه عبدالخالق في خروج أخير لم يعد بعدها، ولم يعثروا له على أثر، رغم كل جهود البحث المضنية.
أحد رجال الشرطة المكلفين بخدمة الحجيج قال أنه رأى طفلا بنفس أوصاف المفقود في سيارة قطرية.
تقول الأم ذات السبعين عاما: إلى يومنا هذا مازلنا بين الحين والآخر نسمع عن وجوده في دولة قطر، وكانت إحدى المجلات قد تحدثت عن شخص قطري عثر على طفل صغير في الحج ورباه وأحسن تربيته، وأنه درس العلم الشرعي والافتاء، ولكن للأسف لم نتمكن من العثور على المجلة. وتضيف الأم: من خلال صحيفة «المدينة» ابعث هذا النداء إلى أهل القلوب الرحيمة في دولة قطر الشقيقة، وأناشدهم تزويدنا بأية معلومات توصلنا إلى الابن المفقود، كما نأمل من وسائل الإعلام هناك التفاعل مع قضيتنا أملا في العثور عليه.
أخي في «البيرو»
وفي قصة عجيبة تعرض لها سامي شقيق المفقود، أحيت الأمل من جديد في العثور على أخيه، فيقول: شاهدت في إحدى القنوات الفضائية إعلانا عن العثور على شخص سعودي في دولة البيرو في أمريكا الشمالية، وعند مشاهدته اعتقدت بأنه أخي، لأن وجهه يشهبني كثيرا، وعندها اتصلت بالقناة واخبرتهم ان الشخص المفقود قد يكون أخي، وبعد اتصالات عديدة حصلت على عنوانه ورقمه وبالتواصل مع السفارة، واتصلنا به، وطلبنا منه الحضور إلى المدينة المنورة وأرسلنا له مبالغ مالية وقيمة التذاكر حتى يحضر، وهو ما كبدنا نحو أربعين الف ريال من اجل احضاره، وعندما وصل الى المدينة لم يكن يتحدث العربية اطلاقا، فجئنا بمترجم من الجامعة الاسلامية، وبعد ان شاهدناه على الطبيعة عرفنا اننا وقعنا في خطأ، وقد أحضرنا شخصا آخر، حيث كان منقوش اسمه على صدره، وعندما أخبرناه أنه ليس أخي، فضل السفر الى دولته بعد ان اقام ثلاثة ايام في المدينة في ضيافتنا ولم يرغب في البقاء، بالرغم من انه سعودي.
أمل التلاقي
ويناشد سامي الذبياني وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وكافة الصحف العربية بث نداء انساني لعل أخيه يشاهد هذا الاعلان ويعود، خصوصا أن والده كانت امنيته ان يعثر على ولده الضائع قبل أن يموت، لكنه توفي بعد ان ظل يبحث سنوات عديدة في أرجاء العالم، فقد سافر الى العراق وكافة دول الخليج من اجل العثور على معلومات عن أخي، وبلغ به الأمر أن كان يتجول في الاسواق والمساجد والاماكن العامة، لعله يصادف وجه ابنه أو من يشبهه ليسأله عن نسبه، لعله يحصل على معلومة تمكنه من العثور على عبدالخالق الذي يبلغ عمره الآن إذا كان على قيد الحياة 37 عاما.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
مهاجرة مصرية
•
ربنا يردة سالم لهم ويفرح قلب امة ووالدة واخواتة قادر على كل شيىء
الصفحة الأخيرة