دعاء بهاء الدين - ريم سليمان - سبق - جدة: حالة من التوتر الممزوج بخليط غريب من القلق والخوف والتردد.. تلك كانت حالتنا ونحن نقترب من بوابة ما يمكن أن نطلق عليها أول "عيادة" للعلاج بالقرآن؛ ففجأة استرجعنا مشاهد (إغماءات، صراخ وضرب)، وغيرها مما تحفظه ذاكرتنا من الإعلام المرئي. تلك أول مرة ندخل فيها مكاناً كهذا، بيد أننا نعترف بأن الأمر اختلف كثيراً. ولمحت عينانا وبكل دقة محتويات الغرفة المكوَّنة من صحن كبير فيه ماء زمزم وإبريق به زيت الزيتون، ولا صوت يعلو على آيات القرآن.
في السطور الآتية ستحاول "سبق" أن تُطلعكم على حصاد جولتها في هذه العيادة؛ فإلى التفاصيل:
قصة الجن العاشق
امرأة جميلة لكنها حزينة وبائسة، علامات الإرهاق والتعب تبدو عليها رغم أنها في ريعان شبابها، اقتربتُ منها وسألتها، ماذا بك؟ فضلت الصمت وسكتت واكتفت بقولها "ادعي لي ربي أن يفك عني الكرب".
بيد أنها أثارت فضولي؛ فسألت صاحب العيادة الشيخ عدنان محجوب الهاشمي عن هذه الحالة، الذي فاجأني بقوله إنها تعاني من "جن عاشق"، لا يريد أن يخرج منها منذ أكثر من سنة، وعندما قرأتُ القرآن عليها بدأت إحدى بناتها في الصراخ والبكاء من شدة الألم؛ فأخذت أقرأ عليها وأغسلها بماء زمزم المُقرَأ عليه، وأنفخ فيه حتى تحسنت يوماً بعد يوم مع الرقية، بيد أن المرأة بدأت ترتجف هي الأخرى، وبدأت بالقراءة عليها يوماً بعد يوم حتى تحسنت بعض الشيء.
وقال: "أجريتُ زيارات عدة لها للتأكد من أنها شُفيت، لكني فوجئت بأن عليها سحراً؛ عندما قرأت عليها آيات السحر أخذت ترتجف وتبكي؛ فعرفت أن عليها جناً عاشقاً لا يريد تركها، وهو الذي يعذبها. وسألتها هل تحلمين عند النوم بوجود شخص يريد أن يقيم علاقة زوجية معك؟ قالت نعم، وبصفة مستمرة. وقتها تأكدت شكوكي، وبدأت بقراءة آيات معينة، وبدأ الجن في التكلم والصراخ وطلب السكوت؛ فهو لا يريد سماع القرآن، وعندما طلبت منه أن يخرج منها رفض وقال لي إنه يعشقها ويعشق جسدها ولن يتركها طالما بقيت حية، فقلت له سوف أحرقك بالقرآن، قال احرقني ولن أخرج أبداً".
وأقر الشيخ محجوب بأنه لم يتوصل لعلاج حتى الآن. مشيراً إلى أن هذه الحالة تحديداً طلب من صاحبتها الذهاب لمن هو أكثر خبرة منه.
زوجها الأول سحرها حتى لا تُنجب
قصة أخرى سردها لـ" لسبق" زوج إحدى المترددات على عيادة الرقية الشرعية، وهي عن معاناة زوجته قائلاً: "زوجتي ظلّت تعاني آلاماً مبرحة في الظهر لمدة تزيد على عشر سنوات. ذهبنا إلى مستشفيات عسكرية وخاصة، وكان التشخيص متفاوتاً بين انزلاق والتهابات في فقرات الظهر".
وأضاف: "ظلت زوجتي تتناول الأدوية طيلة خمسة عشر عاماً ما بين المسكنات والحُقَن، ولم تهدأ آلامها بل أُصيبت بالأنيميا، واقترح علينا أحد الأطباء العلاج الطبيعي وإجراء تخسيس لزوجتي لمدة ثلاثة أشهر، وقد نتج من العلاج الطبيعي زيادة في وزن زوجتي، وقد خشي الطبيب المعالج إجراء جراحة خوفاً من فشلها".
وزاد: "حملت زوجتي، ومع بداية الشهر الخامس تضاعفت آلامها، حينها ذهبنا لأحد المشايخ في مكة، وأخبرني بأن زوجتي بها عَيْن أو حسد في منطقة الظهر، وعلمت من أحد أقاربي أن هناك شيخاً راقياً في منطقتنا عالج الكثير من الأمراض بالرقية الشرعية؛ على الفور اتجهت له، وأخبرني بأن الحسد والعَيْن مقترنان بالإنجاب عند زوجتي، وعلمت منه اسم المرأة التي حسدت زوجتي، وبعدها قرأ الشيخ على زوجتي القرآن، وأعطاها ماء زمزم، وطلب منها أن تأتي بأي أثر من المرأة التي حسدتها، وبالفعل دعت زوجتي صديقاتها لمناسبة في المنزل، وبعد الاحتفال غسلت زوجتي أكواب العصير بماء زمزم، ثم ذهبنا بمياه الغسيل للشيخ فقرأ عليها قرآناً وحصنها بدعاء فكَّ العين والحسد، ثم شربت زوجتي المياه وطاحت على الأرض فاقدة للوعي، ثم ظلت بعد الاغتسال بالمياه لمدة 60 دقيقة بلا حركة، واستيقظت قائلة لي: شعرت بشيء يخرج من ظهري، أرجلي وعيوني، بعدها شُفيتْ زوجتي بفضل الله ثم بفضل رقية الشيخ الفاضل".
واستكمل حديثه قائلاً: "علمت بعد ذلك أن زوجتي مسحورة من زوجها الأول؛ ما أثّر في حملها؛ فأُجهضت أكثر من مرة، ثم بفضل الرقية الشرعية ثبت حملها، وما زلنا نذهب للشيخ ليفك عنها السحر، والحمد لله ذهب عنها بنسبة 60 في المائة، وما زلنا ندعو الله بالشفاء التام".
الله يكفينااا يارب وتشفى جميع مرضى المسلمين