ستعداد اً للطاعة حبيت اذكركم بفضل العشر من ذو الحجة؟؟

ملتقى الإيمان

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد ..
فإن من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح
ومن هذه المواسم .. عشر ذي الحجة

فضـلها :

وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها

1- قال تعالى { والفجر * وليالٍ عشر } قال ابن كثير رحمه الله : "المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم " .

2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما العمل في أيام أفضل في هذه العشرة ، قالوا : ولا الجهاد ، قال : ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشئ »

3- قال تعالى : { ويذكروا اسم الله في أيام ٍ معلومات } قال ابن عباس وابن كثير يعني : "أيام العشر"

4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « مامن أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد » .

5- كان سعيد بن جبير - رحمه الله - إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه ،

6- قال ابن حجر في الفتح : والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة ، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره

ما يستحب في هذه الأيام :

1- الصلاة : يستحب التبكير إلى الفرائض ، والإكثار من النوافل فإنها من أفضل القربات .
روى ثوبان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة » - وهذا في كل وقت

2- الصيام : لدخوله في الأعمال الصالحة ، فعن هنبدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر - وقال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً

3- التكبير والتهليل والتحميد : لما ورد في حديث ابن عمر السابق : « فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد » وقال الإمام البخاري - رحمه الله : كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، وقال أيضا : وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً .
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام ، وخلف الصلوات وعلى فراشه ، وفي فسطاطه ، ومجلسه ، وممشاه تلك الأيام جميعا ، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين ..

وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان ، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح ..

صيغة التكبير :

ورد فيها عدة صيغ مروية عن الصحابة والتابعين منها:

- الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا .
- الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، والله أكبر ، ولله الحمد .
- الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .4- صيام يوم عرفة :
يتأكد صوم يوم عرفة ، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم يوم عرفة : « أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده »
لكن من كان في عرفة حاجاً -فإنه لا يستحب له الصوم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً .

5- فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين، وعن جلالة شأنه وعظم فضله الجم الغفير من المؤمنين، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم رحمه الله: "خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر" كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر". ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؟ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم تباهي ملائكته بأهل الموقف، والصواب القول الأول؟ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء. وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجا كان أم مقيما على إدراك فضله وانتهاز فرصته.

بماذا تستقبل مواسم الخير؟
1- حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه،" وتحجب قلبه عن مولاه".
2- كذلك تستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله عز وجل، فمن صدق الله صدقه الله: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) العنكبوت: 69.
فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم. وفقني الله وإياك لاغتنام مواسم الخير، ونسأله أن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته.
بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها
الأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له، والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:
الأول :أن يضحي عنهم تبعا للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته، وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي صلى الله عليه وسلم عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.
الثانى: أن يضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذا لها وأصل هذا قوله تعالى (( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم ))البقرة: 181. الثالث: أن يضحي عن الأموات تبرعا مستقلين عن الأحياء، فهذه جائزة. وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياسا على الصدقة عنه، ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية من السنة؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضح عن أحد من أمواته بخصوصه، فلم يضح عن عمه حمزة، وهو من أعز أقاربه عنده، ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته، وهن ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة، وهي من أحب نسائه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحدا منهم ضحى عن أحد من أمواته.
ونرى آيضا من الخطأ ما يفعله بعض الناس، يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها (أضحية الحفرة)، ويعتقدون أنه لا يجوز آن يشرك في ثوابها أحد، أو يضخون عن أمواتهم تبرعا أو بمقتضى وصاياهم، ولا يضخون عن أنفسهم .. وأهليهم، ولو علموا أن الرجل إذا ضحى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لما عدلوا عنه إلى عملهم ذلك.
فيما يجتنبه من أراد الأضحية
إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوما فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره " رواه أحمد ومسلم، وفي لفظ: "فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا حتى يضحي " وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.
والحكمة في هذا النهي أن المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه، وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.
وهذا الحكم خاص بمن يضحي، أما المضحى عنه فلا يتعلق به، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وأراد أحدكم أن يضحي... " ولم يقل: أو يضحى عنه؟ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن أهل بيته، ولم ينقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.
وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئا من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى و يعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام.
وإذا أخذ شيئا من ذلك ناسيا أو جاهلا أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه.
أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك
أخي الحبيب : نحييك بتحية الإسلام ونقول لك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئك مقدما بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك: تقبل الله منا ومنك، ونرجو أن تقبل منا هذه الرسالة التي نسأل الله عز وجل أن تكون نافعة لك ولجميع المسلمين في كل مكان.
أخي المسلم : الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا، والشر كلى الشر في مخالفة هدي نبينا صلى الله عليه وسلم لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور التي يستحب فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة
وقد أوجزناها لك في نقاط هي:
التكبير : يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: ((واذكروا الله في أيام معدودات )). وصفته أن تقول: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) و جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلانا بتعظيم الله وإظهارا لعبادته وشكره.
ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى عليه وسلم : "من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح " رواه البخاري ومسلم،. ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل أيام التشريق ذبح ". انظر: السلسلة الصحيحة برقم 2476.
الاغتسال والتطيب للرجال. ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.
الأكل من الأضحية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته. زاد المعاد 1/ 441.
الذهاب إلى مصلى العيد ما شيا أن تيسر والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم .
الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة؟ لقوله تعالى: (( فصل لربك وانحر)) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزل الحيض المصلى.
مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .
التهنئة بالعيد : لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها:
التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.
اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم، وغير ذلك من المنكرات.
أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يضحي من أراد الأضحية لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه لقول الله تعالى(( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) الأنعام: 141.
وختاما: لا تنسوا أخواني وأخواتي أن تحرصوا على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.
نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام- أيام عشر ذي الحجة- عملا صالحا خالصا لوجهه الكريم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن
11
791

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جوري الرومنسيه
بسم الله الرحمن الرحيم


فضل عشر من ذي الحجة



من مواسم الطاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة
التي فضلها الله تعالى على سائر أيام العام،
فعن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟!! قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء"
أخرجه البخاري 2/457.


وعنه أيضا رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما من عمل أزكى عند الله عز وجل،
ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى"
قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:
"ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"
رواه الدارمي 1/357
وإسناده حسن كما في الإرواء
3/398.


فهذه النصوص وغيرها تدل على أن هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة
من غير استثناء شيء منها،
حتى العشر الأواخر من رمضان.
ولكن ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،
وبهذا يجتمع شمل الأدلة.
انظر تفسير ابن كثير 5/412.


وفضيلة هذه العشر جاءت من أمور كثيرة منها:


1- أن الله تعالى أقسم بها:
والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه،
قال تعالى: (والفجر وليال عشر)
قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: إنها عشر ذي الحجة. قال ابن كثير: "
وهو الصحيح"
تفسير ابن كثير8/413.


2- أن النبي صلى الله عليه وسلم
شهد بأنها أفضل أيام الدنيا
كما تقدم في الحديث الصحيح.


3- أنه حث فيها على العمل الصالح:
لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار، وشرف المكان أيضا وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام.


4- أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد".
أخرجه أحمد 7/224 وصحّح
إسناده أحمد شاكر.


5- أن فيها يوم عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين وصيامه يكفّر آثام سنتين،
وفي العشر أيضا يوم النحر
الذي هو أعظم أيام السنة على الإطلاق
وهو يوم الحج الأكبر الذي يجتمع فيه من الطاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره.


6- أن فيها الأضحية والحج.


في وظائف عشر ذي الحجة:
إن إدراك هذا العشر نعمة عظيمة
من نعم الله تعالى على العبد،
يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون.
وواجب المسلم استشعار هذه النعمة،
واغتنام هذه الفرصة،
وذلك بأن يخص هذا العشر بمزيد من العناية،
وأن يجاهد نفسه بالطاعة.
وإن من فضل الله تعالى
على عباده كثرة طرق الخيرات،
وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم
ويبقى ملازماً لعبادة مولاه.


فمن الأعمال الفاضلة
التي ينبغي للمسلم
أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة:


1- الصيام:
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر،
والصيام من أفضل الأعمال.
وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه
كما في الحديث القدسي:
"قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" أخرجه البخاري 1805.


وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
يصوم تسع ذي الحجة.
فعن هنيدة بن خالد عن امرأته
عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة
ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.
أول اثنين من الشهر وخميسين"
أخرجه النسائي 4/205
وأبو داود وصححه الألباني
في صحيح أبي داود 2/462.


2- التكبير:
فيسن التكبير والتحميد
والتهليل والتسبيح أيام العشر.
والجهر بذلك في المساجد
والمنازل والطرقات
وكل موضع يجوز فيه ذكر الله
إظهارا للعبادة، وإعلانا بتعظيم الله تعالى.
ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة.


قال الله تعالى:
(ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)
(الحج: 28 }
والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر
لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما:
(الأيام المعلومات: أيام العشر)،
وصفة التكبير: الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، وهناك صفات أخرى.


والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل،
فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيرا للغافلين،
وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما
كانا يخرجان إلى السوق
أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما،
والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر
كل واحد بمفرده
وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع.


إن إحياء ما اندثر من السنن
أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه
قوله صلى الله عليه وسلم:
(من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا)
أخرجه الترمذي
7/443
وهو حديث حسن لشواهده.


3- أداء الحج والعمرة:
إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر
حج بيت الله الحرم،
فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب
-إن شاء الله-
من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج:
(المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).


4- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما:
لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى
وهذا يستلزم عِظَم ثوابه عند الله تعالى.
فمن لم يمكنه الحجّ فعليه
أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة
بطاعة الله تعالى من
الصلاة وقراءة القرآن
والذكر والدعاء والصدقة
وبر الوالدين وصلة الأرحام
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة.


5- الأضحية:
ومن الأعمال الصالحة
في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى.


6- التوبة النصوح:
ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب.
والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى
وترك ما يكرهه الله ظاهرا وباطنا ندما على ما مضى،
وتركا في الحال،
وعزما على ألا يعود والاستقامة
على الحق بفعل ما يحبه الله تعالى.


والواجب على المسلم
إذا تلبس بمعصية
أن يبادر إلى التوبة حالا بدون تمهل لأنه:


أولا: لا يدري في أي لحظة يموت.


ثانيا: لأن السيئات تجر أخواتها.


وللتوبة في الأزمنة الفاضلة
شأن عظيم؛ لأن الغالب إقبال النفوس
على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل
الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى.
وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان،
فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح
مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة
فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله. قال تعالى:
(فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين) (القصص:67).


فليحرص المسلم على مواسم الخير فإنها سريعة الانقضاء، وليقدم لنفسه عملا صالحا يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه:
*مى21*
*مى21*
جزاك الله خير
شموخ ألإيمان
شموخ ألإيمان
الله يكتب لكم الاجر
ناريمان باشا
ناريمان باشا
جزاك الله خير