ستعود القدس ....والنصر آت آت

لكم عانت فلسطين الجبيبة رزءا، أضاعت من أرضها جزءا، وكم رثت من صلبها أبناءا،كل هذا و العرب في لهو و عبث: فما عساي أفعل و أنا الصغيرة الضعيفة كحبة الرمل تسوقها الزوبعة الهوجاء حيث تشاء، و لكن فكري مستقل منفصل، و أبى لساني إلا أن ينطق بهاته العبارات البسيطة نقلها من الوجدان حرى أن أكفر عن تقصيري:

من لوعة حزني و ألمي ذا قلمي مرتجف و الدمع من عيني ينسكب، مالي أرى ما أرى بل أين الورى ؟أين ذوو الحسب و النسب أين العرب؟، أأرخى الليل سدوله هناك؟ بل وهل بزغ الفجر هنا و قطع بيننا الدرب؟
أنحن ملوك نحيا عزا وهم نفر رضوا بقدر الله رضا وما نحبوا؟
أمعاشر الأتراب خير ما نحن فيه وهم يشهد عليهم الصخر في ساحة الوغى وما انسحبوا، جبلوا على حب المهد و انتزعوه نصرا مبجلا قادوه و عنه ماتغيبوا، عاشوا مواقع الذل و ما ضعفوا و ما استكانوا للجلل وما تعبوا.
الله أكبر تملأ الدنا فاعلم أنه قد كان عمرا و اليوم بر به الجنان ترحب، الله أكبر بالصوت الندي تتلى فتثور لسماعها الشجون و يبكي لوقعها الخلب، بكاء لا لأسى و لا لفجع و إنما سرورا لما كان و قد توثق السبب.
فاعلم أنني ما ألمت لهذا وإنما كان حزي على آل الإسلام لما تغربوا، ترميهم المكائد رماحا في صدورهم، و هل يسلم الرجل إذا أصابته القضب.
فيا زمان العزة عد و جد بأمة بناؤها التوحد و التوحيد فيها القلب وعمادها مع الله الأدب.
ستعود لنا القدس درة في عقد الحسناء، وتعود لنا القدس دارا فترقبوا، في يمينها راية الإسلام ترفرف و تنادينا بشوق وحنين أن اقتربوا: "قد كنت أسيرة، جريحة الفؤاد و الأعضاء، مغللة مقيدةبالسلاسل و الأغلال، محاصرة و اليوم أنا كالبلبل الطليق حرة، فهل لي ببني فهل هو مني أقرب؟ أدعوكم للسجود في صرحه صلاة فأجيبوا و سبحوا من جل جلاله و جعل الأحوال تتقلب.فالحمد لله الذي أجاب دعاء مرفوعا إلى السما فله الشكر الأوجب، و الصلاة على من صلى ليلة الإسراء فيه إماما بالنبيين فعليك مني السلام ياطيب"