بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سكرة الموت...ثم حمل على الاكتاف......ثم تبدأ رحلة الحساب
الى كل كاتب وكاتبه ... إنني أخاطب عقلك السليم ، وقلبك الطيب حتى تقرر الآن و تنطلق بلا تكاسل إلى الدرب اللائق بشاب مسلم وشابه مسلمه مثلك . العمر يمضي ، والشهوات تنقضي ، ولا يبقي إلا الحسرة والألم في الدنيا، و الإثم والعقاب في الآخرة...
قد تجد أن ما تكتبه في اللحظه الاولى مباح ولكن اتمنى منك أن تقف وتتأمل كل ما تكتب كلمه كلمه وهل حقا يرضي الله ورسوله ام لا...ان كان لديك شك بسيط بأنه قد يغضب الخالق فيجب ان تقف وقفة مراجعه لأن ما تكتبه يقرأه العديد والعديد من رواد هذه الشبكه.
( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ *وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ*وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
ما زلنا وما زال كثير منا يقرأ هذه الآيات مجرد قراءه!!! فهل لا زلنا ننتظر أن تشهد علينا جوارحنا يو القيامة؟؟؟
لنتكلـم في مايرضي الله تعالى ، لنُلقي الكلمات النافعة ونحوها ولـنـبدأ في كثرة الاستـغـفـار .. حتى لاتشهد علينا ألسنتنا ..
كل منا عليه أن يتقِ الله في كتابته فلا يكتب إلا ما يرضي الله ومايوافق شرع الله ودينه والحرص على (( الذوق والأدب العام )) للمجتمع وأن يجعل نصب عينيه قوله تعالى (( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))،و قوله تعالى : (( حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ))
( كل نفس ذائقة الموت )
إنها بداية الرحلة إلى الدار الآخرة.... إنها بداية عظيمة.... إذا ضعف جنانك وكثرت خطوبك إذا عرضت عليك عند كشف الغطاء ذنوبك فتخيل نفسك طريحاً بين أهلك وقد وقعت في الحسرة وجفتك العبرة وثقل منك اللسان واشتدت بك الأحزان وعلا صراخ الأهل والإخوان ويدعى لك الأطباء ويجمع لك الدواء فلا يزيدك ذلك إلا هما وبلاء
الليلةُ الأولى في القبر
يومَ يوضعُ الإنسانَ فريداً وحيداً مملقاً إلا من العمل، لا زوج ولا أطفال ولا أنيس:
(ثم ردو إلى اللهِ مولاهم الحق، ألا لهُ الحكمُ وهو أسرع الحاسبين).
أولُ ليلةٍ في القبر بكا منها العلماء، وشكا منها الحكماء، ورثا إليها الشعراء، وصنفت فيها المصنفات.
(حتى إذا جاء أحدهم الموتُ قال ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا في ماتركت، كلا إنها كلمة هو قائلها، ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
الموتُ لا يستأذنُ شاباً ولا غنياً ولا فقيراً ولا أميراً ولا ملكاً ولا وزيراً ولا سلطانا، الموتُ يقصمُ الظهور ويخرجُ الناسَ الدور وينزلهم من القصور ويسكنهم القبور بلا استئذان.
لنقدمَ لنا ما يؤنسُنا في القبر يوم ننقطعُ عن الأهل المال الولد والأصحاب.
نقول لمن نسيَ اللهَ و أوامرَ الله وانتهكَ حدودَ الله.
نقولُ له هل تذكرتَ يا أخي أولُ ليلةٍ في القبر ؟
ولدتك أمك باكيا مستصرخا…….والناس حولك يضحكون سرورا
فأعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا…….في يوم موتك ضاحكا مسرورا
يفرش قبر المؤمن من الجنة ويلبس من الجنة ويفتح له باب اليها فيجد من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مد البصر ويأتيه عمله على هيئة رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح يبشره بما يسره ، ويرى منزله من النار لو عصى الله .
والعبد الكافر أو الفاجر يفرش له من النار ويفتح له باب اليها فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه عمله على هيئة رجل قبيح الوجه والثياب منتن الريح يبشره بالسوء ، ويقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة ( مطرقة كبيرة ) لو ضرب بها جبل لكان تراباً .
واما يوم الحشر فمن هوله يتعلق الجنين بأمه من الخوف
وإذا الجنين بأمه متعلقٌ**خوف الحساب وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف لهوله**كيف المقيم على الذنوب دهور
وأما النار
مهما وصفت ، فلن يبلغ العقل معرفة اتساعها ..إنها محرقة هائلة..دركات بعضها فوق بعض..
تُلقى فيها النجوم والشموس كما تلقى الأحجار الصغيرة في البئر العظيمة..
حرها شديد ..وقعرها بعيد ..يهوي الحجر فيها سبعين عاماً لايبلغ قعرها ..فيها جبال من نار ، وكهوف ، وتهاويل ..فيها أنهار من قيح وصديد ..فيها حياتٌ كأمثال أعناق البخت ، وعقاربٌ كأمثال البغال يسري سمها في أجسام أهل النار يعمل عمل النار أو أشد من ذلك..
فيا ويل من هذا حاله ..ويا خيبة من هذا مآله ..
إنها دار الخزي والبوار ..
خلقها الله لعصاة الجن والإنس وبهما تمتلئ .. قال الجبَّار :{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } ..أُمرنا بالتعوذ منها صباح مساء ، وفي أدبار الصلوات فإنها بئس المثوى وبئس القرار..
ليس لأهلها فيها إلاَّ التوبيخ والتقريع والذل والهوان ..
قال الله { وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ، إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ ، تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ، قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ، وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ، فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ }..
أين أصحاب العقول ليسمعوا ويتفكروا..... حين قضي الله بين العباد ، وحكم على عبد من عباده بالنار بعد أن قرره بذنوبه وآثامه ، ثم نادى الجبار :
يا ملائكتي خذوه ، ومن عذابي أذيقوه ، فلقد اشتدَّ غضبي على من قلَّ حياؤه معي ، فيقول سبحانه { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ، ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } ..
أما الجنه ونعيمها فالحديث عنها يطول
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام, قال تعالى
)أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر( واقرؤوا إن شئتم:
)فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون( (البخاري ومسلم)
هل عرفت نعيم الجنة
لقد عرفنا الله الجنة.. ترغيباً فيها.. وبين لنا بعضاً من نعيمها وأخفى عنا بعضاً, زيادة في الترغيب والتشويق. لذلك فإن نعيم الجنة مهما وصف, لا تدركه العقول لأن فيها من الخير مالا يخطر على بال ولا يعرفه أحد بحال. فهل عرفت الجنة؟!
إنها دار خلود وبقاء.. لا فيها بأس ولا شقاء, ولا أحزان ولا بكاء.. لا تنقضي لذاتها ولا تنتهي مسراتها.. كل ما فيها يذهل العقل ويسحر الفكر.. ويسكر الرشد.. ويصرع اللب..
هي نور يتلألأ, وريحانة تهتز.وقصر مشيد ونهر مطرد..وفاكهة نضيجة.. وزوجة حسناء جميلة.. وحلل كثيرة في مقام أبداً, في حبرة ونضرة,في دور عالية سليمة بهية تتراءى لأهلها كما يتراءى الكوكب الدري الغائر في الأفق.
بناء الجنة وتربتها
في الجنة من سحر المساكن وجمال القصور وتعالي الغرف وتلألؤ الخيام,ما تقر به العين وتسكن إليه النفس وكيف لا وخيامها من لؤلؤ, وقصورها من ذهب وفيها من فاخر الأثاث وكواعب النساء وطيب الشراب ولذيذ الطعام مالا يخطر على بال.
غرف الجنة: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :"إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغائر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم, قالوا: يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال: بلى, والذي نفسي بيده: رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين" (البخاري ومسلم)
فتأمل أخي الكريم: في مكان هذه الغرف.. إنها كالكواكب في علوها وتلألئها.. وانسيابها في الفضاء, نعم إنها عالية شامخة.. أعدها الله للمؤمنين لما استعلوا عن الكفر والفجور والفسق.. لما خضعوا لله في الدنيا بفعل الأوامر وترك النواهي, رفع الله قدرهم وأسكنهم في تلك الغرف المتعالية. واقرأ إن شئت- أخي الكريم- قول الله جل وعلا:) لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية(
خيام الجنة: والجنة مساكن تتلألأ.. فكما أن غرفها كالكواكب الغائرة, فكذلك خيامها لآلئ مجوفة.. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً, للمؤمن فيها أهلون, يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً" (البخاري و مسلم) ، إنها لؤلؤة واحدة طولها ستون ميلاً. فتأمل أخي: وانظر كيف سيكون إعجابك بها حين تدخلها.. وكيف تكون نشوتك وسعادتك وأنت ساكنها وحولك الحور العين تستأنس بهن وتسمع غناءهن ولحنهن الأخاذ
قصور الجنة: أما قصور الجنة فهي من ذهب ولؤلؤ وزبرجد وفضة.. فلا يعلم حسنها وبهاءها إلا الذي خلقها وبناها سبحانه وتعالى
تربة الجنة: أما تراب الجنة فهو المسك والزعفران والدرمكة البيضاء (الدقيق الحواري الخالص البياض). فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلاملابن صياد: " ما تربة الجنة؟ قال: درمكة بيضاء مسك يا أبا القاسم, قال: صدقت" (رواه مسلم)
عيون وأنهار الجنة
ولما كانت النفس البشرية تألف المياه والبساتين والأشجار وتسكن إليها فقد زين الله جل وعلا الجنة, وألبسها من بهاء الأشجار وعلوها وبركة الثمار ونموها وجريان الأنهار وسيولها وعذوبة العيون في أركانها,ما تقر به أعين عباد الله الصالحين.
عيون الجنة: قال تعالى:) إن المتقين في جنات وعيون( ، وقال سبحانه: ) إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا_عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً ،
قال تعالى:) ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلا _عيناً فيها تسمى سلسبيلا (
وقال سبحانه:)إن المتقين في جنات وعيون _ادخلوها بسلام آمنين(
وفي الجنة عينان: الأولى: عين الكافور: قال تعالى:) إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا _عينا ًيشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً( وهذه العين يشرب منها المقربون الماء الخالص.وأما الأبرار فيشربونه ممزوجاً.
الثانية: عين التسنيم: قال تعالى:) إن الأبرار لفي نعيم _ على الأرائك ينظرون _ تعرف في وجوههم نضرة النعيم _يسقون من رحيق مختوم_ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون_ ومزاجه من تسنيم_عينا ًيشرب بها المقربون(
أنهار الجنة: وبين تلك القصور الذهبية, والخيام البهية تجري أنهار عذبة لذة.. أعدها الله للمؤمنين ونوَّع أجناسها وشرابها, فمنها الماء ومنها العسل ومنها الخمر ومنها اللبن. قال تعالى:) مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى(
تأمل في هذه الأنهار وما أودع الله فيها من خيرات لم تجر العادة بمثلها في الدنيا. وتأمل فيها وهي تجري في الجنة من غير أخدود, تحت القصور والمنازل والغرف وتحت الأشجار, قال تعالى:
) جنات تجري من تحتها الأنهار(
أشجار- ثمار- الجنة
ومن نعيم الجنة الخالد, كثرة الأشجار, ووفرة طيب الثمار, وغرائب الأطيار, فأشجارها لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها ، من كثرة أغصانها وطول عمودها وانسياب أركانها وأعوادها, ولقد أودع الله فيها من جمال الشكل وحسن المنظر وبهاء اللون ورونق المظهر وامتداد الظل وطيب الثمار مالا يخطر على بال ولا رأته عين ولا سمعته أذن.
قال عز وجل : ) وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين _في سدر مخضود _وطلح منضود _وظل ممدود _وماء مسكوب _ وفاكهة كثيرة ( .
فسدر الجنة مخضود ،منزوع الشوك ، و طلحها منضود معد للتناول دون كد أو عناء .
فأي نعيم بعد هذا النعيم .. وأي تجارة رابحة بعد هذه التجارة .
وقال تعالى :)وفاكهة مما يتخيرون ( وقال جل وعلا : )إن المتقين في ظلال وعيون _وفواكه مما يشتهون( ، إنها فواكه كثيرة طيبة لا تنقطع, فأشجارها دائمة العطاء وافرة الخضرة , ممتدة الظلال في كل حال . قد تشابهت أشكال ثمارها, بيد أن كنهها ومذاقها يختلف. وهذا من لطائف نضجها وعجائب قدرة الله في إبداعها, قال تعالى:) كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ( ومن تلك الأشجار ما إن ظلها ليسير فيه الراكب مائة عام وما يقطعه. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :"إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها" ( البخاري و مسلم ) ، وقال تعالى:) وظل ممدود( ومن تلك الأشجار سدرة المنتهى: قال تعالى:) ولقد رآه نزلة أخرى_ عند سدرة المنتهى( قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث الإسراء :"ثم انطلق بي-أي: جبريل- حتى انتهى إلى سدرة المنتهى ونبقها فلال هجر, وورقها مثل آذان الفيلة, تكاد الورقة تغطي هذه الأمة فغشيها ألوان لا أدري ما هي, ثم أدخلت الجنة, فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك" ( صحيح الجامع و الحديث في الصحيحين )
ومن تلك الأشجار ما يخرج منها ثياب أهل الجنة قال رسول الله رسول الله عليه الصلاة والسلام :"طوبى شجرة في الجنة,مسيرة مائة عام, ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها" (السلسلة الصحيحة ) ومما يزيد أشجار الجنة بهاء وجمالاً, أن سيقانها من الذهب قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:"ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب" ( صحيح الجامع ) ، الله أكبر.. ما ألذ ثمارها وما أبهى أشجارها فطوبى لمن أحسن غراسها,في الدنيا بذكر الله وتهليله تسبيحه وحمده وتكبيره.
نساء الجنة
أما نساء الجنة فأعظم بجمالهن,فإنهن محورات العيون ملألآت الخدود,تكسوهن النضرة, ويملؤهن الجمال,أخاذات بنظراتهن, ساحرات بحسنهن, قاصرات بطرفهن.
قال تعالى:)وحور عين_ كأمثال اللؤلؤ المكنون( وقال سبحانه:) كأنهن الياقوت والمرجان( وقال تعالى:) كأنهن بيض مكنون( قد تمازج بياض عيونهن بالسواد, وبياض أبدانهن بالنعومة, وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام :"لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً أي(المشرق والمغرب) ولأضاءت ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها" .
ونساء الجنة كلهن أبكار لم يمسهن أحد من الإنس أو الجن قال تعالى:) إنا أنشأناهن *****_ فجعلناهن أبكاراً _عرباً أتراباً ( و(عرباً) جمع عروب وهن المتحببات إلى أزواجهن, وقال أبو عبيدة : العروب: الحسنة التبعل أي التي تحسن مواقعتها و ملاطفتها لزوجها عند الجماع وقال المبرد هي العاشقة لزوجها.
أخلاقهن: أما أخلاقهن فإنها رفيعة عالية, جمعت طلاوة الحياء والحشمة وحلاوة التودد والبسمة وقصر الطرف وحسن الإقبال وجمال الوجه ولطافة الإهلال. قال تعالى:
) فيهن خيرات حسان( فالخيرات جمع خيرة وحسان جمع حسنة, فهن خيرات الصفات والأخلاق والشيم, حسان الوجوه. وقال تعالى : ) حور مقصورات في الخيام( فهن محبوسات على أزواجهن لا يرين غيرهم في الخيام, ولا يردن غيرهم ولا يطمعن إلى من سواهم, بما وهبهن الله من صدق العشرة وصفاء الحب والمودة والإخلاص لأزواجهن. وقال تعالى:) وعندهم قاصرات الطرف عين( والطرف بتسكين الراء هو البصر. أي أنهن يقصرن أبصارهن على أزواجهن إعجاباً بهم وحباً.
أما نساء الدنيا فيكفي ما قالت عنهن عائشة رضي الله عنها حبيبة الحبيب التي طهَّرها الله وزكَّاها وأظهر براءتها من فوق سبع سماوات ..
تقول رضي الله عنها وأرضاها : إن الحور العين إذا قلنَ نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له ...
تقول رضي الله عنها إنَّ الحور العين إذا قلنَ هذه المقالة أجبنهنّ المؤمنات من نساء الدنيا :
نحن المصليات وما صليتن ..
ونحن الصائمات وما صمتن ..
ونحن المتوضئات وما توضئتن ..
ونحن المتصدقات وما تصدقتن ..
قالت عائشة : فغلبنهن _ أي نساء الدنيا المؤمنات غلبن الحور العين -..
فأنت أكرم عند الله من الحور العين..
وأنت أجمل منهن ..
ولولا حياء المرأة لوصف الله ما أعد لهن في الجنان..
فشمري يا أمة الرحمن .. فشمري يا أمة الرحمن ..
فإن الله قال ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ﴾ ..
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اختكم(حمامة المدينه)
(حمامة المدينه) @hmam_almdynh_2
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ااااااااااااااامين يارب العالمين
انا وانتي ووالدينا وجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات
انا وانتي ووالدينا وجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات
الصفحة الأخيرة
موتى المسلمين يارب العالمين ...آآآآآآآمين