ذو رأي

ذو رأي @tho_ray

عضوة جديدة

سنة أولى مدرسة (1)

الملتقى العام

سنوات من الأحلام الجميلة تمضي والوالدان يترقبان هذا اليوم المنتظر، الذي طال إليه شوقهما!
ونسجت الأماني والآمال.. وامتدت من "سنة أولى مدرسة" إلى سنة التخرج من الجامعة؛ شاباً متفوقاً مؤهلاً لوظيفة مرموقة يؤتمن عليها بما حصّله من علم ودراسة؛ فيكون لبنة في صرح الأمة ونهضتها. أو فتاة نافعة لمجتمعها وأمتها في ميدان يناسب أنوثتها وبيتها الجديد المنتظر وتمسكها بدينها وأخلاقها.
وتبقى السنة الدراسية الأولى منطلقاً مهماً وقاعدة أساسية لأحلام المستقبل المشرق، من البيت يمهّد لها ويغرس في نفوس الأطفال حب العلم والدراسة والاجتهاد والتفوق، ويخطو الوالدان خطوات وئيدة في التلقين وتنمية حواس التعلم لدى صغارهما، وتحبيبهم وترغيبهم في المدرسة، بزيّها الجميل، ومقاعدها المرتبة، والحقيبة والدفاتر والأقلام... إلى غيرها من عناصر الجذب والتشويق التي تجعل هذه القلوب الرائعة البريئة تشتاق إلى "سنة أولى مدرسة"!
كما يحرص الوالدان على بدء تعليم الأطفال مبادئ الحروف والأرقام ونحوها من الوسائل التعليمية المتوفرة في المكتبات بأشكال جميلة؛ يلهو معها الطفل ويتعلم في الوقت نفسه!
وكم هو مفيد أن يمر الصغار بالمراحل التدريجية المعروفة برياض الأطفال؛ قبل وصولهم إلى بداية الدراسة النظامية؛ حتى تزول الرهبة، وتتحقق الألفة، فلا يستقبل الأحباب الصغار مرة واحدة مفاجئة عالماً مجهولاً عليهم، فيه نظام والتزام، لا تبلغه عقولهم إلا بتدريج وتمهيد وترغيب!
ومن المشاهد الجميلة المؤثرة أن ترى صغيراً في الثالثة - مثلاً - وقد أعدّ له والداه حقيبة يخرج بها في الصباح مع والده وهو يقوم بتوصيل أخيه أو أخته إلى مدرستها؛ لما غرس فيه من حب المدرسة، ولولعه بالتقليد في هذه السن!
ومن أعظم عوامل التوفيق ووسائل النجاح في تهيئة الصغار وإعدادهم للدراسة: تحفيظهم من كتاب الله عز وجل؛ فتتفتح مداركهم أول ما تتفتح على خير الكلام وأفصحه وأبلغه، إضافة إلى ما لا يخفى من حصول البركة للناشئ وأهل بيته بحفظ القرآن وتلاوته وترديده، وبث القيم والأخلاق في نفسه من خلال آياته وقصصه.
وعندما يتساءل أحد الوالدين أو كلاهما عن بقاء مخاوف لديهما، رغم قيامهما بالترغيب والتشويق وكثير من الوسائل الممهّدة لاستقبال عالم المدرسة، كغلبة الخجل على الطفل، أو حدة في طبعه.. ونحوها من المشكلات النفسية وغيرها؛ نقول: عليكما بمشاورة أهل الخبرة والاختصاص، ثم التوجّه لرب الأرض والسماء بالدعاء؛ فبيده الأمر كله سبحانه، ومن صفات عباد الرحمن سؤالهم ربهم صلاح الأهل والذرية: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
ويبقى - بعد بذل الوالدين جهدهما في تهيئة الصغار للسنة الدراسية الأولى - دور المدرسة نفسها، الذي يكمل هذا التمهيد ويعززه، وإنها لأمانة ومسؤولية كبيرة في أعناق المعلمين والمعلمات، تجاه هذه الجواهر النفيسة، أمل الغد، ومستقبل الأمة.
وهو ما نقف معه وقفات قادمة بإذن الله تعالى.
0
353

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️