سورة الفلق

ملتقى الإيمان

الســــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اضع بين ايديكن موضوع عن سورة الفلق التي ربما البعض منا يقرأ هذه السوره في صلاته من دون تأمل وتدبر في هذة الايات والدرر الغاليه التي بحق ربما نتغافل عنها
سورة الفلق سورة لم يُرَ مثلها كما عبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، هي والسورة التي تليها (سورة الناس)، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ أَرَ أَوْ لَمْ يُرَ مِثْلَهُنَّ يَعْنِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ " ، وحيث مدحها عليه السلام بهذه الكلمات؛ فمعنى ذلك أننا أمام كنوز ضخمة، وذخائر حية، وأسلحة قوية في مواجهة شرور الحياة ومصاعبها وشدائدها، والكائدين فيها، والماكرين والحاسدين، والسحرة المشعوذين الدجالين، يعني ذلك: أننا أمام أخطار كبيرة تؤثر في مسيرة الحياة، وتنعكس على الإنسان حيث تؤدي هذه الشرور التي ذُكرت في السورة الكريمة إلى الوفاة في بعض الأحيان، والجنون وفقدان الذاكرة وحالات صرع في أحيانٍ أخرى، فهي وأختها(سورة الناس) آيات بينات تذكر الداء والدواء.
وكان عليه الصلاة والسلام يوليهما عناية خاصة؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا " ، هذه السورة والتي بعدها توجيه من الله سبحانه وتعالى لنوالملاحِظ المتأمِل والمتمعِن في السورة الكريمة يجد أنها تعالج شروراً خفية غير ظاهرة، وتأثيراتها تظهر على المصاب دون أن تعرف من قام بها في كثير من الأحيان، وقد تتشاجر مع أحد الناس -لا سمح الله- فتراه ويراك، وتشتكيه إلى المحاكم، ويؤتى بالشهود، أما في هذه الشرور المذكورة فلا يَرى الفاعلَ إلاّ الله تعالى، أو إذا أخبر صاحبها بارتكاب جريمته، وقليلاً جداً ما يحدث ذلك؛ ولذلك جاء الأمر الرباني يخص هذه الشرور بالذكر من بين كثرة هائلة من الأخطار والآفات المحدقة بالإنسان،
.
والملاحِظ المتأمِل والمتمعِن في السورة الكريمة يجد أنها تعالج شروراً خفية غير ظاهرة، وتأثيراتها تظهر على المصاب دون أن تعرف من قام بها في كثير من الأحيان، وقد تتشاجر مع أحد الناس -لا سمح الله- فتراه ويراك، وتشتكيه إلى المحاكم، ويؤتى بالشهود، أما في هذه الشرور المذكورة فلا يَرى الفاعلَ إلاّ الله تعالى، أو إذا أخبر صاحبها بارتكاب جريمته، وقليلاً جداً ما يحدث ذلك؛ ولذلك جاء الأمرأنواع الشرور المذكورة والمستعاذ منها في السورة الكريمة:

الشر الأول: الشر العام، ويشمل الشرور البارزة والخفية:
{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } ، (أي: من شر خلقه إطلاقاً وإجمالاً، وللخلائق شرور في حالات اتصال بعضها ببعض، كما أن لها خيراً ونفعاً في حالات أخرى.

والاستعاذة بالله هنا من شرها ليبقى خيرها، والله الذي خلقها قادر على توجيهها وتدبير الحالات التي يتضح فيها خيرها لا شرها! ، و (قال بعض الأفاضل: هو عام لكل شر في الدنيا والآخرة، وشر الإنس والجن والشياطين، وشر السباع والهوام، وشر النار، وشر الذنوب والهوى، وشر النفس وشر العمل، وظاهره تعميم ما خلق بحيث يشمل نفس المستعيذ) ، ولقد (زوَّد الله كل حي بما يجعله يختار جانب الخير، ويحاذر جانب الشر من نفسه ومن الخلق المحيط به، والإنسان بدوره مزوَّد بالوحي والعقل والغريزة؛ لكي يتجنب الشر، والاستعاذة بالله صورة من صور الحذر من الشرور) .
ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ من أشيا
أنواع الشرور المذكورة والمستعاذ منها في السورة الكريمة:

الشر الأول: الشر العام، ويشمل الشرور البارزة والخفية:
{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } ، (أي: من شر خلقه إطلاقاً وإجمالاً، وللخلائق شرور في حالات اتصال بعضها ببعض، كما أن لها خيراً ونفعاً في حالات أخرى.

والاستعاذة بالله هنا من شرها ليبقى خيرها، والله الذي خلقها قادر على توجيهها وتدبير الحالات التي يتضح فيها خيرها لا شرها! ، و (قال بعض الأفاضل: هو عام لكل شر في الدنيا والآخرة، وشر الإنس والجن والشياطين، وشر السباع والهوام، وشر النار، وشر الذنوب والهوى، وشر النفس وشر العمل، وظاهره تعميم ما خلق بحيث يشمل نفس المستعيذ) ، ولقد (زوَّد الله كل حي بما يجعله يختار جانب الخير، ويحاذر جانب الشر من نفسه ومن الخلق المحيط به، والإنسان بدوره مزوَّد بالوحي والعقل والغريزة؛ لكي يتجنب الشر، والاستعاذة بالله صورة من صور الحذر من الشرور) .
ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ من أشياء كثيرة، نذكر منها مثلاً: ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر،ِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّال،ِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ؛ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنْ الْمَغْرَمِ! فَقَال: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ "
ء كثيرة، نذكر منها مثلاً: ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر،ِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّال،ِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ؛ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنْ الْمَغْرَمِ! فَقَال: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ "


الرباني يخص هذه الشرور بالذكر من بين كثرة هائلة من الأخطار والآفات المحدقة بالإنسان، وجاء الأمر الرباني كذلك بطلب الغوث والمعونة والاستجارة والاستعاذة بالله سبحانه من كل الشرور بشكل عام،
أنواع الشرور المذكورة والمستعاذ منها في السورة الكريمة:

الشر الأول: الشر العام، ويشمل الشرور البارزة والخفية:
{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } ، (أي: من شر خلقه إطلاقاً وإجمالاً، وللخلائق شرور في حالات اتصال بعضها ببعض، كما أن لها خيراً ونفعاً في حالات أخرى.

والاستعاذة بالله هنا من شرها ليبقى خيرها، والله الذي خلقها قادر على توجيهها وتدبير الحالات التي يتضح فيها خيرها لا شرها! ، و (قال بعض الأفاضل: هو عام لكل شر في الدنيا والآخرة، وشر الإنس والجن والشياطين، وشر السباع والهوام، وشر النار، وشر الذنوب والهوى، وشر النفس وشر العمل، وظاهره تعميم ما خلق بحيث يشمل نفس المستعيذ) ، ولقد (زوَّد الله كل حي بما يجعله يختار جانب الخير، ويحاذر جانب الشر من نفسه ومن الخلق المحيط به، والإنسان بدوره مزوَّد بالوحي والعقل والغريزة؛ لكي يتجنب الشر، والاستعاذة بالله صورة من صور الحذر من الشرور) .
ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ من أشياء كثيرة، نذكر منها مثلاً: ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر،ِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّال،ِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ؛ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنْ الْمَغْرَمِ! فَقَال: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ "
3
497

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دمــــوع الــــورد
جزاك الله ألف خير
رفقاُ بقلبي
رفقاُ بقلبي
وكان الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام يلتجئون ويعتصمون ويستجيرون بالله من أنواع الشرور المختلفة؛ فهذا إبراهيم عليه السلام يطلب من ربه أن يبعده وأبناءه من شرِّ عبادة الأصنام، التي أضلت الكثير من البشر: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ } ، وهذا يوسف عليه السلام يلتجئ إلى الله من شرِّ مكر النساء اللواتي أردن به الكيد والوقوع فيما يسخط الخالق: { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ } ، وهذا يعقوب عليه السلام لما حصل ليوسف وأخيه ما حصل، وثق بأن الله سبحانه سيحفظهما من الشرور والمكائد فقال: { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا } ، وهذا نبي الله موسى عليه السلام يستعيذ بالله خالقه وخالق قومه من أن يمسَّه قومه بسوء، سواء بالقول أو الفعل: { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ } .

الشر الثاني: { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } :
قالوا: (الغسق: شدة الظلام، والغاسق: هو الليل أو من يتحرك في جوفه، والوقب: الدخول، قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي والضحاك والحسن وقتادة: أنه الليل إذا أقبل بظلامه) ، (والمقصود هنا –غالباً- هو الليل وما فيه، الليل حين يتدفق فيغمر البسيطة، والليل حينئذ مخوف بذاته، فضلاً على ما يثيره من توقع للمجهول الخافي من كل شيء: من وحش مفترس يهجم، ومتلصص فاتك يقتحم، وعدو مخادع يتمكن، وحشرة سامة تزحف، ومن وساوس وهواجس وهموم وأشجان تتسرب في الليل, وتخنق المشاعر والوجدان, ومن شيطان تساعده الظلمة على الانطلاق والإيحاء، ومن شهوة تستيقظ في الوحدة والظلام، ومن ظاهر وخَافٍ يدبُّ ويثب, في الغاسق إذا وقب !) .
نعم، (يهبط الليل بظلامه ووسواسه وطوارقه، ويتحرك في جنحه الهوام وبعض الوحوش، وينشط المجرمون والكائدون، ويستولي المرض والهم على البعض، وتشتد الغرائز والشهوات في غيبة من الرقابة الاجتماعية، ويحتاج الإنسان إلى مضاء عزيمة وثقة، حتى يتغلب عليه وعلى أخطاره، وهكذا يستعيذ بالله منه) ، قال الرازي: (وإِنما أُمر أن يتعوذ من شر الليل؛ لأن في الليل تخرج السباع من آجامها، والهوامُّ من مكانها، ويهجم السارقُ والمكابر، ويقع الحريق، ويقل فيه الغوث) ؛ ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام المسلم أن يمشي في الليل وحده، فعن ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِنْ الْوِحْدَةِ؛ مَا سَرَى رَاكِبٌ بِلَيْلٍ، يَعْنِي: وَحْدَهُ
لشر الثالث: { النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } :
والنفاثات: (السواحر الساعيات بالأذى عن طريق خداع الحواس, وخداع الأعصاب, والإيحاء إلى النفوس والتأثير والمشاعر، وهن يعقدن العُقَد في نحو خيط أو منديل وينفثن فيها، كتقليد من تقاليد السحر والإيحاء! والسحر لا يغير من طبيعة الأشياء، ولا ينشئ حقيقة جديدة لها، ولكنه يُخَيِّل للحواس والمشاعر بما يريده الساحر) .
وقد شنّ الإسلام على السحر حرباً ضروساً لا هوادة فيها، يقول تعالى فيمن يتعلمون السحر: { وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ } .
وقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم السحر من كبائر الذنوب الموبقات، التي تهلك الأمم قبل الأفراد، وتردي أصحابها في الدنيا قبل الآخرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ " .
وقد اعتبر بعض فقهاء الإسلام السحر كفراً، أو مؤدياً إلى الكفر، وذهب بعضهم إلى وجوب قتل الساحر تطهيراً للمجتمع من شره، وكما حرَّم الإسلام على المسلم الذهاب إلى العرافين لسؤالهم عن الغيوب والأسرار، حرَّم عليه أن يلجأ إلى السحر أو السحرة لعلاج مرض ابتلي به، أو حلِّ مشكلة استعصت عليه، فهذا ما برِئ رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، قال: " ليس منا من تَطير أو تُطُير له، أو تَكهن أو تُكُهن له، أو سحر أو سُحِر له " .
(فالحرمة هنا ليست على الساحر وحده، وإنما هي تشمل كل مؤمن بسحره مشجِّع له، مصدِّق لما يقول، وتشتد الحرمة وتفحش إذا كان السحر يستعمل في أغراض هي نفسها محرمة؛ كالتفريق بين المرء وزوجه، والإضرار البدني، وغير ذلك مما يعرف في بيئة السحارين
لشر الرابع: { حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } :
يقول القرطبي: (الحسد أول ذنب عُصى الله به في السماء، وأول ذنب عصى به في الأرض؛ فحسد إبليس آدم، وحسد قابيل هابيل، والحاسد ممقوت، مبغوض، مطرود، ملعون) .
ويقول أيضاً: (وقيل الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة، ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاء، ولا ينال في الخلوة إلا جزعاً وغماً، ولا ينال في الآخرة إلا حزناً واحتراقاً، ولا ينال من الله إلا بعداً) .
وجاء في مختار الصحاح: الحسد: (أن تتمنى زوال نعمة المحسود إليك، وبابه دخل، وقال الأخفش: وبعضهم يقول يحسِده بالكسر حسداً بفتحتين وحسده على الشيء، وحسده الشيء بمعنى وتحاسد القوم وقوم حسدة كحامل وحملة) .
قال الثعالبي: (وقوله تعالى: { وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } قال قتادة: مِنْ شَرِّ عَيْنِهِ ونَفْسِهِ، يريد بـ(النَّفْس): السعْيَ الخَبِيثَ، وقال الحُسَيْنُ بْنُ الفَضْلِ: ذكَر اللَّه تعالى الشُّرُور في هذه السُّورة، ثم ختمها بالحَسَدِ؛ ليعلم أنَّه أخسُّ الطَبائع) .
ولعل من أنواع الحسد الشديدة الخطورة (العين)؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ٍ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " الْعَيْنُ حَقٌّ " .
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ.. " ، وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ " .