سورة عظيمة

ملتقى الإيمان

سورة القارعة
السّورة مكِّيّةسمّيت بالقارعة، لمفتتحها.
معظم مقصود السّورة: بيان هيبة العَرَصات، وتأْثيرها فى الجمادات والحيوانات، وذكر وَزن الحسنات والسّيئات، وشرح عيش أَهل الدرجات وبيان حال أَصحاب الدّركات فى قوله: {نَارٌ حَامِيَةٌ}.
المتشابهات:
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ}، ثمّ {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} جمع ميزان. وله كِفَّتان (و) عمود ولسان. وإِنَّما جمع لاختلاف الموزونات، وتجدّد الوزن، وكثرة الموزون، أَو جمع على أَنَّ كلّ جزءٍ منه بمنزلة ميزان والله أَعلم.
فضل السّورة
فيها أَحاديث واهية؛ منها حديث أُبىّ: مَنْ قرأَها ثقَّل الله بها ميزانه يوم القيامة، وحديث علىّ: يا علىّ مَنْ قرأَها فكأَنَّما ذَبَح أَلف بَدَنة بين الرّكن والمقام، وله بكلّ آية قرأَها ثوابُ المرابِطين، وبكلّ حرف درجة فى الجنَّة، وكُتِب عند الله من الخاشعين.سورة القارعة

مناسبة السورة بما قبلها
لما تكلمت سورة العاديات عن القيامة وان الله بهم خبير في هذا اليوم الذي تبعثر فيه القبور يأتي الحديث في هذه السورة عن القيامة وبعض المواقف فيها كأنه توضيح وبيان لما سبق إجماله في سورة العاديات


هدف السورة
الذي أراه في هذه السورة من أهداف بيان بعض أهوال يوم القيامة وتعظيم أمرها وبيان بعض مشاهدها واثر قيامها على أعظم الخلق وهي الجبال ومال المؤمنين والكافرين فيها في طريقة عرض تخلع القلوب وتضطرب لها النفوس والله اعلم


معاني الكلمات
القارعة من شدائد الدهر وهي الداهية قال يعقوب كل هنة شديدة القرع وهي القيامة
والقرعة النازلة الشديدة تنزل عليهم بأمر عظيم 0000 ويقال قرعة أمر
إذا أتاه فجأة
الفراش دواب مثل البعوض تطير 00نطير وتهافت على السراج قال الزجاج
الفراش ما تراه كصغار البق يتهافت على النار شبه الله الناس يوم البعث
بالجراد المنتشر والفراش المبثوث لأنهم إذا بعثوا يموج بعضهم في بعض
كالجراد الذي يموج بعضه في بعض وقال الفراء يريد كالغوغاء من الجراد
بركب بعضه بعضا كذلك الناس يجول بعضهم فوق بعضهم وفي المثل
أطيش من فراشة
المبثوث بث الشيء والخبر فرقه فتفرق
العهن الصوف المصبوغ ألوانا وتخصيص العهن لما فيه من الألوان كما ذكر
كانت وردة كالدهان
المنفوش مدك الصوف حتى ينتفش بعضه عن بعض والنفش ندف القطن والصوف
ونفش الصوف مده حتى يتجوف فهو خلخلة الأجزاء وتفريقها عن
تراصها
أمه الأصل فيها القصد,,,وأم مثوى الرجل صاحبة منزله الذي ينزله وأم رأسه
دماغه فأمه هاويه النار يهوي من دخلها أي يهلك
التفسير
القارعة من على مذهب الجمهور كابن عباس وقتادة وعكرمة أنها من أسماء يوم القيامة
وقد أورد الله لهذا اليوم العظيم عدة أسماء في كتابه فهي القيامة والقارعة والصاخة
والطامة الكبرى والحاقة ويوم الحساب ويوم الدين وغير ذلك والشيء إذا كثرت
أسمائه دل على شرفه وعلو منزلته وان كل اسم من الأسماء تضفي صفة جديدة على
المعنى الأصلي له (لأنها تقرع القلوب بالفزع وتقرع أعداء الله العذاب والعرب تقول قرعتهم القارعة إذا وقع بهم أمر فظيع ) وقيل هي صيحة النفخة في الصور تقرع الأسماع وفي ضمن هذه القلوب المحرر
وهذا الاستهلال المروع المفزع الذي يخلع الأفئدة ويجعل الولدان شيبا هي كلمة واحدة مفردة دون خبر أو صفة ولكنها قوية تنزل على النفس نزول الصاعقة فتزلزلها ثم تأتي الآية الأخرى فلا تزيد القلب إلا خوفا وخلعا واضطرابا انه استفهام يشعر بالهول والعظمة من ذلك اليوم (استفهام لتفخيم شانها) وكذلك هو استفهام للتشويق إلى معرفتها )
ثم نرى الآية التي تليها استفهام آخر للتا كيد لشدة هولها ومزيد فظاعتها حتى كأنها خارجة عن دائرة علم الخلق بحيث لا يدري احد منهم عنها شيء
ثم لم يذكر الله في السورة الإجابة عن هذه الأسئلة إنما ذكر ما يترتب ويحصل للخلائق من اثر قيامها فكان الإجابة عن الأسئلة لا تستوعبها عقولهم فنرى الناس يومئذ وهم ذوي الأحلام والنهى كالفراش المبثوث كهذا الطير المتهافت (الذي يضرب به المثل في الطيش والهوج( )
ويشير إلى (الحيرة والاضطراب من هول ذلك اليوم وقال قتادة شبهوا في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والمجيء والذهاب بغير نظام والتطاير إلى الداعي من كل جهة حين يدعوهم إلى المحشر بالفراش المتطاير يقال اضعف من فراشة وأذل واجهل
والله قال في آية أخرى كأنهم جراد منتشر فأول حالهم كالفراش لا وجه له ثم الجراد لأنها لها وجه تقصده
والجبال التي هي رمز القوة والثبات تكون كالصوف المنفوش(في تفرق أجزاءها وتطايرها في الجو )
فلخفته وضعفه شبه بها لخفتها وذهابها بعد شدتها وثباتها
وهذا المرحلة كالعهن تسبق المرحلة الزوال بالكلية التي اخبر عنها القران بقوله (وبست الجبال بساً فكانت هباء منبثا) )
فاثر هذه القارعة على الجبال الصلبة إنها تكون كالعهن المنفوش ضعيفة جدا وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب
وقال الله في آية أخرى وتكون الجبال كالعهن وهنا أضاف صفة أخرى وهي المنفوش وهذا لأسباب منها أن القارعة وهي الضرب بالعصا مناسب للنفش لان الصوف إذا ضربته انتفش وكذلك مناسب لقوله الفراش المبثوث فالفراش إذا ضرب طار وانتشر ومنها أيضا انه سبحانه عظم القارعة وهولها بالتكرار والسؤال والعهن المنفوش أعظم من غير المنفوش أما في سورة المعارج فقال واقع والوقع الثقيل لا ينفش الصوف بخلاف القرع فانه ينفشه خاصة إذا تكرر
ثم تنتقل الآيات لتبين مال الفريقين وتبين أن الفصل بينهما مرده إلى الميزان وثقله وخفته والميزان مما اختلف الناس في وجوده هل هو حقيقة أم رمز للعدل حتى أن بعض السلف منهم مجاهد قالوا إن الأعمال لا يمكن وزنها إنما هو مثل يضرب
ولكن الصواب إن الميزان محسوس دلت عليه الآيات والأحاديث كقوله تعالى( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) وقوله (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )
وفي الحديث عن انس بن مالك قال سالت النبي أن يشفع لي فقال إنا فاعل قلت بيا رسول الله فأين أطلبك قال اطلبني أول ما تطلبني على الصراط قلت فان لم ألقك على الصراط قال فاطلبني عند الميزان قال فان لم ألقك عند الميزان قال فاطلبني عند الحوض فاني لا أخطيء هذه المواطن الثلاث
(والموزون في الغالب كما دلت الأحاديث الأعمال والصحائف والعامل فالأول لقول الرسول(كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)
وإما دليل الصحائف فحديث السجلات وهو ما رواه الإمام احمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون قال لا يا رب قال أفلك عذر أو حسنة قال فبهت الرجل فيقول لا يا رب فيقول بلى ان لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم اليوم فيخرج له بطاقة فيها اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول انك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة قال ولا يثقل شيء مع بسم الله الرحمن الرحيم )
وإما ميزان العامل فالدليل قول الرسول لابن مسعود (والذي نفسي بيده في الميزان أثقل من احد) وقال الله عن الكفار فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا )
والناس ينقسمون في الميزان ثلاث أقسام من ثقلت موازينه ومن خفت موازينه ومن تساوت حسناته وسيئاته وهم أهل الأعراف فالقسم الثالث يدخلون الجنة برحمة الله وبشفاعة الشافعين أما القسم الأول فهم في (عيشة راضية أي مرضية ) أو ذات رضا والمراد اللين والإنقياد لأهلها وهي الجنة
فالجنة لينة لأهلها ومنقادة لهم حيثما أرادوا وشاءوا وهي ترضيهم بالنعيم المقيم وهم يرضون عنها
وأما من خفت موازينه وهو الكافر فأمه هاويه(أي مأواه التي يرجع إليها ويرجع إليها كما تأوي المرأة ابنها فجعلها أما له لان ليس له مأوى غيرها وقيل أمه لأنهم يهوون بها على أم رؤوسهم ) نعوذ بالله وقيل الهاوية من أسماء النار سميت به لبعد قعرها
فالأم ملاذ الولد ومرجعه ويحس معها بالأمن والأمان والملاذ والملجأ والراحة وهؤلاء أمهم بعيدة القعر يخرون فيها منكسين على رؤوسهم ألا ساء ما يزرون
ثم هولها وفخمها بالاستفهام وما أدراك ما هيه هل تدرون ما الهاوية؟ إنها نار حامية (التي اشتد حرها وبلغ في الشدة إلى الغاية )
نعوذ بالله من النار وما قرب إليها من قول أو عمل
0
443

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️