سيحتفل قلبي وحيدا ...!!
إلى وسادتي الوفية التي تحملت دموعي الثقيلة ليلة البارحة و مضغت كل ألمي دون أن تبوحه لأحد...
اليوم فقط عرفت كيف سأحتفل بعيدي هذا العام، عرفت بأن قلبي سيحتفل وحيدا مرة أخرى، قرر أن يتركني وحيدة هذا العام أيضا بعد أن عدل عن رأيه بمشاركتي ذلك اليوم. إذا سيكون عيدي مشابها جدا لباقي أعيادي، سأتناول حلوى العيد الذي تعده أمي و سأقضي يومي بترديد عبارات المعايدة على الأشخاص ذاتهم
أحب أن أرى العيد في عيون الأطفال؛ جميل و بسيط جدا؛ فرحتهم به تقتصر على الملابس الجديدة و الهدايا أو النقود التي يحصلون عليها دون الإهتمام مِن مَن، أما نحن الكبار فلعيدنا رواية أخرى أكثر تعقيدا في حبكتها، شعورنا بفرحة العيديذوب كلما تقدم بنا السن. عندما كنت طفلة كان الأرق يزورني في ليلة العيد لحماسي الشديد بارتداء ملابسي الجديدة و انشغالي هل ستكون ملابسي أجمل من ملابس ابنة عمي أم لا؟ أما الآن فأرقيفي تلك الليلة يزورني لأسباب أخرى، لأسباب تجعلني لا أرغب في أن تشرق الشمس كي لا يزيد العيد ألمي.
بالأمس فقدت فرحتي بفستان العيد ، و عطري الذي يحبه هو و لا أحبه أنا و لكني أضعه فقط لأنه يحبه! ضاعت فرحتي بكل شيء ابتعته للعيد كل شيء... مجوهراتي و عباءتي و حذائي و حقيبتي و حتى أشيائي الصغيرة كمشبك شعري! كل ذلك أود أن أرتديه له، له هو فقط، هو من يهمني رأيه، و هو من يهمني إطراءه أو نقده، و لكن غيابه عن صباح عيدي قتل سعادتي.
كم شعرت بأني أرغب في البكاء دون توقف بعد أن هاتفتني سماح لتخبرني بمدى سعادتها لأن محمد سيكون في عيدها هذا العام، سينيره لها بالحب و سيرسم لها فرحتها، ابتلعت دموعي، لم أتذوق دموعي مرة كما كانت في تلك اللحظة عندما سألتني:
-و ماذا عنك، كيف سيكون عيدك؟
-صررت حزني في صرة صغيرة و وضعتها جانبا و رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتي ،....عيدي... لا جديد فيه سوى ملابسي، أما بقية العيد فلم أخطط له بعد و لكني شبه متأكدة بأنه سيكون كباقي أعيادي.
أذكر جيدا كيف قررت عدم الاحتفال بالعيد في العام المنصرم لأنه قرر أن لا يحتفله معي ، تركت كل ما ابتعته للعيد في دولابي ، لا تزال تلك الأشياء مركونة في الدولاب و لم أرتديها قط لأني لا أريد أن أتذكر ألم الفرحة المقتولة التي كستني لغيابه عن سمائي في ذلك اليوم، فضلت أن أقضي نهاري في النوم ليس رغبة فيه و لكن هروبا من ذلك الألم الذي كاد يقتلني. الاحتفال بغياب من تحب عديم الطعم، يشبه مذاق كعكة جارتنا التي ترسلها لنا و لا يحبها أحد.
كم تمنيت أن يكون هو أول من يهنئني هذا العيد و أول من يطبع قبلة على جبيني فيه ، كم وددت أن أسرح شعري كما يحب ليقول لي كم تبدين جميلة هذا اليوم، ليتني اتقاسم معه قطعة الحلوى التي تصنعها أمي في هذه المناسبة ليكون مذاقها مختلفا عن أعيادي المنصرمة.
سيكون عيدي هذا العام كباقي أعيادي و سأحتفل فيه بشموع غير مشعلة، سأحتفل فقط لأننا يجب أن نحتفل به، أرغب بالسفر فيه لأهرب من شعور الوحدة الذي سيلفني، و لأبتعد عن أجواء العيد التي ستزيد شعوري بأني أتمناه أن يكون في جوي في ذلك اليوم.
لا تقلق يا قلبي ، لن تحتفل وحيدا بل ستحتفل معك وسادتي، و سنجدد أملنا بأنه سيحتفل معنا في عيدنا القادم..... في نهاية المطاف تذكر، يجب أن نكون سعداء في العيد لأنه العيد و لا يوجد سبب أكثر إقناعا من ذلك...فعيدك سعيد يا قلبي!
م ن ق و ل
كيبورد فوشي @kybord_foshy
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
):
):
لغيابك ..
أثر جرح..
وشيء يشبه صوتك..بلا صدى..
ونزف حلم.. يكاد يرأف بحالي..
لغيابك..
شهقة حزن..
ولون أقرب ما يكون لمعطفك الداكن..
ووحدة..أصبح القلب في غيبوبتها ساكن...