سيدي العيد
أقف على أعتابك مبتسما...
أنت بدون عمر ...ولكنك تحمل لنا حقيقة عمرنا...
أنت بدون زمن...ولكن على أعتابك يقف زمننا...
أنت بدون وقت...ونحن من سرق الوقت من أمامك...
أنت بحرنا ...ومنه نعيش أجمل اللحظات...
أنت لا يغزوك الشيب...ونحن ...البعض منا شاب والآخر ينتظر...
أنت لا تموت...ونحن من مات والبعض ينتظر...
أهلا بك اليوم...وغدا تحمل أغراضك كلها بحلوها ومرها وترحل..
ولكن في الحقيقة تترك في ذاتي ألف ذكرى وذكرى...
لا..إكراما لك لن تكون هناك ذكرى مؤلمة بالرغم من أن بعضها كان مؤلما...
ومؤلما للغاية...
حقيقة سيدي أنا لا أقصد وفاة والدتي...أو والدها...أو والدهه...
هذه سنة الحياة...وعلينا بشجاعة أن نتقبلها...
هذه كانت وصية والدتي الله يرحمها...
ولكن أتذكر بشريط مخيف يجتاح عالمي...
القتل...الهدم...أجساد تطحن...
أرواح تهتك...حرمات تشتعل...
هل حقيقة علينا أن نحتفل بك يا سيدي العيد...
لساني كله خدوش...لهذا أنا أتأتيء...
عيوني كلها جروح لهذا أنا لا أستطيع أن أظهر إبداعي...
عروقي نافرة من الضرب...لهذا تراني أتقيء...
ولكن أتعرف حقيقة سيدي...
قلوبنا فيها البركة...إنها الطحين...كالحرير...كملمس الأطفال...
أقف عاجزا وأنا أقرأ كل من كتب رسالة في هذا العيد...
وجاءت الى صندوق بريد أفرحتني...حتى لو لم تكن لي...
فأحسست أنها حقا لي...بأناملي فضضتها ...وبرموش عيوني قرأتها...
وبقلبي ضممتها...
فكيف الرسائل التي كانت لي...من أناس يسرحون ويمرحون في ذاتي...
من كائنات تذهب وتأتي الى روحي بدون إستأذان...
وكائنات أخرى في حضرتها وأمام حروفها تدمع عيوني فرحا...
سيدي العيد... أشكرك لأنك جئت وحملت لنا الخير كله...
والحقيقة ما يصيبنا من أفعالنا...ولا دخل للزمن به...
أثقلت عليك بتأتأتي هذه...ألم أقل لك أنهم تركوا في لساني خدوشا...
اللهم كن مع كل إنسان مظلوم...
وكل عام وأنتم بخير
تحياتي