شبيحة الأسد إذ يستهدفون النساء أيضًا!
عندما نتحدث عن استهداف شبيحة نظام الأسد للنساء، فنحن لا نعني مَنْ تورطْنَ منهنَّ في معارضة النظام، كما هو حال طل الملوحي (اعتقلت قبل تفجر الانتفاضة)، أو سهير الأتاسي؛ بل نعني نساءً وفتيات بريئات، ليس لهنَّ من ذنب سوى أن إخوتهنَّ من معارضي النظام أو من رموز الانتفاضة الشعبية.
ليس هذا الكلام من باب المبالغة في شيء، فقد تمكَّن سكان منطقة باب السباع في مدينة حمص من إلقاء القبض على أحد الشبيحة أثناء محاولته قتل أحد الناشطين، فكان أن اعترف بقيامه وعدد من زملائه باختطاف مجموعة من الفتيات من شقيقات المعارضين أثناء قيامهم بعمليات مداهمة برفقة قوات الأمن. وتم احتجازهن في منطقة المزرعة بمدينة حمص واغتصبوا عددًا منهن ثم قاموا بقتلهن.
وممن قتلن في ذات السياق (زينب ذات التسعة عشر ربيعًا) شقيقة الناشط الحقوقي محمد ديب الحصني، الذي استشهد لاحقًا، وكان الهدف هو دفعه لتسليم نفسه، وكانت النتيجة أن أعيدت الفتاة إلى أهلها جثة محشوة في كيس أسود وقد قطع رأسها ويداها وإحدى ساقيها، وفرض على الأب دفنها بتكتم شديد، بل والقول إن إرهابيين هم الذي اختطفوها واغتصبوها وقتلوها.
لقد بات من الصعب إحصاء الجرائم التي يرتكبها النظام السوري، والتي تهدف إلى لجْم الاحتجاجات بأية طريقة كانت، وفي مقدمتها سياسة القتل بالتقسيط اليومية التي تسعى إلى بث الرعب في أوساط الناس من أجل الحيلولة دون انخراط أكبر عدد منهم في الاحتجاجات، وهي سياسة تحقق بعض النجاح معطوفة على الانتشار الأمني الكثيف في سائر المدن والمواقع الرئيسة في البلاد، وإن لم تؤدِّ إلى لجْم الاحتجاجات التي يقودها شبان لم يعد الموت يرهبهم بأي حال، وهم يواصلون تقديم الشهداء دون توقف.
على أن سقوط النظام في هذا المستوى من العنف الدموي الرخيص الذي يستثير مشاعر الشارع السوري إنما هو محاولة أخرى للجْم الاحتجاجات عبر إقناع الناشطين بأن تورطهم في المعارضة لن يؤدي إلى قتلهم أو اعتقالهم فقط، بل سيصيب ذويهم أيضًا، بما في ذلك أمهاتهم وأخواتهم؛ في لعب على مشاعر إنسانية معروفة في مجتمع محافظ، وهو يستعيد بذلك الكثير من أبجديات الوالد العزيز أيام مواجهته للتمرد المسلح الذي قاده الإخوان مطلع الثمانينات، كما أنه ينهل من تجارب عربية معروفة تتصدرها التجربة المصرية في مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة خلال الثمانينات والتسعينات، والتي اكتشفت طريقة رهيبة في انتزاع الاعترافات وتكسير إرادة المتهمين، حيث كان يؤتى للمعتقل بأمه وأخته وزوجته ثم يعرَّيْن أمام عينيه ويهدد باغتصابهن، فتكون النتيجة هي الانهيار.
ما لا يدركه النظام هو ذلك الفارق الكبير بين تجربة الوالد الراحل وبين الوضع الحالي، الأمر الذي ينطبق على التجربة المصرية، والسبب أن فرص نجاح المعارضة في المعركتين المشار إليهما كانت معدومة إلى حد كبير؛ بسبب عدم انخراط عموم الناس فيهما تبعًا لعدم القناعة بجدواها وفرص نجاحها، أما اليوم فالمشهد مختلف، إذ إن الغالبية من أبناء الشعب السوري قد ضاقت ذرعًا بالنظام، وهي تريد تغييره بأي ثمن، ولن تكون أية إجراءات مهما بلغت بشاعتها قادرة على لجم الإصرار الشعبي على التغيير؛ بل إن من غير العسير القول: إن هذه الممارسات البشعة ستزيد من حنق الناس وتدفع المترددين منهم إلى حسم موقفهم من النظام، والأسوأ أنها ستدفع الكثيرين إلى حمل السلاح، وصولاً إلى حرب أهلية لن يربحها النظام ومن يتحالفون معه بأي حال، حتى لو دفعت لغالبية خلالها الكثير الكثير من الضحايا والمعاناة.
لقد أفلس النظام إفلاسًا رهيبًا، ولم يعد بوسعه مواصلة الإنكار عبر "بروباغاندا" يائسة، ولن يكون أمامه غير الرحيل طال الزمان أم قصر، فمن خرجوا إلى الشوارع طلبًا للحرية ليسوا في وارد التراجع، حتى لو أطلق عليهم ماهر الأسد كلابه المسعورة، وأمعن فيهم وفي أهلهم، قتلاً واعتقالاً وتعذيبًا، لأن كل شهيد وكل معتقل أو معذب سيمنح الثورة مزيدًا من الوقود، ومزيدًا من الإصرار على الانتصار
ياسر الزعاترة
منقــــــــــــــول
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لما الفيصل
•
لاحول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله عليهم وعلى كل ظالم والله يعجل بنصراهل سوريا يارب ومشكوره اختي
يارررب والله العظيم اني اغلي وين الدول عنهم وين مجلس الامن وين العالم وش ينتظرون راح الشعب راح الناس مات الالاف الى متى هذا التكتم الناس تقتل بطريقه بشعه وهمجيه وترد عن دينها حسبي الله في هذا المجتمع الدولي المتخاذل والله العظيم واكيد كما رأى غيري الكثير رأيت مشاهد تقطع نياط القلوب ركلوضرب على الرأس واستهتار بالسنة العزل وتعذيب وامتهان بكل ماتعنيه الكلمه يالله يالله ياللله عجل بنصرك فالناس قذ خذلوهم يالله ارحم ضعفهم وانصرهم يالله والله لا املك الا الدعا ياللله اجعل ولايتنا وولايتهم فيمن يخافك يالله انصر اهل سوريا ياالله انصر اهل سوريا يالله ياالله
الصفحة الأخيرة