لـــــــــمــــار @lmar_85
عضوة نشيطة
شتغل بعيبك عن عيوب الناس
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه!،
ومعنى ذلك الحديث :
القذى: هو ما يقع في العين أو في الماء والشراب من نحو تراب ووسخ أيَّ قاذورات أو أذى أو تراب يقع، سواء في العين أو في الماء أو في الشراب، فيطلق عليه القذى. إذاً المقصود به الأشياء الهينة الصغيرة التي تكاد لا تدرك، يبصرها الإنسان ويفتح عينيه لها ما دامت في عين أخيه -يعني: أخاه في الإسلام- وفي نفس الوقت ينسى الجذع في عينه، والجذع هو واحد جذوع النخل، وهذه من المبالغة، وكأن جذع شجرة موجود في عينه من العيوب، ثم هو يتجاهله ولا يشتغل بإصلاحه، في حين أنه يدقق ويتحرى مع الآخرين بحيث يدرك عيوبهم مع خفائها.
فيؤخذ من هذا الحديث أن الإنسان لنقصه ولحب نفسه يدقق النظر في عيب أخيه، فيدرك عيب أخيه مع خفائه،
ولوأنه اشتغل بعيب نفسه عن التفرغ لعيوب الناس وتتبعها لكف عن أعراض الناس،
ولسد باب آفات اللسان وأعظمها الغيبة،
يقول الشاعر: عجبت لمن يبكي على موت غيره دموعاً ولا يبكي على موته دما وأعجب من ذا أن يرى عيب غيره عظيماً وفي عينيه عن عيبه عمى
وقال الإمام أبو حاتم بن حبان رحمه الله تعالى: الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛
وقيل للربيع بن خثيم رحمه الله تعالى: ما نراك تغتاب أحداً فقال: لست عن حالي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس
ثم أنشد: لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها لنفسي من نفسي عن الناس شاغل
وعن مجاهد قال: ذكروا رجلاً -يعني: كأنهم ذكروا عيوب هذا الرجل- فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك.
وهذا علاج لهذا الداء على الإنسان أن لا يسهو ولا يغفل عنه، وهو أنه إذا هم أن يتكلم في عيوب الآخرين فليفكر أولاً وليذكر عيوب نفسه وينشغل بها، فسيجد فيها غنية عن أن يشتغل بعيوب الآخرين،
ولقي زاهد زاهداً فقال له: يا أخي! إني لأحبك في الله. فقال له الآخر: لو علمت مني ما أعلم من نفسي لأبغضتني في الله -يعني: بدل أن تحبني في الله- فقال له الأول: لو علمت منك ما تعلم من نفسك لكان لي فيما أعلم من نفسي شغل عن بغضك.
دائمااا كرووا هذا الدعاااااء
اللهم اجعل كتابى فى عليين واحفظ لسانى عن العالمين
اللهم اجعل كتابى فى عليين واحفظ لسانى عن العالمين
1
437
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أخفي دمعتي بضحكتي
•
جزاك الله خيرر
الصفحة الأخيرة