بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبنى هذا المقال فى جريدة المصرى اليوم
بقلم أحمد الصاوى ١١/ ٨/ ٢٠١٠أدعوك بدءاً من اليوم إلى نزع «فيشة» التليفزيون، ولفه بملاءة سرير، كما كانت تفعل أمهاتنا فى أيام الامتحانات. لن أقول لك خطاباً دينياً حول الشهر الكريم الذى جعله الله للعبادة والتقرب له بالذكر والصلاة والأعمال الصالحة ووصل الأرحام، ولن أقول لك إن ما تم إعداده فى المحطات التليفزيونية من أجل جذبك للتسمّر أمام الشاشات لمتابعة حوالى مائة مسلسل وخمسين برنامجاً مهماً، والغرق فى جبال من الدراما أُنتجت خصيصاً من أجل هذا الشهر، ستلهيك عن العبادة وذكر الله، وستخرجك من رمضان خالى الوفاض لم تظفر برحمة ولا مغفرة ولا عتق من النار والعياذ بالله.
سأحدثك بلغة المصالح التى تعرفها هذه الأيام، سأضع أمامك ميزان المكاسب والخسائر، لتعرف أنك ستكون الخاسر الوحيد من مشاهدة التليفزيون فى رمضان، والانشغال بمسلسلاته وبرامجه، لأنك ببساطة سلعة هذا الموسم الوحيدة وليس الدراما كما تعتقد.
هؤلاء يبيعونك أنت قبل أن يوقعوا عقود المسلسلات والبرامج، يتعاملون مع إقبالك ومشاهدتك باعتبارها أمراً مفروغاً منه، ويقيناً منتهياً، ولأنهم يثقون فى إقبالك ومشاهدتك يهدرون المليارات كل عام لإنتاج أعمال درامية وبرامجية تغطى كل دقيقة، ويحتاج مشاهدتها جميعها إلى عمر كامل.
عندما تبيعك التليفزيونات لوكالات الإعلانات، وتبيعك وكالات الإعلانات للمعلنين، يبدأ ضخ الأموال فى استثمار رهيب، أنت الوحيد الذى لا ترزق منه مادياً، ولا معنوياً، ويحرمك من رزق روحى واجتماعى كان سيغنيك فى هذا الشهر الفضيل.
تضخ المحطات أموالها فى الإنتاج وتستعيدها أضعافاً مضاعفة، ويحصل النجوم على أجور بالملايين، وتحصل وكالات الإعلانات على مليارات الجنيهات من المعلنين، ويستفيد المعلنون من كثافة المشاهدة بوصول رسائلهم الإعلانية المكثفة وترجمتها إلى استهلاك شرائى مكثف، وأنت لا تحصل على أى شىء.
أنت الخاسر الوحيد إذن.. تخسر شهر الرحمة والتواصل والعبادة، من أجل أن تربح المحطات والوكالات والنجوم والمعلنون الملايين.. الجميع يربح أموالاً إلا أنت، تخسر فى الدنيا وربما فى الآخرة.
من فضلك انزع الفيشة إذن.. أغلق التليفزيون لمدة ٣٠ يوماً فقط، حتى نتصدى معاً لهذا الهوس الإنتاجى، وهذا الطوفان الذى مسخ شهر رمضان ونزع منه روحه وهدفه، وعندما يتكبد من يمولون هذا السفه خسائر كبيرة هذا العام لن يكرروا ذلك فى الأعوام المقبلة، وربما يوجهون كل هذه الأموال إلى استثمار حقيقى فى جودة المعروض على الشاشات طوال العام.
اقض وقتك فى عملك، فى الصلاة والعبادة، اقرأ القرآن الذى لا تمنحك قسوة الحياة فرصة كافية لقراءة متأنية له، صل أرحامك وتبادل الزيارات مع أقاربك، تسابق على فعل الخير، ساعة فى مساعدة محتاج خير من ساعة أمام مسلسل أو برنامج لا جديد فيهما ولا قيمة، ساعة فى راحة جسدك وذهنك أفضل ألف مرة من ساعة فى متابعة أشياء تستفز عقلك وقيمك، وتحتفى بمن يملكون الثروة أو الشهرة دون من يملكون العلم.
«شد الفيشة يا محترم» ولا تكن «مغفلاً».. ولا تخرج من شهر رمضان.. وأنت الخاسر الوحيد..!
*********
اللهم اكفنا شر شياطين الانس التى لم تسلسلها فى شهر رمضان
منقول
عابرةسبيل222 @aaabrsbyl222
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ريشة رسامه 1430
•
الله يجزاك خير على النقل
الصفحة الأخيرة