كثيرا ما نسمع عبارة " المرأة تنضج اسرع من الرجل " واذا كان البعض يفهم هذه العبارة بشكل سطحي يشير الى النضج الجسمي للفتيات قبل الفتيان فان المعنى الأعمق يتسع ليشمل النضج العاطفي والفكري والنفسي …… ولكن هل تساءلت عزيزي القارئ ما سر نضج المرأة أسرع من الرجل ؟
قبل ان أفصل الجواب سأقول ان السبب يرجع الى الرجل فبفضل دعمه الحثيث تنضج المرأة قبله بينما تساهم المرأة في تأخير النضج العاطفي للرجل …. وقبل أن يستنكر أحد هذا الجواب أو يحتج عليه سأفصل وأوضح كيف يسهم الرجل اسهاما بالغا في نضج زوجته واترك لكم الحكم :
قبل الزواج تكون للفتاة أحلام وردية عن فارس الأحلام , وفي ذهنها صورة الحياة المستقبلية معه مطرزة بالحب والرومانسية والاخلاص وتفاني كل من الزوجين في اسعاد الآخر …. فيقوم الزوج ومنذ اليوم الأول بسحب زوجته من برجها العاجي وانزالها بقوة الى أرض الواقع لترى الدنيا بعد ذلك بمنظور جديد يغلب عليه اللون الرمادي .
وفي الجهة المقابلة نرى الرجل يحمل تصورات غير واقعية عن حياته المقبلة مع زوجته فهو يريدها حنونة عليه مثل أمه وتجيد الطهي مثلها ويريدها مثقفة ليستطيع التفاهم معها ويريد منها أن ترتب أشياءه التي يبعثرها حيثما تحرك كأنه اعصار ويريد منها أن تعتني بأولاده وتنمي مهاراتهم وأن تظهرهم دائما بأبهى صورة ليباهي الناس بهم وبعد كل هذا يريد منها أن لا تهمل نفسها وأن تحافظ على رشاقتها وتعتني بأناقتها لتنافس المذيعات في حسن الطلة ..... فما يكون من الزوجة الا أن تركض ليل نهار لتلاحق سرابا لا تستطيع الامساك به ابدا , بدلا من أن تساعد الرجل وتقدم له الدعم المعنوي والنفسي ليستطيع العبور من مرحلة التوقعات الخيالية وصولا الى التفكير الواقعي العملي كما فعل هو معها منذ البداية .
والمشكلة بعد ذلك أن المرأة بمجرد نزولها الى أرض الواقع تتقبل هذا الواقع كما هو وكأنه قد فرض عليها فما أن تضع قدميها على الأرض حتى تجد نفسها مسؤولة عن بيتها بكل متطلباته فتتعلم كيف تطبخ وكيف تكوي وتغسل و...و...و... في دوامة لها أول وليس لها آخر . أما الزوج فيستمر فيما كان يفعله قبل الزواج , يعود للبيت متوقعا أن تكون وجبته جاهزة حتى لو كان قد نسي احضار لوازم البيت منذ أسبوع , يخرج مع أصحابه حتى ساعة متأخرة من الليل دون أن يؤنبه ضميره وعند عودته يصيبه الاندهاش والاستغراب اذا وجد زوجته غاضبة فما الذي تريده هذه الزوجة ؟ فما يكون منه الا أن يخلد للنوم ضاربا بغضبها عرض الحائط لانها بهذه الطريقة ستنضج وتتعلم ألاتعترض طريق الرجل وبذلك توفر على نفسها الكثير من المشاحنات التي لا داعي لها .
لذلك أدعو كل زوجة أن تستذكر ما فعله زوجها لها من مواقف أسهمت في نضجها العاطفي وأن تبادر الى التعبير له عن عميق شكرها وامتنانها لفضله عليها لأنها بدون مساعدته كانت ستبقى رومانسية , عاطفية , هشة .... كوردة جورية .
كل الابداع @kl_alabdaaa
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️