شكت أحدى الأمهات بناتها اللاتي تزوجن واستقرت بيوتهن في مناطق مختلفة فتقول :
مع طلائع كل إجازة أتلهف على جمع الشمل ،، وحضور بناتي إليّ حيث أعاني من الوحدة القاتلة فأحلم بأجواء أسرية يسودها الود والاحترام وتفقد أحوالي وإرواء عطشي .. ومع بداية كل إجازة تأتي البنات مع الأحفاد فالكبيرة معها أربعة والثانية والثالثة معهن أربعة لكل واحدة ولد وبنت وبنتي الرابعة معها توأم بنات يبلغن العام، وقبل حضورهن أستعد بكل مايلزم فأملأ الثلاجات باللحم والدجاج والعصير والحليب المنوع والخضار، وأجهز الغرف بتنظيفها و بفرش الشراشف النظيفة على السرروغير ذلك كثير،،ووالله إني طوال العام لاأنسى أطفالهن فحين أرى لعبة أو لبسا مناسبا اشتريه لهم لحين حضورهم ،، ولا أدخر جهدا،،
ومن أول يوم لحضورهن ينقلب البيت لنوع من الفوضى التي لايمكن السيطرة عليها ، فلا كرسيا يبقى مكانه ولا مخدة في مكانها ولا حماما نظيفا ولا تحفة في مكانها وحتى الوجبات تقدم كل وجبة مرتين وثلاث ،،، والسبب الخوف من لسان بنلتي نعم والله إني أخاف من قولهن مللت منا وانت طوال العام تسمعينا شكواك من الوحدة ويعلم الله أحلم بمجيئهن والجلوس معهن ولكني مللت الفوضى والاتكالية وفرط زمام الأمور فالأمهات اتين وكل واحدة لها لستة مسجلة من الطلبات تريد أن تلف كل الأسواق وتذهب للخياطة يوم ،، والصالون يوم ،، وتزور زميلاتها وتجتمع معهن في الكافي وتريد أن تزور زميلتها التي ولدت قبل شهرين وتشتري هدايا لأهل زوجها وتبحث في أسواق الجوال عن شيء لجوالها وتشتري حقائب المدارس لأبنائها ومريولا لابنتها وفستانا لتحضر زواج أخت زوجها و،، و...
والأطفال عندي أفك معارك وأغسل وأحفض وأحمم وأقدم لكل طفل وجبة على حدة.. والأمهات سارحات مع سائقي الذي يتذمر كثيرا من مشاوير خيالية يخرج معهن في معظم الأيام من العصر حتى الواحدة أو الثانية ليلا .. والويل الويل لو فتحت فمي ..
أما منزلي فهو في نظرهن قديم ومتهالك ويحتاج الى ترتيب ولكن لم تفكر واحدة منهن بالمبادرة بشيءبل إنهن يتدمرن إن نقص حليب أو عصير ، ووالله إنههن جميعا موظفات ولديهن رواتب ولم يحدث أن تشتري احداهن أغراضا للبيت ولو بالخطأ بل إني والله أحاسبهن إذا طلبت منهمن احضار خبز أو عصير أو خضار من بعض الأسواق التي يتواجدن بها كل يوم تقريبا ،، وهكذا تبدأ الاجازة في دوامة وتنتهي دائما ولم أكن جلست بهدوء مهعهن ولم يسألن عني كيف أعيش وكيف أدبر أمري بل كل مافتحت سيرة انهمرت الانتقادات لي ولبيتي وأثاثه ووحدتي وانعزالي دون أن يقدمن لي أي عون وما إن تبدأ الطيور بالمغادرة انفجر ببكاء لاحد له فقلبي يتقطع عليهن ومن فراقهن فالوحدة أسوأ من هذا كله والظنا غاااالي ولو كان عاقا أو غير مبالي !! ولكني تعبت تعبت تعبت ،، فرفقا يابُنياتي بأمهاتكن ربين وسهرن وعلمن وتعبن فهل نضيف عليهن أعباء جسيمة في عمر هي أحوج ماتكون فيه للراحة والدلال والبر
،، لكل موظفة اجعلي لوالدتك نصيبا من راتبك حتى وإن كانت من أغنى الناس وحين زيارتها أشعريها بحبك لها وأسألي عن كل صغيرة بحياتها وحاولي حلّ الصعوبات التي تواجهها ولا ترمي بأطفالك عليها فلم تعد قادرة وإن تحاملت على نفسها لأجلك أنت ،، و أمسكي مصروف البيت أنت ولا تحملي أعز الناس فوق طاقتها ولاتنسي هدية تسعدها كلما اشتريت لنفسك شيئا .. فالدنيا تدور وستكونين يوما مكانها فاحفظي لنفسك حقوقها مبكرا فكما تدين تدان ..
نصيحة توزن بالذهب يابناتنا وأبنائنا..
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خير