شموخ في زمن الانكسار ."بنان طنطاوى"

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



"صورة من جنازتها رحمها الله"

أشرقي يا معدن الطهر الثمين = درّة بالحق غـراء الجبيـن

الصالحات ..
فهنَّ شموخ في زمن الانكسار

الصالحات ..

وشموع في وقت الظلام

الصالحات ..
منهن من تُبتلى بمرض شديد وتصبر وتحتسب ولا تنقطع عن الدعوة

الصالحات ..

ومنهنَّ من تُخرج من الجامعة لأجل الاختلاط
ومنهن الأم الصابرة على فراق زوجها فهي تقوم برعاية الأولاد وتربيتهم على الخير والفضيلة

الصالحات ..
أشرقي يا معدن الطهر الثمين = درّة بالحق غراء الجبين
أشرقي يا معدن الطهر الثمين = درّة بالحق غراء الجبين

ومنهن أن تسلم وتؤذى لأجل دينها وتُطرد أو يضيق عليها وهي شامخة بإيمانها لا تنثني
ومنهن من لا ترضى إلا بالفردوس الأعلى

فهؤلاء هن القدوات .. الصالحات .. القانتات .. الحافظات للغيب بما حفظ الله .. المطيعات لله .. المُرضيات لأزواجهن ..

محصنات في خدورٍ زوّدت = بالتقى والخلق البذل الأمين

يا بنات الإسلام يا نسل الأولى = سطّروا الأمجاد بالفتح المبين
فتحّوا الأقفال في وجه الضحى = أسعدوا في دنيا ودين

هاهي ؛ ابنة الشيخ الوقور غفر الله لنا وله، وتجاوز عنا وعنه؛ زوجة

علمت مسؤولية الزوجة في البيت، وآمنت بربها، ودعت بما تستطيع، وهيأت لذلك الداعية أن يدعو إلى الله –عز وجل-. انطلق يرد الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الغواية إلى الهدى والهداية، فأغاظ ذلك المنافقين، والذين يَشْرَقُونَ بالنور، والذين ما يعيشون إلا في الظلام،

فما كان منهم إلا أن سجنوه في سجن من السجون، فأرسلت إليه رسالة، فما فحوى هذه الرسالة يا أيتها الداعية، يا أيتها المعلِّمة، يا أيتها المتعلِّمة؟ اسمعي إلى هذه الرسالة ماذا تقول لزوجها وهو في سجنه؟

تقول له:

لا تحزن ولا تفكِّر فيَّ، ولا في أهلك، ولا في مالك، ولا في ولدك، ولكن فكِّر في دينك وواجبك ودعوتك؛ فإننا –والله- لا نطلب منك شيئًا يخصُّنا، وإنما نطلبك في الموقف السليم الكريم الذي يبيِّض وجهك، ويرضي ربك الكريم، يوم تقف بين يديْه حيثما كنت، وأينما كنت، أما نحن فالله معنا، ويكتب لنا الخير، وهو أعلم وأدرى سبحانه وأحكم.

انظر إلى هذه الكلمات، كيف وقفت معه وهو بعيد عنها، وقفت معه لأنها تعلم أنها على ثغرة وأنَّ ثغرةً ذهبت فسدَّت تلك الثغرة،

ثم يشاء الله أن يخرج من ذلك السجن ليُشرَّد في ديار الغرب، وما أُخرج وما نُقِم منه إلا أن قال: ربي الله، واعتز بدينه ومبادئه، شُرِّد في بلاد الغرب ،

ويبتليه الله –عز وجل- هناك أيضًا ليرفع درجته بإذن الله –عز وجل- ، ويوم ابتلاه الله –عز وجل- هناك بكونه يعيش بين الكفار، وكونه مشردًا عن أهله وغيرهم، يُبتلى بالشلل، يُشلُّ في ديار الغرب، لا أهل، ولا صاحب، ولا صديق،

لكن له الله الذي أُخْرِج من أجله، وله الله الذي سُجِنَ من أجله، وله الله الذي دعا من أجله. فماذا فعلت هذه الزوجة؟ بعيدة عنه، بعيدة بجسمها لكن قلبها معه، وروحها معه، هدفها وهدفه واحد؛ وهو نشر دين الله، ولقاء الله، والتعامل مع الله –عز وجل-.


كتبت إليه رسالة هناك وقالت:

لا تحزن يا ، ولا تأس، يرفع الله من يبتليه، إن عجزت عن السير سرت بأقدامنا، وإن عجزت عن الكتابة كتبت بأيدينا، والله معك، الله الله معك ولن يَتِرَك، ولن يضيع لك ما أنت فيه.

ثم تنطلق بعد ذلك لتلحق به في ديار الغرب إلى هناك، لا لتجلس بجانبه تندب حظَّها، ولا لتجلس بجانبه وتقول: جَنَت الدعوة عليه، لا ، وإنما لتجلس بجانبه هناك، لتأخذ أفكاره، وتأخذ علمه، فيكتب هو بيدها، ويسير بقدمها،

فتنشئ مركزًا إسلاميًا في ديار الكفر، فلا إله إلا الله . كم من تائبة تابت على يديها هناك، وكم من ضالة كافرةٍ لا تعرف شيئًا إلا الحياة البهيمية ردها الله على يد ، هناك مع زوجها تستشيره ليعطيها المعلومات، فتنطلق ويأبى أولئك الذين يَشْرَقُون بهذا الدين أن يروا للخير قولة أو جولة،

ويأتي ثلاثة رجال يبحثون عن ذلك المشلول في تلك البلاد، وما وجدوه إلا أن دلُّوا على شقته، فجاءوا فاقتحموها، وتقدموا على هذه الداعية المسكينة -امرأة في بيت غربة، وبعيدة، لكن معها الله الذي قدمت نفسها له- فإذا بها يُطلق عليها خمس رصاصات؛ في العنق، وفي الكتف، وفي الإبط، لتسقط مُدْرَجة بدمائها. أسأل الله أن يجعلها من أهل الفردوس الأعلى.

أسأل الله أن يكتب لها ولمن بعدها من أهلها النعيم المقيم السرمدي الأبدي الذي لا يزول. وأسأل الله أن يوقظ في بنات المسلمين ومعلمات ومتعلمات المسلمين نماذج مثل تلك النماذج، وأَعْظَمَ من تلك النماذج.

10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

**فتاة خير أمة**
بارك الله في من مرو
جوآن الهيلا
جوآن الهيلا
بارك الله فيك ع النقل
بس ياليت كان بالتواريخ شكل الصورة قديمة
ريحانة التميمي
بارك الله فيك موضوع قيم وجميل جدا الله يسر امرك يارب عائلة الطنطاوي عائلة رائعة
**فتاة خير أمة**
بارك الله فيك ع النقل بس ياليت كان بالتواريخ شكل الصورة قديمة
بارك الله فيك ع النقل بس ياليت كان بالتواريخ شكل الصورة قديمة
هنالك في بيتها في ألمانيا.. والزوج غائب.. جاء ثلاثة من أعوان الطغاة من رجال حافظ الأسد بعد ان طردوها من سوريا هي وزوجها عصام العطار ليضعوا نهاية كفاح وجهاد بنان وزوجها ، جاءوا يلاحقون الزوج فلم يجدوا إلا الزوجة المؤمنة تحرس البيت فأفرغوا في صدرها ونحرها خمس رصاصات، أسقطتهم في حمأة الخسَّة والغدر، وعلت بـ"بنان" شهيدة في الجنان ـ إن شاء الله ـ وكان ذلك في 17- 3- 1981م.


بارك الله في مروركم اخواتي اسأل الله لنا ولكم جنة نعيم
ღღ زهـــــرة الــبــيــت ღღ


كيف لا تكون كذلك وهي ابنة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى ..


أسأل الله أن يكتب لها ولمن بعدها من أهلها النعيم المقيم السرمدي الأبدي الذي لا يزول. وأسأل الله أن يوقظ في بنات المسلمين ومعلمات ومتعلمات المسلمين نماذج مثل تلك النماذج، وأَعْظَمَ من تلك النماذج.


جزاك الله خيراً غاليتي فتاة خير أمة

الله يوفقك لكل خير