صبرا أهل غَزّة

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

في مثل هذه الأيام الباردة الشاتية .. تخيّل نفسك مع أمك وأبيك .. وزوجتك و أولادك .. في ليلة مطيرة .. و أنتم جميعا في منزل تهدّمت أبوابه .. وتكسّرت نوافذه .. و انقطع عنكم الماء والكهرباء ..
أطفالك يصرخون من الجوع والبرد .. و زوجتك الحُبلى يُقطّعها الألم .. و لا تستطيع شراء الدواء لها ..
و والداك .. شيخان كبيران .. قد شحبت و جوههما .. و رق عظمهما .. و زاد مرضهما وعناؤهما ..
تخيّل نفسك في هذه الحال .. ولا مال لديك لشراء الغذاء والدواء ..
و إذا ضاقت بك الحيلة لطلب العلاج .. خرجت بوالديك و أطفالك .. مشيا على الأقدام في هذا البرد القارص .. مشيت إلى المستشفى .. فإذا به خواء .. ليس فيه إلا الأنين والصراخ .. فعشرات المرضى قد سبقوك .. بأطفالهم .. و نسائهم .. وشيوخهم .. وهم ينتظرون .. ولكن لا دواء .. و لا أجهزة لأن الكهرباء مقطوعة ..


إن هذه المأساة التي أعرضها لكم ليست من نسج الخيال .. إنما هي حقيقة .. يعانيها إخواننا المحاصرون في غزة ..
إن عرض هذه المأساة ليست تقريرا إخباريا .. ولكنّه تذكير بالواجب الذي تقتضيه الأخوة الإسلامية من النُصرة .. يقول الله عز وجل : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } ، ويقول جل شأنه : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } ، وقال صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " .
ومن لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ..
إن عرض هذه المأساة تذكير لنا بنعمة الأمن التي نعيشها ..
إن عرض هذه المأساة تذكير لنا بأن الغفلة وللامبالاة بما يحل بالمسلمين من نكبات .. قد تؤدي لحلول العقوبة بالغافلين اللاهين .. الذين لا تتمعّر وجوههم .. ولا تتألم نفوسهم .. لِمَا يحُل بإخوانهم ..
بلغ عدد الموتى بسبب هذا الحصار .. بلغوا المائة .. و جُلهم من المرضى والأطفال !!
إن إسرائيل تتحكّم بـ 80 % من كهرباء غزة ..
و 100 % من المياه..
70 % من الوقود ..
إن الذي يجري في غزة ليس حصارا .. إنما هو حرب إبادة لشعب اختار العيش بكرامة .. إنه عقاب جماعي لشعب اختار الإسلام حلا .. وحاكما ..
أيها المسلمون- في غزة أكثر من مليون وخمسمائة ألف مسلم .. يواجهون الإبادة الجماعية !! لماذا ؟ لأنهم أرادوا الإسلام نظاما يحكمهم .. لأنهم لم ينتخبوا نظاما علمانيا .. لأنهم أرادوا أن يعيشوا أحرارا كرماء .. لأنهم وقفوا في وجه المحتل وقالوا

في عزة و إباء : سنقاتلكم - أيها اليهود - بكل نطفة في أصلاب الرجال .. وبكل جنين في أرحام النساء .. وبكل نسمة في الهواء .. وبكل قطرة ماء و ذرة هواء ..
إن إخوانكم في غزة يعيشون مأساة حقيقية .. انظروا ماذا حل بالناس يوم ارتفعت الأسعار .. انظروا كيف ضجر الجميع عدما انهارت الأسهم ..تأملوا كيف يصيب الناس الخوف .. كيف يتأففون عندما تتأثّر و تتكدّر معايشهم و أرزاقهم .. فكيف بمن حياته كلها كدر .. دخوله كدر .. وخروجه كدر .. ونومه كدر .. وقيامه كدر .. يرى البؤس والشقاء في أعين أطفاله .. وفي عظام أبيه وأمه ..
وهكذا يُحارَب إخواننا في فلسطين .. يحاربون في لقمة العيش .. في نسمة الهواء .. يحاربون في الدواء .. يحاربون في عقيدتهم وحريتهم ..
في حين يُفتح المجال للمنظمات اليهودية و النصرانية في جمع التبرعات و الأموال دون حسيب و لا رقيب !!
فصبرا يا أهل فلسطين .. فإن أمم الكفر و لو وقفوا ضدّكم .. بمكرهم وكيدهم .. فإن معكم الفئة التي لا تُغلب .. والمُعين الذي يَخذُل .. ومعكم المَلك الذي لا تنفد خزائنه ..

صبرا يا أهل غزة - فإنْ منعوا عنكم الدواء .. و الغذاء .. و الماء .. فإنهم لا يستطيعون أبدا أن يمنعوا عنكم مدد السماء ..

قولوا لهم : { أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ . أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ . جُندٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنْ الأَحْزَابِ } .
صبرا يا أهل الرباط .. و أبشروا ببشرى النبي .. عندما قال : يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام ! قالوا : يا رسول الله وبم ذلك ؟ قال : " تلك ملائكة الله ! باسطوا أجنحتها على الشام " .
و عن عبد الله بن حوالة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستجدون أجناداً : جنداً بالشام ، وجنداً بالعراق ، وجندا باليمن " . قال عبد الله : فقمت فقلت : خِرْ لي يا رسول الله ! فقال: " عليكم بالشام ... فإن الله عز و جل تكفل لي بالشام و أهله " . قال ربيعة : فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث يقول : ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه .
فصبرا أهل غزة فإن الله معكم
5
403

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

tanweer
tanweer
جزاك الله خيرا أختي على هذا التقرير
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من فرض هذا الحصار الظالم على أهلنا في غزة
أختي أنا من غزة
تصوري بنتي لما تطلب أيس كريم أقول لها بعدين تمرضي ماما منه
ما في دواء في قطاع غزة 000 واللي يمرض ينتظر الموت
وهذا غيض من فيض مما نعانيه
التاجرة أم عبودي
جزاك الله كل خير
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
جزاك الله كل خير
جزاك الله كل خير
اللهم أربط علي قلوب إخواننا المجاهدين، وقّوّي ظهورهم، وثبّت أقدامهم، وأمددهم بمددك وبجندك؛ فانه لا يغلب جندك ولا يُخلف وعدك ، تباركت ربنا وبحمدك، أنت حسبنا ونعم الوكيل، يا أمان الخائفين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا كاشف الضر يا كريم..



اللهم قد جفت في العيون الدموع .. وقلت من حولنا الجيوش والدروع .. وتكالبت علينا الأمم والجموع وشبابُ المسلمين يتلوى بين العُرى والجُوع؛ فاحفظهم، كما حفظت القلب بين الضلوع ، سبحانك أنت خير الحافظين، يا مغيث أغثنا ، يا أمان الخائفين أدركنا..


اللهم يا رافع السماء بلا عمد ولا سقف.. ارفع عنا ما نحن فيه من ضعف .. واصرف عنا الرعب والخوف .. وأيقظ غافلنا من سبات أهل الكهف .. وأمددنا بجبريل وميكائيل ومائة مائة ألف ..

اللهم ارزقنا صحوة الفجر .. وسرعة النصر .. وغوثَ بدر ... وفضل ليلة القدر.. وعظيم الأجر.

اللهم انصر أمة حبيبك محمد ,وأكرم أمة حبيبك محمد ، .. صلي الله عليه وسلم .

اللهم إن بالمسلمين من الجهد والضنك والضيق والظلم مالا نشكوه إلا إليك ، تخلّى عنا القريب و البعيد و لم يبقَ لنا إلاك يا مجيب .. إن لم تكن لنا فمن يكون لنا


اللهم احمي المجاهدين وثبّت قلوبهم وانتصر لهم، وارمِ بهم و ارمِ عنهم وأعزّهم ,وسدد رميهم والطف بهم، وأصلح حالهم، واهد ضالهم واقبل تائبهم وقوّي ضعيفهم وفك أسيرهم، واكس عاريهم وأطعم جائعهم، وأمّن خائفهم، واحفظ أعراضهم، واستر عيوبهم، واقض ديونهم وفّرج همهم وكربهم، ورّد غائبهم، وانصرهم واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم.. واجمع كلمتهم ووحد صفوفهم، وألف بين قلوبهم ، واحقن دمائهم ، واشف جريحهم ، وتقّبل شهيدهم.. واغفر لنا تقصيرنا في نصرتهم.






الله يجزاك خير ويرزقك الجنه على الكلمات الطيبه يالغاليه

غروري غير
غروري غير
tanweer
لاحول ولا قوه الا بالله مالكم " الا الصبر وحنا علينا الدعاء"



التاجرة أم عبودي

وياك اختي مشكوره على ردك
غروري غير
غروري غير
حبيبتهم

وياك اختي ومشكوره على الدعاء