صحوة العلامة إسماعيل آل إسحاق الخوئيني ورسالته لروافضت العالم ,,,

الملتقى العام


صحوة العلامة إسماعيل آل إسحاق الخوئيني

الترجمة الشخصية:

العلامة إسماعيل آل إسحاق الخوئيني: هو أحد الأبناء التسعة الذكور للشيخ آية الله عبد الكريم الخوئيني مؤلف كتاب (كفاية الأصول) باللغة الفارسية، ومن تلاميذ آخوند ملا كاظم الخراساني، ومن أقران آية الله البروجردي، وأستاذ علماء مثل: آية الله ميرزا باقر الزنجاني، وآية الله حاج سيد أحمد الزنجاني، وأستاذ رضا روزبة. )دانشمندان زنجان( مفصلاً].
ولد الأستاذ إسماعيل آل إسحاق في بداية الشهر الأول من عام (1316) الشمسية (1937م) في مدينة زنجان، ومع قصف المدينة بواسطة جيوش المتفقين في الحرب العالمية الثانية انتقل مع والده إلى قرية خوئين الجميلة ذات المناخ الطيب.
وبعد دراسة القرآن ومقدمات الأدب الفارسي والعربي في الخوئين عندما كان عمره ثمان سنوات انتقل مع والده إلى مدينه قم، وأكمل بقية المقدمات والسطح عند الوالد وبقية الأساتذة هناك، ثم لإكمال بقية دروسه انتقل إلى النجف، وقضى ثلاث سنوات في حلقات مشاهير العلماء؛ كآية الله السيد محسن الحكيم، وآية الله السيد أبي القاسم الخوئي وغيره.
ثم رجع إلى قم وحضر دروس آية الله البروجردي، وآية الله الخميني، وآية الله حسين علي المنتظري.
ثم بعد الزواج -بدعوة من الأستاذ روزبه مع كل من آية الله محمد رضا المهدوي الكني، وحسين النوري، وإمامي الكاشاني، وغيرهم- انتقل إلى طهران وأقام فيها، وبدأ يدرس في المدرسة العلوية في طهران العلوم الجديدة، ثم بإشارة من آية الله البروجردي دخل في كلية الإلهيات في جامعة طهران، كان في حينه يدّرس الأستاذ مرتضى المطهري في هذه الكلية في جامعة طهران، قضى الشيخ إسماعيل خمس سنوات تحت إشراف الأستاذ المطهري وغيره من الأساتذة حتى أكمل مدة دراسته هناك.
العمل والنشاط الدعوي والسياسي عند الخوئيني:
في عام (1333هـ ش- (1954م) اشترك مع الدكتور محمد مفتح في تأليف كتاب (روش انديشه) أسلوب الفكر.
من نشاطاته السياسية قيادة تحصن المثقفين في عام (1350-1351ش)- (1972-1973م) في هذه المدة حكم عليه بالسجن، وقضى مدة سجنه في سجن (كميته) و(قزل قلعة) مع تحمل مشاق كثيرة.
من نشاطاته الأخرى تخطيط وتأسيس مؤسسة رفاه طلاب العلوم الدينية في قم، التي افتتحت بمشاركة وحضور الآلاف من الطلاب، وكان آية الله قدوسي المشرف والمفتش من قبل الطلاب على هذه المؤسسة، ولكن (سأواك) -جهاز المخابرات للسلطة في زمن الشاه- انتبه إلى أهمية هذه المؤسسة وأغلقها بواسطة أذنابه.
فقد منع الأستاذ آل إسحاق من التدريس في المدارس الثانوية لمدة أربع سنوات من قبل حكومة الشاه، كما منع آية الله سيد كاظم شريعتمداري، والشيخ مصطفى الاعتمادي، ثم نفي الأستاذ لمدة عام إلى مدينة بيجار في محافظة كردستان.
ولكن الأستاذ بدأ بنشاطات مكثفة بعد الثورة (22/11/1357ش) بما فيها فتح حلقات عقدية مزدحمة في مدن بوشهر وتبريز، وتقديم مساعدات إنسانية عن طريق مؤسسة (بيت الزهراء الخيرية) وإلقاء كلمات ومحاضرات في إذاعة (تبريز) و(آبادان) وغيرها.
كما أن من نشاطاته إجراء برنامج كان يسمى علاقة الجامعة بالمسجد، فإنه كان مكلفاً من قبل مجموعة (العلماء المناضلون) في طهران لإجراء هذا المشروع عن طريق وزارة التعليم في منطقة (12) طهران، وكان مسئولاً عن هذا المشروع لمدة عام، رغم أن وزير التعليم علي أكبر برورش، والسيد ناطق نوري في حفل الافتتاح في مسجد الأستاذ المطهري (مسجد سبهسالار سابقاً) في كلمة مفصلة أكدا على إجراء هذا المشروع، ولكن (مجموعة حجتية) مع الإمكانيات التي تمتلكها والسلطة التي تحظى بها عرقلت إجراء هذا المشروع الهام!
ومن نشاطاته تأسيس مركز المستضعفين الخيري، الذي أسسه مع مجموعة من الشخصيات والعلماء في طهران، وكان الأستاذ عضواً للهيئة المشرفة عليه، إضافةً إلى ذلك أحدث له مزرعة وقناة ماء في صحاري أبهر في محافظة زنجان.


الطموحات وأهم الأحداث في حياة الخوئيني:

كما أن المذكور رشح نفسه لرئاسة الجمهورية بطلب من مجموعة من مؤيديه، وذلك في الدورة الثانية عندما رشح محمد علي رجائي نفسه لذات المنصب، وقد أعلنت الجرائد هذا الخبر، ولكن رجال الحكم خالفوا هذا الترشيح من دون ذكر أي دليل أو مستند، كما أنه بناءً على مسئوليته الشرعية رشح نفسه للاشتراك في (مجلس الخبراء لانتخاب القائد) (المكون من (12) شخصاً: ستة من الفقهاء، وستة من ذوي الاختصاصات المختلفة)، ولكن لم يعلن اسمه ضمن المرشحين من دون ذكر أي دليل!!
من أهم الأحداث في حياة الأستاذ آل إسحاق معرفته بالدكتور أحمد (ميرين) السياد البلوشي -رحمه الله- (دكتوراه في الحديث الشريف من الجامعة الإسلامية بالمدينة الطيبة) الذي اغتالته أيدي الشيعة، الذي أثر في حياته تأثيراً عميقاً، وكان يكنّ احتراماً وتوقيراً خاصاً للدكتور السياد.
كما أن من أحداث حياته التي كانت لها آثارها السلبية، رسالته التي وجهها للإمام الخميني بعد ما أرسل قائد إيران رسالته المشهورة إلى جورباتشوف.
(هنا ذكر المؤلف رسالة الخميني لجورباتشوف المؤرخة (11/10/67ش) بتوقيع روح الله الموسوي الخميني بعد آخر جملة (والسلام على من اتبع الهدى!) ولعدم فائدتها رأى المترجم عدم ذكرها ثم تلاها برسالة الأستاذ آل إسحاق للخميني وهي كالآتي:


رسالة العلامة الخوئيني للخميني:

حضرة الإمام الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران...
بعد السلام يرى (مركز حماة القدس للتحقيقات الإسلامية) من مسئوليته الشرعية أن يذكركم وبقية العلماء ومراجع المسلمين ببعض النقاط فيما يتعلق برسالتكم الموجهة إلى قائد الحزب الشيوعي السوفيتي السابق السيد جورباتشوف.
1- كتابكم مصباح الهداية في بيان عقيدتكم، وبيان الإسلام الذي تريدون عرضه على العالم -لأنه طبع بعد الثورة- هذا الكتاب كله فلسفة وعرفان والذي قدم على أساس أنه هو الإسلام، وهو نفسه وحدة الوجود الذي طبق عليه العقول العشرة، والعقل الفعال مع النور المحمدي والعلوي! برأينا هذا ليس له أي صلة بالإسلام وحقائق الدين، والإسلام مخالف لهذه المسائل.
2- أنتم لم تذكروا في هذه الرسالة أياً من حقائق القرآن وأدلته؛ بل أحلت الرجل على كتب أبو علي سينا (المعروف بابن سينا الفيلسوف المشاء ومبين فلسفة اليونان) والذي كفره محمد الغزالي، وذكر عشرين دليلاً على انحرافاته في كتابه: (تهافت الفلاسفة) وكتب سهروردي -الذي أعدمه المسلمون بسبب أفكاره الانحرافية- وكتب محي الدين بن عربي الإشراقي -الذي هو من معتقدي وحدة الوجود، ورئيس كل العرفاء- وكتب ملا صدرا (الذي كفره علماء أصفهان؛ بسبب اعتقاده بوحدة الوجود وانحرافاته الفكرية، ونفوه إلى قرية كهك في محافظة قم، وقد تبرأ من الفلسفة والعرفان، واستغفر في مقدمة الأسفار).
3- إذا كنتم ما نسيتم فإن درسكم في الفلسفة قد أوقف قبل أربعين سنة في المدرسة الفيضية في قم لهذا السبب، وأنتم رغم كل هذه المسائل لا نعرف لماذا تدلّون الرجل لمعرفة الإسلام إلى الفلاسفة والعرفاء والمنحرفين!!
أليس القرآن يملك أدلة كافية لإثبات ذات الإله سبحانه، وبيان أصول الدين وفروعه؟ ألا يستطيع قادة الإسلام أن يبينوا حقائق القرآن من غير اللجوء إلى الفلسفة والعرفان؟ هل يجور أن ندل قادة العالم إلى الفلسفة والعرفان لمعرفة الإسلام؟
4- فضيلتكم تعلمون أن فلسفة اليونان والعرفان الهندي كانا موجودين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل قبل ظهور عيسى وموسى عليهما السلام في الشرق، فلوكانا صحيحين وفيهما كفاية لهداية البشر، فما هي الضرورة أن يمن الله تعالى على البشرية، ويرسل إلينا رسولاً: (( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ )).
القرآن الكريم يبين أنه قبل مجيء الأنبياء عليهم السلام كانت البشرية في ضلال مبين؛ بسبب هؤلاء الفلاسفة، وفضيلتكم تريد أن يصير (كرٌّ على ما فرّ) وأن يكون أتباع الأنبياء عليهم السلام في (شبك) الفلاسفة والعرفان، ويتأخر باسم الإسلام عدة قرون أخرى.
5- وكان السيد طباطبائي قد منع آية الله البروجردي -رحمه الله- من تدريس فلسفة الأسفار في قم، ولكن فضيلتكم تريد مخالفة العلماء والفقهاء؛ لكي تشتهر علوم الفلسفة.
6- تقولون: (الإسلام المحمدي الخالص)، هذه التسميات ليس لها أي ثمرة غير إيجاد التفرقة والاختلاف.
7- نحن نرى أن تفسحوا المجال للمحققين والعارفين بالإسلام، أن يقوموا ببيان حقائق الإسلام في وسائل الإعلام بدلاً من الفلسفة والعرفان، حتى يعرف الناس في كل العالم حقيقة الإسلام، نرجو أن لا تتذمروا من عملنا هذا الذي نعتبره جزءاً من مسئوليتنا، والسلام على من اتبع الهدى.

مسئول مركز حماة القدس للتحقيقات الإسلامية
كاتب ألف مقال في المسائل الإسلامية
الأحقر إسماعيل آل إسحاق الخوئيني

المحن والابتلاءات في حياة الخوئيني:

بعد نشر هذه الرسالة قبض على الأستاذ وسجن، رغم سابقته العلمية حيث كان قد درس في قم والنجف، وكان من عائلة علم وعلماء وتربى في بيت علم وتحقيق، وكان من عائلة شيعية، وابن آية الله العظمى عبد الكريم الخوئيني رحمه الله، وكان إخوانه يعدون من المدرسين والمحققين في الحوزة العلمية في قم، وكان عدد من أقربائه يشغلون مناصب عالية في الحكومة، منها: رئاسة المحاكم العسكرية، نيابة مؤسسة مستضعفين، قيادة جيش علي بن أبي طالب في حراس الثورة في قم. و..... إلخ.
بناءً على ذلك فإن تغيير عقيدة رجل كهذا ومخالفته العلنية للخرافات، كان أمراً غير مستساغ، وغير قابل للتحمل لحكومة إيران.
من جهة أخرى نجد أن تنفيذ حكم الإعدام عليه من غير أن يرتكب جريمة ودون أي مبرر أيضاً، لم يكن خالياً من الخطر، لذلك كانوا يحاولون بكل الوسائل، وعن طريق التجسس في حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية، أن يربطوه بأى وسيلة بالدول الخارجية والأنظمة العالمية، ولكن بفضل الله لم يتمكنوا من ذلك، فاضطر مسئولو وزارة المخابرات والمباحث الذين كان قد حُول إليهم الملف للضغط على الأستاذ لكي يحصلوا على أي حجة لتنفيذ حكم الإعدام، فأجبروه بعد سبعة أشهر من الضرب والشتم والتعذيب على الإقرار بذنب لم يرتكبه، وقرروا إعدامه. كان الأمر منتهياً وقد أحضروا عائلته من قم وطهران، ففي لقائه مع الأقرباء يقدم لهم وصيته المكتوبة، ويعلن لهم أن هذا هو اللقاء الأخير، ولكن لم يقدر الله إعدامه، ففي هذه الأيام مرض الإمام الخميني ومات، فأخّر إعدام الأستاذ آل إسحاق.
وبرغم وضعه الجسمي السيئ ومرضه القلبي الشديد، نقل الأستاذ مع مجموعة من الآخرين من سجن التوحيد إلى سجن اوين! ولكي يشدوا عليه أكثر ويجبروه على التسليم ويسكتوه، أمروا بإلغاء عمله كرئيس للمكتب حتى يضغطوا عليه من الناحية المالية.
رغم أن الأستاذ كان ذا عائلة كبيرة (خمسة عشر فرداً)، وكان يعاني من مرضه القلبي الشديد؛ بحيث لا يستطيع أن يمشي مسافة ثلاثمائة متر التي كانت بين المكتب إلى البيت دون اللجوء إلى الجلوس كل بضعة أمتار، وما كان يرى أن يأخذ سهم الإمام (الخمس)، كانت هذه الخطوة من الحكومة ضغطاً شديداً، ولكنه صبر ولأجل علاجه باع المزرعة التي كانت ثمرة ثلاثين سنة من جهده.
أثر الإيمان في الابتلاء:
كان أفراد عائلة آل إسحاق أيضاً قد تركوه خوفاً من ضياع منصبهم، وفقدان موقعهم السياسي والاجتماعي فلا يقتربون منه، ولكن الأستاذ لم تزلزله هذه المصائب، وبكل ثقة واطمئنان كان يستمر في مسيرته، كان فعلاً ممن صدقت عليه الآية الكريمة: (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )).
من جهة أخرى كان الأستاذ يتحمل ويقاوم ضغط الأولاد في سبيل استرداد مسئولية المكتب، ويرى أن أي طلب من الحكومة يخالف كمال التوحيد والإخلاص، وإلى آخر لحظة من عمره لم يقدم أي طلب للحكومة الإيرانية، وكثيراً ما كان يردد هذه الآية: (( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ )).
ودائماً كان يردد في المصائب ورد إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، أو يتسلى بالآية الكريمة: (( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ))، ومع الآية الكريمة: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ))، كان يظهر تسليمه للقضاء والقدر، ويقول: لا أريد سوى إرضاء ربي، وكان كثيراً ما يكرر العنايات الخفية وألطاف الخاصة الإلهية، التي قد شهدها ولمسها خلال الابتلاءات المتكررة، ويذّكر من حوله بهذه النعم حتى يطمئنوا ولا ييأسوا.
وفاة العلامة الخوئيني:
كانوا قد صرحوا له في الأيام الأخيرة أنه إذا اجترأ على ممارسة أي نشاط ثقافي أو سياسي، سوف يقدمون على اختلاق حادثة ما ويقضون عليه؛ كحادث مروري أو غير ذلك (كما فعلوا مع الدكتور أحمد ميرين السياد، والأستاذ فاروق فرساد، والمهندس برازنده وغيرهم)، ولكنه لم يتوقف عن النشاط إلى آخر لحظة من حياته، بل إلى آخر يوم من حياته كان مشغولاً بالتأليف والكتابة، إلى أن توفي رحمه الله في (16/7/1379ش) (9-رجب 1421هـ) (7/10/2000م).
آخر رسالة للعلامة الخوئيني:
قبل أن نذكر بعض آثار الأستاذ نريد أن نطلعكم على آخر رسالة كتبها قبيل وفاته.
باسمه تعالى.
الصديق العزيز، بعد السلام
أريد أن ألفت نظركم إلى النقاط التالية لعلكم تقرءونها بدقة:
الثورة الإسلامية في إيران عرضت الإسلام على مستوى العالم، وتدعي أن الإسلام يستطيع أن يوصل البشرية إلى سعادة الدنيا والآخرة، فالناس في العالم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
1- منكري الله والآخرة؛ الذين لا يعتقدون بمثل هذه الأمور ولا يلتفتون إليها.
2- محبي الدين والأديان والمعتقدين بالله وببرنامج الدين الحامل للسعادة، الذين يبحثون دوماً ويتمنون الوصول إلى حقيقة الدين، ولكن لأسباب عدة، منها: حكم الجبابرة والظلمة، وسياساتهم الباطلة، وتبليغ أنواع الفلسفة والعرفان وغلو الغلاة، وأنواع التفسير بالرأي للقرآن الكريم، والتعصبات المختلفة والعداء المستمر؛ بقي الدين وحقيقته مختفية عن أنظار هؤلاء.
والآن جميع الباحثين عن حقيقة الإسلام يتعطشون لكتاب يبين لهم حقيقة هذا الدين، كان يظن هؤلاء أن الإسلام الذي يقدمه الإمام الخميني هو نفسه الدين الإلهي، لذلك كان الجميع ينتظرون ليروا في إيران نتيجة ذلك الدين الذي يسمى (الإسلام الخالص المحمدي) ولكن مع الأسف بعد مضي (21) عاماً من حكم هذا الإسلام في إيران ما كانت نتيجته إلا امتلاء السجون بطالبي الحرية، وإعدام الألوف ممن يطالبون بالحرية، والمجاعة والسيطرة على وسائل الإعلام، والتعذيب والكذب إلى درجة أن الإنسان يستحي أن يستمع إلى الإذاعات الخارجية، ونرى أن ذلك العطش لا زال باقياً في قلوب مسلمي العالم.
والمثقفون إذا لم يحصلوا على جواب صحيح يشكون في أصل الدين الإسلامي والرب وبعثة الأنبياء عليهم السلام ويهربون منه، ويقبلون على العلمانية واللادينية.
3- الحزب الحاكم في إيران أو المعتقدين بصحة الشيعة الصفوية الموجودة ولغفلة المخدوعين، فإن القدرة التي وجدت في إيران، وتهدد العالم الإسلامي والحضارة البشرية جاءت بواسطة حماة هذا المذهب وليس الإسلام.

مبررات اختراع المذهب الشيعي:

والمذهب الشيعي السياسي هو حزب سياسي، ظهر باسم الدين وهو مذهب (مخترع) في الدين، ولكي يوجهوا كل السياسات والحركات، ويتمكنوا من الظلم والإجحاف والكذب والإعدام، ولكي ينتقموا من الخلافة والإسلام والمسلمين سموا أنفسهم مسلمين، واخترعوا عناوين الإمامة والولاية، ولكي يستطيع الإمام والقائد أن يتخذ أي قرار شاء أعطوه الولاية الإلهية، والولاية التكوينية والتشريعية والحاكمية المطلقة والولاية المطلقة.
لماذا زعموا بأن المهدي المفترض المزعوم غائب؟ لكي يستطيعوا أن يدعوا خلافته ونيابته والولاية المطلقة، ولأجل تأسيس هذا وترويجه بدأوا يفسرون ويؤولون آيات القرآن الكريم حسب هواهم.
ووضعوا آلاف الأحاديث باسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واخترعوا مئات المعجزات والكرامات، واخترعوا أجوراً خيالية لزيارة القبور وكتبوا كتباً، واخترعوا قصصاً مثل الغدير، ووضعوا روايات كثيرة على ألسنة الأئمة، وألفوا كتباً مثل نهج البلاغة بعد أربعمائة سنة من وفاة علي رضي الله عنه، واخترعوا الصحيفة السجادية وحديث الكساء من دون سند!! وألفوا كتباً مثل مفاتيح الجنان وزاد المعاد، وتعبوا قروناً حتى وضعوا كتباً في مقابل الصحاح الستّة لأهل السنة؛ كالكافي، والوافي، ومن لا يحضره الفقيه، والاستبصار، ولأجل القوة المالية اخترعوا الخمس وسهم الإمام، ولأجل الإطاعة المطلقة من المرجع اخترعوا المرجعية والرسائل العلمية.
واخترع لهم الصفوية مجالس التعازي، وضرب الصدور، والسلاسل والسكاكين، ولأجل الترويج الدائم للمذهب الشيعي اخترعوا التواشيح والأغاني المبكية وجعلوها ثقافة، ولكي لا يستطيع أحد أن يتكلم اخترعوا المداحية لعلي، واخترعوا الشعر وأنشدوا في وصف علي، وبنوا قباباً وأضرحة على القبور، وزركشوها بالذهب.
وقد ضخموا الإمامة الشخصية، هذه الأكذوبة التي هي قطعاً ويقيناً مخالفة للقرآن، ضخموها وكبروها، كما ضخموا وفخموا قضية المهدي المزعوم وعرضوها بشكل قاطع وجدي، واخترعوا له احتفالات مولد، وخرافات أخرى إلى درجة لا يبقى فيها مجال للإنكار ولا حتى التفكير والتدبر في سبب اختراع هذا المذهب وهذا الحزب السياسي، وقد كسبوا القوة والنجاح عدة مرات بهذه الطريقة.
نجاح الرافضة عبر التاريخ:
1- قتل عمر بواسطة أبو لؤلؤة فيروز الإيراني.
2- قتل عثمان في المدينة بواسطة مجموعة كأنها تنوي مكة في لباس الإحرام، وكان عددهم أربعمائة وسبعين (470) شخصاً جاءوا من الكوفة (مركز تجمع الإيرانيين والمدائنيين المهزومين).
3- قتل الإمام علي بواسطة ابن ملجم القادم من الكوفة ومن الإيرانيين.
4- قتل الإمام الحسن بواسطة زوجته جعدة من الكوفة وهي إيرانية.
5- دعوة الإمام الحسين بواسطة أهل الكوفة -أي: نفس الحزب الشيعي من قبل الإيرانيين المنهزمين من العرب- وقتله في كربلاء.
6- ترك نصرة زيد بن علي بن الحسين حتى قتل وعلق على الدار لمدة سنة.
7- الاجتماع حول مختار في الكوفة.
8- الاجتماع حول مصعب وقتل مختار.
9- الاجتماع حول محمد بن الحنفية في المدينة، والإشاعة بأنه الإمام الغائب في جبل رضوى وذي الطول، وتأسيس الفرقة الحنفية (الشيعية).
10- تأسيس الفرقة الزيدية المعتقدة بإمامة زيد بن علي بن الحسين، الذي قتل في اليمن ولازالت هذه الفرقة موجودة.
11- تأسيس الفرقة الإسماعيلية في مقابل جعفر الصادق، حتى يوجد اليوم ما يقارب عشرون مليوناً إسماعيلي بين المسلمين، وقد وصلوا إلى الحكم عدة مرات منها في مصر وفي إيران بو اسطة حسن الصباح وغيره.
12- تأسيس الفاطميين ووصولهم إلى الحكم ثم سقوطهم في مصر.
13- تأسيس العلويين في مازندران (من محافظات إيران).
14- الهجوم على بني أمية من خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني.
15- الهجوم على مركز الخلافة الإسلامية في بغداد بواسطة جيش هولاكو وإسقاط الحكومة المركزية والمعتصم في بغداد، بقيادة خواجة نصير الدين الطوسي.
16- تأسيس حكومة شيعية في سلطانية بواسطة شاه (الملك) خدابنده .
17- تأسيس الصفوية في أردبيل (إيران).
18- تأسيس البابية بواسطة سيد علي محمد باب.
19- وتأسيس البهائية بواسطة خلفه بهاء الله ( ميرزا حسين علي).
20- وأخيراً تأسيس حكومة جمهورية إيران الإسلامية!
تلاحظون أن كل هذه حركات ولدت بواسطة الشيعة، والمذهب الشيعي، وباسم دين الإسلام، واليوم ظهرت في الدنيا بشكل أكمل وأشد صرامة وجدية وتسلحاً، وكل ذلك لإغفال عباد الله بواسطة القادة المذهبيين.
الخطر باق:
وما دام هؤلاء القادة موجودين، وزعم حقانية هذا المذهب موجود، ومادام يعرض المذهب الجعفري على أنه هو الحق والبقية على باطل، ولا رادع لكل هذه الأمور، والناس يظنون أن في الدين إمامة وولاية، وكل من يقتل في هذا السبيل فهو شهيد وفي الجنة، سوف يستمر هذا الفكر وهذا البرنامج وهذا المخطط، وتتوسع دائرة قتل العلماء والمحققين التي اشتهرت بـ(المقتلة المسلسلة) ويشتد أكثر من ذي قبل، ولا يبقى أمل لنجاة الإسلام والمسلمين من أيدي هؤلاء القادة والأولياء الفقهاء وهذه الحوزات، وهذا المذهب وهذا المخطط.
لماذا بدأنا العمل؟
سوف يتبين لكم في ضوء كتابة هذا المختصر بإذن الله السبب الذي جعلنا نبدأ التحقيق العلمي المبني على خمسة آلاف آية من القرآن الكريم، وتتبين أهميته ودوره في إنقاذ المسلمين.
بعد خمسين سنة من البحث والمطالعة، ومعرفة الإسلام والبحث في مختلف المذاهب الفلسفية والعرفانية، وأفكار الغلاة ومختلف المذاهب، وصلت إلى هذه النتيجة وهي أن حقيقة الدين الصافية هو القرآن الكريم، فإن القرآن نفسه يدعونا مراراً إلى قراءته والتدبر والتفكر فيه، وسبب كل هذا الضلال والحيرة والبعد العام عن حقائق الدين والقرآن هو عدم قراءة القرآن، والتدبر في القرآن، وعدم معرفة نظرة القرآن إلى الكون والحياة.
وفي المقابل قام الفلاسفة والعرفاء والغلاة والشيوعيون والملحدون باستغلال هذا الجهل والبعد عن حقيقة الدين والقرآن، فكل اتجاه منهم بطريقة أدخلوا أفكارهم وعقائدهم في الدين وخلطوها به ، والسيد الخميني هو أنجح فيلسوف وعارف وغال في الدين، وهو الذي استطاع أن يعرض أفكاره الفلسفية التي كانت متأثرة بفلسفة اليونان وعرفان الهند باسم الإسلام، وشرحها في كتبه لاسيما كتابه: مصباح الهداية.
وإسلامهم (الإسلام الخالص المحمدي) يعنون به الفلسفة المختلطة بالدين والعرفان وغلو الغلاة باسم المذهب وباسم التشيع وباسم الثورة، واستطاع استغلال عواطف الشعوب، وأن يقدم هو وجماعته تلك الأفكار باسم (الإسلام الخالص المحمدي) ويعلنوها ويروجوا لها، ولو أقدم واحد مثلي فقط على كتابة رسالة إليهم، أو في وسائل الإعلام في هذا الصدد ويكشف عوارهم، فلابد أن يقابل بالتعذيب والتهم والإعدام، وأقل شيء سجن ست سنوات.
هكذا أنقذني الله تعالى:
في اليوم الذي أرادوا أن يعدموني ولفقوا لإعدامي تهماً، وفتحوا ملفات فقط لأجل رسالة (وجهتها إلى الخميني)، توفي الخميني فشاء الله أن أبقى حياً (سوف تنشر تلك الرسالة)، ووُفقت أن أسجل كلماتي في الجو الضيق في غرفة مغلقة في (السجن الخاص للعلماء)، وإن كان عملاؤهم قد سرقوا ثلاثة آلاف صفحة من تحقيقاتي ومحوها، وألفي مجلد من اثنين من مؤلفاتي (آفات شناخت) و(أشكال شناخت) من المكتبات والمعارض في العالم جمعوها ومحوها، وفي مثل هذه الظروف الخانقة في إيران لا يمكنني عمل شيء غير كتابة تلك الحقائق.
15
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ملكة سبأ1
ملكة سبأ1
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك ِ الله خير يـا / عاشقة الصداقة على النقل الموفــق
أين المخدوعين بالمعممين
الذين يفتون ويحكمون بغير ما أنزل الله ليروا حقيقة معمميهم .
إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
غرووووب نجد
غرووووب نجد
الله يهدي ضال المسلمين يارب
سمو الاميرة20
سمو الاميرة20
الله ينصر انصار السنه
شموخ الفرح
شموخ الفرح
بارك الله فيك

تقبلي مروري



شموووووووووووووووووووخ
عاشقة الصداقة
شاااااااااااااكره مروركم ,,,
اللهم ارحمه وغفر له وجعل قبرة روضتا من رياااض الجنه