ام جومانة

ام جومانة @am_goman

عضوة فعالة

صراخ الأمهات في البيوت

الأسرة والمجتمع

صراخ الأمهات في البيوت !

د.أحمد فوزي توفيق .



ظاهرة جديدة تسللت إلى حياتنا وبيوتنا وأصبحت مرضا خطيرا بل وباء مزعجا ينتشر :النار في الهشيم ، الظاهرة الصراخ المستمر للزوجة " الأم" طوال اليوم حتى لا يكاد يخلو منه بيت أو تنجو منه أسرة لديها أطفال في المراحل التعليمية المختلفة .

ففي معظم بيوتنا الآن وبسبب الأعباء المتزايدة على الأم بسبب العمل وصعوبة الحياة وسرعة إيقاعها ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والضغوط النفسية المتزايدة ، وربما أيضا بسبب طموحات المرآة التي تصطدم غالبا بصخرة الواقع المر والمعاكس ، بالإضافة إلى مسئولية الأم في مساعدة أطفالها في تحصيل وفهم استيعاب دروسهم ودس المعلومات في رؤوسهم بعد أن فقدت المدرسة دورها ،


الأمر الذي جعل الأم في موقف صعب لا تحسد عليه ، فكيف لها بعد يوم عمل شاق وطويل ومعاناة في العمل وفي الشارع في رحلتي الذهاب والعودة ، وربما بسبب القهر الذي تشعر به من الرجال تجاهها خارج المنزل، وأحيانا داخله ، كيف لها بعد كل ذلك أن تقوم بدورها في تربية وتنشئة أطفالها وتقويم سلوكياتهم وإصلاح " المعوج" منها أمام طوفان من التأثيرات السلبية تحيط بهم من كل جانب في زمن القنوات المفتوحة والدش والإنترنت والموبايل والإعلانات الاستفزازية؟؟

وكيف لها بعد أن تعود إلى بيتها مرهقة ومنهكة وغالبا محبطة أن تدرس الدروس والمعلومات والإرشادات والتوجيهات في عقول أبنائها في برشامة مركزة يصعب عليهم غالبا ابتلاعها !

وهنا ظهر المرض ومعه الكثير من الأمراض المختلفة ، وكثرت الضحايا وامتلأت عيادات الأطباء بأمهات معذبات تجمعهن غالبا ظروف متشابهة وهي انشغال الأب بعمله أو سفره للخارج ، واعتقاده الخاطئ أن دوره يقتصر على توفير الأموال لأسرته واعتماده الكامل على الزوجة في التربية والتنشئة ومساعدة الأطفال في تحصيل دروسهم ..

الأمر الذي شكل عبئا كبيرا على الزوجية وضغطا مستمرا على أعصابها الخطورة هنا أنه مع تطور أعراض المرض والتي تبدأ كالعادة " ذاكر يا ولد .. ذاكري يا بنت .. اسكت يا ولد .. حرام عليكم تعبتوني ...الخ

تقوم الأم ذلك بانفعال وحدة ثم بصوت عال ورويدا رويدا تبدأ في الصراخ وتفقد أعصابها تماما وتتحول الحياة في البيت إلى جحيم ..
وهنا يبدأ الأطفال في الاعتياد على الصراخ ويتعايشون معه فهم يصبحون عليه ويمسون عليه " اصحي يا ولد الباص زمانه جاي .. نامي يا بنت عشان تصحي بدري " اطفي التليفزيون يا بني آدم ابقوا قابلوني لو فلحتم .. الخ . المهم في هذا الجو يبدأ كبار الأطفال في التعامل مع أشقائهم الأصغر بأسلوب الصراخ .

وهنا يزداد صراخ الأم للسيطرة على الموقف .. ولو فكر أحد يوما في أن يستعمل السلم بدلا من المصعد للصعود إلى شقته فسوف يسمع صراخا يصم الأذنين ينبعث من معظم الشقق وعندما يحضر الأب بعد يوم شاق واجه خلاله ضوضاء وصراخا في كل مكان في العمل في الشارع ويكون محملا غالبا بمشاكل وصراعات وإحباطات وربما أيضا بصراخ الضمير في زمن أصبح الماسك فيه على دينه ,أمانته ونزاهته وأخلاقه كماسك الجمر بيده أو بكلتي يديه المهم عند عودة الأب يحاول الجميع افتعال الهدوء تجنبا لمواجهات حتمية قد لا تحمد عقباها ، ولكن لان الطبع يغلب التطبع ، لان المرض يكون قد أصاب كل أفراد الأسرة ..

فان الأب يفاجأ بالظاهرة بعد أن أصبحت مرضا مدمرا فيبدأ المناقشة مع زوجته .

ماذا حدث ؟
وما الذي جرى لكم؟
صوتكم واصل للشارع ؟

فــتبكي الزوجة :icon33:المسكينة وتنهار وتعترض : نعم أنا أصرخ طوال النهار أنا قربت أتجنن ولكنه الأسلوب الوحيد الذي أستطيع التعامل به مع أولادك ..

أقعد معانا يوم:44: وجرب بنفسك " .

وهنا ربما يحاول الزوج احتواء الموقف ودعوة زوجته المنهارة للهدوء وربما يطيب خاطرها بكلمة :39:أو كلمتين ولكن - وهذا هو الأغلب حدوثا للآسف – ربما ينحرف الحوار إلى الجهة الأخرى خاصة عندما يؤكد الزوج لزوجته أنه هو الآخر على أخره وتعبان ومحبط وعايز يأكل وينام وهنا قد تصرخ الزوجة حرام عليك حس بيه شويه أتكلم أمتي معاك ؟ ساعدني أنا محتاجة لك ويرد الزوج غالبا وأنا محتاج لشوية هدوء حرام عليك أنت ".


وكلمة وكلمتين يجد الزوج نفسه في النهاية يصرخ هو الآخر ، فلا أسلوب يمكن التعامل به مع هؤلاء سوي الصراخ وتفشل محولات بعض العقلاء من الأزواج في احتواء الموقف والتعامل مع الظاهرة " الصارخة " بالحكمة والمنطق والهدوء

ويستمر الجحيم الانهيار

فإلى متى ستظلين تصرخين يا سيدتي ؟
وربما أردت أيضا أن أضع هذه الظاهرة الخطيرة على مائدة البحث والدراسة ، وان استنفر الجميع لمحاولة البحث عن أسبابها وعلاجها ولعل من المناسب أن اطرح سؤالا أخيرا :

ما الذي جرى للدنيا ؟


أين أمهات الزمن الجميل ؟

هل كانت أمهاتنا يصرخن مهما زاد عدد أفراد الأسرة ؟

وهل فشلن في تربيتنا وتنشئتنا ؟

ولماذا إذن الكثيرون منا رجالا ونساء فاشلون في تربية أطفالهم ورعاية أسرهم ؟

لماذا أصبح الصراخ هو اللغة الوحيدة للحوار ، بل السمة المميزة والمسموعة لبيوتنا ؟





المصدر : موقع مهارات النجاح .
5
524

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أنجرح ولا أجرح
يعطيك العافية على الموضوع
Queen*night
Queen*night
احس جاني صداع من قراءة كلمة صراخ

للأسف فعلا الصراخ وسيلتي في البيت ليش مابعرف بس جاني صداع من كثر الصريخ لا وحلقي صار يألمني على طول

أنا أعرف الحل بس مش عاجبني

( الحل هوه لما تأمري ابنك او بنتك لاتأمريهم من بعيد لازم تقومي وتمسكيهم من ايدهم وتقوميهم وتخليهم ينفذوا الامر ) بس للي عندها واحد ،اثنين مش خمسه او سته

الله يعينا ويعين اولادنا ورجالنا
IN HOME ALONE
IN HOME ALONE
والله ظاهرة الصراخ مب سعودية الله يهديكم

ههههههههههههه أتذكر جيران اختي من جنسية مشهورة عندنا بالدلع واللذي منو

و ربي كلهم الزوجين انواع الصراخ يوصلنا وحنا جالسين يارب لك الحمد
zina
zina
والله العظيم وانا بنت عمر صوتي ما طلع ولا عمري عصبت لكن بعد الزواج والاولاد كل يوووم صراااااخ
غصب عني واغلب الصراخ عشان التلفزيون والله ما عجبهم شئ عندهم كل شئ احنا لمى كنا بسنهم كنا هادييين
نام على 8 مساااء عمرنا ما ردينا كلمى للامي او ابوي
هذولا يعني اولادي الله يهديهم ما في شئ معبي عينهم حتى لعبهم بصرااااخ ونطنطة مش طبيعية غصب عني
بصير اصرخ اولى مرة بجيهم بالاسلوب الحلو وثاني مرة بس لا حياة لمن تنادي
ما بقول الا الله يهديهم