صَلاحُ الأُمَّةِ مَربُوطٌ بِصَلاحِ مُجتَمَعَاتِهَا

الملتقى العام



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صَلاحُ الأُمَّةِ مَربُوطٌ بِصَلاحِ مُجتَمَعَاتِهَا، وَصَلاحُ مُجتَمَعَاتِهَا مَبنيٌّ عَلَى صَلاحِ أَفرَادِهَا،
وَصَلاحُ الأَفرَادِ مَنشَؤُهُ صَلاحُ القُلُوبِ،
قَالَ - عليه الصلاة والسلام -: (( أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَةً إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الجَسَدُ
كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ،أَلا وَهِيَ القَلبُ
)) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ.
حِينَ تَصلُحُ القُلُوبُ وَتَصِحُّ، تَصلُحُ الأُمَّةُ وَتَصحُو مِن سُبَاتِهَا،
وَتَتَيَقَّظُ مِن غَفَواتِهَا وَغَفَلاتِهَا، تَعرِفُ المَعرُوفَ فَتَأتِيهِ، وَتُنكِرُ المُنكَرَ فَتَجتَنِبُهُ، تُعَظِّمُ أَوَامِرَ اللهِ وَنَوَاهِيَهُ،
تُحِبُّ للهِ وَتُبغِضُ لَهُ، وَتُعطِي للهِ وَتَمنَعُ لَهُ، وَتُوَالي في اللهِ وَتُعَادِي
فِيهِ.أَمَّا وَنَحنُ في زَمَنٍ تُعرَضُ فِيهِ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ لَيلاً وَنَهَارًا،
وَتَتَوَالى عَلَى الأَفئِدَةِ المِحَنُ كِبَارًا وَصِغَارًا، فَلا بُدَّ أَن تَتَعَلَّمَ القُلُوبُ
أَنَّهُ لا بُدَّ لها في خِضَمِّ هَذِهِ المُنَازَلَةِ مِن مُبَايَنَةٍ وَمُفَاصَلَةٍ،
مُفَاصَلَةٌ تُنكِرُ فِيهَا البَاطِلَ بِجَمِيعِ أَنوَاعِهِ وَأَشكَالِهِ، وَتَأخُذُ الحَقَّ وَتَتَمَسَّكُ بِهِ،
لِتَنجُوَ وَتَصِحَّ وَتَصلُحَ، وَإِلاَّ خَسِرَت وَمَرِضَت وَفَسَدَت،
قَالَ - عليه الصلاة والسلام -: (( تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَالحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ سَودَاءُ، وَأَيُّ قَلبٍ أَنكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ بَيضَاءُ،
حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلبَينِ: عَلَى أَبيَضَ مِثلِ الصَّفَا فَلا تَضُرُّهُ فِتنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ،
وَالآخَرُ أَسوَدَ مُربَادًّا كَالكُوزِ مُجَخِّيًا، لا يَعرِفُ مَعرُوفًا وَلا يُنكِرُ مُنكَرًا إِلاَّ مَا أُشرِبَ مِن هَوَاهُ
)) رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ.
إِنَّهُ صَفَاءُ المَقصِدِ وَإِخلاصُ النِّيَّةِ، وَسَلامَةُ المَنهَجِ وَوُضُوحُ التَّوَجُّهِ،
تَكُونُ بِهِ النَّجَاةُ في الدُّنيَا وَالفَوزُ في الآخِرَةِ،
وَأَمَّا التَّخلِيطُ وَالتَّخَبُّطُ وَالتَّذَبذُبُ، وَالأَخذُ مِن هُنَا وَهُنَاكَ دُونَ تَميِيزٍ،
فَإِنَّمَا نِهَايَتُهُ الهَلاكُ وَالخَسَارُ وَالبَوَارُ،
وَمَنشَأُ هَذَا وَذَاكَ ـ أُمَّةَ الإِسلامِ ـ إِنَّمَا هُوَ تَعَلُّقُ القُلُوبِ بِمَن تُحِبُّ،
فَمَتى كَانَتِ القُلُوبُ بِرَبِّهَا مُتَعَلِّقَةً،
وَإِلَيهِ وَحدَهُ مُتَوَجِّهَةً، وَبِذِكرِهِ مُطمَئِنَّةً، فَهَنِيئًا لها وَلأَهلِهَا! وَمَا أَحرَاهَا إِذْ ذَاكَ بِالهِدَايَةِ وَالثَّبَاتِ!
وَمَتى كَانَت بِغَيرِ اللهِ مُتَعِلَّقَةً،وَإِلى سِوَاهُ مُتَوَجِّهَةً، وَبِغَيرِ فَضلِهِ وَرَحمَتِهِ فَرِحَةً، فَتَعسًا لها
وَلأَصحَابِهَا! وَمَا أَشَدَّ زَيغَهَا حَينَئِذٍ وَأَكبَرَ ضَلالَهَا!
منقول

24
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام عبودي 615
ام عبودي 615
موضووع رووووعه من عضوه اررروع يسلمووو كلااام سليييم
اللهم انا نسألك الصلاح في ديننا ودنيانا
راقية الفكر
راقية الفكر
بارك الله فيك
ونفع بك
~ كـنــوووزة ~
~ كـنــوووزة ~
صادقة في نقلك

فالاصلاح النفسي للفرد اساس استقامته وصلاح مجتمعه ثم امته
فالامة بحاجة الى انضواء افرادها تحت لوائها
وميدان الاصلاح يكمن في التوحيد الخالص والتحذير من دعاوى الجاهلية
ومظاهر الشرك و انماط البدع ومحاربة كل اسباب الانحراف
عن دين الفطرة باظهار الحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
بوسيلة العلم الشرعي الصحيح
وبمنهج مستمد من الكتاب والسنة وما عليه سلف الامة

موضوع ممير ومفيد يستحق التقييم

جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك



الزورق222
الزورق222
ماادري انا لي رؤية بهالنقطه اذا صلح حال المرأه في المجتمع سيصلح المجتمع المرأه هي المجتمع بأكمله لان الرجل هو نتاج صنع المرأه ..
ssaarrhh11
ssaarrhh11
موضوع مميز ربي يعطيك العافيه