الفكرة نجحت في تعزيز «صلة الرحم»
«صندوق العائلة».. حل سريع للأزمات والقضاء على السؤال عند الحاجة!
الدمام، تحقيق - نورة الشومر
كثير ما تقف الحاجة المادية عقبة أمام كثيرين منا، لاسيما عند حدوث ظرف طارئ يتطلب مبلغا ماليا من دون سابق إنذار، لذا نلاحظ اتجاه كثير من الأسر والعوائل بمجتمعنا إلى التكاتف بعضهم مع بعض بطرائق عديدة أبرزها تخصيص "صندوق العائلة" لفك وحل أزمات أفراد العائلة، بحيث يطلب من جميع أفراد العائلة الواحدة، تخصيص مبلغ مالي يوضع بالصندوق.. قد يكون سنوياً وقد يكون شهرياً؛ حسب الاتفاق المسبق بين أفراد العائلة..
صناديق العائلة إلى أي مدى أفادت الأسر؟، وما مدى نجاحها؟، والتزام كل أسرة بالدفع؟..
مساعدة المحتاجين
تروي لنا السيدة أم بدر الجعفري موظفة بأحد القطاعات الخاصة، عن إحدى الطرائق في عائلتها قائلة: من سنتين فقط بدأنا في تخصيص صندوق في عائلتنا؛ فهناك شخص واحد من أقاربي يتولى أمور الصندوق، وهو من حدد لنا مبلغ ألف ريال شهرياً من كل بيت من بيوت العائلة نفسها، ونحن بصراحة نلتزم بدفعها بالموعد المحدد، فعلى الرغم من أن كثيرا من أفراد الأسرة لا يسكنون بمنطقة واحدة، إلا أن الجميع يرسل المبلغ عن طريق البنوك للشخص المحدد وكأن الأمر واجب حتمي لا يحتمل التأجيل..
وأضافت: لقد استفدنا من الصندوق وكان حلا لنا في عدة أمور منها؛ عندما حصل حادث لأحد أقاربي من سبعة شهور واحتاج إلى علاج والسفر للخارج، حينها كان مبلغ الصندوق الفرج الأول في مصيبته، وبفضل الله ثم بالمبلغ الذي يحويه الصندوق تحقق علاجه وعودته بالسلامة، كما أفاد الصندوق كثيرا من أسرنا في حل التزاماتها المالية الطارئة، والوقوف مع المحتاجين، والمساعدة على الزواج، ودعم مهارات أفراد الأسرة من خلال تكفل الصندوق بدعم الدورات التدريبية الخاصة.
حل المشاكل الطارئة
وهناك من يخصص من العوائل اجتماعا كل ثلاثة أشهر لمناقشة أوضاع الأسرة المالية، ومن يستحق المساعدة والدعم، حيث يفترض حضور جميع أفراد العائلة من أي مكان كانوا؛ وهو ما يحصل مع أسرة سارة الزامل التي قالت: إن "صندوق العائلة" قدم لنا جانباً مهماً في تكفله باللقاءات الأسرية الدورية، التي تتم بين أفراد العائلة خلال ثلاثة أشهر، حيث يتم دفع تكاليف اللقاء من الصندوق، إلى جانب تنظيم بعض المسابقات وتوزيع الهدايا، وتكريم المتميزين والمتفوقين من أبناء العائلة، كذلك استضافة أخصائيين اجتماعيين وتربويين خلال اللقاء؛ لتقديم توجيهاتهم ونصائحهم لأفراد الأسرة، لا سيما الشباب، بهدف معالجة مشكلاتهم سواء أكانت مشكلات تعليمية أم اقتصادية أم ثقافية وغيرها، بما يعزز جوانب التوجيه والإرشاد لهم، ويكونون فاعلين ومنتجين في أسرهم ومجتمعهم.
استثمار مالي
ومن نتائج الصندوق الإيجابية أيضاً تشاركنا الفتاة بشرى السبيعي، قائلة: منذ صغري وعائلتنا تجمع مبلغا ماديا من كل فرد كبيرا أو صغيرا؛ بغرض وضعه بالصندوق المخصص، ومؤخراً تم شراء صالة أفراح من مبلغ الصندوق ليتم تزويج أي فرد من أفراد العائلة في هذه الصالة من دون دفع أي مبلغ، إلى جانب استثمار القاعة في مناسبات الأسرة المختلفة، وتحقيق عوائد مالية مجزية من تأجيره خلال أيام السنة.
الإحساس بالآخرين
الأخصائية الاجتماعية علياء الفهد تبين أهمية استثمار هذه الصناديق في تنمية جانب الوعي لدى أفراد الأسرة، ومن ذلك الدعوات التي تأتيها من عوائل عدة للمشاركة وطرح موضوع ما، وقالت: لم أكن أتوقع أن هناك عوائل وأسرا تهتم بطرح المواضيع الاجتماعية من خلال اجتماعاتهم الدورية، إلا أنني لامست هذا الأمر بالواقع، وأتمنى أن تتكاتف جميع العوائل بهذه الطريقة المفيدة، فالذي نلاحظه هو الاجتماع الأسبوعي، أو الشهري للعائلة الواحدة، ويضيع بأمور وأحاديث غير مفيدة ولا تنفع الآباء ولا الأمهات ولا حتى الأبناء، ولو استبدلناها بعادة أفضل و باستغلال هذه الجمعات والزيارات بأمور نافعة من ميزانية صندوق العائلة، أو مناقشة موضوع ما يشارك فيه الجميع، ولذا أراهن على التماس الجميع الفرق والوعي، والأهم من ذلك ترابط الجميع والإحساس بالآخرين.
قروض عائلية
ياسر السويلم هو أمين صندوق عائلة السويلم، قال: قبل خمس سنوات واجهنا صعوبة عند اقتراح فكرة الصندوق، فبين مؤيد ومعارض؛ ولكن مع التماس فعالية الصندوق تبدل الحال، فأنا حالياً مسؤول عن الصندوق وعن مطالبة ومتابعة أفراد العائلة من ناحية الصندوق، فالكبار والموظفون بالعائلة سواء سيدات أو رجالا يجب أن يقدموا 500 ريال شهرياً ويأتي تذكيري بها عن طريق رسائل الجوال بشكل شهري، مشيراً إلى انه في الأوانة الأخيرة استغنى شبان العائلة عن قروض البنوك التي تأخذ فوائد مختلفة ومرتفعة من خلال "صندوق العائلة" الذي يمنح القرض مبتدئاً بأكثر الأفراد حاجة للقرض، سواء للزواج أو لشراء سيارة أو غيرها من حاجيات أفراد العائلة، فيؤمن الصندوق المبلغ الذي غالباً لا يتجاوز السبعين ألف ريال، ويتم إعادته للصندوق بلا فوائد من قبل المستفيد، وبهذه الطريقة تشجع معظم أفراد العائلة مؤخراً على زيادة مبلغ الدفع الشهري للاستفاده من قرض الصندوق بمبلغ أكبر.
برامج مفيدة
ومن الخطوات التي عملت عليها عائلة العجمي؛ يخبرنا عبدالله محمد العجمي أحد أفراد العائلة التي تجتمع كل ستة شهور في استراحة العائلة، وتعمل برنامج خاص؛ منه الترفيهي من خلال برامج للمسابقات والهدايا، وبرنامج اجتماعي تربوي يتم من خلاله تقديم محاضرات دينية وتربوية؛ تخص الأبناء والآباء يلقيها المتخصصون في هذا المجال من نفس العائلة.
في آخر اجتماع تم لعائلة العجمي قرروا عمل قناة تلفزيونيه خاصة لتبرز فعاليات وجهد أفراد العائلة وليستفيد الآخرون من التجارب المطروحة وحلولها.
أوشن دريم @aoshn_drym
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أوشن دريم
•
ايش رايكم بالفكرة؟؟؟؟؟
الصفحة الأخيرة