السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
صوم الجوارح
الحمد لله رب العالمين، واصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد؛
فقد شُرع لنا –نحن المسلمين- صومان مبروران، وإمساكان مبروكان؛ صوم رمضان، وصوم الجوارح.
وأريد في عجالة أن أتناول بحديثي صوم الجوارح ..
الصوم- إمساك الجوارح عن معصية الله وحفظ الله بها.
وهذا مما أمر به نبينا صلى الله عليه وسلم ،
قال -استحيوا من الله حق الحياء-. قال0 قلنا0 يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله0 قال0 -ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء-
فالحياء منه ما يكون من الخلق، ومنه ما يكون من الخالق، والحياء منه سبحانه أولى من الحياء من غيره
فصوم رمضان سبب يورث صوم الجوارح ويدل عليه، ويفضي إليه.
ألم يقل الله تعالى في سورة البقرة -يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ-
أي تتقون الله بالكف عن الحرام وفعل الطاعة بصومكم.
لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان
0وا لتتقوا المعاصي0
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 0يا معشر الشباب مَنْ اسْتَطَاعَ منكم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ-
ولما كان الصوم من أكبر العون على كسر الشهوة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج
ولذا أمر الله عز وجل بالصوم في كثير من الكفارات؛ في كفارة قتل الخطأ، والحنث في الأيمان، وقتل الصيد حال الإحرام، والظهار؛ لما له من أثر كبير في تحقيق التقوى وتهذيب الأخلاق.
قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم 0مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ، وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ-
فلماذا كان الصوم سبباً لصوم الجوارح واستقامتها
لأن الصوم عبادة تزكوا النفوس بها، وتتسامى الأرواح بسببها ومن سمت روحه وطهرت نفسه لم تأنس بمعصية الله، فالصائم يعلم أنه ترك ما أحل الله تعالى تقرباً إليه، فكيف يترك ما أحل الله ويقع فيما حرمه عليه
البصر، وذلك بغضه كما أمر الله، فإمساكه عن إجالته في الحرام صومُه.
الأنف، وذلك بأن لا يشتم به ما حرم الله من المخدر وغيره..
الرأس، وذلك بألا يُطأطأ لغير الله ولا يسجد به إلا له. وألا يرفع كِبْراً وتعالياً على الناس،
قال تعالى -
ولا تُصَعِّرْ خدَّك للناس0
الأذن، فلا نستمع به إلى محرم؛ كغيبة ونميمة وموسيقى وغناء.
اللسان، وما شيء أحوج إلى طول حبس منه، وفي الخبر أنه قيل لعيسى عليه السلام0 أوصنا. قال0 لا تتكلموا أبداً. فقالوا له0 ومن يطيق ذلك قال0 فلا تتكلموا إلا بخير.
البطن- فلا ندخل إليه حراماً، فإنه -لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به- كما ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم
الرجل، فلا يُسعى بها إلى معصية الله تعالى.
اليد، فلا يعتدى بها على حق أحد، ولا يُبطش بها إلا في طاعة الله.
وبالجملة- فإن المرء مأمور حيال أعضائه بأمرين، ومكلف فيها بتكليفين- كفها عما حرم الله، وذاك تصويمها. وطاعته بها.
أسأل الله أن يحفظ جوارحنا، ويسلمنا من كل سوء، ويعصمنا من الزيغ والزلل.
رب صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. مع تحياتي شيخة الاحساء:)
شيخة الاحساء @shykh_alahsaaa
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وأجزل بعطائــــــــة وبمثوبته إليك